العناية بالجسم

مجتمع رجيم / المكياج و العناية بالجسم و الشعر والعطور
كتبت : لولو المدني
-
العناية بالجسم




إن نمو الفتيات شيء يبعث على التفاؤل والسرور لأنهن يكن بذلك قد تجاوزن سن الطفولة سليمات صاحيات ، ولم يعدن يعانين شيئا من مشكلات مرحلة الطفولة . الا إنهن في هذه السن أيضا بحاجة الى رعاية وإعتناء في جوانب مختلفة من حياتهن ، وفي حال إهمالهن فإنهن سيتعرضن لمشكلات من نوع آخر .
ومع بدء فعالية الغرائز الجنسية لدى الفتيات يطرء عليهن تغييرات شاملة نفسية وعاطفية ، ويملن الى الرياضة والتنزه ، والثقافة ، والإنخراط في عالم الفن والأدب ، وهي مسائل يفترض بأولياء الأمور أن يتفهمونها ويعطفوا إهتمامهم عليها . وكذلك يجب الإهتمام في هذه المرحلة بثلاثة مسائل وهي : الغذاء المناسب بما يستجيب لمتطلبات هذه السن ، وسلامة الجسن ، وصحة النفس .
سلامة وصحة الجسم


فمع برز أولى بوادر البلوغ الجنسي لدى الفتيات يجب المبادرة الى توعيتهن بضرورات النظافة والمحافظة على سلامة الجسم . ومن أجل سلامة الجسم ، يجب الإعتناء مثلا ، بإنارة وتهوية الغرفة ، وبنظافة الأظافر ، وغسل الأطراف ، والحركات الرياضية ، وبنظام معين للنوم لا يقل عن ثمان ساعات في اليوم .
ومن الضروري لبعضهن من الإستحمام بالماء والصابون يوميا ، تلافيا لحدوث رائحة كريهة في أجسامهن خصوصا تحت الإبط ، مع الإستفادة من


المواد المزيلة لهذه الرائحة.
كما ويجب تغيير الملابس الداخلية في أيام الحيض بمجرد إتساخها ، وتجنب التمارين الرياضية الشديدة كالقفز ، والجري ، والفروسية وقيادة الدراجات الهوائية ، والرقص ، والحفاظ على دفء القدمين ، وتجنب الجلوس في الأماكن الباردة والإمتناع عن الإستحمام في الأنهار أو البحار ، وعدم إجهاد النفس .
في التغذية


البناء في سني المراهقة بحاجة الى غذاء كاف ، ونوم مناسب ، وبرنامج للصحة ، وبحاجة الى التنزه وممارسة المشي في الهواء الطلق ، والى جليسة ونديمة يبثنها همومهن ويطارحنها مشكلاتهن وبشأن النظام الغذائي يمكن القول إن مقدار غذاء الفتاة في سن 14 ـ 17 عاما يساوي تقريبا سبعة أعشار غذاء الشخص الكبير . وبشكل عام فإن غذاء إمرأة عادية يساوي تقريبا ثمانية أعشار غذاء الرجل .
للتغذية الجيدة آثار بالغة الأهمية في نمو وقوة ونشاط الفتيات . فهي تساهم في زيادة طاقاتهن وبالتالي قدرتهن على الحركة والنشاط والفعالية في حياتهن ، وعلى العكس من ذلك ، فإن من شأن سوء التغذية أو قلتها أن يترك آثارا مخربة على صحة وسلامة الفتيات . ومن هنا يجب أن يكون الغذاء كافيا ومشبعا لهن في الوقت ذاته ، خصوصا وإن للشبع أثر مهم جدا في المحافظة على سلامة الجهاز الهضمي . ومن أجل الموازنة في غذائهن ، ينبغي التركيز على الالبان ، والسعي الى الحيلولة دون إفراطهن في تناول اللحوم والبيض . والأكلات الدسنة والحادة كالعسل والقشطة ، والتوابل ، وأي غذاء مهيج .


في إنعدم الشهية


قلنافيما سبق إن الفتيات يتعرضن في هذه المرحلة من النمو لحالة من إنعدام الشهية والإدبار عن الطعام ، ومبعث ذلك يكون تارة طبيعيا (بيولوجيا) وأخرى نفسيا (سيكولوجيا) ، أو بسبب الميل الى الالتزام بنظام الحمية في الأكل مرة ، ونتيجة لحالات لحزن والقلق والإضطراب مرة أخرى.
ومبدئيا يجب العمل على الوقاية من تعرض الفتيات لمثل هذه الحالة ومكافحتها في حال حصولها وعدم السماح لها لأن تتحول الى حالة مستديمة. فإذا أصبن بإنعدام الشهية ، خصوصا إذا كانت البواعث نفسية ، فإنه ليس من السهولة إرجاعهن الى حالتهن الطبيعية ، وقد تتطلب الحالة ، في بعض الموارد إستشارة الطبيب النفساني .
بالأصل ينبغي العمل على خلق أجواء وظروف تساعد على فتح شهية الفتاة وترغيبها بتناول الطعام ، ويمكن تحقيق هذا الهدف عن طريق الحوار الإقناعي حينا ، وبواسطة العلاج النفسي في أحايين أخرى أو عن طريق إشغال الفتاة بالالعاب و ... الخ . فمثلا يمكن الهاؤها بالمشي وبتبادل أطراف الحديث معها حول مختلف الشؤون والقامها أثناء ذلك شيئا من الأكل أو حبة من الزبيب أو الفستق وتكرار هذه الجولة عدة مرات الى أن تزول منها هذه الحالة وتعود الى حالتها الطبيعية . وطبيعي إن الحد من حالات الخوف والإضطراب شيء مهم جدا في هذا المجال .
وفي حال عدم زوال هذه الحالة ، لابد من الرجوع الى الطبيب وأخذ العلاج الذي يسرع الإمتصاص الغذائي في الجسم .
في البدانة والنحافة


في بعض الحالات يزداد وزن الفتاة في مرحلة المراهقة والبلوغ زيادة غير


طبيعية ، وما لم يتم الحؤول دونه ، فإن من الممكن أن يؤدي الى بدانة ثابتة لديها .
إذا فمن الأفضل مراجعة الطبيب بشأنه ، والى جانب الأدوية والعقاقير التي يصفها الأطباء في مثل هذه الحالة ، فإنهم يشيرون أيضا ، في حالات معينة ، على المرض بالراحة والالتزام بنظام غذائي خاص ، ويسعون من خلال العلاج الشفهي النفسي في سبيل تخفيف الضغوط والإضطرابات التي يعاني منها .
وطبيعي إن لإهتمام الوالدين بتهئة الأكلات التي تحتوي على كميات قليلة من الدسومة ، وتركيزها على الالبان والخضار في غذاء الفتاة دور جد مهم في الحد من البدانة ، كما ويجب الحؤول دون الإفراط في تناول الطعام ، لأن البداة تعود في أسبابها الى حدود كبيرة لهذه المسالة .
وبشأن النحافة ، إذا لم تكن حالة طبيعية في الفتاة ، يوصى بممارسة أنواع من الرياضة الخفيفة ، والغذاء الجيد ، والحركة والنشاط ، والأهم من ذلك ، العمل على إدخال الفرح والسرور على قلب الفتاة وتشجيعها على النشاط والحركة ، بإعتبار إن عوامل الحزن والإكتئاب تساهم ، في بعض الحالات ، في خمول وذبول الفتاة.
ومن المسائل المفيدة في علاج هذه الحالة ، السياحة ، والتجول في المناطق ذات الطبيعة الجميلة ، وممارسة تسلق الجبال ، والتنزه عند ضفاف الأنهار والبحيرات و ...
في الحركة والنشاط


يجب إعطاء التاة فرصة الحركةوالنشاط البدني لكي تنمو ويكتمل نضجها من الناحية الجسمية . ويوصون في هذا المجال بتمارين رياضية عديدة كالبروك والصاق الركبتين بالصدر ، والسير على أربع (سير القطة) ... وهذه التمارين تساعد على تقوية العضلات التي تحفظ الأعضاء الداخلية للحوض .


لا تتوقف فائدة الرياضة على جانب التسلية وحسب ، بل أنها تعد عاملا مؤثرا في سلامة الجسم وسلامة المجتمع .
ومن هنا يعد توفير الإمكانيات الكافية لممارسة النشاطات الرياضية من الضرورات الهامة في المجتمع . ومن المناسب للفتيات ممارسة العاب رياضية خفيفة ، قبيل كرة المنضدة ، وكرة السلة اللتين تعدان لعبتين ظريفتين وغير عنيفتين . وبشكل عام فإن للرياضة والتمارين البدنية فوائد هامة فيهذه المرحلة ، وخصوصا إذا جرت في الهواء الطلق .
في حب الشباب


الفتيات في هذه السن ينزعجن من حب الشباب الذي يطلع في وجوههن ، فيضغطن عليه بأصابعهن من أجل إخراج المواد السائلة تحته ، وهذه العملية تتسبب في إنتشار الميكروبات ، وتؤدي الى إتساع البقع وتعمقها وقد يبقى أثره على الجه بشكل دائم . إن حب الشباب عبارة عن غدد دهنية صغيرة في الوجه ، وفي حال إفرازها لمواد دهنية كثيرة فإنها تسد مسامات الجلد فتتراكم فوق المسامات ذرات صغيرة من الغبار والتراب ، وبالتالي تطلع في الوجه حبيبات سوداء ، ويترك العبث بها آثار جروح في الوجه.
ولا يستبعد أن يكون لحالة الإفراط في تناول الحلويات وسائر الأكلات الدسمة والحلوة والحادة دور في طلوع حب الشباب في الوجه . وفي مثل هذه الحالة ، يجب غسل الوجه بالصابون والماء الدافئ مرة لكي ينظف ، ومن ثم غسله ثانية وثالثة بالماء البارد والحار على التوالي .
في النوم والراحة


من المسائل الأخرى التي يجب أخذها بنظر الإعتبار في هذه المرحلة من


العمر ، هو النوم والراحة . فالفتيات بحاجة الى النوم والراحة بمعدل 8 ـ 9 ساعات في اليوم الواحد ، خصوصا النوم المقترن بالأمن والهدوء ، ولا يمكن الإستغناء عن النوم حتى في أيام الإمتحانات والظروف الإستثنائية.
النوم عامل للهدوء والسكينة ، ويساهم في تراخي الأعصاب ونسيان الهموم والأحزانوالإضطرابات . إن فتياتنا يشعرن ، وبعد أخذ قسطا من النوم ، بأنهن قد تخلصن من الأحزان والهموم ، وبإمكانهن مواصلة حياتهن بمعنويات جديدة . كما ويلعب النوم دور الدواء والعلاج في حياة الفتيات ، ويترك آثارا مفيدة جدا على أوضاعهن ، خصوصا نوم ما بعد الظهيرة . ففي الحالات التي لا ينمن فيها بسبب الإجهاد والقلق والإضطراب ، يجب توجيههن الى ضرورة أخذ قسط كاف من النوم ، وإضافة مقدار من الالبان الى طعامهن ، وتجنيبهن تناول المشروبات المهيجة كالشاي قبل الذهاب الى النوم .
مسائل أخرى


قلنا فيما مر من البحث إن الفتيات في سني المراهقة بيتعرضن لإعتلالات وأمراض كثيرة بحاجة الى عناية وإهتمام ، ومنها الإصابة بالغدة الدرقية التي تزول بالتدريج في حال كونها خفيفة ، وفي الحالات المتفاقمة يوصي الأطباء بإخضاع المريض للعلاج لمة عامين ، ويحصل لديهن بعض الإختلالات في المعامل الهرمونية تزول بمرور الزمن ، ويعانين بعض الالام أثناء الطمث تزول عادة بعد فترة من الوقت ، وبخلاف ذلك يجب إستشارة الطبيب بشأنها ، وبشكل عام يوصي الأطباء ، من أجل القضاء على الام الحيض بالراحة والنوم الكافيين ، وبالالتزام بالنظافة ، وعلاج فقر الدم وإفراغ المعدة ، وإستخدام كيس من الماء الدافئ ، ومختلف العقاقير والأقراص المسكنة كالأسبرين و ... الخ .
كما وتبرز خلال هذه الفترة إختلالات أخرى أيضا كالأمراض القلبية ، ومرض الدورة الدموية ، خصوصا مرض روماتيسم القلب الذي يمكن أن يكون خطيرا و ... وكذلك برودة الأطراف وزيادة نسبة الالبومين في الإدرار التي تتطلب الراحة والالتزام بنظام الحمية .
أهمية التوعية


لا شك إنه ليس بمقدور أولياء الأمور والمربين متابعة جميع القضايا المذكورة ، لذا فإنه يجب توعية الفتاة وتوجيهها الى العناية بنفسها وصيانة بدنها من الأمراض والإعتلالات التي يمكن أن تتعرض لها ، ذلك لأن الفتاة عادة لا تكترث كثيرا بصحتها ، وتمتنع عن مراجعة الطبيب ، وتجهل ، في أغلب الأحيان ، المخاطر التي يمكن أن تواجهها في حياتها ، خصوصا فيما يتصل بضرورات النظافة أثناء الدورة الشهري