~*و قد احتضنت أخي*~

مجتمع رجيم / منتديات الصور
كتبت : وفاء
-
p_7999iu8b1.gif




p_7999tp6i2.png

عدت بسطور قليلة .. و جداً...
لكن

أتمنى أن تنال اعجابكم وتكون لكم تسلية و متعة ...




p_7994ipcz6.png




p_751jj2ws2.gif

الحرب.. تلك المهزلة التي مصالحها تكمن بين زوايا قصور الحكام
و ثمنها لمن ضحَّى أو أصبح ضحيَّةً عنوةً عنه،،،

وها أنا ..

أمثل انعزالاً عن دمي و آهاً لسلالتي التي فنيت
و شوقاً لما بقي من عائلتي ...

أتتوهمون أني عجوزٌ أجلس على مقعدٍ خشبي اوقفه عن الحركةِ صدأه!!

أم تجدونني فقيراً يجوب الطرق؟!

بل أنا

*كيفين جلورايس*

شابٌ بأواخر العشرين من عمري و حالياً أنزل درجات قصري الذي يزيد عن ألف متر ، متجهاً نحو عملي في الشركة التي بنيتها بما بقي لي من إرث لي ،،،


وقفتُ أمام المرآة الطويلة المنصوبة على يمين البوابة الخارجية ،،
كان منظري جيدا و به الوقار و الهيبة المتناسبتان مع مكانتي الإجتماعية،،

لكن..

هل يظنون أنني كما يظهر مظهري و أموالي!!

لا اكترث إلا للمال القذر الذي وجدته وسيلة نجاتي لا غير،،،

أنا ..
بسبب مطامعهم عشت يتيماً ، بسبب خيانتهم لدولتهم ...
رأيت مذبحةَ أسرتي بأمِّ عيني...


عدى .. اخي الذي بلغني مقتله في الحرب حين ذهب جنديا متفانياً

كرمز ولاء وطنه....

عبرتُ البوابة لأستقيم بخطواتي نحو سيارتي القاتمة ،،

" نحو شركة آل فينيل يا ديمون"

أومأ بإيجاب مجيباً بإحترام
"حاضر سيدي الشاب"

رصصتُ على أسناني الناب و قلت بسخط رغم رزانة حروفي و هدوئها : ألن تكفَّ عن مناداتي بهذا اللقب المزعج ؟؟!!
ضحك الآخر ملئ فمه قبل يستدير بإبتسامةٍ هي أنس يومي بالعادة: و هل صدَّقت أني سأكفُّ عن إزعاجك كيفين؟؟..بأحلامك عزيزي .

شددت ما بين حاجبي المقطبان متنهداً بضجر من عدم نضج هذا الصديق المغفل الذي يعمل سائقاً لدي ، ثم أشرت له بالمضي : أحسن لي و امض طريقك بصمت.

لم يأبه لكلماتي الآمرة بتاتاً .. بل رفع صوت الراديو على أغنية حبٍّ لعينة و بدأ يكررها هو الآخر ليغيضني ، فهجرت عالمه و بدأت أفكر بمشروع اليوم و كيف يجب أن أربح منه قرابة المليوني دولار ..

.
.
.
.

صوت المكابح و سرعة حركة السيارة حيث أنها استدارت بعنف قبل توقفها ..
جعلني أنطق صارخا : ما الذي تفعله أيها المجنون ؟؟... هل أنت بوعيك؟!


خرج متجاهلاً عتابي .. فجرَّني الفضول لأترجل أنا الآخر ...

كانت فتاة شقراء الشعر ،، رثة الثوب الذي كان أخضراً ،،
دموعها تتسابق على وجنتيها المرتفعتين قليلاً ، و ديمون يحاول أن يستشف منها ما حصل..

نظرتها كانت مصوَّبة للطرف الآخر من الشارع ، وعندما نظرت وجدتُ عدَّةمن الناس هناك .. فانحنيتُ قربها سائلاً بدوري بلطف : هل هناك ما كنتي تبحثين عنه يا آنسة؟!

رفعت يدها مشيرة بسابتها بضعف ، و قالت بصوتها الرقيق الذي بدى كلحنٍ متعب : سرقني .. ذلك الرجل .
بدت غير قادرة على الوقوف خطوات... لإيجاد سارق مالها الذي يقف على بعد أمتار قليلة ..

نظرتُ نحوهم بتفرس و أنا آمر ديمون أن يدخلها السيارة : خذها و أوصلها للمشفى .. لا تبدُ أنها قادرة على القيامِ حتى .. و المصاريفُ علي .
"لكن..."

علمتُ أنه سيوقفني عن ما نويت لكنني لن ارتدع..

ثوانٍ فقط .. جعلتني بصدمة العمر الذي فنى ،،
فقد لاحظتُ خليلي.. شريك دمي.. و أخي
بينهم...

تقابلت نظراتُنا ، قد لا يعرفني لكوني الاصغر عمراً و قد تغيرت..

لكنه رغم تغيره لا زال يملك ذات الملامح ..و ذات التعابير ،،

تقدمت بسرعة نحوه... و نسيتُ ما أردت من تتبع السارق ..

لكنه و قبل وصولي إليه.. هرب بسرعة البرق !!

لحظة

..

لا تقل أن سارق تلك الفتاة الشابة هو أخي؟!!

تبعته و أنا أصرخ له ان يتوقف ،، وقف الزمن ..

و استعصى علي فهم المنطق ،، فمن أراه هو بالتأكيد أخي..

بكل تلك المنعطفات تبعته، و عقلي يأبى التصديق أن الوريث الشرعي لعائلة جلورايس يجوب الشوارع ليأكل قوت يومه سارقاً !
نفضت تلك الأفكار ،فإن تزلزلت خطواتي بسببها سيبقى هكذا للأبد ..

سقطت بالوحل مرّاتٍ و مرات أخافتني من فقداته...
لا يهم أن يراني أحد و يتعرف علي بهذا ابوضع المخزي، أنا أريد أخي.. شقيقي و بقية أهلي..

حربهم تلك اخذته بعيداً ، عني ..عن زوجته.. عن ابنته الرضيعة ..

و الآن أراه و اجعله يختفي!!

يستحيل ذلك ،،

وصل لسلالم محطة متحركة ، و بدا يهبط منها متعجلاً ، حتى قلتُ له ..

" أخي جايدن"
التف برأسه شارداً عن ه... و لا أعلم ، هل ألوم نفسي على مناداتي له ؟؟..
أم أجده الحظ الذي أوقفه؟؟..

سقط من تلك الدرجات ليكن كالكرة المتدحرجة و هذا ما جعلني اهوي بغية الوصول و الاطمئنان عليه..

وصلتُ لحيث هُو .. أخيرا ًً..

احتضنته بذراعي .. و قبلت جبينه .. و من بعدها شممته..

و أنا أبكي،،،

إنه هو حقاً ..
من كان يرفعني فوق كتفيه لالتقط ثمر شجرتنا الرمان ، من كان يلعب معي بغياب والدي..
من ضمني بأسرته عديداً من المرات لكي أنسى وحشة الوحدة ..

إنه أبي الثاني ، و بسمتي الحقة بطفولتي ...
إنه قاتل دمعتي،،

التمت عليَّ الجموع ، و هو لم يكن يدرك موقفي ...
جلس يتأوه ببطئ ، و أنا أنظر له بشغف ..
لمشيبِ رأسه، لهلاك جسده، لإرهاق أنفاسه...

قال و هو ينهضُ ينفض ثيابه النيلية العتيقة : أعتذر منك يا فتى ، لكنك اخطأتني بشخصٍ آخر...

ابتسمتُ دون وعي لسماع صوته الرجولي الخَشِن ، و احتضنته بينه ذراعي

و قد احتضنتُ أخي..


همستُ بما يجب بأذنه : هل تعرف كيفين العفريت بصغره ، ذاك الذي خبأ حذائك ليمنعك من الذهاب للحرب ..

بادلني العناق أخيرا.. شعرت بدف كفيه و تصلب أطرافها..

عادت لي عائلة و عاد لي سند..




p_79901orl3.png




p_799gplep5.png

التالي
السابق