عيوب في القلب وتشوّهات خلقية للجنين.. احذر فالتغيُّر المناخي سيسبب هذه المشاكل بحلول 2025!

مجتمع رجيم / الحياة الأسرية
كتبت : ام ناصر**
-
يؤدي التغير المناخي إلى ذوبان الجليد، وزيادة قوة العواصف، وتبييض الشعاب المرجانية بسبب موت البروتوزوا التكافلية أو فقدان الصبغة الموجودة بداخلها. والآن، تشير دراسة جديدة إلى أنه قد يؤثر أيضاً على قلوب الأطفال.

تشير الدراسة، التي نُشرت يوم الأربعاء 30 يناير/كانون الثاني في مجلة جمعية القلب الأمريكية، إلى أن الحرارة الشديدة الناجمة عن تغير المناخ، ابتداءً من عام 2025، قد تزيد من عدد الأطفال الذين يولدون بعيوب في القلب في الولايات المتحدة. وقال باحثون إن الزيادة الكبرى ستكون في الغرب الأوسط يليه الشمال الشرقي والجنوب.

تعرض الأم الحامل للحرارة يؤثر على قلب الجنين، والسبب غير واضح

تؤثر العيوب الخلقية في القلب، أو تشوهات القلب التي يولد بها الأطفال الرضع، على حوالي 40 ألف وليد كل عام في الولايات المتحدة، وفقاً لبيان صادر عن جمعية القلب الأمريكية.

والسبب وراء إمكانية إصابة قلب الرضيع بخلل جرّاء تعرض الأم الحامل للحرارة غير واضح، لكن الدراسات على الحيوانات تشير إلى أن الحرارة يمكن أن تتسبب في موت الخلايا في الأجنة وتتفاعل مع البروتينات الحساسة للحرارة والتي تعتبر مهمة في عملية النمو، وفقاً للبيان.

ووجدت دراسة سابقة أجرتها نفس المجموعة من الباحثين أن تعرض النساء لدرجات الحرارة المرتفعة أثناء الحمل كان مرتبطاً بزيادة خطر الإصابة بعيوب خلقية في القلب عند الرضع. وشملت الدراسة نساء أنجبن بين عامي 1997 و2007.

وفي هذه الدراسة الجديدة، يجمع الباحثون بين تلك البيانات وتوقعات بدرجات الحرارة الناتجة عن تغير المناخ.

للجنين.. فالتغيُّر 2025! iStock-868468890-300

إذا صدقت توقعات ناسا لتغير المناخ.. تزداد حالات العيوب الخلقية

اعتمد الفريق على توقعات تغير المناخ التي جمعتها وكالة ناسا ومعهد غودارد لدراسات الفضاء. وعملوا على محاكاة التغيرات في درجات الحرارة القصوى اليومية في مناطق جغرافية مختلفة في الولايات المتحدة وحسبوا مقدار الحرارة ودرجات الحرارة القصوى التي ستتعرض لها النساء الحوامل في الربيع والصيف.

ووجدوا أن درجات الحرارة التي نتجت عن تغير المناخ بين عاميّ 2025 و2035، قد تحفز 7000 حالة إضافية من عيوب القلب الخلقية، وفقاً للبيان. ووجدوا أن معظم هذه الحالات ستكون في الغرب الأوسط، يليه الشمال الشرقي والجنوب.

نصيحة الأطباء للنساء الحوامل.. ابتعدن عن درجات الحرارة المرتفعة أثناء الحمل

وقالت الباحثة البارزة الدكتورة شاو لين، المدير المساعد لخدمات الصحة البيئية في جامعة ألباني-جامعة ولاية نيويورك، في بيان: بالرغم من أن هذه الدراسة أولية، ولكن سيكون من الحكمة أن تتجنب النساء في الأسابيع الأولى من الحمل درجات الحرارة المرتفعة وهو الأمر نفسه الذي يُنصح به الأشخاص المصابون بأمراض القلب والأوعية الدموية والرئتين أثناء النوبات القلبية».

وقالت إنه من المهم بشكل خاص لأولئك اللائي يخططن للإنجاب أو اللائي يتراوح عمر حملهن بين ثلاثة وثمانية أسابيع أن يتجنبن الحرارة الشديدة.

وهذا يتشابه مع ما أوصت به في وقت سابق الدكتورة سايما أفتاب؛ المديرة الطبية لمركز رعاية الجنين في مستشفى نيكلوس للأطفال في ميامي، فقد أوصت النساء الحوامل بتجنب التعرض للحرارة، لأن الحرارة والجفاف الناتج عنها يمكن أن يشكلا خطراً على مضاعفات الحمل، ويخلقا الكثير من المشاكل المحتملة.

ارتفاع الحرارة أثناء الحمل تسبب تشوهات خلقية للجنين

إذا تعرضت المرأة لارتفاع شديد في درجة حرارتها في وقت مبكر من فترة الحمل، فإن هذا يزيد من احتمال إصابة الجنين بتشوهات خلقية.

هناك أدلة على أن النساء اللواتي يعانين من ارتفاع الحرارة في الأسابيع الستة إلى الثمانية الأولى من الحمل، معرضات بشكل أكبر لأن يصاب أطفالهن بعيوب في المخ أو الحبل الشوكي.

ومن الممكن أن تصاب المرأة الحامل بارتفاع شديد في درجة حرارتها إما نتيجة إصابتها بالحمَّى، أو تعرضها لدرجات حرارة مرتفعة خارج المنزل، أو حتى أخذ حمام ساخن لفترة طويلة.

للجنين.. فالتغيُّر 2025! iStock-938918126-300

الجفاف قد يؤدي إلى فقدان السائل الأمنيوسي حول الجنين

يفرز الجسم العرق لمحاولة التغلب على ارتفاع درجات الحرارة، ولذا يتوجب علينا شرب كميات كبيرة من الماء في فترات الصيف، كي لا تقل السوائل في أجسامنا ونصاب بالجفاف.

أما النساء في فترة الحمل، فتخضع أجسادهن للعديد من التغيرات، بما في ذلك الطريقة التي تعالج بها أجسادهن السوائل للتحكم في درجة الحرارة.

نتيجة لذلك، تكون النساء الحوامل أكثر عرضة للإصابة بالجفاف، وتظهر أعراضه في صورة دوخة ودوار، تؤدي إلى السقوط.

ووفقاً لمايو كلينيك، فإن سقوط المرأة خلال أواخر الثلث الثاني من الحمل، وبداية الثلث الثالث، قد يؤدي إلى الإضرار بالجنين. لأنه من الممكن إن كان السقوط شديداً أن يؤدي إلى نقص السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين، وانفصال المشيمة عن جدار الرحم.

الجفاف المستمر أثناء الولادة يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم

يتسبب الجفاف في إفراز هرمون فازوبرسين vasopressin المعروف باسم الهرمون المضاد لإدرار البول. ووفقاً لما قالته الدكتورة سايما أفتاب، فإن إفراز هذا الهرمون في الثلث الأخير من الحمل قد يسبب تقلصات متقطعة في الرحم.

على الرغم من أن انقباضات الرحم الناتجة عن إفراز هذا الهرمون غير حقيقية، إلا أن هناك بعض الاحتمالات أن تؤدي هذه التقلصات إلى احتمال الولادة المبكرة.

كما أن الجفاف الذي يستمر أثناء الولادة يكون محفوفاً بالمخاطر لأنه يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات مثل انخفاض ضغط الدم.

أبحاث أخرى تربط ارتفاع درجة الحرارة بانخفاض وزن الجنين

في دراسة نُشرت في عام 2018 في المجلة الأمريكية لعلم الأوبئة، نظر الباحثون فيما إذا كان التعرض لدرجات حرارة معينة في الحمل مرتبطاً بمخاطر انخفاض الوزن عند الولادة.

ووجد الباحثون أن كل زيادة 10 درجات فوق 60 درجة فهرنهايت (15.5 درجة مئوية) كانت مرتبطة بزيادة 16% في خطر انخفاض الوزن عند الولادة.

اقتراح تصحيح

صورتويترخواطركلام