رغم كل هذا التقدم الكبير في الطب والعقاقير.. لماذا لم يعثر العلم على علاج لحَب الشباب حتى الآن؟

مجتمع رجيم / الحياة الأسرية
كتبت : ام ناصر**
-
عربي بوست، ترجمة

AST 17/09/2018 11:35 تم النشر:

AST 17/09/2018 11:35 تم التحديث:




ربما هي أكبر أزمة تواجه الكثير من الشباب من الجنسين مع وصولهم لمرحلة البلوغ، التي تسبب لهم مشاكل عديدة، في تلك المرحلة التي يحاولون فيها الظهور بأفضل شكل ممكن أمام الآخرين، إنه إيجاد علاج حب الشباب .

هناك العشرات، إن لم يكن المئات، من النظريات حول الوقاية من حب الشباب وعلاجه. بعض الأشخاص يرون أنَّ الحل الأمثل هو المكملات الغذائية، والبعض الآخر يؤكد التوقف عن تناول منتجات الألبان، أو حتى ينصحون بشرب بول الكلاب من أجل القضاء على تلك البثور المزعجة (وأحياناً تكون مؤلمة).

لكن حتى أفضل العلاجات والعقاقير المدعومة بالعلم، من شأنها أن تتسبب في بعض المشكلات، مثل جفاف البشرة والحساسية لضوء الشمس وتشوه المواليد.

البحث عن عقار جديد

تلك العلاجات المعيبة تجعل وجود لقاح جديد لحب الشباب طور التطوير أمراً مشوقاً للغاية. لكنَّ حتى ذلك اللقاح، بقدر ما هو باعث على التفاؤل، قد يقع ضحيةً للعديد من نفس الثغرات التي وقعت فيها العلاجات الحالية، بحسب ما ذكرت مجلة The Atlantic الأميركية.

هذا اللقاح، الذي إذا طُرِحَ للاستخدام سيكون الأول من نوعه، مُصممٌ لتقليل الاستجابة الالتهابية للسموم التي تفرزها البكتيريا الموجودة بالبشرة.

وقال تشون مينغ هوانغ في بيانٍ صحافي، وهو أحد الباحثين الرئيسيين الذين يعملون على اللقاح، إنَّه حتى الآن جرى اختبار ذلك اللقاح على عيناتٍ من الفئران والأنسجة البشرية، لكنَّ &;التأثير المحتمل لنتائجنا ضخم بالنسبة لمئات الملايين من الأشخاص الذين يعانون من حبوب الشباب». (لم يرد هوانغ وفريقه على طلباتٍ لإجراء مقابلات).

والعقاقير.. iStock-921904450.jpg</p>يلجأ البعض للعلاجات الطبيعية للتخلص من مشكلة حب الشباب

لكن البكتيريا هي أحد الأسباب وليس كلها

ربما تمثل البكتيريا التي يستهدفها اللقاح الجديد سبباً واحداً ضمن مسببات ظهور حب الشباب، إذ يمكن أيضاً أن تسهم الهرمونات والجينات وبعض الأدوية في ظهورها.

ويقول كارلوس تشارلز، مؤسس عيادة Derma di Colore، وهي عيادة للعناية بالبشرة متخصصة لجميع ألوان البشرة، إنَّ الطبيعة متعددة العوامل التي تتميز بها الحبوب يجعل من الصعب علاجها.

ويضيف: &;عادةً ما يأتي الناس إلى العيادة ويسألونني: (هل نظامي الغذائي هو السبب؟) أقول لهم: نعم، أو يسألونني: (هل السبب هو المرهم الذي أضعه على وجهي؟) فأقول لهم: نعم أيضاً&raquo;.

أفضل العلاجات هو أسوأها من ناحية الآثار الجانبية

عادةً ما يصف تشارلز دواء آيزوتريتينوين، وهو دواء يؤخذ عن طريق الفم يُعرف عادةً باسم أكيوتان (بالرغم من أنَّ تلك العلامة التجارية لم تعد متوفرة) يندرج تحت فئة من العلاجات تسمى الريتينويدات.

هو من أفضل العلاجات المتاحة لحب الشباب، لكنَّها أبعد ما تكون عن المثالية: فهي تسبب جفافاً شديداً للبشرة، وتؤدي إلى مخاطر قد تسبب تشوهاتٍ خلقية خطيرة للمولود، لدرجة أنَّ النساء اللاتي يتناولن هذا الدواء يجب عليهن التأكيد أنَّهن يتبعن وسيلتين من وسائل منع الحمل، أو يمتنعن عن ممارسة الجنس مع الرجال.

ويقول تشارلز: &;عقار الأكيوتان هو مصدر رزقي. ولكن يجب وصفه كعلاج بحرص، ويُفضل أن يكون ذلك من قِبل طبيب أمراض جلدية مُعتمد&raquo;.

أطباء يستخدمون أيضاً علاجاً للضغط من أجل حب الشباب

وتقول أديلايد هيبرت، أستاذة الأمراض الجلدية في كلية ماكغفرن الطبية بجامعة UTHealth بمدينة هيوستن، إنَّه أحياناً ما يصف مقدم الرعاية الصحية الأدوية التي تحتوي على مركب سبيرونولاكتون الذي ينظم ضغط الدم لعلاج حب الشباب.

وكثيراً ما يوصي أطباء الأمراض الجلدية بطرقٍٍ أقل ميلاً إلى التدخل الجراحي (وغالباً ما تكون أقل فاعلية) مثل الريتينويدات الموضعية، والمضادات الحيوية، ووسائل منع الحمل، والمنتجات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية وتحتوي على حمض الساليسيليك أو بيروكسيد البنزويل.

لكن المشكلة أن كل عقار يستهدف سبباً واحداً فقط

معظم تلك العلاجات تستهدف فقط أحد الأسباب المحتملة لحب الشباب: ففيما يتعلق بحب الشباب الناتج عن البكتيريا، تُستخدم المضادات الحيوية.

وبالنسبة للحبوب الهرمونية، فالحل هو منع الحمل. وهناك القليل من الأدوية بإمكانها معالجة النوعين، إلى جانب عددٍ لا يحصى من العوامل الأخرى، مثل مستحضرات التجميل التي تؤدي إلى انسداد المسام، وحتى الوقت الذي تقتضيه مرتدياً الخوذ.

لقاح واعد لكنَّ نطاقه محدود

بحسب تشارلز، في حين أنَّ لقاح حب الشباب قيد التصنيع هو لقاح &;واعد حقاً&raquo;، لكنَّ تركيزه محدود الاستجابة الالتهابية لبكتيريا البشرة.

ويقول إيمانويل كونتاسوت، أحد كبار المساعدين بمستشفى الجامعة وكلية الطب في جامعة زيوريخ الذي كتب تعليقاً يرد على بحوث اللقاح، إنَّ هناك سبباً يدعو للتفاؤل بشأن اللقاح الجديد، لكنَّه من المحتمل أن يجلب معه الآثار الجانبية الخاصة به.

وأكمل: &;استهداف البكتيريا البروبيونية العدية [البكتيريا الأكثر ارتباطاً بحب الشباب] باستخدام لقاح من شأنه أن يكون محدداً أكثر وأقل سُمية من العلاجات الكيميائية&raquo;. ويشير إلى أنَّه ليست كل البكتيريا البروبيونية العدية سيئة، إذ إنَّها تتكون من العديد من السلالات، وعلى الرغم من أنَّ بعضها يسبب الحبوب، فالأخرى مفيدة. لكن إذا استهدف اللقاح السلالات الخاطئة، فإنَّه &;قد يزيد من وضع المريض سوءاً بالتأثير على الجلد&raquo;.

والعقاقير.. iStock-685676120.jpg


مشكلة حب الشباب تسبب أزمات عديدة للشباب من الجنسين

النتائج الأفضل ستظهر إذا استُخدم مع علاجات أخرى

ويقول تشارلز إنَّه يرى أنَّ اللقاح سيحقق أفضل النتائج عند استخدامه إلى جانب علاجاتٍ أخرى من علاجات الحبوب المثبت فاعليتها. ويضيف: &;لا أراه دواءً بمفرده، لكنَّه قد يساعد على التخفيف من نتائج بعض الأشياء الأخرى التي نفعلها بأجسامنا&raquo;.

أظهرت بعض علاجات حَب الشباب الناشئة الأخرى نتائج واعدة في العقدين الأخيرين. من بين تلك الطرق استخدام بكتيريا البروبيوتك، التي من شأنها أن تساعد في تقليل حب الشباب لدى بعض المرضى، وفقاً لجنيفر شواليك، وهي طبيبة أمراض جلدية تعمل في مركز Union Square Laser Dermatology.

وتقول: &;من بين أكثر الأفكار إثارةً للاهتمام استهداف الخلل الميكروبيومي في البشرة أو الأوعية الجلدية&raquo;. واكتشفت بعض الدراسات أنَّ استخدام بكتيريا معينة قد يكون له آثار مضادة للالتهابات والبكتيريا.

العلاج بالليزر لا يمكن توقع نتائجه

وازداد اللجوء إلى الليزر لعلاج حَب الشباب، ومع ذلك تشير الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية إلى أنَّ العلاج بالليزر يستغرق وقتاً أكبر وأيضاً لا يمكن التنبؤ بنتائجه، ويجلب معه أعراضه الجانبية المحتملة، بما فيها التورم والاحمرار وحتى الإصابة بالحروق.

ويقول تشارلز إنَّه بالرغم من الجوانب السلبية المحتملة، فإنَّه يشعر بالحماس الشديد تجاه ذلك اللقاح. ويردف: &;لم يكن لدينا علاجٌ جديد لحب الشباب منذ فترة طويلة. ونحن كأطباء أمراض جلدية ومرضى على حد سواء، جميعاً سئمنا بعض الشيء من العلاجات المتوفرة&raquo;.

اقتراح تصحيح

صورتويترخواطركلام