تابع تفسير سورة الأنعام2

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : جذور
-
"فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد فى السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون"المعنى فمن يشاء الله أن يرحمه تؤمن نفسه بدين الله ومن يشاء أن يعذبه يخلق نفسه مكذبا مؤذيا كأنما يطلع فى السماء هكذا يعد الله العذاب للذين لا يصدقون،يبين الله لنا أن من يرد أى يشاء الله أن يهديه أى يرحمه يشرح صدره للإسلام والمراد تؤمن نفسه بدين الله ومن يرد أن يضله أى يفتنه أى يعذبه مصداق لقوله بسورة المائدة"ومن يرد الله فتنته"يجعل صدره ضيقا حرجا والمراد ومن يرد أن يعاقبه تكون نفسه مكذبة مؤذية وشبهه الله بمن يصعد فى السماء والمراد من يطلع إلى السماء فلا يصدق بما يراه فيها ظانا أنه مسحور مصداق لقوله بسورة الحجر"ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون"،ويبين لنا أنه يجعل الرجس وهو غضب الله مصداق لقوله بسورة النحل"ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله"على الذين لا يؤمنون أى لا يعقلون مصداق لقوله بسورة يونس"ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون"وهم الكفار وهذا يعنى أن عذاب الله هو نصيب الكفار والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"وهذا صراط ربك مستقيما قد فصلنا الآيات لقوم يذكرون لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون"المعنى وهذا دين إلهك عادلا قد بينا الأحكام لقوم يطيعون لهم مقام الخير لدى الله وهو ناصرهم بالذى كانوا يسلمون ،يبين الله لنبيه(ص)أن هذا وهو الوحى هو صراط ربه مستقيما والمراد دين خالقه عادلا ،ويبين له أنه قد فصل الآيات والمراد قد بين أحكام الدين لقوم يذكرون أى يوقنون به أى يطيعونه وفى هذا قال بسورة البقرة"قد بينا الآيات لقوم يوقنون"ويبين له أن الذاكرين لهم دار السلام وهى مقام الخير وهى الجنات مصداق لقوله بسورة البقرة"أن لهم جنات"عند أى لدى الله بعد الموت ويبين له أنه وليهم أى ناصر المؤمنين مصداق لقوله بسورة آل عمران"والله ولى المؤمنين" والسبب ما كانوا يعملون أى أحسن الذى كانوا يفعلون مصداق لقوله بسورة التوبة"ليجزيهم الله بأحسن ما كانوا يعملون".
"ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذى أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم "المعنى ويوم يبعثهم كلهم يا فريق الأهواء قد استكثرتم من البشر وقال أنصارهم من البشر إلهنا تلذذ بعضنا ببعض وحضرنا موعدنا الذى حددت لنا قال جهنم مأواكم مقيمين فيها إلا الذين أراد الله إن إلهك قاض خبير،يبين الله لنبيه(ص)أن يوم يحشرهم أى "يبعثهم الله جميعا "كما قال بسورة المجادلة يقول الله للكفار على لسان الملائكة:يا معشر الجن أى يا فريق الأهواء والأهواء هى الآلهة الخفية للكفار مصداق لقوله بسورة الجاثية"أفرأيت من اتخذ إلهه هواه"ولذا سموا جنا لأن الكفار يعلنون أسماء أخرى أنها آلهتهم ويقول:قد استكثرتم من الإنس والمراد قد أضللتم العديد من البشر فيقول أولياؤهم وهم أنصارهم أى مطيعى الأهواء من الإنس وهم البشر :ربنا استمتع بعضنا ببعض والمراد تلذذ بعضنا بطاعة بعضنا الأخر وبلغنا أجلنا الذى أجلت والمراد وحضرنا موعدنا الذى حددت لنا ،فيقول لهم :النار مثواكم أى جهنم مأواكم وفى هذا قال بسورة يونس"مأواهم النار"خالدين فيها إلا ما شاء الله والمراد مقيمين فى النار إلا من أراد الله إبعادهم عن النار وهم المؤمنين العاملين للصالحات مصداق لقوله بسورة الفرقان"يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيها مهانا إلا من تاب وأمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات"ويبين له أنه حكيم أى قاضى يحكم بالعدل عليم أى خبير بكل شىء يحاسب عليه.
"وكذلك نولى بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون"المعنى وهكذا يعادى بعض الكفار بعضا بسبب الذى كانوا يفعلون ،يبين الله لنبيه(ص)أنه يولى بعض الظالمين بعضا والمراد يخاصم أى يعادى بعض الكفار بعضا مصداق لقوله بسورة ص"إن ذلك لحق تخاصم أهل النار"والسبب ما كانوا يكسبون أى يمكرون مصداق لقوله بسورة الأنعام"بما كانوا يمكرون "والخطاب وما بعده للنبى(ص) وهو حكاية لما يحدث فى الآخرة.
"يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتى وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين"المعنى يا جمع الجن والبشر ألم يجئكم مبعوثين منكم يبلغون لكم أحكامى ويخبرونكم حساب يومكم هذا قالوا أقررنا على أنفسنا وخدعتهم المعيشة الأولى وأقروا على ذواتهم أنهم كانوا مكذبين بالله، يبين الله لنبيه(ص)أنه يقول للكفار على لسان الملائكة:يا معشر أى جمع الجن والإنس وهم البشر ألم يأتكم رسل منكم والمراد ألم يجئكم أنبياء من أنفسكم مصداق لقوله بسورة الملك"سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير"يقصون عليكم آياتى أى يبلغون لكم أحكامى أى يتلون لكم وحيى مصداق لقوله بسورة الزمر"يتلون عليكم آيات ربكم"وينذرونكم يومكم هذا أى ويخبرونكم حساب أى لقاء وقتكم هذا مصداق لقوله بسورة الزمر"وينذرونكم لقاء يومكم هذا"فكانت الإجابة :شهدنا على أنفسنا أى أقررنا على ذواتنا والمراد قالوا فى اعترافهم:"بلى قد جاءنا نذير فكذبنا"كما جاء بسورة الملك وقد غرتهم الحياة الدنيا والمراد وقد خدعهم تمتعهم بالمعيشة الأولى فأقروا ظنا منهم أنهم سيعيشون كما كانوا متمتعين وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين والمراد واعترفوا على أنفسهم أنهم كانوا مكذبين بدين الله والمراد اعترفوا بذنبهم مصداق لقوله بسورة الملك"فاعترفوا بذنبهم".
"ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون"المعنى ذلك أن لم يكن إلهك معذب أهل البلاد ببخس وسكانها مصلحون ولكل جزاءات بالذى صنعوا وما إلهك بساهى عن الذى يصنعون ،يبين الله لنبيه(ص)أن الرب وهو الإله لم يكن مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون والمراد لم يكن معاقب أهل البلاد وهو ناقص لحقهم وسكانها مصلحون مصداق لقوله بسورة هود"وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون"وهذا يعنى أن الله لا يظلم أبدا وأن الغفلة وهى الصلاح لا يعاقب عليها الناس وإنما يثابون،ويبين له أن لكل درجات مما عملوا والمراد لكل فرد جزاء بسبب ما كسب فمن عمل شرا فشر ومن عمل خيرا فخير مصداق لقوله بسورة إبراهيم"ليجزى الله كل نفس بما كسبت"،ويبين له أن ربه وهو إلهه ليس بغافل عما يعملون والمراد ليس بساهى عن الذى يصنع الناس وإنما عليم بكل عمل مصداق لقوله بسورة يونس"ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه" والخطاب وما قبه للنبى(ص).
"وربك الغنى ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين"المعنى وإلهك الواسع صاحب النفع إن يرد يهلككم ويخلق من بعد هلاككم من يريد كما خلقكم من نسل ناس آخرين،يبين الله لنبيه(ص)أن ربه وهو إلهه هو الغنى أى واسع الملك وهو ذو الرحمة أى الفضل والمراد صاحب النفع مصداق لقوله بسورة الجمعة"والله ذو الفضل العظيم"ويبين للناس أنه إن يشأ يذهبهم أى إن يرد يهلكهم بسبب توليهم وهو كفرهم ويستخلف من بعدهم ما يشاء أى ويأتى من بعد هلاكهم بمن يريد من الخلق والمراد أن يستبدل قوم آخرين مصداق لقوله بسورة محمد""وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم"وهذا يعنى أنه يحكم ناس آخرين فى الأرض كما حكمهم ،ويبين لهم أنه أنشأهم من ذرية قوم آخرين والمراد أنه خلقهم من نسل ناس سابقين وهذا يعنى أن وسيلة تعمير الأرض هى النسل الناتج من الزواج أو غيره والقول جزء من آيتين محذوف أولهما وبقيته خطاب للنبى(ص)حتى الرحمة وما بعده خطاب للناس محذوف أوله.
"إن ما توعدون لأت وما أنتم بمعجزين "المعنى إن الذى تخبرون لمتحقق وما أنتم بمنتصرين،يبين الله للكفار أن الذين يوعدون وهو الذى يخبرون من البعث والحساب أت أى صادق أى واقع أى متحقق مصداق لقوله بسورة المرسلات"إنما ما توعدون لواقع "وقوله بسورة الذاريات "إنما توعدون لصادق "وأنهم ليسوا بمعجزين أى ليسوا بمنتصرين على حكم الله مصداق لقوله بسورة الذاريات"وما كانوا منتصرين"وهذا يعنى أنهم لن يقدروا على الهروب من قضاء الله فيهم والخطاب للكفار .
"قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إنى عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون"المعنى قل يا محمد(ص)يا أهلى اثبتوا على دينكم إنى ثابت على دينى فسوف تعرفون من تصبح له جنة القيامة إنه لا يفوز الكافرون،يطلب الله من نبيه(ص)أن يقول للكفار يا قوم والمراد يا أهلى اعملوا على مكانتكم أى افعلوا ما يمليه لكم دينكم والمراد افعلوا ما شئتم مصداق لقوله بسورة فصلت"اعملوا ما شئتم"إنى عامل والمراد إنى فاعل ما يمليه على دينى وهذه دعوة للثبات على الدين ما دام الكفار مكذبون بالإسلام،ويقول فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار والمراد فسوف تعرفون من تصبح له جنة الآخرة وهم المتقين مصداق لقوله بسورة هود"إن العاقبة للمتقين"إنه لا يفلح الظالمون أى إنه لا يفوز الكافرون مصداق لقوله بسورة المؤمنون"إنه لا يفلح الكافرون "وهذا يعنى أنهم يخسرون مصداق لقوله بسورة غافر"وخسر هنالك الكافرون" والخطاب للنبى(ص).
"وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون"المعنى وقسموا لله من الذى خلق من الزرع والأنعام بعضا فقالوا هذا لله بقولهم وهذا لآلهتنا فما كان لشفعاؤهم فلا يعطى لأهل الله وما كان لله فهو يعطى لشفعاؤهم قبح الذى يقولون،يبين الله لنبيه(ص)أن الكفار جعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا والمراد أنهم زعموا أن الله له من الذى خلق من الزروع والأنعام جزء فقالوا :هذا لله أى هذا الجزء ملك لله بزعمهم وهو قولهم الكاذب وهذا لشركائنا والمراد والباقى لشفعائنا وهم آلهتهم المزعومة ،ويبين لنا أن ما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله والمراد أن الجزء الذى جعلوه ملك الشفعاء لا يعطى لأهل الله الذين شرعوا لهم الجزء وأما ما كان لله والمراد وأما الجزء ملك أهل الله فهو يصل لشركائهم والمراد يعطى لشفعائهم المزعومين وفى الحقيقة يأخذون هم الجميع ،ويبين لنا أنهم ساء ما يحكمون والمراد قبح الذى يشرعون من الأحكام والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون"المعنى وهكذا حسن لكثير من الكفار كفر عيالهم سادتهم ليرجعوهم عن الحق أى ليخلطوا عليهم حكمهم ولو أراد الله ما عملوه فاتركهم أى اترك الذى يشرعون،يبين الله لنبيه(ص) أن الشركاء وهم الشفعاء والمراد السادة قد زينوا لكثير من المشركين والمراد قد حسنوا لكثير من الكفار مصداق لقوله بسورة الأنعام"زين للذين كفروا"قتل أولادهم والمراد كفر عيالهم وهذا يعنى أنهم حسنوا لهم أن يربوا عيالهم على الكفر والسبب حتى يردوهم أى يرجعوهم عن الحق وفسر هذا بأنه حتى يلبسوا عليهم دينهم أى حتى يخلطوا عليهم حكم الله والمراد حتى يبعدوهم عن دين الله ،ويبين الله أنه لو شاء ما فعلوه والمراد لو أراد ما عملوا إضلال المشركين ،ويطلب الله من نبيه(ص)أن يذرهم أى يترك طاعة ضلالهم وفسر هذا بأن يترك ما يفترون والمراد يدع طاعة الذى يشرعون من الأحكام الضالة .
"وقالوا هذه أنعام وحرث حجر لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم وأنعام حرمت ظهورها وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون "المعنى وقالوا هذه أنعام وزرع ممنوعة لا يأكلها إلا من نريد بقولهم وأنعام منع ركوبها وأنعام لا يرددون حكم الله عليها عند ذبحها كذبا على الله سيعاقبهم بالذى كانوا يؤلفون،يبين الله لنبيه(ص)أن سادة الكفار قالوا لهم:هذه أنعام وحرث أى زرع حجر أى ممنوع أكلها لا يطعمها إلا من نشاء والمراد لا يأكلها إلا من نريد،وهذا يعنى أنهم خصوا بعض الأنعام والزروع بأنها ممنوعة إلا على من يريدون هم أن يأكلوها ،ويبين له أنهم شرعوا الحكم التالى أنعام حرمت ظهورها والمراد منع ركوبها وهذا يعنى أنها متروكة دون عمل ،ويبين له أنهم شرعوا الحكم التالى أنعام لا يذكرون اسم الله عليها والمراد شرعوا أكل أنعام لا يرددون حكم الله عند ذبحها وكل هذا افتراء عليه والمراد كذب على الله أى نسبة التشريعات الضالة إلى الله ومن أجل هذا سيجزيهم بما كانوا يفترون والمراد سيعاقبهم بالذى كانوا يكذبون أى يصفون أى يقولون ناسبين الباطل له مصداق لقوله بسورة الأنعام"سيجزيهم وصفهم "والخطاب وما بعده للنبى(ص)
"وقالوا ما فى بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا وإن يكن ميتة فهم فيه شركاء سيجزيهم وصفهم إنه حكيم عليم" المعنى وقالوا الذى فى أرحام هذه الأنعام مباح لرجالنا وممنوع أكله على نسائنا وإن يكن هالك فهم فيه متقاسمون سيعاقبهم بقولهم إنه قاض خبير،يبين الله لنبيه(ص)أن السادة قالوا:ما فى بطون أى أرحام هذه الأنعام خالصة لذكورنا أى محللة لرجالنا ومحرم على أزواجنا أى وممنوع على نسائنا وهذا يعنى أن الأجنة التى تولد من إناث بعض الأنعام يبيحون أكلها للرجال فقط ويحرمون أكلها على الزوجات ،ويبين له أن الأجنة إذا نزلت ميتة أى متوفية من بطون الأنعام فهم فيه شركاء أى متقاسمون لأكل الميتة وهذا يعنى أنهم يبيحون أكل الميتة ،ويبين له أنه سيجزيهم وصفهم أى سيعاقبهم على افترائهم مصداق لقوله بسورة الأنعام"سيجزيهم ما كانوا يفترون"ويبين له أنه حكيم أى قاضى يحكم بالعدل وأنه عليم أى خبير بكل شىء.
"قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين"المعنى قد هلك الذين أضلوا عيالهم جنونا دون وحى ومنعوا الذى أعطاهم الله كذبا على الله قد خسروا أى ما كانوا مرحومين،يبين الله لنبيه(ص)أن الذين قتلوا أولادهم والمراد أن الذين أضلوا عيالهم عن دين الله سفها بغير علم والمراد ظلما دون وحى من الله وهذا يعنى أنهم أضلوا أى أبعدوا عيالهم عن الحق دون وجود نص فى الوحى يبيح لهم هذا كما قال لهم السادة والقتل ليس هو الذبح لأنهم كانوا يقتلون الإناث وليس الأولاد كلهم ،ويبين له أنهم حرموا ما رزقهم الله والمراد منعوا ما أباح لهم الله من العطايا وهى الزرع والأنعام افتراء أى كذبا على الله وقد ضلوا أى خسروا أى عوقبوا وفسر هذا بأنهم ما كانوا مهتدين أى منتصرين أى مرحومين فى الأخرة مصداق لقوله بسورة الذاريات"وما كانوا منتصرين".
"وهو الذى أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر وأتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين"المعنى وهو الذى خلق حدائق منظمات وغير منظمات والنخل والزرع متنوعا طعمه والزيتون والرمان متماثلا وغير متماثل اطعموا من منافعه إذا نضج وأخرجوا زكاته يوم جمعه ولا تكفروا إنه لا يرحم الكافرين،يبين الله للمؤمنين أنه هو الذى أنشأ أى خلق كل من الجنات المعروشات والمراد الحدائق المسكونات وهى التى ينظمها أى يزرعها الإنسان والجنات غير المعروشات وهى الحدائق غير المسكونات وهى الغابات ،والنخل والزرع والزيتون والرمان التى منها المتشابه أى المتماثل فى صنف المحصول وغير المتشابه وهو غير المتماثل فى صنف المحصول لوجود عدة أصناف فى النوع الواحد وكل هذه المخلوقات مختلف أكله والمراد متنوع طعمه ويطلب الله منا أن نأكل من ثمره إذا أثمر والمراد أن نطعم من ثمار أى منافع النباتات إذا نضجت وهذا يعنى حرمة الأكل من النبات قبل نضجه ويطلب منا أن نؤتى حقه يوم حصاده والمراد أن نعطى زكاة النبات يوم جمع المحصول وينهانا قائلا:ولا تسرفوا أى لا تعصوا حكم الله والسبب أنه لا يحب المسرفين وهم الكافرين مصداق لقوله بسورة آل عمران"فإن الله لا يحب الكافرين"وهذا يعنى أنه لا يرحم من يعصى حكمه .
"ومن الأنعام حمولة وفرشا كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين"المعنى ومن الأنعام ركوبة وأثاثا اعملوا من الذى أوحى لكم الله ولا تطيعوا وساوس الكافر إنه لكم كاره عظيم ،يبين الله لنا أن الأنعام منها الحمولة وهى الركوبة والمراد الأنعام التى يتم ركوبها وهى الإبل مصداق لقوله بسورة غافر"الله الذى جعل لكم الأنعام لتركبوا منها"ومنها الفرش وهو الأثاث الذى يجلس أو يرقد أو ينام عليه الناس،ويطلب الله منا أن نأكل مما رزقنا الله والمراد أن نعمل من الذى أوحى الله لنا وفسر هذا بأن لا نتبع خطوات الشيطان والمراد ألا نطيع وساوس الشهوة وهى الأهواء مصداق لقوله بسورة النساء"فلا تتبعوا الهوى"والسبب أن الشيطان وهو الشهوة عدو مبين أى كاره عظيم للناس والخطاب للمؤمنين.
"ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين قل أالذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين نبؤنى بعلم إن كنتم صادقين "المعنى الأنعام ثمانية أفراد من الخراف فردين ومن الماعز فردين قل هل الرجلين منع أم البنتين أما احتوت عليه بطون البنتين أخبرونى بوحى إن كنتم مؤمنين،يبين الله لنا أن الأنعام ثمانية أزواج أى أفراد مصداق لقوله بسورة الزمر"وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج" من الضأن وهى الخراف اثنين أى ذكر وأنثى ومن الماعز اثنين أى ذكر وأنثى ،ويطلب من نبيه(ص)أن يسأل الكفار:أالذكرين حرم أم الأنثيين والمراد هل الرجلين منع أم البنتين ؟والغرض من السؤال هو إخبارهم أن الله لم يحرم شىء من الأنعام ذكرا أو أنثى ،وأن يقول لهم :أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين والمراد أما احتوت عليه بطون المرأتين ؟والغرض من السؤال إخبارهم أن لا سبب لتحريم نوع وإباحة نوع لأنهم كانوا جميعا فى البطون ،ويقول نبؤنى بعلم إن كنتم صادقين أى أخبرونى بوحى "إن كنتم مؤمنين"كما قال بسورة آل عمران وهذا يعنى أنه يريد منهم وحى يثبت قولهم إن كانوا مؤمنين بما قالوا والخطاب وما بعده للنبى(ص) وموجه منه للكفار وأول القول محذوف ومعناه ما هى الأنعام ؟