سلسلة قصص ديدى 2

مجتمع رجيم / القصص والروايات الادبية
كتبت : didi21
-



تبعثرت حروفي و تمزقت أوراقي في مهب الريح
لم أستطع تجميع أفكاري في سبات الألم و الصدمة
و ما كان لي سوى بكاء لعيون الحزن التائهة في طريق الأوجاع
هاجرت أحلامي مع سرب الطيور المهاجرة و تركتني وسط نيران متوهجة
حين فاجئني بقوله ( لقد أتيتك و أنا أشد حالات المرض مودعاً )
انتفضت من فراشي كطائر نورس حزين ابتل بالماء و أردت أن أستوضح معنى كلماته فحدثته جاهدة
- ما بالك يا رفيقي و يا سندي في هذا الزمان منهك ، خائر القوى؟؟
ماذا فعلت بك الأيام بعد مرضي ؟؟
أخبرني دون أن تغلف حروفك بالغموض
- سأحدثك بما قذفتني به الأقدار فقد أخذت كل شئ و تركتني أئن و أشتكي من مرضي ، و أتوجع من ألمي
حبيبتي يا أروع نساء الكون
يا حبي الأول و الأزلي
لقد تعبت في غيابك و ذهبت إلى المشفى المعبق برائحة الموت و المرض
لكن الصدمة و الصعقة جاءتني عندما أخبرني الدكتور بنتائج التحاليل التي أكدت إصابتي بمرض خبيث
صرخة خرجت من أعماقي شقت طريقها وسط الحزن ، دوت كأنها إعصار قاطعة لحديثه
لكنه أردف قائلاً :
- أنا مصاب بسرطان في الدم ، هذا هو قدري الذي لم يعطيني أي فرصة للاختيار و ترك لي موت بطئ سأعاني و يلاته و صراعاته في كل لحظة
عبرات من الحزن اعتلت قسمات وجه ليكمل حديثه :
- هذا قدري و أنا راضٍ بحكم الله و قدره ، لكني لا أريد أن أظلمك معي ، لا أريد أن أقتل أحلامك الوردية ، ولا أريد أن أدفنك في منحدرات أيامي المليئة برائحة المرض و التعب
لحظات من الصمت و الذهول اجتاحتني لتقطعها كلماتي تغلفها الحسرة و الحزن لأقول له بهستيريا تنتاب خلجاتي :
- إياك أن تموت
هل لي أن أسرقك من الثواني و الدقائق؟؟
من الساعات و العقارب ؟؟
من كل هذه الأيام الثقيلة ؟؟
هل لي أن أسرقك من المرض ؟؟
احتياج داخلي يبكي أريد أن ألقي نفسي على جسده ، ليكب ألماً و تعباً و حزناً على كاهله
أحدثه بصمت : ( أحبك هل تسمعني ؟ أحتاجك هل ستضمني ؟ أشتاق إليك هل ستودعني ؟ )
عانقت عيونه العسلية عيوني بلهفة ، لترسم لوحات فيها قلق عارم ، و حزن جارف
دمعة تحرق مقلتيه ، يحاول أن يخفيها لكنها تتمرد ، و تتردد هل تخرج أم تبقى مدفونة بين الأهداب
همسات قلبي تحكي غراماً ، و حروف تنطق من غير وعي أحبك
لامست كفه الهزيل لأحسسه بوجودي معه ، فاجتاحتني مشاعر في أعماقي ، توتر جعلني ألقي نفسي في أحضانه ، لتنتابني موجة من البكاء
عناق حار يحتضن بعضه في لقاء يغمره الشوق ، و يعتصره الألم ، دموع شقت طريقها وسط الكبرياء ، فبكى بحرقة ، تمالك نفسه ، احتضن وجهي بين كفيه ، لألمح في عينيه نظرات حزن عميقة ، و حب كبير فهمس أحبكِ جداً
بعض من الخجل اعترى وجنتي ، أحس بالاشتياق الذي لا يقاوم ، و بحركة مباغتة فاجئني بقبلة كنت أتتوق إليها ، و يذوب كل شئ يشعرني بالتعب بين لهفتنا ... حرارة من المشاعر تتصارع بداخلنا و كلانا يحاول امتلاك الآخر لأن اللحظة القادمة ستبعدنا ، خوفنا من الوداع يجبرنا على التلاحم و الالتصاق أكثر ، همس في أذني أحبكِ ، ضميني إليك أكثر ، ساعديني و احميني من ضياعي ، و دموعي التي تكسر الأجفان ، فلم يسعني إلا أن التحمت فيه أكثر ، و همست أحبك
أفكار لا تنقطع من سيلها ، و دوامة الوداع دارت في ذهني ، فالحياة قصيرة ، و أسئلة حائرة تدور
- كيف ستشرق شمس النهار و أنا من دونك زبد و انكسارات ؟
- لماذا ستحرمني منك الأقدار ؟
- هل كرهت الطرقات خطوات عشقنا على أرصفتها ؟
- كيف ستكون أيامي من دونك ؟
سيل من الأسئلة في ذهني يدور ... و يتصارع ... و يتداخل
لم ينتزعني منها ، إلا ريشة ناعمة تداعب خدودي لتمسح دموعي ، إنها أنامله همست : أحبك
رغم حزنه و ألمه لاطفني مداعباً و مازحني ليخرجني من صراعاتي الداخلية ليقول لي مبتسماً :
( لا تقلقي عمر الشقي بقي )
احتضنت قسمات وجه بين كفي الصغيران ، متأملة لقسمات وجه ، تجتاحني رغبة في تملكها ، خوفاً من أن أفقدها قريباً
همس :
- أحبك
و سأودعك الآن على أمل أن ألقاكِ غداً بعد رجوعي من المشفى
قلت له :
- لا بل قبل ذهابك ، لن أتركك لوحدك ، سأكون معك في كل لحظة ، هل اتفقنا يا عمري ؟
فقال مازحاً :
- حسناً يا طبيبتي الخاصة
ثم وقف ليرتب هندامه ، و يصفف شعره ، و أنا أتأمل في قسمات وجه الأسطورية التي تشبه الآلهة اليونانية بحب و شغف ، ثم أدار جسده معطياً لي ظهره مودعاً لي ، فوقفت بتثاقل على قدمي لأهتف باسمه منادية له ، فالتفت إلى و كأنه ملاك ، رائع الجمال و الرجولة
تقدمت إليه بخطى واهنة يملؤها الشوق ، تعلقت برقبته كطفلة مدللة ، و ارتميت في أحضانه لنذوب في عناق ، و همست في أذنه أحبك
فطبع قبلة على وجنتي
و رحل و نظراتي تتابع طيفه ، إلى أن اختفى
رحل ليتركني في وحدتي ، بين صرخاتي ، لألقي نفسي على سريري ، لأبكي ، و أحاول أن أتخيل ملامح الفراق ، و طقوس الألم ، و تفاصيل العذاب التي سترافقني بعد رحيله
تضرعت إلى الله شاكية حالي ، راجية أن يشفيه ، و انفلتت دمعاتي لتحرق وجنتي متسائلة :
- لماذا سيكون رحيله صامتاً ؟
شاحباً؟
قاتلاً ؟
- لماذا ستصبح ورودي الحمراء في ليلي مذبوحة ؟
- كيف سأعيش من بعده ؟
و بقيت غارقة بين تساؤلاتي ، في غرفتي التي ستشهد صوت القلق و الحزن الشديد ، و صوت الفراق محفور في جدرانها ، و صرخات الألم تتدحرج على أجفاني مغتصبة النوم من عيني



من كتابتي .
كتبت : omnia_955
-
روعة مثلكمرسي
كتبت : didi21
-
مشكووووره امنيه على المرور
كتبت : لمياء الزيادي العتيبي
-
بارك الله فيك حبيبتي
مبدعة كما عودتينا
كتبت : didi21
-
حبيبة قلبى آهااات شكرا يا قمر

التالي
السابق