قصص الأنبياء موت نبي الله ادريس

مجتمع رجيم / فيض القلم
كتبت : بنتـ ابوها
-
قصص الأنبياء
نبي الله إدريس هو النبي الذي حمل الرسالة بعد آدم عليه السلام، فهو ادريس ابن يرد ابن مهلائيل ابن قينان ابن يانش ابن شيث ابن ادم عليه السلام، وتُنسب اليه اول نقلة حضارية في البشرية فهو أول من خطا بالقلم وصنع الثياب ولبسه، ويُذكر أنه كان مع كل غرزة يُسبح الله، وهو أيضاً أول من بُشر من الأنبياء بنزول القرآن.

وقد آتاه الله من العلم الكثير فقد امتلك مفاتيح العلوم وتعلم علم الفلك والنجوم، كما اشتغل بتعليم الناس الكتابة بالقلم، ومن صفاته كثرة الصمت والحكمة، ويُقال انه سُمي بإدريس لكثرة درسه لكتاب الله تعالى، وقد انزل الله عليه 30 صحيفة.


وقد بدأ ادريس يدعو الناس ببابل حيث وُلد هناك وآتاه الله النبوة، وقد أمر قومه بطاعة الله فاتبعه عدد قليل وخالفه الكثير، فأوحى الله له بالمهاجرة من تلك البلاد فصعب على اتباعه الرحيل وترك أوطانهم، فحثهم إدريس بالمهاجرة والتوكل على الله، فخرجوا معه وفي طريقهم مروا بالشام وفلسطين حتى وصلوا الى مصر، وهناك بدأ ادريس مهمته في دعوة الناس الى الله والتمسك بالدين ومكارم الأخلاق، وعلم أبنائه كل العلوم وانتشروا في انحاء لدعوة الناس الى عبادة الله للنجاة من العذاب، والزهد في الدنيا الفانية.

وقيل انه في زمانه تكلم الناس 72 لساناً وقد منحه الله من فضله منطقهم جميعاً، قال تعالى “واذكر في الكتاب ادريس انه كان صديقا نبيا ورفعناه مكانا عليا”، ويُقصد بالمكان العلي هنا هو رفع الله لإدريس عليه السلام وهو حي الى السماء الرابعة كما رفع عيسى عليه السلام، واسرى الله بنبيه ادريس كما اسرى بمحمد عليه السلام، ولإدريس عليه السلام درجة فضلى حيث فضله الله بالفوز باجر كل عمل ابن آدم لأنه هو من دلهم على الخير.

موت نبي الله ادريس

وعندما أراد الله أن يُزيد في عمره ليزيد في عمله، آتاه خليل له من الملائكة وأمره أن يحمله الى ملك الموت ليستأذن أن يطلب من الله أن يؤخر اجله، فصعد به الملك على ظهره يُجلِسه بين جناحيه ثم صعد به حتى السماء الرابعة، وهناك قابلوا ملك الموت في طريقه الى الأرض، فطلب هذا الملك من ملك الموت ان يؤخر أجل إدريس ليزيد عمله: فقال له ملك الموت: وأين هذا العبد؟

قال الملك الثاني: هنا على ظهري، تعجب ملك الموت، فسأله الملك: وما هو سبب تعجبك؟، فقال له: لقد أمرني الله ان اقبض روحه في السماء الرابعة، فهبطت وانا مُتعجب كيف لي ان اقبض روحه في السماء الرابعة وهو في اساس على الأرض، وها هو أتى الي الآن بنفسه، وكان عمره وقت ذاك 865 سنة.