الفرق بين الكرسي والعرش

مجتمع رجيم / النقاش العام
كتبت : جذور
-



  1. {}

    الكرسي هو موضع قدمي الرحمن عز وجل على أصح الأقوال فيه ، والعرش أكبر من الكرسي .
    والعرش هو أعظم المخلوقات ، وعليه استوى ربنا استواءً يليق بجلاله ، وله قوائم ، ويحمله حملة من الملائكة عظام الخلق .
    وقد أخطأ من جعلهما شيئاً واحداً .
    وهذه أدلة ما سبق مع طائفة من أقوال العلم :
    عن ابن مسعود رضي الله عن قال : بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام وبين كل سماء خمسمائة عام ، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام ، وبين الكرسي والماء خمسمائة عام ، والعرش فوق الماء ، والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم . رواه ابن خزيمة في ” التوحيد ” ( ص 105 ) ، والبيهقي في ” الأسماء والصفات ” ( ص 401 ) .
    والأثر : صححه ابن القيم في ” اجتماع الجيوش الإسلامية ” ( ص 100 ) ، والذهبي في ” العلو ” ( ص 64 ) .
    قال الشيخ ابن عثيمين :
    “هذا الحديث موقوف على ابن مسعود ، لكنه من الأشياء التي لا مجال للرأي فيها ، فيكون لها حكم الرفع ، لأن ابن مسعود لم يُعرف بالأخذ من الإسرائيليات” .
    ” القول المفيد شرح كتاب التوحيد ” ( 3 / 379 ) .
    وقال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في مسائل هذا الحديث :
    “… التاسعة : عِظَم الكرسي بالنسبة إلى السماء .
    العاشرة : عظم العرش بالنسبة إلى الكرسي .
    الحادية عشرة : أن العرش غير الكرسي والماء” .
    ” شرح كتاب التوحيد ” ( ص 667 ، 668 ) .
    وعرش الرحمن هو أعظم المخلوقات ، وأوسعها .
    قال تعالى : { فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش العظيم } [ المؤمنون / 116 ] ، وقال تعالى { وهو رب العرش العظيم } [ التوبة / 129 ] ، وقال تعالى { ذو العرش المجيد } [ البروج / 15 ] .
    وقال ابن كثير رحمه الله :
    “{ وهو رب العرش العظيم } أي : هو مالك كل شيء وخالقه ؛ لأنه رب العرش العظيم الذي هو سقف المخلوقات ، وجميع الخلائق من السموات والأرضين وما فيهما وما بينهما تحت العرش مقهورين بقدرة الله تعالى ، وعلمه محيط بكل شيء ، وقدره نافذ في كل شيء ، وهو على كل شيء وكيل” .
    ” تفسير ابن كثير ” ( 2 / 405 ) .
    وقال رحمه الله :
    “{ ذو العرش } أي : صاحب العرش العظيم العالي على جميع الخلائق ، و{ المجيد } : فيه قراءتان : الرفع على أنه صفة للرب عز وجل ، والجر على أنه صفة للعرش ، وكلاهما معنى صحيح” .
    ” تفسير ابن كثير ” ( 4 / 474 ) .
    والمجيد : المتسع عظيم القدر .
    عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” الناس يُصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور ” . رواه البخاري ( 3217 ) .
    وللعرش حملة يحملونه .
    قال تعالى : ( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ) [ غافر / 7 ] .
    وهم على خِلقة عظيمة .
    عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” أُذِن لي أن أحدِّث عن ملَك من ملائكة الله من حملة العرش ، إنَّ ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام ” .
    رواه أبو داود ( 4727 ) .
    والحديث : قال عنه الحافظ ابن حجر : وإسناده على شرط الصحيح .
    ” فتح الباري ” ( 8 / 665 ) .
    والعرش فوق الكرسي بل فوق كل المخلوقات .
    قال ابن القيم رحمه الله :
    ” ولهذا لما كانت السماء محيطة بالأرض كانت عالية عليها ، ولما كان الكرسي محيطاً بالسماوات كان عالياً عليها ، ولما كان العرش محيطاً بالكرسي كان عالياً ” .
    ” الصواعق المرسلة ” ( 4 / 1308 ) .
    7. والعرش ليس هو المُلْك وليس هو الكرسي .
    قال ابن أبي العز الحنفي رحمه الله :
    “وأما من حرَّف كلام الله وجعل العرش عبارة عن الملك ، كيف يصنع بقوله تعالى : { ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية } [ الحاقة / 17 ] ، وقوله { وكان عرشه على الماء } [ هود / 7 ] ؟ أيقول : ويحمل ملكه يومئذ ثمانية ، وكان ملكه على الماء ويكون موسى عليه السلام آخذا بقائمة من قوائم المُلْك ؟ هل يقول هذا عاقل يدري ما يقول .
    وأما الكرسي فقال تعالى : { وسع كرسيه السموات والأرض } [ البقرة / 255 ] ، وقد قيل : هو العرش ، والصحيح : أنه غيره ، نُقل ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره. روى ابن أبي شيبة في كتاب ” صفة العرش ” والحاكم في ” مستدركه ” وقال : إنه على شرط الشيخين ولم يخرجاه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى : { وسع كرسيه السموات والأرض } أنه قال : ” الكرسي موضع القدمين ، والعرش لا يقدر قدره إلا الله تعالى ” .
    وقد روي مرفوعاً ، والصواب : أنه موقوف على ابن عباس …
    قال أبو ذر رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” ما الكرسي في العرش إلا كحلْقة من حديد أُلقيت بين ظهري فلاة من الأرض ” .
    .. وهو كما قال غير واحدٍ من السلف : بين يدي العرش كالمرقاة إليه” انتهى .
    ” شرح العقيدة الطحاوية ” ( ص 312 ، 313 ) .
    وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
    “هناك من قال : إن العرش هو الكرسي لحديث ” إن الله يضع كرسيَّه يوم القيامة ” ، وظنوا أن الكرسي هو العرش .
    وكذلك زعم بعض الناس أن الكرسي هو العلم ، فقالوا في قوله تعالى : { وسع كرسيه السموات والأرض } أي : علمه .
    والصواب : أن الكرسي موضع القدمين ، والعرش هو الذي استوى عليه الرحمن سبحانه .
    والعلم : صفة في العالِم يُدرك فيها المعلوم . والله أعلم” انتهى .
    والله أعلم .



    {}

    الفرق بين الكرسي والعرش

    من مواضيع العضو



الاعضاء الذين يشاهدون محتوى الموضوع(عضو: 1, زائر: 1)
  1. السمُو