"أنيميا أخلاقية!!!!"
مجتمع رجيم / النقاش العام
كتبت :
قطوف
-
كثيراً ماننتقد تصرفات من حولنا وردود فعلهم ,ونتذمر من سوء أدبهم وأخلاقهم ...
فهذه صوتها عالِ.. وتلك عباراتها جارحة..وهذا خشن التعامل ..وذاك لايلتزم بالنظام..إلخ..
على الرغم من أننا أمة الخير والأخلاق"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "...
وقد وصف الرسول عليه الصلاة والسلام الكلمة الطيبة بالصدقة , لكن تنطلق من أفواهنا كلمات جارحة, كما تنطلق الرصاصة من فوهة المدس ...
فتصيب وتقتل حتى أقرب الناس إلى قلوبنا , وتلقي بهم صرعى دون أن نكترث بما بدرمنا!!!
إن الكلمة-المنطوقة أو المكتوبة- سلاحٌ خطير , نحتاج أن نتعامل معها بكل عناية وحذر
حتى لانقتل أحد ما ... أو نتسبب له بالضرر...فكم من كلمة قالت لصاحبها دعني!!!...
إن اللسان الذي يخرج الكلمة الطيبة هو الذي يخرج الكلمة السيئة !! فهل نستطيع أن نحكم ألسنتنا ولا ننطق إلا بالطيب من الكلام "لتقل خيراًأولتصمت"..
وقد قيل في الحكم :"لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك"....
حتى إننا دائماً مانغفل أو نتعافل عن أعمالناوسوء تصرفاتنا مع الأخرين سواء في الأماكن العامة أو الخاصة. دون أدنى احترام أوتقدير لمن يتعاملون معنا . وفي المقابل
نعتب على ردود فعلهم وقلة ذوقهم في معاملتهم .!
لقد رسم لنا الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام الطريق المريح في التعامل مع الآخرين فقال: "ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه"..
هذا ما يسمى "أنيميا الأخلاق "
واعتدنا واعتاد الناس على ماهو أغرب من الخيال في تصرفات البشر , فعلى ذكر الأنيميا الأخلاقية استغربت كثيراً العديد من التصرفات لطالما أوحت بقصور مناهج التربية الأسرية عن الوصول إلى مبادئ هامة عند الجيل الحالى وربما سبق أن ظهرت هذا الظاهرة في الأجيال السابقة ولكن المجتمع أوجد لها روادع تؤكد الثبات على أصول التعامل , ولكن الواقع الحاضر ترك مساحات من الفوضى الأخلاقية والعبث الغير منطقي , المبني على قاعدة الحرية الشخصية أحيانا أو التسامح مرات عديدة أو استسهال الآخرين واستغلال المواقف أو التسلق واستباحة وامتلاك مايستطاع امتلاكه,
مما يؤكد عدم وجود التواصل مع الذات والأخرين بشكل جيد ومتوازن ,إلى جانب غياب التوجيه من المجتمع بشكل رادع ,والأساس غياب الارتباط بالدين......
اللسان والشعر
قال الشاعر:
يصاب الفتى من عثرة بلسانه
وليس يصاب المرء من عثرة الرجل
فعثرته بالقول تذهب رأسه
وعثرته بالرجل تبرأ على مهل