الخيرةُ فيما اختاره الله

مجتمع رجيم / فيض القلم
كتبت : بنتـ ابوها
-
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
[I]
(( الخيرةُ فيما اختاره الله))
[/I

هذه قصة ليست ككل القصص ..
إنها قصة تختلف عن سابقاتها من القصص المؤثرة الأخرة ....إنها قصتي أنــا ..
أطرحها أمامكم .. لا لأبكيكم أوأُأثّر فيكم ...
بل لتخفّفوا عليّ آلامها

بالدعاء لي ..

قصتي .. ابتدأت منذ حوالي الأربعة أعوام أو يزيد ، عندما هداني الله تعالى إلى التمسك بسنة نبيه والسير على نهج :
خديجة.. وفاطمة..وعائشة.. وأسماء ....

عندها أردتُ أن ألتزم بالحجاب ظاهراً وباطناً ، والبحثث عن كلّ ما من شأنه أن يقرّبني إلى الله عزّ وجلّ ، من صلاة نوافل ، وصدقة ، وصيام الأيام الفاضلة من عاشوراء وعرفة ورجب والست الليال البيض والعشر ليالي من ذي الحجة ...
وعندما تحصّلتُ على مكافأةٍ مالية في عملي عقدتُ العزم على أن أحج بيت الله الحرام ليزداد رصيدي من الإيمان ، وكان لي ما تمنيتُ والحمد لله ربي العالمين ... مع والدي ووالدتي فحقّقتُ بذل أمنيتين أن أحج وأنا صغيرةٌ في عمري قادرةً على أداء مناسك الحج ، وأن أحجّ مع والديّ ...

وبعد مرور عامٍ على الحج تقدّمَ لي رجل لخطبتي ، حيث اتصل بي هاتفيّاً وأعلن لي رغبته في الزواج منّي ، وعندما سألني هل أنا موافقة ليحضر والديه إلى بيتنا لخطبتي ، فأجبته دون تفكير أن يقابل والدي ، لأنني أردتُ من ذلك أن يحكم عليه والدي من خلال حديثه وطريقة تعامله ويسأل عنه ، لقول الرسول الخيرةُ فيما اختاره الله sallah.gif: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه) ، وحضر إلى بيتنا وقابل والداه والديّ وأعلنا الخطبة وقام بعد أيام بإحضار المهر (الصداق) ، الذي اتفق عليه كلٌ من العائلتين ،

وبعد شهر جاءوا إلينا لتحديد موعد العرس ، إثر ذلك قمنا أنا وأخواتي وأمي والقريبات بإعداد الحلويات والمأكولات التي تلتزم عائلة الفتاة بتقديمها للضيوف والمعازيم في الفرح ،(وكم كلّفنا ذلك من مبالغ ، ووقت ، وجهد) ....

وقبل موعد الفرح بخمسة أيامٍ فقط اتصل العريس بوالدي ليستأذنه في أن أخرج معه لقياس فستان الفرح (الفيلو) ،
وفي اليوم التالي جاء العريس إلى منزلنا وطلب أن أخرج معه إلى المحلات التجارية وحدي دون محرم ، بحجة أن الثقة متبادلة بين الطرفين والعائلتين ..

وعندما أصريت وألحيت أنا على عدم الذهاب معه وحدي دون محرم ، وخاصةً وأننا لم يتم العقد بيننا بعد ، أخبرني بأن أنسى ما كان بيننا ، وأن تنهى كافة الترتيبات التي قد تمّ إعدادها للفرح ، بحجة أننا لم نضع فيه الثقة .

لا أخفي عليكم أخوتي في الله فقد تذمرتُ وصعبت علّ نفسي قليلاً وانكسرت أحلامي التي بنيتها بأن يكون لي زوجٌ صالح وأبناء أربيهم تربيةً محمديّة صالحة ، ولكن ما كان يعزيني ويشد من أزري ويشحنني بطاقة الإيمان الروحانية التي ادّخرتُها منذ وقتٍ طويلٍ جعلني أتجلّدُ صبراً وأقف أمام ما أصابني كالجبل الصوّان بعزيمة فدّة وإرادةٍ لا تُقهر ..

نعم ... بكيتُ ... وبكيتُ ... وبكيتُ ولكن صمتُّ عندا تذكّرتُ قول الله تعالى: (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير)سورة الحديد ، وهل سيعيدني البكاء والنحيب على ما فات إلى الخلف؟؟؟؟

لا .. والله لا .. بل حمدتُ الله وشكرتُه فالله ما أخذ منّي إلا ليعطيني .. وما منعني من شيءٍ إلا ليجزني بأحسن منه ... والخيرة فيما اختاره الله ..

والحمد لله رب العالمين على كلّ شيء

أرجو من الله العلي القدير أن يعوّضني ويجيرني في مصيبتي ويخلف لي خيراً منها .

ولا تنسوني من الدعـــاء ...،،
**************

التالي
السابق