زواج الأبيض من الأسود

مجتمع رجيم / الحياة الأسرية
كتبت : حبيبه زوجها
-
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
الزواج في المجتمع المسلم له ضوابطه الشرعية من كل جانب ومنها جانب التكافوء في النسب ومع ضعف الوازع الديني وتراكم الضوابط المجتمعية وغيرها نشأت في المجتمع طبقية وتعمقت في التفرقة في التكافؤ في النسب وخوفاً من الفتنة لا يتجاوزها أفراد المجتمع إلا ما ندر.
وصارت المجتمعات ذات طبقتين مجتمعيتين أو أكثر وصارت هناك رموز وألفاظ دارجة لا استحسن ذكرها.
والأصل في ذلك معلوم شرعاً للجميع ولكن غلب الجهل على العلم إلا من رحم الله فنسأل الله للجميع الهداية والتوفيق للخير.
هذا جانب الموضوع المجتمعي.
والهدف من العنوان هو جانب نفسي
وهو أن المقصود بالأبيض في العنوان أسر نشأت على الحسن الأخلاق والأدب والرقي والخوف من الله والترفع عن الظلم الكذب والخطأ وتتعامل بهذا مع ذاتها ومع من حولها ويحسنون الظن بالجميع ويحاسبون أنفسهم قبل محاسبة غيرهم.
والقصد بكلمة الأسود أسر نشأت على الدوران على حب الذات وتحسب أن الحياة من يكسب ويستغل الآخر قدر المستطاع وفي سبيل ذلك يستخدمون كل ما يمكن من تحقيق ذلك من رفع الصوت والكذب والظلم والأذى والحيلة في ذلك وتفسر وتبرر لنفسها ذلك وغيره من سوء الأخلاق وتغطي ذلك بالمجاملات والمظاهر حتى إذا حصل ما يعكر عليها قلبت للوجه الحقيقي.
ولحكمة من الباري عز وجل يحصل زواج بين الأبيض والأسود فهما متكافآن في النسب ولكن ليس في الوازع الديني والأخلاق.
وتسير الحياة ثم تنكشف الحقيقة بعد أول موقف من خيانة أو غدر أو غيرها ويتعامل كل منهما بوازعه وأخلاقه فالأبيض لا يحسن الظلم ولا الكذب ولا يرضى به وينزعج ويتألم من مجرد سماع بعض الصفات السيئة والكذب.
هنا نسأل ما السبب وما الوقاية وما العلاج.
السبب هو عدم الدقة في التحري عن الخاطب أو المخطوبة بشكل عام والسؤال عن مجتمعه وأسرته الكبيرة واسرته الصغيرة ثم الخاطب نفسه أو المخطوبة ولحكمة للباري عز وجل يتجاوز البعض هذه الضوابط ويحدث الزواج.
الوقاية هي الاحتراز المسبق واللاحق مما يثير أي احتكاك ونقل الوازع الديني والخوف من الله وخسن الخلق للشريك الزوجي بهدوء وصبر حتى يتأثر ويدرك حلاوة الوازع الديني القوي وحسن الخلق.
والعلاج هو التعامل مع المواقف بهدوء وعدم حساب للكذب ولا الظلم والدفاع عن النفس بالكلام الصادق المنطقي وعدم الاستسلام الطاقة العاطفية السلبية التي تشغل النفس بالدفاع والبحث عن البياض فالأسوديدرك أن يكذب ويظلم ولا يهتم بدرجة الأبيض وإنما يركز على الإنتصار للذات فقط.
وقد يحصل أن يتأثر الأسود بشريكه أو شريكته الأبيض ويعجبه هذا الجو الأسري الكريم فيناله ما ينالهم من أسرته وقد يتأثر الشريك الأبيض بجو الأسود وأسرته فيضعف وازعه الديني وتنحل أخلاقه ويستنكره أهله ويحصل خوف عليه ونصحه فيراض تحكم وتضييق عليه.
الموضوع واسع وواقع ومرت عليّ حالات كثيرة نتيجة هذا ومعاناة تجاوزت المحاكم إلى الشرطة والجنايات.
نسأل الله العلي القدير للجميع التوفيق والسداد وحسن القصد وحسن العمل.