قصة المثل الشعبي عادت حليمة إلى عادتها القديمة

مجتمع رجيم / النقاش العام
كتبت : جذور
-
</p>{5566}




تكثر المواقف ويكثر معها الأمثال الشعبية التي يرددها الكثير من الناس ، ومن ضمن هذه الأمثال الشعبية المثل الشعبي المنتشر في بلاد العرب بشكل كامل عادت حليمة لعادتها القديمة ، ولهذا جئنا اليوم لنظر ما هي حقيقة المثل وما هو أصله وحكايته وقصته ، فمع معاودة الشخص لفعل شيء كان قد امتنع عنه فقد نجد هناك من يقول هذا المثل الشعبي عادت حليمة لعادتها القديمة ، ولكن قوله كانت له قصة مشهورة ولهذا تعالوا بنا نتعرف على تلك القصة خلال السطور التالية.​

حليمة زوجة حاتم الطائي​

قد لا يعرف البعض من هو حاتم الطائي فانه شاعر جاهلي رائع وله من الأشعار الرائعة الكثير والكثير ، اشتهر بالكرم والنبل ودماسة الخلق ، وقد أكرمه الله بزوجة عفيفة طيبة تدعى حليمة ، ولكن كان لها طبع ليس بحميد وهو عكس ما اشتهر به حاتم الطائي وهو البخل الذي اشتهرت به ، فكم حاول حاتم الطائي أن يغير هذا الطبع فيها وان يكسبها طبع الكرم والسخاء من طباعه وقد حاول كثيرا في تطبيعها ولا فائدة ، و ربما الطبع يغلب التطبع حتى لدرجة السمن حينما كانت تضعه في الطعام كانت تضعه قليل للغاية وكانت يدها تهتز وهي تضع السمن من بخلها ، وكم طلب منها حاتم الطائي أن تكثر في وضع السمن في الطعام كي يصبح الطعام لذيذ ولكن لا حياة لمن تنادي ، إلا أنه قد جاءت له فكرة طيبة أن يقنعها بحيلة مميزة لكي تكثر السمن في الطعام ، فقد أقنعها بالفعل أن النساء في قديم الأزل كانت تقوم بوضع السمن بزيادة في الطعام وأن هذا سوف يكون سبب في أن يزيد الله في عمرها ، بالفعل اقتنعت حليمة وبدأت تزيد السمن في طهيها للطعام لكي يزيد الله في عمرها ، وشيئيا فشيئا قد تعودت حليمة على الكرم والسخاء بعد أن كانت ذا صفة ليست بحميدة وهي صفة البخل والشح .


وفاة ابن حليمة ​

في ذات يوم قد توفي أبن حليمة فكان الحزن الكبير وقتها لها ولأبيه الشاعر الجاهلي حاتم الطائي ، حزنت عليه حزنا شديدا وأصبحت كارهة للحياة بشكل عام بعد وفاة ابنها وفلذة كبدها ، وجدت نفسها لم تعد في حاجة لزيادة عمرها وتمنت الموت لكي تلقى ابنها وتعيش معه في حياة قد تجمعهما فيما بعد الموت ، رجعت حليمة تقلل السمن بالطعام بشكل ملحوظ للغاية و بشكل مبالغ فيه للغاية ، إلى أن أصبح وضعها للسمن أصبح شبه نادر أو معدوم إيمانا منها أن مع تقليل السمن أو عدم وضعه في الطعام سوف يقلل من عمرها كما أقنعها زوجها من قبل ، هذا رغبة منها في إنهاء حياتها وتذهب إلى ابناه الذي توفى ، فقد عادت حليمة بهذا إلى عادتها القديمة ، ليقول الناس حينذاك عادت حليمة لعادتها القديمة ، وهي البخل في وضع السمن في الطعام ، ولكن في هذه المرة الثانية ليس بخلا منها على قدر ما هو إيمانا منها في الرغبة من أن تنهي حياتها التي لا معنى لها بدون ولدها .​

حليمة الخليج​

هناك تأويل أخر عن قصة حليمة وعادتها القديمة في الخليج ، فقد كان هناك من يقول أن هذا المثل قد اشتهر في بلاد الخليج في عهد سابق حيث كانت هناك عجوز راعية للغنم تدعى حليمة ، وكان يصدر عنها أصوات صراخ عالية بشكل يومي مثير للغاية ، والكل يعرف وجودها من صراخها العالي المتكرر يوميا بشكل جنوني ، ولكن ظلت حليمة لمدة يومين مختفية فظنوا أنها قد ماتت أو هاجرت المكان أو ربما هداها الله عن صياحها وصراخها ، ولكن بعد مرور اليومين قد سمع الجميع صراخ حليمة من جديد ، فكان من هنا قول الخليجين للمثل الشعبي &rdquo; عادت حليمة إلى عادتها القديمة &rdquo; من هذا المنطلق .​



قصة المثل الشعبي عادت حليمة إلى عادتها القديمة