أسنانك هي آلات الزمن، فكيف كانت مختلفة في الماضي، و كيف ستبدو أسناننا في المستقبل؟
مجتمع رجيم / الحياة الأسرية
كتبت :
ام ناصر**
-
لا يتوقف الناس في كثير من الأحيان عن النظر في العلامات والقرائن التي تحملها أسنانهم حول ماضيهم ويتسائلون كيف ستبدو أسناننا في المستقبل ، لكن كتاباً جديداً لعالم الأنثروبولوجيا الدكتور تانيا إم. سميث The Tales Teeth Tell يفتح أسراراً مخبَّأة داخل أسناننا، ويصف الرحلة العلمية التي تعود إلى قرون لازمة لفهم أصولنا وأنفسنا.
يبني مؤلف كتاب Tales Teeth Tell روايته على قرون من البحث العلمي، في مجالات علم الإنسان القديم دراسة أصول الإنسان وتطوره والمجهر. يفحص سميث أساسيات البيولوجيا الخلوية للأسنان، بما في ذلك كيفية تكوينها والإيقاعات البيولوجية التي تحكم وتكوِّن بنيتها (على الأقل خلال الطفولة)، كيف تطورت أسناننا إلى ما هي عليه اليوم؟
كما يكتب سميث عن القدرة على القضم بصوت عال وطحن جميع أنواع الأطعمة المختلفة، وكيف نعدل أسناننا أثناء الحياة، عن علم ودون علم. كما أنها تنظر فيما سيبدو عليه مستقبل الأسنان، سواء من حيث التطور أو التقدم التكنولوجي الأحيائي، مثل زراعة الأسنان البديلة بالخلايا الجذعية.
.jpg?auto=compress%2Cformat)
وهنا نسأل: كيف ستبدو أسناننا في المستقبل؟
على الرغم من أن لدينا حالياً فكاً أصغر مما كان عليه في الماضي، وأقل مساحة لجميع الأسنان البالغ عددها 32 سناً، فمن المحتمل ألا يحدث أي تغيير كبير في عدد الأسنان. ومع ذلك، إذا غيَّرنا طريقة تناولنا للطعام (ربما يكون الطعام في المستقبل أكثر ليونة ويتطلب مضغاً أقل)، فقد نشهد بعض الانخفاض في الفكين وأسنان أكثر ازدحاماً.
بحلول نهاية جولته التي تركز على الأسنان خلال الطفولة، والماضي البعيد، والثقافات الحديثة، سوف يقنعك سميث بأن أسنانك هي آلات الزمن.
فبمساعدة أساليب فحص الهياكل المجهرية داخل الأسنان، يعمل سميث على الأنثروبولوجيا السنية، وهو الحقل الذي يعود إلى كتابات تشارلز داروين حول تطور الأسنان.
وعلماء الأنثروبولوجيا المتخصصون في تشريح الهيكل العظمي غالباً ما يركزون على منطقة واحدة من الجسم، إما فوق الرقبة أو على الجمجمة والأسنان، أو تحتها، على ما نسميه الهيكل العظمي في مرحلة ما بعد الجمجمة.
[embedded content]
لكن من نواح عديدة، تتناسب قصة سميث مع قصص العديد من علماء الأحافير. إنها تدرس أشياء لا يملكها أحد آخر وتستخدمها لإلقاء الضوء على ما يجعلنا بشراً.
يعطي كتاب Tales Teeth Tell للقراء طريقة للنظر لأنفسهم بطريقة مختلفة عن استخدام مسحة DNA للحصول على معلومات حول ماضيهم، فواحد من أفضل السجلات لتطورهم الشخصي وتاريخهم التطوري هو داخل أفواههم على شكل أسنانهم، إذا كانوا يهتمون بإلقاء نظرة على المرآة!
[embedded content]
لم تكن مشكلات الأسنان قديماً مثلما هي الآن
نظم الصيد وجمع المحاصيل لدى أسلافنا لا يوافق التدفق السريع للأطعمة اللينة والسكرية التي نأكلها اليوم. أساساً، نحن لا تتكيَّف مع النظام الغذائي الغربي الحديث، كانت الأطعمة التي أكلها أسلافنا عن طريق الصيد صلبة وصعبة في المضغ ولم تتضمن السكر.
ولا تحفز الأطعمة اللينة نمو الفك أثناء الطفولة، مما يؤدي إلى سوء الإطباق، وتوفر الأطعمة السكرية بيئات لنمو البكتيريا المسببة للسوس.
وفي المستقبل ستصدمهم أسناننا الحالية أيضاً
وسيُذهل علماء الأنثروبولوجيا في المستقبل بمدى مشاكل الأسنان الحالية. توجد حالات قليلة من أمراض الأسنان في سجل الأحافير البشرية، لكننا اليوم مصابون بشدة بمختلف مشكلات الأسنان (مثلاً لا تتلاقى الأسنان بشكل صحيح)، والتأثيرات الرحمية قبل الولادة، وازدحام الأسنان، والتهاب اللثة، وغيرها من أمراض الأسنان التي ستترك علاماتها في بقايانا.
في الواقع، من خلال استخراج الحمض النووي البكتيري من اللوح المتكلس في الأسنان القديمة، وجدت مجموعة من علماء الأنثروبولوجيا أن سلالات البكتيريا المسببة للسوس أصبحت أكثر شيوعاً مع ظهور الزراعة. وقد ازدهرت هذه السلالات خاصة في أفواه الإنسان خلال الثورة الصناعية، مع أول إنتاج كميات كبيرة من السكر المجهزة. ما زلنا نعاني من هذه التأثيرات اليوم.
وأخيراً، ما الذي سيستفيده علماء الأنثروبولوجيا في المستقبل من الطرق العديدة التي يغير بها الناس أسنانهم؟ في الثقافات الغربية، يتحمل الناس مشقة كبيرة لتبييض أسنانهم بشكل صناعي. وخاصة النساء. ويشير الباحثون إلى أن الأسنان البيضاء قد تكون بمثابة مؤشر لعمر الإنسان، مع تفضيل الذكور للأسنان البيضاء كإشارة للشباب.
وأكثر من ذلك، كيف يمكن لعلماء الأنثروبولوجيا في المستقبل أن يفهموا ممارسات الحشو بالأسنان، أو شدها وسحبها إلى نقاط، أو تطعيمها بالجواهر أو الذهب، أو حفظها، أو إزالتها تماماً؟ توجد هذه الممارسات وغيرها في ثقافات مختلفة، ومن المرجح أن يناقش علماء المستقبل أسبابهم.
لذا، في المرة التالية التي تجد نفسك في كرسي طبيب الأسنان، تذكر ذلك: قد يقوم علماء الأنثروبولوجيا في المستقبل بتقييم هذه الآليات العلاجية في نهاية المطاف.
اقتراح تصحيح
صورتويترخواطركلام
يبني مؤلف كتاب Tales Teeth Tell روايته على قرون من البحث العلمي، في مجالات علم الإنسان القديم دراسة أصول الإنسان وتطوره والمجهر. يفحص سميث أساسيات البيولوجيا الخلوية للأسنان، بما في ذلك كيفية تكوينها والإيقاعات البيولوجية التي تحكم وتكوِّن بنيتها (على الأقل خلال الطفولة)، كيف تطورت أسناننا إلى ما هي عليه اليوم؟
كما يكتب سميث عن القدرة على القضم بصوت عال وطحن جميع أنواع الأطعمة المختلفة، وكيف نعدل أسناننا أثناء الحياة، عن علم ودون علم. كما أنها تنظر فيما سيبدو عليه مستقبل الأسنان، سواء من حيث التطور أو التقدم التكنولوجي الأحيائي، مثل زراعة الأسنان البديلة بالخلايا الجذعية.
وهنا نسأل: كيف ستبدو أسناننا في المستقبل؟
على الرغم من أن لدينا حالياً فكاً أصغر مما كان عليه في الماضي، وأقل مساحة لجميع الأسنان البالغ عددها 32 سناً، فمن المحتمل ألا يحدث أي تغيير كبير في عدد الأسنان. ومع ذلك، إذا غيَّرنا طريقة تناولنا للطعام (ربما يكون الطعام في المستقبل أكثر ليونة ويتطلب مضغاً أقل)، فقد نشهد بعض الانخفاض في الفكين وأسنان أكثر ازدحاماً.
بحلول نهاية جولته التي تركز على الأسنان خلال الطفولة، والماضي البعيد، والثقافات الحديثة، سوف يقنعك سميث بأن أسنانك هي آلات الزمن.
فبمساعدة أساليب فحص الهياكل المجهرية داخل الأسنان، يعمل سميث على الأنثروبولوجيا السنية، وهو الحقل الذي يعود إلى كتابات تشارلز داروين حول تطور الأسنان.
وعلماء الأنثروبولوجيا المتخصصون في تشريح الهيكل العظمي غالباً ما يركزون على منطقة واحدة من الجسم، إما فوق الرقبة أو على الجمجمة والأسنان، أو تحتها، على ما نسميه الهيكل العظمي في مرحلة ما بعد الجمجمة.
[embedded content]
لكن من نواح عديدة، تتناسب قصة سميث مع قصص العديد من علماء الأحافير. إنها تدرس أشياء لا يملكها أحد آخر وتستخدمها لإلقاء الضوء على ما يجعلنا بشراً.
يعطي كتاب Tales Teeth Tell للقراء طريقة للنظر لأنفسهم بطريقة مختلفة عن استخدام مسحة DNA للحصول على معلومات حول ماضيهم، فواحد من أفضل السجلات لتطورهم الشخصي وتاريخهم التطوري هو داخل أفواههم على شكل أسنانهم، إذا كانوا يهتمون بإلقاء نظرة على المرآة!
[embedded content]
لم تكن مشكلات الأسنان قديماً مثلما هي الآن
نظم الصيد وجمع المحاصيل لدى أسلافنا لا يوافق التدفق السريع للأطعمة اللينة والسكرية التي نأكلها اليوم. أساساً، نحن لا تتكيَّف مع النظام الغذائي الغربي الحديث، كانت الأطعمة التي أكلها أسلافنا عن طريق الصيد صلبة وصعبة في المضغ ولم تتضمن السكر.
ولا تحفز الأطعمة اللينة نمو الفك أثناء الطفولة، مما يؤدي إلى سوء الإطباق، وتوفر الأطعمة السكرية بيئات لنمو البكتيريا المسببة للسوس.
وفي المستقبل ستصدمهم أسناننا الحالية أيضاً
وسيُذهل علماء الأنثروبولوجيا في المستقبل بمدى مشاكل الأسنان الحالية. توجد حالات قليلة من أمراض الأسنان في سجل الأحافير البشرية، لكننا اليوم مصابون بشدة بمختلف مشكلات الأسنان (مثلاً لا تتلاقى الأسنان بشكل صحيح)، والتأثيرات الرحمية قبل الولادة، وازدحام الأسنان، والتهاب اللثة، وغيرها من أمراض الأسنان التي ستترك علاماتها في بقايانا.
في الواقع، من خلال استخراج الحمض النووي البكتيري من اللوح المتكلس في الأسنان القديمة، وجدت مجموعة من علماء الأنثروبولوجيا أن سلالات البكتيريا المسببة للسوس أصبحت أكثر شيوعاً مع ظهور الزراعة. وقد ازدهرت هذه السلالات خاصة في أفواه الإنسان خلال الثورة الصناعية، مع أول إنتاج كميات كبيرة من السكر المجهزة. ما زلنا نعاني من هذه التأثيرات اليوم.
وأخيراً، ما الذي سيستفيده علماء الأنثروبولوجيا في المستقبل من الطرق العديدة التي يغير بها الناس أسنانهم؟ في الثقافات الغربية، يتحمل الناس مشقة كبيرة لتبييض أسنانهم بشكل صناعي. وخاصة النساء. ويشير الباحثون إلى أن الأسنان البيضاء قد تكون بمثابة مؤشر لعمر الإنسان، مع تفضيل الذكور للأسنان البيضاء كإشارة للشباب.
وأكثر من ذلك، كيف يمكن لعلماء الأنثروبولوجيا في المستقبل أن يفهموا ممارسات الحشو بالأسنان، أو شدها وسحبها إلى نقاط، أو تطعيمها بالجواهر أو الذهب، أو حفظها، أو إزالتها تماماً؟ توجد هذه الممارسات وغيرها في ثقافات مختلفة، ومن المرجح أن يناقش علماء المستقبل أسبابهم.
لذا، في المرة التالية التي تجد نفسك في كرسي طبيب الأسنان، تذكر ذلك: قد يقوم علماء الأنثروبولوجيا في المستقبل بتقييم هذه الآليات العلاجية في نهاية المطاف.
اقتراح تصحيح
صورتويترخواطركلام
التالي
السابق
