مطار إسطنبول الجديد.. مقبرة عمال من أجل أردوغان

مجتمع رجيم / الأخبار المصورة
كتبت : عالية
-
مطار إسطنبول الجديد.. مقبرة عمال من أجل أردوغان


يفتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 29 أكتوبر، أكبر مطار في العالم والذي يقع شمال إسطنبول، لكن وراء هذا المشروع الضخم مأساة تحدثت عنها صحيفة "courier le" السويسرية دفع ثمنها العمال ونقاباتهم.





وقالت الصحيفة الناطقة بالفرنسية في تقرير ترجمته "عاجل": إن هذا المشروع شيد على حساب الاستغلال الشرس والقمع الوحشي للعمال.

وأضافت هذا المطار، الذي يقول الأتراك إنه سيكون "جوهرة" تركيا الجديدة التي يحلم بها أردوغان، والأكبر في العالم، يقع في قلب الغابة الشمالية في إسطنبول، وبلغت فاتورته 22 مليار يورو في شكل شراكة بين القطاعين العامّ والخاصّ، وفاز بها كونسورتيوم من خمس شركات كلها قريبة جدًّا من السلطة.

وأشارت إلى أنه عندما حاول عدة مئات من العاملين في ال الاحتجاج على ظروف عملهم الخطيرة، والمساكن غير الصحية، كان القمع قاسيًا، وعندما أضربوا عن العمل من 14 إلى 16 سبتمبر، واجهتهم الشرطة والدرك وحاصروهم في معسكرات العمل.

"قامت الشرطة بكسر أبواب غرف النوم منتصف الليل، وفحصوا الهوية، كانوا يتعاملون بقسوة شديدة"، يقول محمد للصحفية وهو عامل تم الاتصال به عبر الهاتف.

من بين 36000 عامل في أكبر للبناء في تركيا، اعتقل 405 شخصًا، وفقًا للمسؤولين، و543 وفقًا للنقابات، ليلة 15 سبتمبر، وما زال منهم 27 قيد الاعتقال دون محاكمة، كما يوضح رئيس نقابة البناء Dev YapiIs.

وفي الوقت الذي غمرت فيه الشبكات الاجتماعية رسائل تضامن تجاههم تحت عبارة "لسنا عبيد"، وصفتهم الصحافة الموالية للنظام بـ"الإرهابيين".

وقال محامي المعتقلين: "هؤلاء العمال يُستخدمون كمثال لثني أي شخص عن الاحتجاج في تركيا". موضحًا أنه من الاتهامات الموجهة إليهم إنشاء منظمة غير قانونية، وفي الواقع مجموعة نقاش على "واتساب".

ويبين محمد للصحيفة: "مطالب المحتجين تبدو معقولة، نعمل أكثر من اثنتي عشرة ساعة في اليوم، ونحصل على أجور غير منتظمة، ننام بشكل سيئ بسبب الحشرات المنشرة في غرف الغرف المزدحمة، حتى الماء يجعلني أشعر بالمغص، أما بالنسبة لظروف العمل فهي مميتة".

وتنوه "courier le" بأنه رسميًّا، توفي سبعة وعشرون شخصًا في غضون أربع سنوات بال، وفي 28 سبتمبر، قدم حزب HDP الموالي للأكراد تقريره الخاص تجاه هذه القضية. مشيرًا إلى مقتل سبعة وثلاثين، وأن مواقع البناء تحول إلى معسكرات اعتقال منذ بداية العمل في هذا المطار عام 2014.

في فبراير الماضي، أفادت صحيفة "جمهوريت" اليومية المعارضة الرئيسية عن مقتل أربعمائة شخص، "هذا أمر غير معقول، لا أحد لديه الأرقام الحقيقية".. يتعجب رئيس نقابة البناء في مقابلة مع الصحيفة أواخر سبتمبر قبل اعتقاله بقليل، موضحًا أن "هناك يوميًّا حوادث".

ويجمع النقابيون والعمال على أن معايير السلامة لا يتم احترامها في العمل، فالأحذية غير مطابقة للمواصفات ولا يوجد خوذات، أو شبكات الأمان، كما أن ساعات العمل طويلة، ولا يوجد تدريب للعمال، حتى عندما يكون هناك حادث، لا تدوّي صفّارات الإنذار حتى لا ينتبه العاملون.

منذ إضراب منتصف سبتمبر، يبدو المطار الجديد وكأنه معسكر للجيش، ويستمرّ البناء بوتيرة سريعة للغاية، ولا يوجد أي إجراء نقابي على جدول الأعمال.

وفقًا لمصطفى، مهندس الصحة والسلامة الذي يعمل ضمن 500 متعاقد من الباطن، يتم تجاوز قواعد السلامة إلى حد كبير، تفرض الوكالة الدولية للطاقة معايير معينة يجب احترامها، لكن حصص الإنتاج ومتطلبات الربح تجعل تطبيقها مستحيلًا، الجميع يخادع والمشرفون على بناء المطار يدركون هذا الوضع جيدًا.


التالي
السابق