مصر القديمة وبداية نشأة العمران عليها

مجتمع رجيم / تاريخ الامم والاحداث التاريخية
كتبت : مسلمة
-
مسمى مصر وسبب التسمية :

أُطلق على مصر قديما أسماء عدة ، وهذه الأسماء كانت تسمى حسب وصفها ، أو حسب اللهجات المختلفة للجنسيات التي حلت بها ، وربما سميت في بعض العصور باسم أحد أقطارها الذي عمت شهرته في ذلكم العصر ، على أساس أن باقي الأقطار كانت خاضعة له ، فقيل : إنها سميت ( كمت ) وتعني ( الأرض السوداء ) إشارة إلى خصوبة أرض مصر , و ( دشرت ) أي ( الحمراء ) إشارة إلى الصحراء التي تمثل الجزء الأكبر من أرض مصر ، و( تامري ) التي ربما تعني الأرض ( المفلوحة أو المزروعة ) و( تاوى ) أي ( الأرضين ) إشارة إلى الوجهين القبلي والبحري , و ( إيدبوي ) أي (الشاطئين أو الضفتين ) إشارة إلى ضفتي النيل اللتين تركزت عليهما مظاهر العمران منذ عصور ما قبل التاريخ .

ومنذ القرن التاسع قبل الميلاد أصبحت مصر تعرف باسم آخر وهو إيجوبتس ، وهو لفظ يوناني ، ومنه اشتقت اللغات الأوربية الحديثة الأسماء الدالة علي مصر مثل Egypt, Agypten.ومنه كذلك جاء إيقوبطي وقبطي أي "المواطن المصري "الذي يعيش في مصر .. العمران moom_1[1].jpg

أما الكتب العبرانية وما نقل عنها من العربية فيرجعون لفظة قبطي إلى ملك من ملوك مصر القدامى يسمى قبطيم ، وهذا الاسم ذُكر لأول مرة في الأوديسا , إحدى ملحمتي الشاعر اليوناني ( هوميروس ) .

أما عن اسم مصر الذي تعرف به الآن فقد ذُكر لأول مرة في القرن الرابع عشر قبل الميلاد , وذلك في رسالة وجهها أمير كنعاني إلى ملك مصر ، أشار فيها إلى ( مصري ) أي مصر ، وظل اسم (مصر ) يذكر بين الحين والآخر في العصور التالية في نصوص أشورية وبابلية وفارسية ، وبه كانت تعرف قبل الفتح الإسلامي ، وتكرر ذكره في القرآن الكريم ، وجاء في التوراة باسم ( مصرايم ).

وهذا اللفظ يتأرجح بين نسبته لرجل يسمى مصريم كما جاء في كتب العهد القديم ونقله الجغرافيون والمؤرخون العرب ، وبين نسبته لوصفها ، حيث تطلق كلمة مصر في اللغة العربية على البلد الزراعي ، وانفردت بها مصر دون غيرها ، لأنها كانت البلد الوحيد قديما الجدير بوصفه بالبلد الزراعي دون سواه ، حيث كانت تنتج ما يكفيها ويكفي ما حولها ، بل ذهب بعض العلماء القدامى إلى الزعم أنها كفيلة بإطعام العالم أجمع إذا عُمرت كلها ، ولعل الأمصار الأخرى قد سميت بذلك الاسم تيمنا بها البلد الطيب ..

وقيل : إن الكلمة مشتقة من الكلمة المصرية القديمة ( مجر ) أو ( مشر ) التي تعني ( المحصن ) , ( المحمي ) و ( الكنون ) إشارة إلى حدود مصر الطبيعية التي حمتها وحصنتها إلى حد كبير من هجمات المعتدين ، وعليه فإن مصر تعني ( المحمية ) من كل كيد أو ( المكنونة ) فهي كنانة الله في أرضه .

وأيما كانت علة أو سبب التسمية فإن كل ما ذُكر ينطبق على مصر ، ويصدق عليها كل ما قيلمن أوصاف ..

بداية العمران والحضارة على أرض مصر :

لم تكن مصر أول أرض سكنها الإنسان نعم ، ولكنها من أقدم البلاد وأعرقها عمارة وحضارة ، وتاريخها موغل في القدم ، يمتد إلى الوراء مئات الآلاف من السنين .. ذلك لأن الإنسان الأول كان يبحث عن التربة الخصبة ، والماء العذب ، والجو المعتدل ، والأرض الممهدة ، وحيثما وجد ذلك حط رحله وأقام ، ولم تكن هنالك بقعة في الأرض تضاهي مصر في ذلك ..
وقد قيل في بداية عمرانها : إن بني آدم الأوائل لما تحاسدوا وبغى عليهم بنو قابيل بن آدم ركب رجل منهم يسمى نقراوش الجبار بن مصريم في مجموعة من قومه يطلبون موضعا من الأرض ليسكنوا فيه ، فما زالوا يمشون حتى وصلوا إلى النيل ، فأطالوا المشي عليه ، فلما رءوا سعة هذا البلد أعجبهم ، وقالوا : هذا بلد زرع وعمارة فأقاموا فيه واستوطنوه ، وبنوا فيه الأبنية المحكمة والمصانع العجيبة .. ثم حفروا النيل حتى أخرجوا ماءه إليهم ، ولم يكن قبل ذلك معتدل الجري ، وإنما كان ينبطح ويتفرق في الأرض فهندسوه ، وشقوا منه أنهارا إلى مواضع كثيرة من مدنهم التي بنوها ..

ثم بدأ الناس يتوافدون عليها بطريقة الهجرات السلمية أو الغزو القهري ، حتى وصل عدد الأجناس بها في عهد المؤرخ الإغريقي هيرودوت الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد (484 ق.م. - حوالي 425 ق.م.) إلى ثمانية وعشرينجنسًا‏ ، ومن هذا الخليط تكونت العقلية المصرية المبدعة بعد امتزاجها وتزاوجها.‏

وعلى ذلك فلا يمكن البت في الجنس الذي ينسب إليه المصريون ، وإن رجح بعض الكتاب انتماءهم إلى الجنس الحامي السامي على اعتبار أن أولاد حام بن نوح هم أول من سارع إلى السكنى بها , ثم أخذت الجماعات السامية الأخرى تفد إليها عن طريق شبه جزيرة سيناء , وربما بعض جزر البحر المتوسط في الشمال ، واختلطت بالسكان الأصليين لينصهروا جميعاً وليصبحوا جنساً واحدا يتحدث بلغة واحدة هي اللغة المصرية القديمة .

مصر قبل التاريخ :
ويقصد بفترة ما قبل التاريخ الفترة التي سبقت ظهور التدوين والكتابة ، ولم يسجل الإنسان المصري فيها أعماله أو أفكاره بأي شكل من الأشكال ، ولكنة ترك أثاراً صامتة من الأدوات والأسلحة والأواني وبقايا المنازل والمقابر وغيرها ..

وهي فترة سحيقة موغلة في القدم لا نعرف لها تحديدا ، إذ جاء عنها من الآثار ما يمتد عمره إلى 45 مليون سنة ، فقد وُجد هيكلان لحوتين في ألواح رخام اتضح أن عمرهما ‏45‏ مليون سنة‏ ، كما وجدت حفرية لعروس البحر تعود لنفس العصر‏..

وقد ساعدت أعمال البحث والتنقيب والدراسات العديدة التي قام بها علماء ما قبل التاريخ في مناطق متعددة من وادي النيل الأدنى في مصر والنوبة ، وفي منخفض الفيوم والخارجية إلى اكتشاف العديد من تلك الآثار.

وهذه الفترة تمثل أولى خطوات الإنسان المصري نحو العمران والحضارة ، لكن يصعب تحقيق طبيعة الحياة فيها ، أو معرفة كيف كان يمارس حياته ، ولا طبيعة الآثار التي تركها في تلك الفترة .. وإن كان الأثريون يخمنون أنه قد عاش في بداية هذه الفترة في علي الهضاب حول النيل ، في كهوف من الصخور هرباً من قسوة الطبيعة والحيوانات البرية ، وعاش على صيد الحيوان ، ثم تحول في نهايتها إلى منتج لقوته وطعامه من أشياء أخرى بعد أن نجح في استئناس بعض الحيوانات ، وإيقاد النار ، ومعرفة الزراعة .

وهذا التخمين بعيد عن الصحة ؛ لأنه يفترض أن الإنسان القديم لم يعرف الزراعة إلا في فترة متأخرة ، مع إن القرآن الكريم أشار إلى أن الإنسان القديم عرف الرزاعة منذ أول يوم وُجد فيه على سطح الأرض ، حيث أسكنه الله سبحانه وتعالى جنة بها كل الثمرات ، وهذه الجنة كانت في الأرض وليست في السماء ، لأن الله سبحانه وتعالى قال للملائكة قبل أن يخلق آدم : " إني جاعل في الأرض خليفة " فكيف يخلقه للأرض ويسكنه جنة السماء ؟!

العصر الحجري :
وسمي بالعصر الحجري ؛ لأن الحجر كان أكثر المواد استخداما في صناعة أدوات إنسان هذه الفترة ، ويقسم هذا العصر إلى ثلاثة عصور وهي :

- العصر الحجري القديم .
- العصر الحجري الوسيط .
- العصر الحجري الحديث .

وللحديث بقية إن شاء الله
كتبت : *Miss Pink*
-
كتبت : زهره الاسلام
-
بارك الله فيك مسلمه موضوع مفيد
مستنين الباقى
كتبت : سمرا مصر
-
تسلمى مسلمه على المعلومات الرائعه عن مصرنا الحبيبه
كتبت : بحر الجود
-
زوَّدك الله التقوى، وغفر ذْنبك ويسَّر لك الخير حيث ما كنت
كتبت : كركورة
-
شششششكرا يا قمر على الموضوع
الصفحات 1 2 

التالي

المجتمع العربي قبل الإسلام: دراسة قرآنية

السابق

الحقبه القبطيه والاسلاميه فى مصر

كلمات ذات علاقة
العمران , القديمة , عليها , وبداية , وصلة