ليله فاصله ؟؟؟؟؟؟

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : جذور
-
ليله فاصله
عاد الجيش الاسلامي الى المدينة وقد خلف سبعين من الشهداء في معركة أحد حاملا جرحاه معه وهو يجر آثار الانهاك والجراح والهزيمة بعد نصر محقق لاح في بداية المعركة - هزيمة نجمت عن مخالفة الرماة على جبل أحد أمر الرسول ( ص ) وانشغال المسلمين بجمع الغنائم ظانين أن المعركة قد انتهت بالنصر - وعاد المشركون وعلى رأسهم أبو سفيان وهم يحملون رايات النصر والابتهاج والثقة بالنفس وقد ثأروا لما أصابهم في معركة بدر من خسائر كبيره ؟؟؟
مرت ليلة واحده فقط والجميع على هذه الحال من هزيمة للمسلمين ونصر للمشركين لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسكت على هزيمة قد تخلف آثارا كبيرة على مجريات الأمور فيما بعد - اذ أن اضطرابا قد يحدثه اليهود والمنافقون في المدينه - أتباع عبد الله بن ابي بن سلول والذي انسحب من المعركة مع المنافقين أمثاله ولم يقاتل - بحجة ان رسول الله لم يأخذ برأيه في طريقة ادارة تلك المعركة – بل أخذ برأي الشباب الذين رأوا أن يلاقوا العدو حيث نزل بجوار جبل أحد ؟؟ كما أن القبائل في جزيرة العرب قد يحفزها انتصار المشركين الى الانضمام اليهم وقتال المسلمين ؟؟؟ لكل هذا ولرفع الروح المعنوية للمسلمين أمر الرسول مؤذنه بالمناداة بملاحقة المشركين وقتالهم ؟؟؟ وألا يخرج أحد للقتال الا من شارك في معركة أحد - وسار الجيش المنهوك متسلحا بالايمان ومصغيا لأوامر الرسول باتجاه مكة خلف العدو دون أن يتخلف منهم أحد ممن قاتل في اليوم السابق باستثناء الجرحى الى أن وصل الى مكان يعرف بحمراء الأسد ( على بعد ثمانية أميال من المدينه ) وأشعل النيران ثلاث ليال دون ان يجرؤ العدو على قتالهم ؟؟ ليلة واحده فقط مرت - بعدها استجاب المؤمنون لأوامر نبيهم وقائدهم وفزعوا الى خالقهم وهم يستشعرون وجودهم في حضانته وقد أخذوا هذه الجرعة الايمانيه وحشدوا كل أسباب قوتهم وحيلهم وتجردوا من نفوسهم وعددهم وتوكلوا على الله القوي العزيز وقد تبدلت أحوالهم من هزيمة الى نصر ومن معنويات هابطة الى معنويات عاليه - واستنبطوا من دروس تلك الليله ما يحل قضاياهم بقولهم ( حسبنا الله ونعم الوكيل ) – ليلة واحده فصلت ما بين هزيمة ونصر - بل لقد عاد المسلمون بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء ؟؟؟ تلك الشعلة الايمانية التي ان عمرت قلب مؤمن تجعله يفزع الى الله اذا ما شعر بخوف فوق مستوى أسبابه ويهدد سلامته وأمنه وهو واثق بأنه سينال نعمة من الله وفضل ولن يمسه السوء – من هنا نستبط الدرس الكبير من تلك الليله وهو أن من يفزع الى الله في أمر يقلقه ويقض مضجعه ويعلم مصدره ولا يستطيع صده بعد أن استنفذ كل قواه وطاقاته مستيقنا متمثلا قدرة الله معه بقوله ( حسبي الله ونعم الوكيل ) فلا بد أن ينال ما وعد الله به وهو أن ( ينقلب بنعمة من الله وفضل ولن يمسه السوء ) وهذا وعد رب العالمين عز وجل -

التالي
السابق