خيالات الأطفال ليست اكاذيب

مجتمع رجيم / الحياة الأسرية
كتبت : منى
-
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
(( خيالات الأطفال ليست اكاذيب ))

أختى الفاضلة الكذب سلوك سلبي عند الطفل، لكن في بعض الحالات يعتبر تعبيرا طبيعيا عن خصوبة الخيال وارتفاع مستوى الذكاء لديه، وفي كل الحالات الكذب ظاهرة سلبية، وتؤذي حياة الطفل النفسية، يجب التعامل معها بدقة وحكمة، كي لا تتخذ اتجاها
انحرافيا في شخصية الطفل.
يظهر الكذب عند الأطفال بعد سن الرابعة، ويبدأ بالتلاشي في سن الثانية عشرة إذا تمت معالجته تربوياً بأساليب إيجابية، بعيدة عن أساليب التأنيب والتعنيف أو الحرمان، فهي أساليب تنمي سلوكيات الكذب، وتجعلها جزءا دفاعيا في ذات الطفل.
بعد سن الخامسة تتطور قدرة الطفل على الخيال، فيبدأ بتخيل واقع يحاكي ميوله ورغباته وتفرده الشخصي، أي أن الخيال ذاته يختلف من طفل لآخر ومن بيئة اجتماعية لأخرى، حسب الإمكانات التي يعيشها الطفل، وفيها يصبح الطفل أكثر مهارة في الكذب من خلال لغة الجسد والتمثيل، وهذا يجعله في موقف يطور عملية الكذب ويحاكي خياله الواسع بحكم أنه عندما يطرح القصص الكاذبة
يتعرض للمزيد من الأسئلة والاستفسارات فيزداد حجم الأكاذيب وقد تتضح ووتنكشف دون وعي منه.
***

إنّ أهم مشاكل الطفل والعوامل الملازمة لنموه خياله الواسع الخصب، فالخيال في حياة الطفل يشغل حيزاً كبيراً من نشاطه العقلي؛ وذلك لأن الصور الذهنية عنده تكون على درجة كبيرة من الوضوح، وبناء عليه لا يكون الطفل في عمر 45 سنوات قادرا على التمييز بين الواقع والخيال.
_لهذا كثيراًِ ما يقص الأطفال في هذه السن على أمهاتهم قصصاً وهمية مثل الالتقاء بسوبر مان، أو القيام مؤخراً بجولة في الغابة بمفردهم، حيث التقوا هناك بحيواناتهم المفضلة وغير ذلك من القصص والخيالات وفي الحقيقة، تعبر هذه القصص عن رغبات ودوافع كامنة في نفوس الأطفال،
& فهذه الخيالات وأحلام اليقظة لا تعني بالنسبة لهم أكاذيب يلفقونها عن عمد،
&بل هي ناتجة عن نشاط لطاقة حيوية وعقلية تعتمل في داخلهم ويمكن أن تساعدهم على التفكير في حل مشكلاتهم
وتحقيق رغباتهم ودوافعهم إذا ما وجدوا من يستمع إليهم دون أن يهزأ منهم أو يستخف بهم.
&فالخيال والتخيل وأحلام اليقظة عند الأطفال هي في الحقيقة حوافز لتطوير شخصياتهم،
&ومن الخطأ كبتها أو منعها، بل يجب تشجيعها ومناصرتها وعدم إحباطها؛
لأن مجاراة الأطفال في تخيلاتهم وأحلامهم يساعد في توسيع مداركهم وأفقهم ويساهم في بناء شخصياتهم بناء سليماً صحيحاً.
________________

فتوى اسلام ويب في كذب الاطفال

إننا نخطئ حين نسمي ما يصدر عن الأطفال بهذه المسميات الكبيرة كذب أو سرقة أو خيانة أو نحوها؛ لأن هذه الجرائم لا تثبت إلا إذا صدرت عن عزم وإرادة وتخطيط، وهذا لا يحصل من الأطفال لأنهم أبرياء ولم يعرفوا حدود ما لهم وما عليهم، ولكن خطأ المربي أو المعلم قد يعمق ذلك السلوك السالب ويؤصله، وهنا يكمن الخطر، وهذا ما نرجو أن ينتبه له الآباء والأمهات؛ فقد يصبح الطفل كذاباً لأن الأسرة تناديه يا كذاب، وقد يصبح سارقاً بالفعل لأن من حوله كانوا يتهمونه بالسرقة ويوصفونه بأنه سارق.
وأرجو أن تدركي أننا لن نجد صعوبة في تفسير سلوك هذا الطفل لأنه إذا قالت اشتريت كذا وكذا أو ذهبت مع أبي إلى كذا وكذا إنما يعبر عن أشواقه، فالطفل له خيال واسع، وكذلك إذا قال: فعلت كذا يوم أمس فقد يعني بذلك قبل أشهر فهذه الأشياء عنده غير واضحة.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة الدعاء لهذا الطفل مع ضرورة الاهتمام بما يلي:
1 توفير جرعات من العطف والاهتمام.
2 العدل بينه وبين إخوانه.
3 الاهتمام به إذا صدق وإهمال كلامه إذا لم يصدق.
4 عدم إعلان العجز عن علاجه.
5 الاتفاق على منهج موحد في توجيهيه، وأرجو ألا يكون بينكم من يفرح إذا سمع مبالغاته وتخيلاته.
6 الابتعاد عن أسلوب التحقيق.
7 إعطائه فرصة للعب ولا بأس في مشاركته.
8 إشعاره بالأمن والتقدير.
9 متابعته في الدراسة والبحث عن أحوال وأهل الأطفال الذين حوله.
10 الاستماع الإيجابي له ومسك يده عندما يتحدث والإقبال عليه والنظر في عينيه مع ضرورة أن يكون ذلك في لطف وعطف.
11 الحرص على أن تكونوا قدوة صالحة له.
12 عمارة البيت بالطاعات فإن بيوتنا تصلح بطاعتنا لله، والإنسان يرى أثر طاعته لله في نفسه وولده وأهله.
ونسأل الله له الصلاح والنجاح.
وبالله التوفيق. اسلام ويب.
***********

التالي
السابق