رواية شما وهزاع

مجتمع رجيم / النقاش العام
كتبت : جذور
-
رد: رواية شما وهزاع رواية للدكتورة ناعمة الهاشمي

لهذا وافقت، على هزاع حينما تقدم لي، لأني علمت انه سبق له رؤيتي عند باب الكلية ، عندما كان يأتي ليأخذ شقيقته من هناك، هذا الامر اثار ارتياحي، فهو على الاقل يعلم أني مكتنزة، …ويريدني كما أنا،
(( صحيح إنه يريدني كما أنا، لكني رغم ذلك… امممممممممم، سأصبح اجمل… بات الوقت ضيقا، علي أن أجد حلا، بأية طريقة، …لا شيء اسرع من شفط الدهووووووووووون؟؟؟ !!!!! انيههههها هههاي ها قد وجدتها))

(( ألو، مرحبا، أرغب في عملية شفط دهون، … نعم، … بالضبط، .. في الثانية والعشرين من عمري، .. لا أبدا، لم يسبق لي، .. وزني خمسة وسبعون كيلوجرام، اعتقد أني بحاجة إلى ذلك، … حول منطقة البطن، والأرداف، … أممم، والصدر ايضا، … في كل مكان، … هل يمكنني أن احصل على العملية في القريب العاجل، ..حفل زفافي بعد شهرين .. ماذا افعل..؟؟… هل يمكنك مساعدتي.. شكرا، بالتأكيد سأكون موجودة قبل الموعد، … أشكرك من قلبي…))
لأحصل على ما أريد علي أن أكون جريئة، قوية وشجاعة، لاوقت لدي للتردد، وهذه المرة لن أخبر أحدا، سأتصرف من ذات نفسي، إنهم يحبطونني بتصرفاتهم وقلقهم المبالغ فيه، … أريد أن أحقق حلمي، أريد أن أتمكن من الوقوف أمام زوجي بحرية، دون أن أقلق بشأن شكلي، أتمنى أن أحصل على الجسد الذي اريد، أبدا لم يكن هذا جسدي، ولم يكن لي، أني فتاة ذات شخصية خاصة، أحب التأنق، والجمال، أحب الرومانسية، ايضا، وأعتقد أن الرومانسية أمر يرتبط بالجمال، والنحافة، هل سبق لك أن شاهدت فيلم بطلته بدينة، وتقع في الحب، .. .أنا عن نفسي لم أشاهد، لقد كنت دائما ما أشاهد أفلاما بطلاتها رشيقات، .. بينما تعطى المكتنزة أدوارا ثانوية، وغالبا تكون هي الشخصية الفكاهية، في الفيلم، .. أي أنها تصنف كمادة للسخرية في كل سناريو، .. وأنا لا أريد أن أبقى في صف المكتنزات، .. أريد أن أنتقل في أسرع وقت إلى صف الرشيقات، الجميلات، الرومانسيات، هيييييييي….!!!!!

كان يحدق في ملف الكشوفات أمامه، ثم نظر لي بجدية وقال (( للاسف، ليس لديك أية دهون يمكن شفطها، … )) .. (( ماذا تعني، .. !!)) قال بحزم (( أعني أن جسدك طبيعي، أنت لا تعانين من السمنة، … ولأكون أكثر دقة، فلديك القليل من الدهون، في منطقة البطن، لكنها قليلة جدا، لا تحتاج إلى عملية شفط، فقط القليل من التدريبات الرياضية وتزول… )) … (( لا أصدق، … لكن وزني … )) قاطعني (( وزنك عادي… )) (( لا ليس كذلك، بالنسبة إلى طولي فالوزن المثالي يجب أن يتراوح بين الخمسين إلى الخامسة والخمسين كيلو جرام )) … (( ههه، من قال لك ذلك…؟؟ إن كان هذا صحيحا، فهذا يعني أننا نسير كنسخ الكربون في هذه الحياة، هذا الكلام غير صحيح إطلاقا، … أولا هناك الكثير من الأمور تتحكم في الوزن، منها حجم العضلات وثقلها، وقبل ذلك تكوينك العظمي، … هذا جسدك يا أختي، لا يمكنك تغييره،… )) … (( هل تقصد أنه مستحيل… أم أنك لا تعرف…؟؟))، .. (( أختي… ما أسمك… ها .. شما، أختي شمة، افهمي أرجوك، أخشى أن يقودك الحماس إلى البحث لدى أطباء أخرين، فتقعي في يد أحد النصابين، استوعبي الأمر شفط الدهون له قوانينه، يجب أن يكون لديك دهون يمكن شفطها، وأنت لا تملكين ايا منها، … ما تتحدثين عنه هي عضلاتك، لديك عضلات تشكل جسدك على هذا النحو، .. والعضلات يمكن تقويتها، تكبيرها أو تقليصها قليلا حسب نوع الرياضة، لكن لا يمكن شفطها، … هل فهمت الآن … !!!)).. (( وبماذا تنصحني، هل لديك وسيلة سريعة لتقليص عضلاتي، .. أريد أن أتخلص من 25 كيلو، خلال شهرين..)) (( هذه كارثة، … لو فعلت ذلك، ستفقدين حياتك، … ثم أن هناك عائقا أخر، عظامك، كل انسان له هيكله العظمي الخاص، وهو أمر وراثي، ألم تسمعي مسبقا عن الجسد التفاحي، والجسد الكمثري، والساعة الرملية،))(( بلى، سمعت، وعلمت أني من نمط الساعة الرملية،… لكن هناك الكثير من النساء المشهورات، لهن اجساد كالساعة الرملية، وليسوا ضخاما مثلي)).. (( أنت لست ضخمة، .. )) بدا متأففا، ثم قال مجددا (( سأحولك إلى الدكتورة نهال، متخصصة في مثل حالتك، أعتقد أنها ستساعدك)) …(( لن أعود للدكتورة نهال، لقد كنت عندها منذ عام، وواصلت العلاج لديها على مر ستة أشهر، ولم يجدي الأمر نفعا، كل ما قدمته لي هو مجموعة من التدريبات، … التي تحتاج إلى وقت طويل لتعطي مفعولا، .. أخبرتك حفل زفافي بعد شهرين، علي أن أعالج الأمر بسرعة )) .. (( اعتذر منك ليس لدي كلام اخر، … وأنصحك أن تحبي جسدك كما هو، … تعودي عليه، وكفي عن محاولة تغييره، … مارسي الرياضة كنوع من انواع العناية الصحية، لكن لا تفكري يوما في أنها ستقلص جسدك، فأجساد الناس امر وراثي، …!!!)) … (( أوه نعم، … صدقت)) قلت بإمتعاض، واخذت حقيبتي بعصبية من أمامه، وخرجت وأنا أتمتم، … (( كان حريا به أن يخبرني بأنه طبيب فاشل..!!!))…

شعرت بسخونة دمعتين غطتا سطح عيوني، .. فتفاديت النظر إلى وجه الموظفة بينما كنت ادفع الحساب، … لكنها قالت (( أعتقد أنك تملكين جسدا طبيعيا، … لما القلق..؟؟)) .. (( شكرا)) قلت وأنا أبتلع بكوة في حلقي، … لكنها واصلت القول (( لقد حاولت قبلك أن أفعلها، .. ثم اقتنعت اخيرا، بأن هذا القوام هو الوحيد الذي يناسبني، ..)) رفعت هذه المرة عيني إلى وجهها متشككة، ثم طفت بعيني على جسدها، تبدوا أكثر سمنة مني …(( حينما حدثتني طالبة للموعد، توقعتك سمينة جدا، سمينة حقيقية، لكني فوجأت بأنك لست كذلك،… وصدقيني سيحب زوجك مظهرك، فالكثير من الرجال يحبون المكتنزات… أمثالنا…)) ابتسمت لها شاكرة … لكني لم اقتنع .. وبدأت أتسأءل من كل قلبي، هل أريد أن أبدوا نحيفة، من أجله أم من أجل نفسي، … اعتقدت على مر سنوات حياتي، بأني جميلة، لولا هذا الجسد الذي لا يسمح لي بأن أبدوا رقيقة كالأخريات، … ارتبطت الانوثة لدي بالحجم الصغير، بل بات كل الناس يرون ذلك، لست وحدي، ..، ووجدت نفسي أصرخ: كيف سيتمكن زوجي من حملي في ليلة الدخلة وأنا بهذا الحجم، ..!!!

أخشى أن يبدأ في السخرية مني، بعد فترة، كما يسخر العالم من جميع البدناء، .. يا إلهي، لن أحتمل ذلك، فأنا لا أطيق أن يعاملني أحدهم بطريقة لا تليق بي، .. للمظهر دور كبير في الحكم على الناس، وفي توجيه مشاعرهم أيضا، وتحديد سلوكياتهم، تجاه بعضهم البعض، … لقد رأيت بأم عيني كيف تعامل الرشيقة باحترام وتدليل، فيما تعامل السمينة، بانتهاك وإذلال، … رأيت أيضا كيف تتحول صديقاتي السمان، من الشخصية الرقيقة، إلى شخصية عدوانية، كردة فعل يحاولن من خلاله الحفاظ على كرامتهن من الامتهان فلولا الخشونة التي يبدونها، لتعرضن للسخرية في كل مكان،
نحن السمان، دائما ما نقع تحت مطرقة الاستهزاء، أو نصبح اداة للتندر، الذي كثيرا ما يتسبب في جرح مشاعرنا، مما يضطرنا إلى ارتداء قناع الغضب والخشونة طوال الوقت، هذا يحمينا منهم، ويخيفهم منا، هذه الوسيلة الوحيدة لحماية أنفسنا، … عن نفسي، عانيت الكثير، وبشكل خاص حينما كنت طفلة، كنت سمينة جدا، .. وقد عانيت جدا، إلى الدرجة التي اضطرتني في بعض الأحيان إلى ضربهم،

(( شموه الدبة، … روحي يالدبة، … )) وفي أحد الأيام حينما فقدت اعصابي، انقضضت عليها بشراسة، أبنة جارنا، طفلة في عمري، نحيفة، وجميلة، وشعرها ناعم أيضا، .. وكلما حاولت اللعب مع الشلة، كانت تستفزني بهذه الكلمات، لأنها لاتحب اللعب مع السمينات، … انقضضت عليها في أحدى المرات، واريتها ماذا يعني أن تكون الفتاة ( دبة )، هجمت عليها وضربتها بشراسة، بيدي وقدمي، وانتزعت خصلة كاملة من شعرها، وعضضتها بقوة في ذراعها، … حتى شعرت بالخوف من نفسي، … ثم أبتعدت عنها وأنا اجري بسرعة نحو بيتنا، دخلت إلى الحمام، وأغلقت الباب، وغرقت في نوبة بكاء حادة، .. فبعد اليوم لم أعد شموه الحلوة، الطيبة الدبة، … بل شموه الدبة الشرسة، … لقد أفقدتني الحادثة أجمل ميزاتي، طيبة القلب، ورقة الطابع، … لكنها اكسبتني الاحترام أمام اطفال الحارة… أو الخوف ربما، لم يجرؤ بعد ذلك ايا منهم على السخرية مني، …حتى كبرت،

اتخذت السخرية اطارا جديدا، فزميلاتي المراهقات في المدرسة، كن يسخرن ايضا، لكن بطريقة مختلفة، … سخرية يغلفها التهذيب، … (( لا تحاولي الجلوس هنا، فالكرسي بذراعين..))… (( ماهو مقاسك اكس لارج أم اكسس أكس لارج،))… (( أرجوك، لا تميلين في هذا الاتجاه، أخشى أن تقعين علي فتحطميني..ههه، كنت امازحك فقط ))…..!!!،، دعينا من هذه الذكريات المؤلمة، فأنا الآن لم اعد دبة، لقد تخلصت من الكثيييييير من الوزن، قبل ثلاث سنوات، عبر حمية طبية، تابعتها لدى خبيرة تغذية في مستشفى حكومي تخيلي…!!! لكن لازلت اشعر اني يجب ان اتخلص من 25 كيلو جرام اخرى…!!!!

((هل ابتعت قمصان النوم، والملابس الداخلية أم لم تفعلي بعد…؟؟)).. سألتني اعز صديقاتي، .. فقلت (( لم أفعل بعد، عادة ما تشتريها إحدى صديقات والدتي المتخصصة بالتجهيز للعرائس )) .. (( لا أرجوك … لا تعتمدي عليهن في أمر خاص كهذا، ليس وأنت المتعلمة والمثقفة، عليك أن تختاري هذه الاشياء بنفسك، … ..)) ثم فكرت قليلا ثم عادت لتقول مجددا (( هل تمانعين لو ساعدتك، لدي خبرة بسيطة في ذلك، فقد كنت اساعد قريباتي وصديقاتي في الاختيار، … إني موهوبة..)) نظرت لها مترددة، فاستدركت (( ماذا .. ألا تثقين بي؟؟… إني متخصصة في ذلك، اسألي كل صديقاتنا المتزوجات حديثا، لقد اذهلتهن جميعا ))… كانت تلك صديقتي سحر، تعرفت عليها قبل عدة أعوام في المدرسة الثانوية، ثم جمعتنا الجامعة، ..وهي تدرس الفيزياء، .. وقد اشتهرت بيننا بالأناقة وحسن اختيار القطع والملابس، .. لكني افكر في أمر أخر، هل ستوافق امي على ذلك..؟؟ فأمي لا تثق سوى في صديقاتها في ما يخص التجهيز… سأحاول… وقلت لها مع حماس ظاهر (( أتعلمين سأحاول اقناع امي بالأمر وسأرد عليك مساء اليوم، … ))

كانت والدتي مشغولة بالتجهيزات طوال الاسبوع المنصرم، وكانت تحاول أن تجد الوقت لنخرج للتسوق معا، لكن وقتي لم يكن يسمح بسبب الدراسة، .. (( ما رأيك يا أمي لو تسوقت بنفسي فيما يخص الملابس الداخلية وقمصان النوم…)).. (( بالتأكيد هذا ما سيحدث سنذهب معا، أنا وأنت وصديقتي …)) .. (( لا يا أمي لم أقصد هذا، أقصد أن لي صديقة عبقرية في اختيار هذه الأشياء، .. عرضت علي المساعدة، فهل يمكنني الخروج معها للتسوق…؟؟))، … (( أنت تعلمين رأيي في هذا الامر، .. لم أنسى حتى اليوم ما فعلته عليا، حينما صرفت مبلغا ضخما على شراء قميص نوم واحد، .. قالت إنه ماركة، قال ماركة قال، وفي النهاية لم يتحمل المكواه، .. وأضاعت كل ذلك المبلغ بسبب صديقاتها المهووسات بالماركات.. دعك منهن جميعا، … وثقي بأن صديقتي محنكة في هذا الامر ثم أنك ستكونين معنا، ولن نشتري أي شيء، حتى تكوني راضية عنه…))… تنهدت بعمق، .. لست متطلبة كثيرا في الواقع ، لكن شيء ما جعلني أعيد الطلب مع بعض الالحاح، (( لكن يا أمي، نحن الفتيات، لدينا ذوق خاص، وإن كنت تخشين أن أصرف مبلغا كبيرا، لا تعطيني سوى ما يمكنني صرفه، مبلغا يكفي لثوب أو اثنين ما رأيك؟؟)) نظرت لي بعينيها الحانيتين وهي تفكر مقتنعة وقالت (( إن كان الامر كذلك، فلا بأس … كم يكفيك…؟؟))….

انتهت المحاضرة الاولى الساعة التاسعة صباحا، والمحاضرة التي تليها تبدأ الواحدة ظهرا، وقد اتفقت مع سحر أن تمر علي عند التاسعة، حتى يتسنى لنا زيارة المركز التجاري القريب من مبنى الجامعة، .. في الحقيقة لم يكن الامر جديا كثيرا بالنسبة لي، كل ما كنت أحاول فعله هو اختبار ذوق سحر، وأن استمتع بالتسوق أيضا، لم يخطر في بالي أن هذه التجربة ستغير نظرتي إلى جسدي كثيرا…!!!

(( اخبريني كم تبلغ ميزانيتك لمشتريات اليوم )) قالت سحر بينما تحاول ركن السيارة، ..قأجبتها بتذمر (( لم احضر الكثير من المال، فوالدتي قلقة بشأن الامر)).. (( أوه، لا … كم يعني ؟؟ أخبريني كم..؟؟))… (( القليل وخلاص )) .. (( أرجوك حددي، لكي أعرف إلى أي المحلات نتوجه، فكل محل وله اسعاره…؟؟)) .. (( خمسة آلاف .. درهم فقط..)) …(( جيد، ليس بالقليل… إنه مناسب )).. اثار ردها ارتياحي، فقد كنت اشعر بالإحراج، ..

كانت سحر تعرف ماذا تريد من السوق، لم نمر على اي محل عشوائيا، اخذتني مباشرة إلى أحد المحلات المتخصصة في بيع هذه القطع، .. (( أنظري هذا أحد المحلات التي اعرفها، واسعاره مناسبة، يمكنك أن تختاري منه قطعة أو قطعتين، ثم سآخذك إلى محل أخر، لديه نوع مختلف…)) .. بدأت في تأمل المعروض، كانت هناك قطع مطاطية، جميلة وعصرية، أحببتها، وفكرت في اختيار أحدها، لكني تراجعت، لن تناسب جسدي على كل حال، ستظهر عيوب جسدي بكل تأكيد… ثم اتجهت نحو قطعة أخرى من الشيفون والدانتيل مكشكشة، وقصيرة، .. مناسبة بالتأكيد فأنا على الاقل أتمتع بساقين جميلتين، هذه القطعة قادرة على أخفاء الوركين، وابراز الساقين، .. فالتقطها، وضعتها امامي كاختبار مبدئي، لكن سحر التي كانت قريبة مني، قالت (( لا، .. ولا تفكري حتى مجرد التفكير في هذه القطعة، ابتعدي هذه هذه القطع، إنها لا تناسبك أطلاقا، تحتاج إلى فتاة نحيييييلة،…)) اشعرتني هذه الكلمة بالمهانة، وطرقت على جرحي، فنظرت إلى سحر نظرة قاتمة، وكأنها فهمت فاستدركت (( لما لا تجربين هذه، .. إنها تناسب نموذج جسدك، وتبرز مفاتنه ))… (( تبرز مفاتنه أم تخفي عيوبه…؟؟!!!)) قلت معترضة ومنزعجة…(( ما بك، لما هذه اللكنة الصفراء، أنا لم أقصد أهانتك، .. أرجوك يا شما إما أن تثقي بي، أو ننهي هذه الجولة الآن، ونبقي على صداقتنا))… ثم اشارت إلى القميص الذي اخترته مسبقا، وقالت (( النحيفات جدا، يرتدين شيئا كهذا، ليظهرن انهن أكثر سمنة وامتلاءا، هذه الكشكشات عند الصدر والأرداف تعطيهن ما يفتقدنه من امتلاء، بشكل خاص حين لا لا يتمتعن بصدر جميل او ارداف واضحة هل فهمتي الآن، أما أنت، فقد من الله عليك بجسد جميل، يجب أن تختاري شيئا خاصا، مغريا أكثر من كونه مريح…))..بدأت أهدأ بينما واصلت قائلة(( لو كنت مكانك، ولو كان جسدي كجسدك لما ترددت للحظة في ارتداء هذه القطعة ..)).. (( وما هي ميزة هذه القطعة.؟؟…))
(( إنها مغرية أكثر من كونها قميص نوم، إنه نوع من الملابس الداخلية، معد خصيصا للنساء اللاتي يتمتعن بجسد كجسدك، كالساعة الرملية، تعالى لأريك، …..أنظري هذه مجموعة أخرى منه، إنه موضة الجيل…بات القميص المحبب للرجال في عصرنا، … لكن للأسف لا تستطيع ارتداءه كل النساء، فهو مثلا لا يناسب من لديها جسدا مسطحا مثلي….))… رمقت القطعة بتفحص، بدت لي جميلة، ألوانها أيضا، .. قالت سحر بسرعة (( خذي هاتين القطعتين جربيهما واخبريني رأيك))..دخلت إلى غرفة القياس، ولم أكن واثقة من الامر، حتى ارتديت القطعة الأولى، .. يا إلهي بدوت كالقمر، تحولت في لحظات إلى أمرأه مثيرة، رائعة الجمال والقوام، .. اعجبت بنفسي، واستدرت لأرى كيف أبدوا من كل اتجاه، لم تكن هناك أية نتوءات في جسدي، لقد كان متناسقا مع القطعة، بالإضافة إلى الإكسسوارات الجميلة والرقيقة التي كانت معها، … رغم أن الارداف الكبيرة كانت لا تزال في مكانها، لكنها بدت ساحرة مع هذه القطعة الجميلة، والانسيابية اللطيفة، (( الحمد لله، مع هذه القطعة لن أخشى أبدا أن ابدوا بطبيعتي أمام زوجي… اقصد خطيبي الذي سيصبح زوجي )) قلت بصوت عالي، لتسمعني سحر في الخارج، والتي قالت بدورها (( أرأيت… لقد اخبرتك …))…!!!

(( رائع يا سحر أشكرك من كل قلبي ))..(( فقط لتثقي وتتأكدي، لا توجد أمرأه غير جميلة، هناك فقط نساء لا يعرفن كيف يظهرن جمالهن)) .. (( هل حقا أنت عاجزة عن ارتداء هذه القطع إنها جميلة هل جربتها، ..؟؟ )) (( نعم، ولم تناسبني ما أن ارتديها حتى أصبح مضحكة، فهي بحاجة إلى أوراك، وارداف جميلة، وصدر ممتليء، جسد مكتنز يعني، وانا شخصيا كما ترين مسطرة، والحمد لله، … )) .. (( وماالذي يناسبك إذا..؟؟ لأن اختي الكبرى جسدها يشبهك، ماذا انصحها أن ترتدي ..؟؟))..(( القطع الصغيرة، البدي بالحمالات، مع السراويل القصيرة مثلا، أمم، تعالي سأريك نماذج منها …))…(( هل هذا يعني أنه لا يناسبني ارتداء السراويل القصيرة)).. (( ليس تماما، لكن ابتعدي عن تلك التي تنتهي أعلى الركبتين، لأنها تسيء إلى مظهرك، تظهر وركيك أكبر حجما، وتجعلك أقصر وأسمن )) لم يثر كلامها غضبي أو تحسسي هذه المرة، بل على العكس لأول مرة بدوت قانعة متفهمة، لأني أخيرا اكتشفت ميزة جيدة في قوامي.

أنت موهوبة فعلا يا سحر، أين تعلمتي كل هذا … (( بصراحة هذا شغفي، فانا مهتمة بكل ما يتعلق بالجمال منذ طفولتي، وخلال سنوات مراهقتي كنت احب ان اتابع مجلات الموضة والتجميل، لكن ما صقل موهبتي حقا، هي دورة حصلت عليها في مركز قريب من الجامعة، … مركز مملكة بلقيس، لا أعرف إن كنت قد سمعت عنه مسبقا، فيه دكتورة تقدم دورات خاصة بالحياة الزوجية، … ومن بينها دورة بعنوان ( الجاذبية والجمال) هذه الدورة اعطتني معلومات رائعة، وجعلتني ابدوا اكثر خبرة….!!!!))

وهكذا تعرفت عليك يا دكتورة عن طريق سحر… لكني أخشى اني زرتك بعد فوات الأوان.

كان يوما حافلا، عدت إلى البيت ومعي ثلاثة أطقم جميلة، … وبعض الرضى إن لم يكن الفخر والسعادة، فبمجرد أن وضعت الاطقم الجميلة جانبا، استعدت شعوري السلبي تجاه وزني، وبدأت أفكر هكذا (( مع قوامي ذو الساعة الرميلة، سأبدوا أكثر جمالا وأغراءا لو كنت أنحف، تماما كمارلين منرو.. ليتني أستطيع خسارة عشرة كيلوجرامات فقط، عشرة على الأقل.. آآآآآآآآه ))، …..!!!

(( أنت أفضل تدبيرا من عليا، … لقد اكتسبت ثقتي، يمكنك تكرار الأمر، سأعطيك مبلغا أخر إن أحببت، اشتري ملابسك الداخلية والليلية بصحبة سحر، .. فبصراحة البنت فاهمة، وحكيمة في الشراء..)) ..(( شكرا أمي … )) قلت بسعادة، لأني شخصيا أحببت كثيرا التسوق مع سحر، إنها حقا موهوبة.

(( أمي هل يمكنني دعوة سحر لتنتقي معنا فستان الزفاف الأبيض، …)) .. (( لا مانع، .. لكن لا تحرجيني أمامها، أنت تعلمين أن ميزانيتنا محدودة… )) .. قلت متحمسة (( بالتأكيد إنها تعرف ذلك، … أشكرك أمي ))..

اعتاد الناس في مجتمعنا منذ سنوات، على استلام مبلغ من المال من العريس أو أهله، لشراء ملابس العروس، وصوغتها ( أي الذهب)، وكل ما تحتاج إليه من مستلزمات خاصة، .. هذه العادة اسهمت في وقف استنزاف الأموال، وهدرها، على ما لا قيمة له، وأبي من الاباء القلائل الذين لا يبالغون في المهور، أو أموال التجهيزات، فلديه مبلغ ثابت ومتوسط طلبه من عرسان أخواتي كلهن، وغالبا ما كان يساعد العريس في بعض الأحيان فيدفع من ماله مثلا للخدم والطباخين، وقيمة الذبائح، ولم يكن يقبل أي عوض منهم، .. يقول ابي بأن هذا الأسلوب يقرب عرسان بناته منه، ويزرع في قلوبهم الاحترام والتقدير، وفي الحقيقة يحضى أبي بعلاقة طيبة، واحترام كبير من قبل أزواج شقيقاتي، وعماتي أيضا، كونه من زوجهن جميعا، بعد وفاة والده ( جدي) رحمه الله.

كان هاتف منزلنا يرن بإلحاح عبر الجهاز في غرفتي، … لكني تثاقلت عن الرد، … واندسست في سريري بتكاسل،
وغصت عميقا تحت الغطاء، ودفعت برأسي بهدوء أسفل مخدتي، تجاهلا للرنين، … ولا أعرف إن كنت قد غفلت للحظات قبل أن تطرق أختي الصغرى باب غرفتي وتدخل هامسة (( شموه … شموه، … هزاع يكلم امي، .. يبدوا أنه يريد أن يتحدث إليك…))،

كان اسم هزاع كافيا ليفنجل عيناي، فنظرت لها غير مصدقة، ثم عدت لأدس وجهي من جديد في الفراش، …

مما دفعها لهزي (( والله، والله، … ذك هو يحدثها، .. هيا قومي استعدي، اغسلي وجهك، بسرعة، لعل والدتي تستدعيك في أية لحظة )) …

قلت من تحت الغطاء (( إنه يحدثها كل يوم، وما شأني أنا بالأمر، إنهما يتحدثان حول التجهيزات فقط …))، ..

(( لا أعتقد ذلك، سمعت والدتي تتحدث عنك، وتقول لا أعرف إن كان لديها وقت أما لا، فأنت تعلم بقي اسبوع واحد على امتحاناتها النهائية، … !!!))…

هنا بالفعل شعرت بقشعريرة مرة سرت في عروقي، .. واعتدلت جالسة بسرعة، وكان شعري المنكوش تكوم فوق راسي، وهنا ضحكت مروة أختي الصغري وقالت (( ماهذا، … ماذا فعلت بشعرك ؟؟ )) … (( هل أنت متأكدة من أنهما تحدثا عني …)) .. (( نعم، ولكن لحظة، ماذا فعلت بشعرك، لما يبدوا هكذا…)) ..

(( لا تهتمي، تلك خلطة لترطيبه، …جعلته يتكاثف، ويتكاثف، هكذا…)) … نظرت بتفحص، ثم قالت باهتمام (( إنه رائع، .. باستثناء أنه غير مصفف، لكنه كثيف بالفعل، …)) .. (( اليوم سأجري بروفة تسريحة الزفاف، … !!!)) .. (( أليس الوقت مبكرا، لازال هناك شهر ونصف قبل الزفاف ))… (( هذا الموعد الوحيد الذي حصلت عليه فالصالون مشهور ومزدحم طوال العام، والآن دعيني اسرع بالاغتسال، رغم أني لست متأكدة من الأمر، … ))

قلت بينما كنت أفرش أسناني، (( لا أعتقد أن امي ستسمح لي بالحديث إليه، .. أنت تعرفينها، … لعلهما كانا يتحدثان عني فقط…))

وهنا دخلت والدتي وكنت لا أزال افرش أسناني فيما قالت (( شموه أغسلي فمك وتعالي بسرعة، … أما أنت يا مروة، فاخرجي فورا، وليتك تتوقفين عن عادة التنصت تلك، فهي مذمومة ومكروهة يا بنيتي، … ))

لكن مروة قالت بدلال، (( أرجوك يا أمي لن أخبر أحدا، أبدا….))… (( وهل هي اسرار إنه امر عادي، لكنه لا يخصك، … على كل حال أبقي، .. فأنت عاجلا أو آجلا ستعرفين، وهل تخفي عنك شمة شيء… !!!))

اقتربت من والدتي، وجلست قربها كما أرادت، ثم قالت لي (( كلمني هزاع قبل قليل، …)) للحظات أنتابني رعب شديد، هل تراه يرغب في الغاء الزواج، الآن، بعد كل هذا،…؟؟ كانت طريقة أمي في الحديث مقلقة… قلت بقلق (( ماذا… ؟؟ ماذا هناك… هل غير هزاع رأيه بي، هل قرر انهاي الخطبة….!!!؟؟))،…

اقتربت من والدتي، وجلست قربها كما أرادت، ثم قالت لي (( كلمني هزاع قبل قليل، …))
للحظات أنتابني رعب شديد، هل تراه يرغب في الغاء الزواج، الآن، بعد كل هذا،…؟؟ كانت طريقة أمي في الحديث مقلقة…

قلت بقلق (( ماذا… ؟؟ ماذا هناك…؟؟))،… ردت امي باعتراض (( مابك، لا شيء مخيف، إنه امر عادي، … هزاع مصر أن تختاري معه غرفة النوم، واقترح أن أخرج أنا وأنت معه للاختيار… وأنت تعرفين أباك جيدا، لن يسمح بذلك، …. ))

اطرقت أفكر، فعلى الرغم من أن موضوع رؤية هزاع من جديد، أمر مفرح، إلا أني لا أريد أن أراه قبل أن أكون مستعدة، ثم ماذا يمكنني أن أفعل في هذه القشور التي تغطي وجهي، … لقد اجريت عملية تقشير قبل يومين، ولا بد أنها ستستمر لأسبوع على أقل تقدير، وقد تمتد لأسبوعين …(( ابي سيرفض، وانا لست مستعدة لرؤيته … أخبريه أن أبي غير موافق، وأني لا أمانع من أن يختار غرفة النوم بنفسه، .. على أن تكون بألوان فاتحة كما سبق أن طلبت، أحب اللون الأبيض والأرجواني، … وان يزين السقف بالثريات الارجوانية…هذا فقط، ليس مهما أن نخرج معا…))…

وهنا تدخلت مروة (( يا شما، من الواضح أنه يريد أن يراك، … إنه يفتعل ذلك ليراك، …))…

(( أمي، أنا لا أريد الخروج معه في الوقت الحالي …))

قالت مروة بسرعة (( لو كنت مكانك لخرجت واستمتعت قليلا… ثم أن أمي ستكون معكما ما الخطأ في ذلك…؟؟))

ثم ألتفتت مروة إلى أمي وقالت (( أمي خذيني معكما أنا أيضا احب اجواء التسوق الجماعية، وقد أساعد شما برايي ، أرجوك… ))…
وهنا نظرت والدتي نحو مروة بعينين ثاقبتين وقاسيتين قائلة… (( لو قدر لنا الخروج أنا وشما معه، فلن آخذك، وليس من الأدب أن تطلبي ذلك، هذا خطيب أختك، وخروجك أمامه خلال هذه الفترة بالذات خطأ كبير…))…

طافت كلمات والدتي كالصاعقة عصفت بكبريائي، وشعرت بأن وجهي أصبح كتلة نار،
ونظرت لها معاتبة مجروحة (( ما هو قصدك يا أمي، … هل تعتقدين أنها اجمل مني، وان هزاع لو رآها فسوف يصرف النظر عني… هل هذا هو قصدك، … ؟؟)) ..(( يا إلهي ماذا فهمت..؟؟ لا يا شما، .. لا يابنتي، .. ليس هذا قصدي أبدا، ثم أن لكل منكما جمالها، … لكنها عاداتنا ورثناها جيل اثر جيل، وقد نص عليها الشرع، مالداعي من خروج أختك معنا، في الوقت الذي يجب أن ينصب فيه تركيزه عليك أنت فقط، …)).. (( لكنه يرى يوميا الكثير من النساء في كل مكان من حوله، … مالمانع أن يرى اختي )) … (( يراهن، لكنه غالبا لا يحتك بهن، … بينما قد يتفاعل مع اختك على نحو مختلف، فنظرا للصلة التي باتت تربطنا، قد يألفها، ويأخذ راحته معها، وقد يفهم هو أو هي هذا الشعور بطريقة مختلفة لاحقا، … هل فهمتي …؟؟)) بقيت صامتة وعيني تلوح بدمعة مكتومة، فتابعت حديثها من جديد ((حبيبتي حينما تصبحين أما، ستفهمين قصدي، وستشكريني على ذلك…، وعلى كل حال، أنا ضد الخروج معه، بصراحة لا أجده أمر لائق،حتى أني لن أناقش والدك في الأمر، مادمت توافقيني الرأي، أردت فقط أن آخذ رأيك، لكي لا أسلبك حقك في الاختيار، … وثقي بأني أراكن جميعا يا بناتي أميرات متوجات على عرش قلبي، لا أفضل أيا منكن على الأخرى، .. لكني أتصرف بما يمليه علي ديني، ثم فؤادي))….!!!

مرت الأيام بسرعة، وبالكاد استطعت أن انهي اختباراتي بتقدير جيد جدا، فيما كنت معتادة على الامتياز، لكن لا بأس، لن يؤثر الامر في المعدل، كلها مواد عملية، يكفيني فيها النجاح، تقديراتها لا تحتسب، …

كنت خلال الأيام الماضية، أعيش جدولا حافلا بساعات التسوق وساعات التجميل، … والتجهيز، كان الأمر مرهقا جدا، فمهما بدا ذلك ممتعا، لكنه في أعماقه مرهق جدا، ويثير التوتر، اختيار القطع المناسبة، ومواصلة الانتقاء والتحضير، الخوف من حدوث أي خلل يؤدي إعادة كل الخطوات من جديد، … كنت خلال تلك الفترة قد استنفرت جميع الجهود من حولي، جهود قريباتي، وصديقاتي، ومعارفي ومعارف معارفي، الجميع كانوا متعاونين معي، لم يقصروا في شيء، … ووجدت نفسي أخيرا، في أسبوع الزفاف، وحولي جهازي كاملا، وقد باتت بشرة جسدي أنعم، وقوامي أفضل بقليل بفضل الله، حيث تابعت التدريبات في الجيم، وخضعت لنوع مكثف منها، كذلك فقد كان شعري قد حصل على قصة جديدة، بدوت فيها هاااااااااااي ستااااااااايل، …
في ذلك اليوم، كانت امي تلح علي منذ الصباح بأن ادخل لأجرب فساتيني، (( هيا جربيها حالا، …)) (( سأجربها لاحقا..)) (( قلت حالا، .. يعني حالا، …)) (( لكن لما كل هذا الالحاح والدتي الدنيا لن تطير …)) (( قلت حالا يعني حالا ولا تناقشيني، ثم تعالي هنا … لما شعرك منكوش ..)) (( يا إلهي منذ أكثر من شهر وأنا اقول اني اجري خلطة لشعري تجعله كثيفا ومنكوشا هكذا استعدادا لتسريحة الزفاف…)) (( سرحيه، فورا…)) (( أمي، ما بك اليوم…)) (( قلت سرحيه فورا شكله مخيف .. هيا فورا..))

صعدت إلى غرفتي متذمرة، كان بودي لو تناولت بعض الفاكهة قبل ان انفذ ما طلبته مني، (( تبدوا والدتي اليوم غريبة الاطوار.. هل هي متضايقة مني لاني سأتركها، حبيبتي لا بد انها ستفتقدني كثيرا.. حبيبتي امي …))

وقفت أمام المرأة والتقطت المشط، وبدأت اسرح شعري، الذي زادته الخلطة سوادا، وصحة، اصبحت معه عيناي تبدوان اكثر غموضا وسحرا، تجملهما رموشي الطويلة، لقد ولدت بعينين كحيلتين ولله الحمد، إنهما نعمة من ربي، وحاجبين مهذبين بلا ملقط، أما وجهي فهو مستدير كالبدر، ووجنتي اكتسبتا اللون الوردي مذ كنت طفلة، وكنت كلما خرجت إلى اللعب، اعود وكل خد من خدودي يضيء باللون الأحمر، وكان هذا الأمر يشعرني بالفخر، … فقلما توجد فتاة تتمتع بحمرة خدود طبيعية هذه الأيام، بشرتي لم تكن بيضاء هكذا، لكنها باتت بيضاء فعلا بعد الحمامات التي خضعت لها، ..كانت غرتي السوداء الكثيف تتدلى برقة وجمال فوق عيني اليمنى، مشكلة مظلة صغيرة، حينما كنت أجرب فستاني البطيخي اللون الزاهي، أمام المرآة، ياله من فستان رااااااااائع وخطيييير، تسلم إيد الخياطة، تلك النقوش الذهبية الصغيرة المطعمة بالكريستال الزهري عليه بدت ساحرة، وثنية الخصر تجنننننن يا ربي (( رائع رائع )) استدرت يمينا استدرت يسارا، لم ارتدي يوما فستانا جعلني ابدوا جذابة كهذا، سارتديه في يوم الصباحية، ..

سمعت صوتا قرب باب غرفتي لكني لم ادقق، …. كن غارقة في مشاعر البهجة التي ساورتني وانا ارى نفسي أتألق بهذا الجمال، وقلت في خاطري ليت هزاع يراني فيه، سيطير فرحا، سيفخر كونه اختارني زوجة، متى نتزوج وارتديه امامه،

وفجأة سمعت طرقا خفيفا على الباب، رفعت رأسي بسرعة حينما سمعت صوت ابي يستأذن بالدخول،
فقلت (( تفضل يا أبي، ادخل …)) … أطل والدي برأسه من الباب ثم قال (( هل لديك أحد في الغرفة … )) ..استغربت سؤاله وقلت
(( لا إني وحدي هنا … تفضل )).. ثم اعاد رأسه إلى الوراء، وسمعته يقول (( تفضل ..))…

فتح ابي الباب اوسع قليلا مما كان، ليدلف رجـــــلللللللللل مااااا لاااا لاااا .. إنه هزاع … يا إلهي، توقف قلبي من شدة المفاجأة.. سار هزاع نحوي بينما كنت واجمة، وبدأت انفاسي تتسارع من الصدمة، هزاع في غرفتي، بدأت اتلفت حولي ابحث عن مهرب، اريد ان اهرب، اريد ان انظر للمرآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه، لاااااااااااا، لااااااااااااااا، لااااااااااااا

لكنه استمر في التقدم نحوي، وعيناه الجذابتين تأسران كل كياني، اتسعت عيناه وابتسمت شفتاه، وشعرت به معجبا للغاية، وينظر إلي منبهرا.. كسرت عيني إلى الاسفل، فمالت غرتي على وجهي، لأجده وقد مد يده ورفع غرتي إلى الوراء، وقال وصوته يغلبه التوتر (( مبروك عقدنا القران لتونا، فأحب والدك أن أبارك لك شخصيا بهذه المناسبة، اليوم اصبحت زوجتي رسميا))

شعرت بأني ادوخ، وقد اسقط في أية لحظة، لم اكن قادرة على السيطرة على مشاعري، غلبني حيائي، ثم هذه المشاعر التي استولت على كل كياني بمجرد ان اقترب مني، هذا الرجل له هالة ساحرة، أكاد اغرق فيها، قلت بصوت هامس خجول مترجي وابتسامة خجل تختصرني (( ارجوك لا تلمسني…. أرجوك …أرجوك لا تقترب مني )) فيما كنت اتراجع للوراء… وهو يقترب..

شما وهزاع
رواية جديدة للدكتورة ناعمة الهاشمي

ورفعت عيني لا أتأكد من اني لم اجرحه بكلماتي، فرايت ابتسامة حانية جميلة على محياه، وشعرت بأن حيائي اسر لبه، كان يقاوم ان يقترب، وشعرت بأنه يتوق إلى احتضاني، فتراجعت خطوة إلى الوراء، فتقدم مني خطوتين، فتراجعت خطوات وخطوات فتقدم هو خطوات اخرى حتى التصقت بجدار الغرفة، فاصبح قريبا مني إلى درجة ان انفاسه كان تحرك خصلات غرتي، لم استطع الاحتمال كان من المحتم ان يغمى علي، وبشكل خاص حينما شعرت انه رفع يده ليلامس كتفي، فرجوته بصوت خافت اولا (( لالالالا أرجوك…)) ثم وجدت نفسي اصرخ عاليا (( أمي .. أبي )) ..

لم اكن مستعدة لكل هذه المشاعر في هذه اللحظات بالذات، وهنا أطل أبي الذي كان يقف خارج باب الغرفة الموارب، وبدا عليه الاستغراب ان رآني و هزاع في اخر الغرفة، لكنه قال (( مبروك يا شما، تفضل يا هزاع نلحق نخلص الاجراءات…)) وأشار بيده للخارج، .. أجابه هزاع، محرجا.. (( نعم يا عمي..))

بينما رمقني بنظرة توعد وعتاب وهو في طريقة إلى الخروج، وقال غامزا (( مصيرج لي… بوريج بعدين..))، ففتحت عيني غير مصدقة، ما كل هذه الجرأة، يا ألهي .. خرج هزاع مع ابي، فيما، سقطت جالسة على الكرسي من هول الصدمة، .. كان هزاع قبل لحظات هنا في غرفتي، وأمامي مباشرة، ….

انتابني شعور بالضيق، والسعادة في آن احد، نعم كانت لحظات ممتعة، رائعة ساحرة … لكني تمنيت لو أني علمت، …

اندفعت غاضبة اسأل امي التي كانت لا تزال تقف قرب الباب (( لماذا فعل بي ابي هذا…؟؟ لما لم يخبرني أنه سيحضر هزاع إلى غرفتي، .. كنت رتبتها، وتجملت قليلا، .. أو على الاقل استعد… ))..

اقتربت مني أمي وقالت هامسة (( هس قصري صوتج، لازالا قريبين من الباب)) أغلقت باب الغرفة واقتربت مني اكثر ثم قالت (( ولكنك جميلة كالبدر… إنك أجمل من أي يوم مضى )) ثم بدأت في رفع فساتيني المتبعثرة في أرض غرفتي، وهي تقول (( والدك يفعل هذا مع كل أخواتك، إنه يجعل العريس يطل على العروس مرة اخرى بمجرد عقد القران، وقبل توثيقه رسميا، … لقد أخبرني البارحة أنه سيفعل ذلك، … وطلب أن لا أخبرك، ..)) … (( لهذا كنت مصرة منذ الصباح على أن اجرب فساتيني اليوم…لكن لماذا يفعل ابي ذلك …؟؟)) …(( يريد من العريس أن يراك بلا زينة، وأن يراك على طبيعتك في البيت، ليكون مقتنعا تماما بك، قبل أن يتم توثيق عقد القران رسميا … هذا حقه…)) … ((حقه أن يراني هكذا …!!! آه يا أمي، ليتني علمت لكنت …. )).(( لكنت ماذا …)) قلت متذمرة (( لكنت ارتديت هذا ..)) واشرت إلى المشد ( لتنحيف الخصر ) الشيء الوحيد الذي تمنيت اني ارتديته قبل ان يراني هزاع…..!!!!!

عاصرت للحظات مشاعر القلق والتذمر، ولكن حالما خرجت امي وتركتني وحدي في غرفتي، وجدت نفسي احلق في عالم آخر، لازالت ملامح وجهه تسكن عيني، ورائحة انفاسه تعطر شعري، و هيمنة حضوره تسطو على ارجاء كياني، بدأت اتذكر سائر التفاصيل الصغيرة، عيناه اللتين بدوتا معجبتين، ومبهورتين، والرجفة في صوته التي اشارت إلى توتره، وخجله هو ايضا، اندفاعه نحوي بهذا الشكل رغم علمه ان والدي ووالدتي لازالا يقفان عند باب الغرفة من الخارج، .. كان جريئا … وبدأت الوم نفسي، كان علي ان اتصرف بهدوء أكبر، لعله يقول الآن ما هذه الطفلة، … لم يكن علي الصراخ بهذه الطريقة… لكن ماذا كان بيدي، …،

اخذت نفسا عميقا، ووقفت امام المرأة أتأمل نفسي من جديد، جميلة، لقد بدوت جميلة، من المؤكد اني اعجبته،
(( اعجبته فقط، كاد ان يختطفني.. يا أمي ياله من رجل )) لقد بدى لي كشخص اعرفه منذ سنوات، … على الرغم من أني لم أره سوى مرة واحدة، واليوم هي الثانية، … مرت اللحظات تلو اللحظات، ولست قادرة على ابعاد طيفه عن رأسي، ….. بدى طيبا، وجذابا، شعرت أنه الشاب الذي يبحث عني أنا بالذات، ويريدني أنا لا غيري، بدا سعيدا فعلا لرؤيتي… افقت على ضربات قلبي، … تنهدت عميقا، كلها أيام قليلة ونلتقي لنبقى معا مدى الحياة، … بعد أيام قليلة ستتغير حياتي إلى الأبد، وانتقل للسكن مع رجل غريب، كل ما أعرفه عنه هو شكله، واسمه، … وأني أعجبه، …

تعالت اصوات الرعد والبرق عبر نافذة المكتب، … ونظرت نحوي وهي تضم يديها إلى كتفيها،
((أصبح الجو بارد، ما رأيك لو نغلق النوافذ…)) اجبت موافقة (( فعلا..)) واغلقت النوافذ بزر قريب….ثم ضغطت على
زر الاسبيكر إلى جواري وأنا أسألها (( ماذا تشربين..؟؟ شيء دافئ ربما ))… قلت مقترحة…
قالت (( إن كان بالامكان، شاي البابونج…)) ..(( لكني اقترح عليك شراب الكاكاو الساخن،
ما رأيك…؟ )) (( لا أرجوك يا دكتورة إلا الكاكاو، ألا ترين كيف ابدوا لا اريد ان ازداد وزنا ))
(( ومن قال لك ان الكاكاو تزيد الوزن، … شراب الكاكاو الخالي من الدهون ممتاز للمرأة التي تعاني
من الهجر العاطفي، و الاضطرابات ما قبل الدورة الشهرية، هذا فضلا عن انه يرفع المعنويات ويعدل المزاج،
والاهم انه يخفف الوزن، ومناسب لتشعرين بالدفئ…!!!))
(( كلام غريب اول مرة اسمعه، كنت دائما اعتقد أن الكاكاو يسبب السمنة، …))

(( نعم حينما تأكلين لوحا من الشوكليت المعدلة بالسكر والدهون، والزيوت،
لكن الكاكاو الخام وحدها هي افضل طريقة للتنحيف…!!! ))
(( سبحان الله … اذا فلنشرب الكاكاو..))
سأخبرك بالمزيد من التفاصيل عبر دورة شولكيت ..

والآن أين توفقنا …

زرت في ذلك الصباح الكلية، لانهي بعض الاجراءات، وهناك قابلت زميلاتي في مقهى الجامعة،
(( شموووووه، يالخاينة، يعني مخطوبة كل هالوقت وما تعلمين، شوووه انت عبالج بنحسدج، والله ما صدقت عيوني يوم شفت بطاقة عرسج قلت هذه مينونة نحن وياها اربعة وعشرين ساعة وما تعلم، حشا طلعتي مب سهلة…))،
(( لا والله انت مختوبة يا شما، طيب ليه ما بتحكي، هيك خبرية بتجنن والله، تعي تعي حدي احكيلي احكي ))،
(( وين تحكيلج اصبري، خلني افهم اول، انت الحين عن جد، جد يعني بتعرسين خلاص يعني،
وبعدين صدق صدق خذتي ولد ……. والله طلعتي هب سهلة، ول عليج ول…))
وهنا تدخلت سحر (( قولوا ماشاء الله اكلتوها بنات، … حرام عليكم…))

قلت (( قل اعوذ برب الفلق… اشفيكن اللي يقول مسوية جريمة،
الخطوبة والزواج كله تم بسرعة، ما لحقت اقول لكم وبعدين
ماكان فيه مناسبة ..)) (( كل هذا ومافيه مناسبة، إذا الخطوبة في حد ذاتها مناسبة…
لكن اه منج طلعتي مب سهلة..))
(( اعوذ بالله…)) (( تعي حدي، قولي، طلعتي معه، حاكيتيه، كيف شكله، عندك صوره خلينا نشوفه…))
(( هييي، انتي شو تقولين، أي تطلع وأي تحاكيه، ما عندنا هالسوالف نحن، هلنا صككككة صكة بالقو..))،
ثم التفتت إلي عواش كبيرة الشلة وقالت (( هاااااااه، شموه، ليكون … صدق طلعت وياه، هلج اسمحولج…))
قلت متذمرة (( استغفر الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، وأنتوا وش لكم في هالسوالف، هذه امور خاصة، ما لكم دخل فيها…)) ….