القاصر تقاوم..بقلمي..

مجتمع رجيم / النقاش العام
كتبت : جذور
-
سلمى لا زالت فتاة في عمر الزهور،فهي تبلغ من العمر

أربعة عشر عاما،وهي لم تر يوما واحدا سعيدا في

حياتها،حيث ولدت لأبوين عصبيين،غير متفاهمين،و

لا يجيدان شيئا سوى الصراخ،فكان لا يمضي يوم

واحد إلا وتتعالى فيه الأصوات،حتى ينزعج كل

الجيران منهما،وأكثر من كان يتأذى هما سلمى وأخيها

الأصغر (يونس) الذي كان يبلغ من العمر سبعة أعوام

فيحتويان الاثنان أنفسهما في زاوية تلك الغرفة

التي كانت الأبعد عن أصوات الصراخ،ومع هذا كانت

تلك الأصوات تصل إليهما،فيقومان بسد أذنيهما بكلتا

اليدين،حتى لا يسمعان أي شيء قد الامكان،وكان هذا

الحال هكذا،حتى قرر الزوجان العصبيان الانفصال

وأنه لا يوجد حل غير ذلك،وفعلا تم الطلاق وبقي

الخلاف على الولدين مع من سيبقيان،وبعد جدال

طويل ومستمر وتدخل متكرر من قبل في هذه المشكلة

قررا أن تذهب سلمى مع والدها لتعيش وتستقر معه

ويذهب يونس مع والدته ليستقر ويعيش معها،وهكذا

تم الأمر حتى بدأت الأمور تسير مع سلمى بالنسبة

لوالدها من سيء لأسوء،كان مع دخول العام الجديد

قد بدأ في إدمان المخدرات بسبب رفيق السوء،عاد

للتواصل معه بعد انقطاع دام لسنوات بسبب ظروف

الدراسة،فتفاجأ بوجوده في إحدى حفلات الأصدقاء

هذا الصديق يبلغ من العمر ستون عاما،وقد كان فاحش

الثراء،وأساس ثروته بسبب الاتجار في المخدرات

وتهريب الأسلحة،وقد كون تلك الثروة عندما ذهب

للعيش في أفغانستان وبعد أن أنهى دراسته

الجامعية في الهند.

اقترب كثير من والد سلمى،حتى عرف بأن لديه فتاة

صغيرة وجميلة في عمر الزهور،فطمع فيها خصوصا

بأنه لم يسبق له الزواج أبدا،وأحب أن يعيش باقي

عمره مع فتاة لا زالت في هذا العمر علها تعوضه عن

كل مافقده في حياته هذه من هذا الجانب،ذهب من

فوره إلى والدها وأغراه بالمال الكثير،والبيت الكبير

ولم يتردد للحظة في القبول بهذا العرض المغري،فقال

له:أن أعطيتك كل هذا مقابل أن تزوجني ابنتك.

وافق والد سلمى ولم يتردد أبدا،سمعت سلمى بكل

هذا عندما جاءت لتقدم العصير ،وخرجت بالقرب من

الباب،ومن جملة أنا موافق هي لك.

فهمت كل شيء ونزل الخبر عليها كالصاعقة،وبعد أن

ذهب بكت كثيرا عند والدها،وألحت عليه بأنها لا

تريد الزواج من رجل كهذا،وتريد أن تكمل دراستها

لا تريد العيش معه بتاتا،ولكن المال أعمى قلب والدها

وقال لها:ستتزوجينه شئت أم أبيت رغما عنك.

بكت وبكت ولكن دون فائدة،وتم الزواج

سريعا،ووجدت سلمى نفسها مع ذلك العجوز تعيش

في قصر كبير ولكنه جحيم،ووصل بها الأمر حتى

دخلت في حالة حادة من الاكتآب ،والذي وصلت فيه

لمرحلة يصعب علاجها فيه،وبالصدفة وصل الخبر

إلى والدتها،شعرت بأن قلبها سيقع عند قدميها،وفي

ذلك اليوم بكت والدتها كثير على تقصيرها بجانب

ابنتها،وأنها كانت تضيع وقتها في الصياح والخصام،و

لم تراعي مشاعر سلمى ويونس،وما بين ليلة وضحاها

هداها الله،ودخلت في حرب طاحنة مع والد سلمى و

زوجها في المحاكم في قضية سلمى حتى بعد عدة

شهور،ربحت هي القضية،وأعادت سلمى تحت جناح

رحمتها،وعوضتها عن كل ماحرمت منه القاصر تقاوم..بقلمي..