[] كـــردســتـــان []

مجتمع رجيم / الحياة الأسرية
كتبت : ياحبي لي
-
كـــردســتـــان marsa137.gif




[] كوردستان []

كـــردســتـــان 12355905206.gif

نبذة عن إقليم كوردستان العراق
اللغة الرسمية: الكوردية بالاضافة إلى العربية
العاصمة: محافظة هه ولير (اربيل)
رئيس الأقليم: مسعود بارزاني
رئيس الوزراء: نيجيرفان بارزاني
المساحة: 80,000 كم مربع
مجموع السكان: 5,500,000
العملة: الدينار العراقي
فرق التوقيت: UTC+3
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(كوردستان) ......
مصطلح يطلق على المنطقة التي يعيش فيها الشعب الكوردي و لغوياََ تعني بلاد الكورد (ستان = موطن أو مكان) وهي تقع في المنطقة التي تسمّى اليوم باالشرق الأوسط، و تحيطها عدّة بلدان: من شرقها ايران ، من شمالها أذربـيجان و تركيا ، من غربها تركيا و سوريا و من جنوبها العراق و ايران.

كـــردســتـــان 12357030194.jpg

وتشكل كردستان في مجموعها ما يقارب مساحة العراق الحديث. أما تحديد مساحتها و ترسيم حدودها ليست بعملٍ سهل و ذلك لأسباب متعددة منها:
- تقسيم كوردستان من قبل الدول الأستعمارية الكبرى (خاصة بريطانيا و فرنسا) في أعقاب الحرب العالمية الأولى و التغيرات الحدودية التي قامت بها تلك الدول.
......
- عدم وجود احصائية دقيقة و محايدة للمناطق التي يسكن فيها الشعب الكوردي و الممارسات العنصرية التي كانت و لاتزال تمارس ضد ابناء شعب الكوردي من قبل الأنظمة الحاكمة و المسيطرة على كوردستان.

لكن على الرغم من كل هذا نستطيع أن نقول بأن حدود كوردستان تمتد من جبال أرارات في الشمال الى سلسلة جبال زاكروس في الجنوب و من جبال زاكروس أيضاََ في الشرق الى (أسكندرونة) على ساحل البحر الأبيض المتوسط، و تقدر مساحة كوردستان بأكثر من 500000 كم مربع و تقع أكثر أراضيها في كردستان تركيا ثم في ايران ثم في العراق ثم في سوريا ففي أذربيجان. و عدد سكانها تقدر بأكثر من 30 مليون نسمة.

من الناحية الجيوبوليتيكية تقع كوردستان في منطقة استراتيجية حساسة و هامّة حيث تربط القارات الثلاث أسيا و أوروبا و أفريقيا،و من الناحية الطبيعية تشتهر كوردستان بوديانها العميقة و جبالها الشامخة و سهولها الواسعة. ففي كردستان سلاسل جبلية عالية مثل جبال أرارات في كوردستان تركيا و زاكروس في كردستان ايران. و من الجدير بالذكر بأن اسم احدى جبال كوردستان (جودي) وردت في القرأن الكريم في الأية 44 من سورة (هود) حيث يقول سبحانه و تعالى: (و قيل يا ارض ابلعي ماءك و يا سماء اقلعي و غيض الماء و قضي الأمر و أستوت على الجودي و قيل بعداََ للقوم الظالمين).

كـــردســتـــان 12357030197.bmp


كما ان في كوردستان أنهار كبيرة و مشهورة منها فرات و دجلة و الزاب الكبير و الزاب الصغير و آراس و قزل أوزن و .... و هناك أيضاََ بحيرات كبيرة مثل بحيرة وان في شمال كوردستان (تركيا) و بحيرة أورومية في شرق كوردستان (ايران) و بحيرات أخرى.

كوردستان بلد غني بالمعادن و الثروات الطبيعية و هي تعتبر من أغنى مناطق العالم بالثروة النفطية، الثروة التي جعلت كوردستان ساحةََ للصراعات العالمية و الحروب الاقليمية و العالمية و دفعت القوى الاستعمارية الغربية العضمى على مر التأريخ للسيطرة على تلك المنطقة لنهب مواردها و خيراتها.

أبار النفط منتشرة في أغلب مناطق كوردستان منها أبار (سعرت) في شمال كوردستان (تركيا) و شاه أباد و قصر شيرين في شرق كوردستان (ايران) و أبار الموصل و كركوك و خانقين في جنوب كوردستان (العراق) و أبار النفط في (رميلان) في غرب كوردستان (سوريا). .........
إلى جانب ما بأرضها من ثروات معدنية ونفطية ومائية، فبالنسبة لمواردها المائية ففيها أكثر من عشرة آلاف ينبوع، وبها أيضًا العديد من المساقط وشلالات المياه والبحيرات الطبيعة، وكل ذلك كما نرى يشكل قوة زراعية وصناعية هائلة، حيث إن الشلالات تعتبر من أهم مصادر توليد الطاقة. ........
ويأتي على رأس القائمة البترول، إذ إن كردستان تقع على مقربة من أغنى حقول البترول في العالم؛ حيث يقدر احتياطي النفط في كردستان ككل بأكثر من خمسة وأربعين مليار برميل، أي أكثر من احتياطي الولايات المتحدة. ..........

وبجانب النفط يوجد الكثير من المعادن المهمة، مثل: الكبريت، والفوسفات، واليورانيوم، والذهب، والنحاس، والفضة، والحديد، والرصاص، والزنك، والنيكل، والرخام، والمرمر.
كما أن الثروة الحيوانية و زراعة القطن و الفواكهة و الخضراوات و جميع أنواع الحبوبات كالذرة و الشعير و الحنطة و الرز تعتبر من أهم موارد الدخل لسكان كوردستان


كـــردســتـــان 12357030198.JPG

تعرف على جغرافية كردستان :
تتوزع كردستان بصورة رئيسية على ثلاث دول هي العراق وايران وتركيا مع قسم صغير يقع في سورية فيما يتواجد عدد من الكرد في بعض الدول التي نشأت على انقاض الاتحاد السوفييتى. وتشكل كردستان في مجموعها ما يقارب مساحة العراق الحديث. وتختلف التقديرات حول عدد الكرد بين 25 الى 40 مليونا و يعود هذا الفرق اولا الى عدم وجود احصائية موضوعية للكرد في تلك البلدان وخصوصا تركية التي لم تكن تعترف الى سنوات قليلة بوجود من يدعى بالكرد ونرى ان الرقم الاولى هو ادنى التقديرات المقبولة.
تتكون كردستان من سلاسل جبلية وسهول. وسلسلتي زاكروس Zagros وطوروس هما العمود الفقرى للجبال فيها.تمتد السلسلة الاولى من اقدام الجبال في منطقة الاحواز او عربستان( خوزستان بالايرانبة) والتي تقع جنوب كردستان حتى تصل اقصى شمال كردستان اي انها تسير من الجنوب الشرقي نحو الشمال الغربي اما السلسلة الثانية فتمتد من الشرق الى الغرب وتقع في كردستان تركية.
تشكل السهول المكون الثاني لطوبوغرافية كردستان وهذه السهول على العموم محصورة بين سلاسل الجبال غير ان هناك سهول واسعة تقع عند انتهاء مناطق الجبال. ومن اشهر السهول سهل شهرزور في كردستان العراق الذي يمتد من مدينة السليمانية الى مدينة حلبجة مع امتدادات واسعة الى الشمال الشرقي من السليمانية والى الشرق من السهل. وتعتبر تربة السهل السوداء من الترب الخصبة وتصنف تحت الدرجة الثانية حيث لاتتفوق عليها سوى تربة الدرجة الاولى.
والانهار هي المعلم الثالث لطوبوغرافية كردستان و من جبال كردستان ينبع الان العظيمان الفرات الذي قال الرسول صلى الله عليه وسلم بحقه انه من انهار الجنة ودجلة كما تنبع من كردستان جميع روافد الين.
ان من اهم خصائص جغرافية كردستان هي جغرافيها السياسية فكردستان هي احد المعابر القليلة بين الشرق والغرب فحركة الجيوش و هجرات الشعوب من الشرق (ايران، اسيا الوسطى، الهند، منغوليا) الى الغرب (العراق والشام، افريقيا، اوروبا) لابد ان تمر بواحد من المعابر االاربعة: كردستان ، الاحواز، روسيا ، المعبر المائي(اي البحار). ومن الخريطة يتضح ان روسيا هي الطريق الاطول للوصول الى الغرب اما الاحواز فتصل بالمرء الى العراق والشام وافريقيا وتبعده عن الغرب اما الطريق المائي فهو طويل وليس في متناول الجميع. وبسبب من مكانها هذا كانت كردستان معبرا للكثير من الجيوش الغازية والشعوب المهاجرة من الشرق للغرب فيما كانت هجرات الشعوب من الغرب الى الشرق نادرة بل ومعدومة وكانت الحركات في هذا الاتجاه هي حركة الجيوش في المقام الاول.
ان وقوع كردستان في مكان كهذا جلب الخراب لها ولم يجلب الخير لاهلها وكان هذا من احد اسباب عدم نشوء دولة موحدة في كردستان كما كانت الطبيعة الجبلية للبلد سببا في نشوء العديد من الامارات المتفرقة المستقلة واشباه الدول

الاكراد؛ شعب من دون دولة....
في غياب جنسية كردية معترف بها دوليا فإن أي احصاء جدي للأكراد يبدو مستحيلا حيث تراوح التقديرات بين 25 و45 مليون نسمة. مع ذلك فإن الأكراد يشكلون أحد "الشعوب التاريخية" في الشرق الاوسط، ينكر وجوده باستمرار ويختلف مصيره بين الدول التي تتقاسم كردستان: تركيا (أكثر من 50 في المئة من الأكراد)، إيران (حوالي 25 في المئة)، العراق (أكثر من 15 في المئة)</ > وسوريا (5 في المئة).</ >
لم تر الدولة الكردية التي نصت عليها معاهدة سيفر عام 1920 النور. ولا يمارس الشعب الكردي سيادته على أية قطعة أرض. ويبقى الأكراد مبعثرين في منطقة حدودية واسعة مسلحة إلى أقصى حد تحتشد فيها جيوش دول المنطقة، باستثناء الشمال العراقي الذي كان تحت حماية الطيران الأنكلو ـ أمريكي.</





بعض اللهجات الكوردية
--------------------------------------------------------------------------------

الكورد في كوردستان العراق يتحدثون بلهجات مختلفة، ولا توجد لحد الان لغة موحدة وتعود أسباب ذلك الى الظروف السياسية والعوامل الجغرافية والتأريخية.
واليوم تنتشر الثقافة الكُردية بلهجتين هما (السورانية) و (البهدينية)، لكن هناك اللهجة الكورانية واللهجة اللورية أيضا.

السورانية
هي اللهجة المعتمدة لغة رسمية في إقليم كوردستان العراق، إلا أنه ليس هناك اتفاق لحد اليوم على الإملاء الموحد، وهناك جهود حثيثة لإصدار قاموس لغوي موحد بهذه اللهجة.
وأبرز الشعراء الكلاسيكيين مثل نالي وسالم ومحوي والحاج قادر وغيرهم كتبوا شعرهم بهذه اللهجة، وكما كتب ويكتب أكثر الروائيين والشعراء المعاصرين نتاجاتهم بهذه اللهجة.
في هذه اللهجة بعض القصور لإفتقارها لصيغ زمنية معينة مثل صيغة المستقبل، والتأنيث والتذكير. ولكنها تتميز في مناطق معينة مثل موكريان وبشدر بغنى كبير في أساليب التعبير والمفردات، والكنايات، مما يستدعي التلاقح اللغوي والاستفادة من لهجات تلك المناطق. ويتحدث بهذه اللهجة أكثرية الشعب الكوردي في إقليم كوردستان العراق وخاصة في محافظات السليمانية وأربيل وكركوك.

البهدينية
تتميز هذه اللهجة برصانة نحوها وصرفها وكتب الشاعر الكوردي الكبير أحمد خاني ملحمته الرائعة "مم و زين" بهذه اللهجة. وهناك كنز من ابداع الشعراء الكلاسيكيين من متصوفين أمثال ملا جزيري وعلي حريري مكتوب بهذه اللهجة.
ومثقفو بهدينان يبدعون بهذه اللهجة التي يتحدث بها اكبر عدد من الكورد في تركيا وسوريا والقوقاز وبعض مناطق ايران. ويتحدث أهالي محافظة دهوك وأهالي المناطق الكوردستانية في محافظة الموصل بكوردستان العراق بهذه اللهجة.

الكورانية (الهورامية)
حسب العديد من المصادر الاكاديمية، تعتبر هذه اللهجة من أقدم اللهجات الكوردية وتتميز بسلاستها وغناها وجمالها، وقد كانت شائعة في الكثير من المناطق في أطراف السليمانية وكركوك، الا أنها انحسرت في الفترات الأخيرة في منطقة هورامان وبعض مدن كوردستان إيران. وتعرضت هذه اللهجة إلى اهمال كبير من قبل القيّمين على المؤسسات الثقافية الكوردية في العراق، وهناك تراث غني بهذه اللهجة مثل دواوين العمالقة الكلاسيكيين مولوي وبيساراني وسيداي هزرامي وولي ديوانه وغيرهم، وإن تعاليم الديانات الكاكائية وبعض الفرق الدينية الاخرى مكتوبة بهذه اللهجة.

اللهجة اللورية
طرأت تغيرات كبيرة على هذه اللهجة وامتزجت بلكنات خانقين وكرماشان والكلهور مما أصبحت هناك لهجة لورية بلكنات مختلفة لكنها مفهومة من قبل سكان هذه المناطق، وبرزت رموز عظام للثقافة العراقية من أبناء هذا المكون من مكونات المجتمع الكوردي.
وقد كتب بابا طاهر الهمداني بعض قصائده بهذه اللهجة. هذا والذي بقي من هذه اللهجة هو شيء من التراث من حكايات وأغان. وفي إيران ثمة شعراء وقاصون يكتبون الشعر المعاصر والقصص بهذه اللهجة.



العظماء الاكراد


كـــردســتـــان 12357030180.jpg




قد لايخفى على الجميع أن هناك الكثير من الأكراد التي خدموا في بلاد العرب والمسلمين ومنهم من عاصر الرسول الاعظم محمد (صلى الله عليه وسلم) من الصحابة الكرام مثل الصحابي جابان ابو ميمون او (كابان) كما يدعى. وقدموا أنجازات جليلة للعرب والأمة الأسلامية جموعأ في شتى مجالات الحياة منها الأنسانية والأجتماعية والسياسية والثقافية والدينية والفكرية وحتى في مجال السياسة وحكم البلاد العربية بدءاً بالقائد الكردي صلاح الدين الأيوبي الذي حرر القدس من الصليبين لأول وآخر مرة وهذا بحد ذاته يشكل تأريخا مشرفاً للأمة الأسلامية والعرب بصورة خاصة لكل هؤلاء العظماء من الأكراد الذين هجروا الارض الوطن ولهم مبرراتهم الخاصة في ظروف وصلوا الى البلاد العربية فاتحين وبرز منهم رجالات الدولة كأمراء وقضاة وشعراء ورجال دين عظماء وحتى فنانين خدموا في مجال الفن لاسيما في السينما المصرية . أن الأنسان لايتغير عرقهٌ واصلهٌ أو شخصيته ربما التأثير اللغوي يترك آثاره لديه بشكل فعال ولكن هذا لايعنى أنه ينكر أصله من حيث الأمة التي ينتمي اليها . وهنا أريد أن أوضح للجميع من العرب والأكراد جوانب من العائلات والشخصيات الكردية المرموقة من كلا الجنسين من ذوي الأصول الكردية الذين أقاموا في بلدان غريبه عن وطنهم الأم و خدموا البلاد العربية وقدموا ما لايقدمه العرب لأنفسهم بالغالي والنفيس وحتى التضحية بأرواحهم خدمةً للرسالة الأنسانية التي يحملونها . وأن تكون رسالة واضحة لبعض الشوفينين العرب لكي لاينسوا ما أسداه الكرد لهم من خدمات أغنت التراث العربي والأدب والتأريخ ، وأن يكون واضحاً للكوردي ممن لايعرف أن أمته الكوردية ومن أرض الكردستان المقسمة والمغلوبة على أمرها أنهم كانوا أبدا ملة رسالات للشعوب على عكس بعض الأنظمة والأفراد الشوفينيين الذين دعموا الدكتاتورية الصدامية ايام حكمه القمعي لأبادة الشعب الكردي ناسين ذلك التأريخ المشرف للكورد في بلادهم فلولا صلاح الدين الايوبي لهتك بأجدادهم الصليبيون مثلما فعلو هم وهتكوا أعرض الكورديات في البلاد العربية وهل ينسى الأكراد مافعلوا بهم الأنظمة العربية والمسلمة في دعمهم لصدام في أبادة الشعب الكردي من عمليات الأنفال السيئة الصيت وضرب حلبجة بالسلاح الكيماوي الفتاك .ربما يفهمني البعض خطأ على إني أشوش التاريخ. وكل من دخل تلك البقعة العربية وخدمة في بلاد العربية سواء أن كان على دست الحكم أو خارجه فهو لاينتمي الى الجذور الكردية ، حتى لو ادلوا بتصريحات صريحة وواضحة ومن ارض كردستان أمثال المخرج السينمائي العالمي (علي بدرخان) عندما تحدث في مطار هولير الدولي بعض الكلمات الكردية وباللغة الأم (انا كردي واحب الكرد) . فهو سليل الأسرة البدرخانية الكريمة التي ناضلت كثيراً من أجل نيل حقوق الشعب الكردي . ومن بعدهم أجيالاهم العظماء .
وربما أقابل تحديآ ونقدا من قبل الكثيرين وهذا شي طبيعي لأنني أكتبها للتأريخ والتوضيح والمعرفة لكي يعرف الكرد أن أمته الكردية عرفت رجالاً ونساءاً في شتى مجالات الحياة وبرزت منهم عوائل كانت لجذورهم عبق طيب في بلاد العرب والمسلمين ولكي يفتخر به الكورد و بتأريخهم العريق .
أنا لاأبرر لهؤلاء ولكن للتأريخ أقول منهم من أعلنه كرديته سواءاً في مذكراته أو أشر اليه في كتب عن سيرته ومنهم أشاراليه في أشعاره . ناهيك عن الفنانيين المصريين ذو الأصول الكردية فهم وكلنا نعرف أنهم منشغلون بأعمالهم الفنية ولا يهتمون لا بالقومية ولا يتدخلونه في السياسة. فحبهم لفنهم نساهم كل مايدور حولهم .
فلماذا نلوم هؤلاء من أجل ماذا لأنهم لم يقولوا يوما من الأيام نحن من الكرد فانا من وجهة نظري أفضل هؤلاء على الكرد الخونة من المرتزقة والجحوش الملطخة أياديهم بدماء البريئة من الكرد في كردستان العراق وأجزائة الباقية . هنا أريد أن أشيرة الى مفهوم الكردية مابين أن تعلن كرديتك وأنت خائن. منهم من لم يعلن ولم يخون وهناك من أعلنه وكانت بمثابة قائد أيام النضال المسلح لثورة الكردية وخائن قضيته العادالة والمشروعة .التي كانت يناضل من اجله .
فهم لم يقولوا كلمة يسيء الى الشعب الكردي ولم يحارب الكرد أبان ثوراته المتعاقبة ولم يشارك في تصفيات الجسدية للكرد أبان حكم الدكتاتور العفلقي لا في عمليات الأنفال التي راحت ضحيتها اكثر من (182،000) ألف أنسان بريئ ولم يقتلوا (5000) ألف أنسان مسالم في الحلبجة بالأسلحة الكيماوية الفتاكة . نذكر المقولة الشهيرة لشاعر العرب الأكبر (محمد مهدي الجواهري ) في وصفه لكرد عندما يقول ( لاتقتلوا الحية والعقرب اقتلوا الكردية المستعربة ) وهنا اريد ان اذكر هؤلاء الكرد في بلدان العربية والاسلامية منهم العائلة العلوية بقيادة (محمد علي باشا الكبير) باني مصر الحديثة وحاكمها مابين (1805 – 1848) وايضا الاسرة التيمورية التي برزت منهم عائشة التيمورية شاعرة واديبة و أحمد تيمور باشا و محمود تيمور (شيخ القصة العربية) والاسرة البدرخانية ، مؤسس هذة الاسرة هو (الامير بدرخان) اسمه :- بدرخان بن عبدالله خان بن مصطفى خان بن اسماعيل خان ، ثم يتدرج نسبه حتى يصل الى جده عبدالعزيز. ينتسب الامير بدرخان الى اسرة (ازيزان – عزيزان) الكوردية العريقة التي حكمت امارة الجزيرة منذ العهد الاموي وحتى اواخر القرن التاسع عشر ،
ومن الذين برزت في هذه العائلة من الشعراء والكتاب وفي مجالات السياسة وحتى في عالم السينما المصرية نذكر منهم :- جلادت بدرخان و كاميران بدرخان و روشن بدرخان و حامد بدرخان و أحمد بدرخان ومقداد مدحت بدر خان و عبد الرحمن بدرخان و عبد الرزاق بدرخان و ثريا بدرخان والمخرج السينمائي علي بدرخان . ومن لبنان معنيون (الأسرة المعنية) إحدى السلالات التي حكمت مناطق واسعة من لبنان، وهي من أسرة من أمراء الدروز من أصول كردية خلفت الأسرة الشهابية في الحكم في مناطق لبنان.
فخر الدين المعني بن قرقماز ( و أسرة المعنيين من أمراء الدروز في لبنان هم من أصول كردية ، نزلوا بين الدروز و اتخذوا مذهبهم و أصبحوا أمراء عليهم ، وزعموا لهم بأنهم من سلالة معن بن زائدة الذي كان من ولاة العباسيين و من أجواد العرب ) وهذا الاعتراف بأصلهم الكردي جاء على لسان الأمير فخر الدين المعني نفسه فيما ذكر العلاَّمة المحبّي !
أمراء الأسرة المعنية
1- فخر الدين الأول
2- قرقماز
3- فخر الدين المعني الثاني:- (1572 - 1635) هو أحد أمراء لبنان وحاكم جبل الشوف، حكم المناطق الممتدة بين يافا وطرابلس، مكث في الحكم بين عامي 1590 و 1625. يختلف المؤرخين بدينه وطائفته بين سني ودرزي وماروني، ولكن الغالب أنه درزي.
ومن الشخصيات البارزة في الساحة العربية والدولية (قاسم امين) رائد حركة تحرير المراة ولد عام 1863م لاب كوردي وام مصرية من صعيد مصر. و الشاعر والعالم الكبير (عباس محمود العقاد) الاديب والكاتب والشاعر والمفكر والناقد والعالم الكبير المصري المنشأ والكردي الاصل . و الامام محمد عبده بن حسن خير الله ولد سنة 1849 م في قرية محلة نصر بمركز شبراخيت في محافظة البحيرة من اب كردي. في سنة 1866 م ومن الطلبة البارزين في الجامع الأزهر، و الشاعر (احمد شوقي) الملقب ب (امير الشعراء) و محمد حسنين هيكل الصحافي العالمي ولد بالقاهرة سنة 1923 (21 سبتمبر) كردي مصر المولد . و دريه عوني ( ام الاكراد في القاهرة ) كما يسمونه ولدت فى مصر من اب كردي ومن ام مصريه, زينب محمد رفاعى. لها شقيقين صلاح الدين عونى والمهندس عصام الدين عونى. و (زرياب) من اكبر موسيقيي العصر الاسلامي . و ابن خلكان قاض ومؤرخ وأديب كردي مسلم ولد عام 608هـ-1211م في أربيل كردستان العراق . وشيخ الاسلام ابن تيمية . وبديع الزمان مؤسس (الحركة النورية بتركيا) سعيد النورسي . والكاتب السوري محمد كرد علي أحد رواد النهضة الفكرية العربية في مطلع القرن العشرين. نشأ في أسرة كريمة، لأب كردي وأم شركسية، أصله اسرته من السليمانية (كوردستان العراق)، تنتسب الى الاكراد الايوبية (الذين ينتسبون الى العشيرة الزرزراية) ومن الشعراءالشاعر العراقي معروف عبد الغني المشهر بلقب (الرُّصافي) سنة (1875 م) في حي من أحياء بغداد، يدعى حيّ (القراغول)، وهو ينتمي من جهة أبيه إلى عشيرة (جباري)، وهي عشيرة كردية تدعى بالكردية (جباري)، وهذه العشيرة جاء في كتاب (العشائر الكردية) أن عشيرة جباري تسكن لواء (محافظة) كركوك، وهي تمتهن الزراعة، أمـه فاطــمة بنت جاسم . و الشاعر(جميل صدقي الزهاوي) ،الذي ولد في عام 1863م. (1863 – 1936).إسمه الكامل (جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي)، ينتسب إلى قبيلة (بابان) الكوردية . و محمود شوقي الأيوبي شاعر (الطبيعة الإندونيسية) ولد الشاعر محمود شوقي الأيوبي في الكويت عام 1900م (1319هـ)، وقيل عام 1901م، ووالده من أصول كردية، وكان قد نزح من العراق إلى الكويت، وكان يُطلق عليه "عبد الله الكُردي"، أما أمه فمن عرب "المنتفك".وقد أسماه والده محموداً، ولكن الشاعر أضاف إلى اسمه اسم "شوقي" لشدة إعجابه بالشاعر أحمد شوقي. ومن الرؤساء محمد علي العابد رئيس جمهورية سوريا هو محمد علي بن احمد عزت بن محيي الدين ابو الهول ابن عمر بن عبد القادر العابد ،سياسي ورئيس سوري (كوردي الاصل) . ولد في دمشق وتعلم في اسطنبول وباريس . و حسني الزعيم رئيس جمهورية سوريا هو حسني أبن الشيخ رضا بن محمد بن يوسف الزعيم ، ولد في حلب (1897-1949رئيس سوري (كردي الأصل), كان والده مفتياٌ في الجيش العثماني ، وكان فاضلاٌ من أهل العلم ، أستشهد في هجوم على قناة السويس في الحرب العالمية ألأولى سنة 1915، له شقيقان ألأول الشيخ صلاح الزعيم والثاني بشير الزعيم . حكم سوريا بين 30 آذار و 13 آب 1949. وصل إلى الحكم بإنقلاب عسكري ،وأطيح بإنقلاب عسكري قاده سامي الحناوي.وقائد اشهرواول انقلاب في الشرق الاوسط بكر صدقي عسكري وسياسي عراقي من أبوين كرديين ، ولد في قرية عسكر القريبة من مدينة كركوك ، درس في ألأستانة - إسطنبول في المدرسة الحربية / الكلية العسكرية لاحقاً وتخرج فيها ضابطاٌ في الجيش العثماني و خالد بكداش سمي ب (عميد الشيوعيين العرب) امين العام للحزب الشيوعي السوري – اللبناني ولد خالد بكداش عام 1912 في حي المهاجرين (حي الأكراد) في دمشق. والده من أصل كردي وعشيرته لم تتميز بأي نشاط وطني أو اجتماعي، و ابن الاثير المؤرخ الكبير. وابن الحاجب النحوي الكبير. و الإمام الحافظ العراقي ( 725 ـ 806 هـ ) وايضا من اولاده على سيرابيهم ونهجه في التقوى والايمان ابنه الحـافظ ابن العـراقي وابنته زينب بنت الحـافظ العـراقي و( الزركلي) هو خير الدين بن محمود آغا بن محمد بن علي الزِرِكْلي (بكسر الزاي والراء) نسبة إلى عشيرة (زرِكِي) الكردية، وقد ولد خير الدين سنة (1310 هـ / 1893 م) في بيروت، وفي علم الجغرافيا (ابو الفداء) اسماعيل بن علي الايوبي جغرافي وسياسي وشاعر ولد بدمشق ويعود نسبه الى شاهنشاه بن نجم الدين بن ايوب اخو السلطان صلاح الدين الايوبي .برع في علم الجغرافية وكان ملكا على حماة وبقي ملكا عليها حتى بعد خروجها عن سيطرة الايوبيين .توفي ابو الفداء سنة 732 هجرية . و يوسف ضياء الدين المقدسي (1884 - 1906) واضع أول معجم كردي - عربي بعنوان الهدية الحميدية ولد في مدينة القدس عام 1884 لعائلة مرموقة, فقد كان والده محمد علي قاضياً في مرعش و أرضروم . ومن الاسرة الجنبلاطية نذكر ابرز شخصيات القوية والمؤثرة على الساحتيين اللبنانية والدولية منهم كمال فؤاد جنبلاط (6 ديسمبر 1917 - 16 مارس 1977) - أحد أهم زعماء لبنان في فترة الحرب الأهلية و ما قبلها ، أحد زعامات الطائفة الدرزية في جبل لبنان إضافة لكونه مفكرا و فيلسوفا. يندرج من أصول كردية و يعتقد ان اجدادهم قدموا من كردستان إلى لبنان في العهود الايوبية تنتسب هذه الأسرة إلى الأمير جان بولارد بن قاسم بك بن احمد بك بن جمال بك بن عرب بك بن مندك الأيوبي الكردي، المنحدر من عشائر الأيوبيين الكرد، وكان يعرف بابن عربي، ومعنى جنبلاط باللغة الكردية هي جان- بولات، اي (صاحب الروح الفولاذية)، كان كمال جنبلاط زعيم للحركة الوطنية اللبنانية في بدابات الحرب الأهلية اللبنانية و أحد مؤسسي الحزب التقدمي الاشتراكي, وقد خلفه في زعامته ابنه وليد جنبلاط. تم اغتياله في 16 مارس 1977 و ألقيت التهمة على الحزب السوري القومي الاجتماعي ، والده فؤاد بك جنبلاط، اغتيل في 6 آب عام 1921 في وادي عينبال، وكان قائمقامًا لقضاء الشوف أيام الانتداب الفرنسي. والدته السيدة نظيرة جنبلاط، لعبت دوراً سياسياً مهمًّا بعد وفاة زوجها وعلى امتداد أكثر من ربع قرن. شقيقتاه: ليلى (توفيت بمرض الحمى وهي في الرابعة من العمر)، وليندا متزوّجة من الأمير حسن الأطرش، اغتيلت في منزلها في بيروت بتاريخ 27/5/1976 خلال الحرب اللبنانية قبل أقلّ من سنة من اغتيال كمال جنبلاط. و نظيرة جنبلاط هي والدة الزعيم والقائد الدرزي كمال جنبلاط ، تولت أمر الزعامه الجنبلاطيه بعد وفاة زوجها فؤاد جنبلاط، وبقيت على زعامة العائله حتى كبر ابنها كمال جنبلاط وتولى الزعامه بنفسه. تلقب بالست اي الست نظيره. وليد جنبلاط (7 أغسطس 1949 ) زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي العربي وأحد أبرز الزعامات الدرزية، تزعّم رئاسة الحزب بعد اغتيال والده كمال جنبلاط مؤسس الحزب. والدته الأميرة مي أرسلان ابنة الأمير شكيب أرسلان. تزوج بعام 1981 من السيدة جيرفت جنبلاط وله منها ثلاثة أولاد
تيمور جنبلاط و أصلان جنبلاط وداليا جنبلاط
زوجته الحالية السيدة نورا الشرباتي والتي اصبحت بعد زواجها منه تلقب بنورا جنبلاط وهي ابنة وزير الدفاع السوري الأسبق أحمد الشرباتي. وفي مجال الفن والسينما والطرب لابد لنا ان نتدول تلك الاسماء التي ترك بصمات على الساحة الفنية في كل مجالاتها. سعاد حسني (سندريلا الشاشة العربية)
ولدت في (26) يناير 1942 بالقاهرة مصرية – سورية راحلة اسمها الحقيقي (سعاد محمد حسني البابا) والكثير من الناس لايعرفون ان الفنانة الراحلة هي من أصول كردية، فوالدها هو محمد حسني البابا من عائلة سورية كردية وهو ابن المطرب السوري حسني البابا. أثارت حادثة وفاة سعاد حسني في 22 يونيو 2001 في لندن جدلاً لم يهدأ حتى الآن ، حيث تدور هناك شكوك حول قتلها وليس انتحارها كما أشيع. وفي مجال الغناء اختها نجاة الصغيرة وأخوها عز الدين حسني عازف الكمان الذي كان يعمل مع الفنانة الراحلة أم كلثوم، وهويعمل ملحناً في الإذاعة المصرية، وله العديد من الألحان وللمسيقار الكوردي المعروف هلكوت زاهر علاقات منتظمة مع هذه العائلات في القاهرة. وايضا الملحن عز الدين حسني
و رشدي اباظة من أب مصري و أم إيطالية . الوالد سعيد بغدادي أباظة الذي ينتمي إلى العائلة الاباظية العريقة و الأم السيدة تريزا لويجى. درس رشدي أباظة في مدرسة الخرنفش ثم التحق بمدرسة سان مارك بالإسكندرية القسم الداخلي حين انفصل الأبوين. ينحدر رشدي أباظة من أسرة الاباظية المعروفة، التي يرجع أصلها إلى الكرد ، حيث هاجر عدد كبير من أفرادها إلى مصر أيام حكم المماليك وكانت، ولا تزال، لهذه الأسرة مكانتها الكبيرة، حيث ظهر منها كثير من الأعلام في السياسة والثقافة والاقتصاد والتجارة والزراعة، بدءا من إسماعيل اباظة «باشا»، الذي كان من قادة الثورة العرابية، إلى دسوقي اباظة باشا الذي كان واحدا من المع شباب ثورة 1919، وعزيز اباظة الشاعر المغوار، ثم فكري باشا اباظة فارس الكتابة والخطابة، ثم ماهر اباظة وزير الكهرباء السابق والشقيق الأصغر للشاعر الكبير عزيز اباظة. والفنانيين الاخرين منهم صلاح السعدني ومحمود المليجي والمطربيين رانيا الكردي والممثلة الكويتية هيفاء عادل واخرين ..
المصادر:-
1- الموسوعة الحرة (ويكيبيديا) .
2- مشاهير الكرد في التاريخ الإسلامي
3- مقالات الاستاذ الصويركي


...
كتبت : بحر الجود
-
يعطيك ربي ألف عافية أختي ع الموضوع الرائع

كتبت : ياحبي لي
-
المرأة الكردية ودورها في المجتمع


[/URL]


المرأة في كافة المجتمعات هي الاكثر تكاملا من الرجل مع الطبيعة.واكثر أندماجا وتفاعلا معها من خلال حضورها الانساني
والجمالي.وفي المجتمع الكردي أضافت البيئة الطبيعية لكردستان على هذا الحضور سمة الخصوصية .اثرت على نمط العلاقة
الاجتماعية وافرزت مجموعة من المواقف التي حددت دور المرأة ومكانتها على اسس أستندت في حالات غالبة على مراعاة تقاليد
احترام الشخصية المستقلة للمرأة والثقة العالية بدورها وقدراتها في جميع ميادين النشاط الانساني.
وللمرأة الكردية كلمتها،ولربما الاعلى احيانا في شؤون الاسرة وتشترك في مجالس الرجال التي تنعقد في مختلف المناسبات ولاتعرف
حرجا في التعبير عن أرائها ومعارضتها لاراء غيرها.والمرأة الكردية معروفة بشجاعتها وحنكتها في إدارة دفة القيادة في السلم
والحرب الى جانب رقتها ونعومتها.
وتربي المرأة الكردية ابناءها دونما تمييز بين الذكور والاناث وتمنحهم قدرا متساويا من عطفها ورعايتها .
وتلعب المرأة الكردية دورا اساسيا في الحفاظ على كيان الاسرة كما تساهم في العمل خارج المنزل فهي التي تجمع الحطب
وتجلب الماء من اعالي الجبال وهي التي تهتم برعاية الحيوانات وتشارك في جني المحاصيل ومعالجتها وتسويقها وتمارس
العديد من النساء الكرديات اليوم مختلف المهن .فمنهن العاملات والمعلمات والطبيبات والمحاميات والصحفيات والموظفات في
مختلف الادارات الحكومية والاهلية.ومنهن الكثير من الاديبات والشاعرات والسياسيات.
وقد شاركت المرأة الكردية منذ القديم في مراكز القيادة في ميادين تعتبر حكرا في العادة على الرجال.ومنهن نساء قبيلة الفيلية
ومنهن ايضا دولة خاتون عقيلة عز الدين محمد التي تولت إدارة مملكة لوستان الكبر بعد مقتل زوجها عام 1705 م.

كما ساهمت المرأة الكردية بنشاط في الحياة السياسية منذ فترة طويلة ومن الشخصيات السياسية النسوية التاريخية.
السيدة سعيدة مامه خاتون
كاره فاطمة التي كانت تمثل الاكراد في منتصف القرن الماضي في المحكمة العليا بالقسطنطينية.
ونرى ان للمرأة الكردية مكانة خاصة من الاحترام والتقدير .



تتميز الأزياء النسائية الكردية، لا سيما، الشائعة على نطاق واسع في الجزءين الشرقي والجنوبي من كردستان، اي اقليم كردستان العراق، وكردستان ايران ببريقها ولمعانها والوانها الصارخة، التي تسر الناظر وتستقطب الانتباه حتى من مسافات بعيدة.فالاقمشة المستخدمة فيها مصنوعة وفق مواصفات معينة تجعل الزي الكردي النسوي فريدا من نوعه بين جميع الازياء الشعبية الاخرى المعروفة لدى شعوب العالم.
فـأزياء المرأة الكردية تتألف في هيئتها الاعتيادية من دشداشة طويلة تغطي في الغالب اخمص القدمين، وذات كمين طويلين يرتبطان بذيلين مخروطيين طويلين ايضا يسميان في اللغة الكردية بـ «فقيانة».




وفي الغالب تخيط هذه الدشداشة من قماش شفاف جدا ذي خيوط حريرية ناعمة الملمس ومطرزة بأنواع مختلفة من المنمنمات والحراشف المعدنية البراقة الشبيهة بحراشف السمك، وترتدي المرأة الكردية تحت هذه الدشداشة العريضة قميصا داخليا رقيقا وحريريا، لكنه ذو لون داكن وغير شفاف ليصبح بمثابة خلفية عاكسة للدشداشة الشفافة، مع العلم ان القميص التحتاني كان يخيط في السابق بشكل واسع وعريض، لكنه اصبح الآن ضيقا ومفصلا يلتصق بجسد لابسته لإظهار مفاتن قامتها على نحو واضح طبقا لتطورات الموضة.
اما الجزء العلوي من هذا الزي فانه مؤلف من سترة قصيرة جدا بلا أكمام لا يزيد طولها على 25 سنتيمترا تخيط في الغالب من نوع خاص من الاقمشة المغطاة كاملة بالمنمنات والحراشف المعدنية البراقة بغية اضافة المزيد من اللمعان الى الزي باكمله.
وفي موسم الشتاء تستبدل هذه السترة القصيرة بأخرى طويلة تصل الى اسفل الكعبين وذات كمين طويلين وتحاك من نفس الاقمشة، وعادة ما يتم تنسيق الألوان بدقة متناهية بين لون قماش الدشداشة الرقيقة والقميص الداخلي والسترة القصيرة والسروال الطويل الذي تمتد اكمامه الضيقة الى اسفل الكعبين، الذي يحاك في الغالب من الاقمشة الحريرية ذات البريق الساطع، حتى تبدو لمن ينظر الى المرأة التي ترتدي هذا الزي الشعبي بصورته الكاملة، وكأنه ينظر الى لوحة فنية لرسام متذوق جمع فيها كل الوان الطيف الجذابة وابدع في التنسيق والمزج بينها لتظهر على هئية موزاييك يثير الاعجاب والاندهاش، لا سيما اذا كانت التي ترتديه فتاة جميلة ذات قامة ممشوقة وفارعة.

وتحرص المرأة الكردية غالبا على ارتداء هذا الزي الفسيفسائي الجميل في المناسبات السعيدة، وتعمد سيدات او بنات الاسر الثرية الى ارتداء الأحزمة الذهبية التي يزيد عرضها عن عشرة سنتيمترات التي تصنع خصيصا لهذا الغرض وبمبالغ باهظة، حيث تربط حول الخاصرة امعانا في المزيد من الاثارة واظهار المفاتن.
وتمعن بعض السيدات او الفتيات الثريات في التعبير عن ثرائهن بارتداء قبعات مطرزة بالجنيهات الذهبية «الليرة» المرتبطة بسلسلة ذهبية غليظة تتدلى من اسفل الفك، اضافة الى سلسلة ذهبية طويلة يتم ارتداؤها بطريقة الوشاح الذي يرتديه القضاة في المحاكم وتحمل معها قطعا اسطوانية مجوفة من الذهب تفصلها قطع من الجنيهات الذهبية من عيار 24 قيراطا.
اما ذوات الإمكانات المحدودة، فإنهن يستعضن عن الاحزمة الذهبية والقبعات المطرزة بالجنيهات، بأخرى تشبهها في التصميم، لكنها مصنوعة من المعادن العادية المطلية بلون الذهب او بالاكسسوارات المشابهة، في حين ترتدي النسوة في كردستان الايرانية احزمة حريرية سميكة وذات الوان جذابة عوضا عن الاحزمة الذهبية.

وطوال القرون والعقود السالفة، ظل الزي الكردي بنوعيه، الرجالي والنسائي، ثابتا من حيث التصميم، رغم التغيير المستمر في نوعية الاقمشة المستخدمة في حياكتهما، تبعا للتطورات الحاصلة في عالم صناعة الاقمشة، لكن العديد من المصممين المتخصصين في الازياء الكردية، عمدوا اخيرا الى ادخال تغييرات نوعية في تصميم هذا الزي الفلكلوري الشعبي الذي ظل لعصور طويلة عصيا على تيار الموضة الجارف، من خلال المزج بين التصاميم المتبعة في الاجزاء الاربعة من كردستان، واضافة لمسات اخرى عليها للخروج بنماذج وتصاميم جديدة تنسجم مع روح العصر وصيحات الموضة، كما فعلت المصممة الكردية المغتربة دلكش مراد، التي قدمت في عرضين منفصلين رائعين في مدينتي اربيل والسليمانية خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي نماذج غاية في الجمال لما أضفته عليها من لمسات عصرية.
اما المصممة الشابة «بيمان محمد شريف» 32 عاما، التي تعمل في مجال خياطة هذا النوع من الازياء في السليمانية منذ عشر سنوات، فلها رأي مختلف. فهي تعتقد ان التصاميم الجديدة للزي النسائي الكردي تكاد تفقد هذا الزي الفلكلوري الشعبي، الذي يرمز الى المرأة الكردية، ميزاته الخاصة الموروثة عبر الاجيال كونها تغييرات شوهت تصميمه الاصلي. فالدشداشة لم تعد طويلة كما في السابق، وتلاشت اكمامها الطويلة «الفقيانة» التي تربط نهاياتها مع بعضها من الخلف، كما أصبحت السراويل ضيقة جدا وقصيرة، كذلك القميص الداخلي والسترة العلوية وغابت الاحزمة والقبعات.
وأضافت «بيمان» ان الموضة الأنيقة والعصرية مطلوبة، خصوصا بالنسبة للسيدات، لكنها ليست ضرورية بالنسبة للأزياء الشعبية التي «ترمز الى فلكلور وتراث شعب بأكمله، لأن اعتماد هذه التغييرات الهائلة سيقضي على ملامح الزي النسوي الكردي، التي ينبغي ان نحرص على ابقائها كما ورثناها من اجدادنا، كما هو شأن بقية الشعوب التي تحرص على صيانة اصالة ازيائها القومية باعتبارها جزءا من تراثها القديم».
وتشتهر اسواق مدينتي السليمانية واربيل بوجود العشرات من المحلات الضخمة المتخصصة فقط ببيع الاقمشة النسائية، التي تستخدم في خياطة الازياء النسائية الكردية. في هذا الصدد يقول جميل علي، صاحب اكبر متجر لبيع الاقمشة المستوردة في السليمانية، ان معظم الاقمشة المتوفرة في متجره يتم استيرادها من الصين، مضيفا «ان شركات متخصصة تعمل على تصنيع هذه الاصناف من الاقمشة وفق المواصفات التي نقدمها نحن في كل زيارة الى الصين، كذلك الحال بالنسبة للأقمشة الهندية ذات الجودة والمواصفات العالية».
ويتابع علي في حديثه، ان الاقمشة الصينية تمتاز بالجودة والاناقة رغم أسعارها الرخيصة، اذ يتراوح سعر المتر الواحد منها بين 3 ـ 5 دولارات فقط، مقارنة بالاقمشة الهندية التي يمكن اعتبارها غالية الثمن بعض الشيء.
ويؤكد أن شقيقه الأكبر يتردد كل شهرين على الصين والهند لاستيراد هذه الاقمشة التي تصنع خصيصا لمتجره، مضيفا ان اعلى معدلات البيع تسجل في الربيع، حيث اعياد نوروز التي تقترن بالرحلات السياحية والحفلات والمناسبات السعيدة في المجتمع الكردي. لذا فان اقبال النساء، خصوصا الفتيات والعرائس، على شراء الاقمشة الداخلة في الازياء الشعبية يسجل اعلى مستوى له في هذا الموسم. ويؤكد أيضا بأن كلفة الزي الكردي متكاملا، على ان يكون من اجود انواع القماش، تصل الى 250 الف دينار عراقي اي ما يعادل 200 دولار اميركي.

.. يتبع
كتبت : ياحبي لي
-
كيف يعيش الأطفال في كوردستان؟ وماذا يأكلون؟ وهل لديهم لعب أطفال؟؟؟




نعم، انّ الأسئلة كثيرة عن أطفال كوردستان الذين تعّرضوا للجوع والعطش والخوف الرهيب، ومن ثمّ إلى أشلاء، أو السير على الأقدام وهم حفاة وسط الأحجار والصخور الحادة وفي الأحراش والغابات، ومن ثمّ الوصول إلى تركيا أو إيران لكي يبدأوا حياة تعسة في المجمعات القسرية التي تشبه المعتقلات والسجون المخيفة، والتي لا تتوفر فيها ظروف إنسانية ومعيشية، لكي يبدؤوا حياة العيش في الخيم وسط البرد والثلوج والأوحال، ووسط الأمراض التي أدّت إلى موت العديد منهم.
لقد دعا الكورد كما يدعون اليوم المثقفين العرب من عراقيين وغير عراقيين من أجل الوقوف إلى جانبهم، وإلى تأييد قضاياهم العادلة وتحقيق حقوقهم المشروعة، والعمل يداً بيد في تحقيق بناء العراق الديموقراطي التعددي الفيدرالي المتحد، ومن أجل مطالعة التاريخ والجغرافيا بعين ووعي منصفين، لمعرفة حقيقة الكورد وواقعهم وطموحاتهم، ونترك ضمير المثقف المنصف، الواعي، على المحك، ونطلب من كل المثقفين العرب، وخاصة أولئك الذين يقفون ضد حقوق وطموحات الكورد أن يغيروا سلوكهم، وأن يقفوا مع القضايا العادلة للشعوب، وأن يكون باستطاعتهم إزالة أفكارهم المتحجرة


....يتبع

كتبت : ياحبي لي
-
رمضان في كردستان .. تقاليد وعادات مميزة
استقبال الشهر الكريم .. على الطريقة الكردية





المائدة الرمضانية في كردستان تتميز بأصناف المأكولات والعصائر

كغيرها من مدن كردستان والعراق والمنطقة، تصطبغ مدينة السليمانية المزدانة في أقصى الشمال الشرقي من اقليم كردستان، بصبغة الشهر الفضيل الذي يسبقه في كل عام عبقه واجواؤه العطرة بعدة ايام، إلا ان السليمانية تمتاز عن سائر المدن الاخرى بطريقة احتفائها بالشهر الكريم عبر تقاليدها وعاداتها الرمضانية الخاصة والمميزة التي ورثها السليمانيون عن اسلافهم ومارسوها وحافظوا عليها جيلاً إثر جيل بل وصانوها من مؤثرات وتطورات العصر.
ففي كل عام وقبل اسبوع من حلول شهر رمضان المبارك تستعد الغالبية المسلمة من اهالي المدينة لاستقبال الشهر الكريم على طريقتهم الخاصة، اذ تشهد الاسواق حركة غير عادية جراء الاقبال الهائل لجموع الناس على شراء مختلف اصناف المواد الغذائية والعصائر والحلويات والمخللات والاطعمة المحلية والمستوردة والمستلزمات الاخرى المطلوبة لإعداد وجبات الافطار التي يحرص السليمانيون على جعلها دسمة ومتنوعة تترأسها اطباق اللحوم والمشويات بأنواعها.
ومع حلول اليوم الاول من رمضان الفضيل، تتوشح المدينة وساحاتها وميادينها بالعلامات والطقوس المعتادة كل عام حيث تغلق المطاعم قاطبة وكذلك الحانات والمقاهي بل ومطاعم الدوائر والمؤسسات الرسمية ايضا ابوابها حتى دون تبليغ من الجهات المعنية احتراما لمشاعر الصائمين ويخيم الهدوء التام على شوارع المدينة التي تقل فيها الحركة بشكل واضح وتقتصر غالبا على السيارات الخاصة والخدمية فيما يعم الركود في الاسواق معظم ساعات النهار، لاسيما عند حلول الشهر الكريم في موسم الصيف او الخريف، كما تتحجب النسوة قاطبة خصوصا في الدوائر والمؤسسات احتراما لمناسك الشهر الفضيل.
وقبل حلول موعد الافطار بنحو ساعتين تدب الحركة والنشاط في شوارع المدينة واسواقها على نحو خاص لتبلغ ذروتها نظرا لإقبال الصائمين تحديدا على اقتناء السلع الغذائية والحلويات والعصائر والمخللات التي تشتهر بها السليمانية ايام رمضان في مقدمتها شربة الزبيب المصنوع من العنب الاسود المجفف الذي ينتج بغزارة في حقول وبساتين القصبات المجاورة وكذلك طرشي السليمانية المطعم بالحبة الخضراء ذات النكهة الرائعة والمذاق الفريد واللبن المستخرج من المشكاة والخالي من الدهون ونوع من الحلوى المحلية المسماة بلقمة القاضي، وهي عبارة عن كرات بحجم كرة المنضدة مصنوعة من العجين ذي الدقيق الممتاز والمغمورة في عسل السكر المركز وتمتاز بمذاق رائع ويحرص معظم الصائمين في السليمانية على ان تكون لقمة القاضي اول شيء يفطرون به بعد ساعات الصيام، كونها تفتح الشهية على الاكل، هذا الى جانب نوع خاص من الخبز المدمس في الزيت الساخن والذي يتبادله الجيران فيما بينهم قبل حلول موعد الافطار.
ومع حلول الدقائق الاخيرة للصيام، تنظم الموائد الخيرية التي تسمى موائد الرحمن في العديد من مساجد السليمانية لاسيما في باحة المسجد الكبير الذي يتوسط قلب المدينة حيث ضريح الملك الكردي الاول الشيخ محمود الحفيد وجده الاكبر الشيخ كاكه احمد الشيخ، الحفيد الكردي للإمام موسى الكاظم، اذ ينظم الكثير من الناس الشريف موائد خيرية تضم مختلف انواع الماكولات للفقراء والمعوزين والغرباء طوال ايام الشهر الفضيل.
وبعد الافطار بنحو ساعة ونصف الساعة اي مع اذان العشاء يتوجه المصلون رجالا ونساء الى المساجد الموجودة في كل احياء المدينة، خصوصا المساجد ذات الطابقين، والتي يخصص فيها الطابق العلوي للنساء والسفلي للرجال لأداء صلوات التراويح، ومن ثم تعود الحركة مجددا الى شوارع ومتنزهات المدينة واسواقها الكبيرة المبنية على الطراز الحديث، والتي تبقى مفتوحة في وجه الزبن حتى ساعة متأخرة من الليل، فيما يفضل الكثيرون السهر امام شاشات التلفاز لمتابعة المسلسلات الكردية التي تعرض غالبا لأول مرة في رمضان وتلقى متابعة واهتمام قطاع واسع من الناس.
اما الشباب من هواة الالعاب الشعبية، فانهم ينظمون مسابقات بين الفرق من مختلف الاحياء لاسيما في اللعبة الشعبية الشهيرة المسماة الصينية والظروف، وهي عبارة عن اثني عشر قدحا معدنيا يتم رصه على صينية مصنوعة من النحاس الخالص، يخفي كبير احد الفريقين المتنافسين زهر نرد تحت احد الاقداح من وراء ستار ليقدم بعد ذلك الصينية الى اعضاء الفريق الخصم الذي يبغي لهم الكشف عن الزهر تحت احد الاقداح في ثلاثة اختيارات فقط كشرط لكسب الجولة التي تتداول بين اعضاء الفريقين تباعا، لحين تحقيق المطلوب وعندها تتعالى الصيحات والتصفيق من قبل اعضاء الفريق الرابح للجولة وجمهوره، وفي نهاية اللعبة التي يتم تحديد الفريق الرابح فيها وفقا لما يحققه من نقاط يضطر الفريق الخاسر الى شراء عدة كيلوغرامات من مختلف انواع الحلويات وتقديمها الى الفريق الرابح وجمهوره بدون ان يحرم الفريق الخاسر وجمهوره من تناول الحلويات ذاتها، وتستمر هذه اللعبة وغيرها من الالعاب الشعبية كلعبة الاقنعة المسماة بالكردية (الكلاو كلاوين) حتى حلول موعد السحور احيانا، حيث تتجول فرق عديدة تضم شابين او ثلاثة بطبولهم ومزاميرهم احياء المدينة وازقتها لإيقاظ النائمين والايذان للسحور، ليبدأ بعد ذلك يوم آخر من ايام الشهر الكريم اعاده الله علينا وعليكم كل عام بالخير واليمن والبركات إن شاء الله.
* أنوار رمضانية «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ». الآية 185 سورة البقرة
* ‏عن ‏عبد الله بن مسلمة ‏ ‏عن ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏أبي الزناد ‏ ‏عن ‏ ‏الأعرج ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال‏ «‏الصيام ‏ ‏جنة ‏ ‏فلا ‏ ‏يرفث ‏ ‏ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم مرتين، والذي نفسي بيده ‏‏لخلوف ‏فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي،‏ ‏الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشرة أمثالها».
? ‏عن الإمام ‏أحمد بن حنبل ‏ ‏عن ‏عبد الرحمن بن مهدي ‏عن ‏ ‏معاوية بن صالح ‏ ‏عن ‏‏عبد الله بن أبي قيس‏ ‏سمع‏ ‏عائشة ‏رضي الله تعالى عنها ‏تقول: ‏ ‏«كان‏ ‏أحب الشهور إلى رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم‏ ‏أن يصوم شعبان ثم يصله برمضان».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

مراسم الزواج في كردستان
تزداد خلال فصل الربيع ولا تزال متمسكة بتقاليدها




دبكة كردية فلكلورية أثناء زفاف عروس على الطريقة القديمة في مهرجان شعبي بالسليمانية
تتباين طقوس ومراسم الزواج والزفاف من بلد لآخر بل من منطقة لأخرى وداخل البلد الواحد احيانا، مثلما تختلف طريقة إحيائها من شعب لآخر تبعا للتقاليد والأعراف الموروثة من الاجداد الى الاحفاد، وغالبا ما تخضع تلك التقاليد والاعراف لتأثيرات الطبيعة الجغرافية او المناخية التي تتجلى في مظاهر الحياة كشكل او هيئة الملابس وتصاميم البيوت والاثاث المنزلي وغيرها. أما التحولات الجذرية التي طرأت على الغالبية المطلقة من المجتمعات على نحو سريع ومخيف بفعل العولمة وإفرازاتها التي اكتسحت المجتمعات الشرقية بشكل مريب، خصوصا في العقد الحالي من الالفية، فقد غيرت كثيرا من تلك الطقوس والعادات الموروثة التي ظلت حية وقائمة لعقود طويلة من الزمن في الكثير من مجتمعاتنا الشرقية وبقيت الاجيال تتفاخر بها كجزء لا يتجزء من تراثها الانساني والقومي، لاسيما في المجتمع الكردستاني الذي كانت فيه مراسم وتقاليد القِران والزواج وما برحت (ولكن بقدر اقل من السابق) من اكثر الاعراف والعادات قدسية وأهمية.
و لازال هناك العديد من المنظمات الكردية المعنية بشؤون التراث والفولكلور تقيم سنويا، وبالتحديد في بداية فصل الربيع وبالتزامن مع يوم «النوروز» القومي، مهرجانات شعبية تراثية يحيي فيها الاحفاد جانبا كبيرا من التقاليد والأعراف الاجتماعية للأجداد على هيئة عروض مسرحية مفتوحة تقدم لحشود كبيرة من المشاهدين على قمم الروابي وفي احضان الوديان المتشحة بالبساط الاخضر، ليتعرف النشء الجديد على تقاليد أجداده في سالف الأزمان.
ويروي العديد من المسنين والعجائز ممن جاوزوا السبعين من العمر، والذين عاصروا في شبابهم حقبة العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، كيف كان الزواج يتم بعسر شديد مقرونا بتحضيرات واستعدادات مسبوقة بعدة اشهر وكيف كانت الاشبينة تلعب دورا محوريا في إتمام عملية الزواج وتذليل العقبات التي تواجهها والتوفيق بين الرأسين في الحلال واقناع ذوي العروسين.
ويقول الحاج حمه صابر شريف، 82 عاما، ان الاشبينة كانت سيدة الموقف في كل حالات الزواج لأن العروسين ما كان لهما ان يتعرفا على بعضهما بعضا إلا بليلة الزفاف. وكانت الاشبية تتولى بدهائها الشديد تجميل صورة العروس بوصف عينيها الواسعتين السوداوين وشعرها الحريري وقامتها الفارعة الممشوقة وبشرتها البيضاء ونضارة وجهها الناصع المدور لإذكاء الرغبة عند عريسها او بالعكس مقابل أجرها، تضاف اليها هدايا وهبات ذوي العروسين رغم أنها نادرا ما كانت تصدق في أقوالها.
ويتابع الحاج شريف في حديثه كانت الاشبينة قادرة ايضا على افشال اي مشروع زواج مهما كانت درجة الانسجام بين اسرتي العروسين، مستخدمة اساليبها الملتوية والشيطانية لأسباب كانت تتعلق بأتعابها في اغلب الأحيان، لا لكونها متسلحة بعصا سحرية، بل لأن العادات والتقاليد المتبعة وقتذاك كانت تحتم وجود الاشبينة في عملية تهيئة العروس للزواج منذ اللحظات الاولى لخطوبتها وما قبلها من ترتيبات، وحتى ايصالها الى بيت الزوجية. وكان من المعيب جدا بل من المستحيل ان تتزوج الفتاة بدون ان تتولى امرها اشبينة مخضرمة ومعروفة في الحي او المنطقة برمتها.
وفي ظل تلك السلطة الاجتماعية الممنوحة لها، كانت الاشبينة لا تمانع مطلقاً في تلميع وتجميل صورة عجوز في العقد الخامس او السادس من العمر لتزويجه فتاة في عمر حفيدته مقابل حفنة من المال، مستغلة في ذلك التقاليد الاجتماعية السائدة وقتذاك، والتي ظلت تحظر على الفتاة اختيار شريك حياتها بمحض إرادتها وتمنعها بشدة من الالتقاء او الاختلاط مع الجنس الآخر بل حتى من الدراسة، لذلك كانت غالبية الزيجات فاشلة، وان استمرت ويكابد فيها الازواج حياة بليدة ورتيبة تغيب عنها المشاعر والرومانسية والعشرة الطيبة.
اما عن مراسم الخطبة وليلة الزفاف، فتقول الحاجة قدرية حمه علي، 76 عاما، إنها لا زالت تتذكر جانبا كبيرا من تلك الطقوس التي تلاشت او تغيرت بتقادم الزمن وتطور الموضة. وتضيف ان الفتاة ومنذ سن العاشرة كان يحظر عليها الخروج من منزل والدها إلا بإذن مسبق وبرفقة احد افراد الاسرة مع الادثار بعباءة سوداء وتغطية وجهها إما بالحجاب أو بالخمار الاسود، لذلك لم يكن بمقدور الشباب مطلقا اختيار فتاة احلامهم او الاتفاق معها على الزواج كما هو الحال الآن حيث لا قيود ولا تقاليد. وكانت الاشبينة او بعض الوسيطات من اقارب الطرفين السبيل او الوسيلة الوحيدة للجمع بين الفتيات والشباب، اذ كانت الاذن تعشق وتحب، وينطق اللسان بالموافقة قبل ان ترى العين شريك الحياة. وتمضي الحاجة قدرية المتزوجة عام 1950 في روايتها عن تلك المراسم ، قائلة «بعد اتفاق عائلتي العروسين على تفاصيل الزواج وحيثياته كالمهر ومؤخر الصداق وتجهيزات بيت الزوجية وموعد الخطوبة والزفاف، خلال جلسة خاصة كان فيها الإمام (الملا) سيد الموقف لا سيما في الريف باعتباره متمم القِران الشرعي بين العروسين. وكانت اسرة العريس تتقدم بالمهر المتفق عليه مسبقا الى اسرة العروس وبالحلي الذهبية الى العروس، إما من خلال والدة العريس او شقيقته او احدى قريباته لتلبسها في غرفة اخرى وسط اهازيج وفرح ذوي واقارب العريس متبوعا بتوزيع الحلوى والمشروبات ثم وليمة عشاء كبرى للمشاركين في المناسبة. وكانت تلك المراسم بمثابة اعلان للخطوبة، لتأتي بعدها بشهر واحد مرحلة الاستعداد ليوم الزفاف باتفاق عائلتي العروسين، حيث كانت العروس تخضع قبل ذلك بثلاثة ايام لعمليات تجميل غير جراحية طبعا، كحف الزغب والشعر عن وجهها واطرافها وللمرة الاولى في حياتها، وصبغ شعرها بالحناء لتفوح منه رائحة زكية وفي ليلة الزفاف كانت النسوة من اهل العروسين واقاربهما يجتمعن في بيت العروس لإحياء حفل نسوي خاص كان يسمى ليلة الحناء، حيث كانت الاشبينة تتولى وضع حفنة من الحناء الايراني الشهير في راحتي العروس وعلى اطراف اصابعها واسفل قدميها وكعبيها كنوع من المكياج، اضافة الى توزيع ما يتبقى من الحناء على جميع النساء الحاضرات، وخصوصا الفتيات المتلهفات على الزواج، جريا على الاعتقاد القائل إن الفتاة التي تتعطر وتتبارك بحناء العروس، يوفر لها الطالع والحظ فرص الزواج في اقرب وقت.
وفي صبيحة اليوم التالي، تقام مراسم زفاف العروس في منزل العريس حيث كانت العروس تنقل من بيت والدها الى عش الزوجية على ظهر حصان يتم تزيينه وتحضيره خصيصا لها، ترافقه عدة خيول يمتطيها رجال يرتدون الزي الكردي ويحملون بنادق (البرنو) ويتحزمون باشرطة من الاطلاقات النارية، والخناجر في خواصرهم والمسدسات في جنباتهم كجزء من الديكور المكمل للموكب الذي كان ينبغي ان يرافق العروس في زفافها. وطوال الطريق الى بيت الزوجية كان الفرسان يطلقون النار في الفضاء ابتهاجا. وعند باب منزل الزوجية، كان على العريس ان يستقبل عروسه وينزلها من على ظهر الجواد ويرفع عن وجهها الطرحة البيضاء الرقيقة، ويقبل جبينها تعبيراً عن الترحيب بها في منزلها الجديد. وبعد دخول العروسين الى غرفتهما، يقام الحفل البهيج بمشاركة الرجال والنساء من الاقارب والمعارف والاصدقاء والجيران، حيث الاغاني والدبكات الكردية الفلكلورية التي تستمر لساعات طويلة وفي حلقات كبيرة على ضربات الطبل وأنغام المزمار في انتظار خروج العروسين ليعلنا للملأ نجاح زواجهما، لتتعالى بعدها زغاريد اهلهما وأحبتهما مقرونة بدوي المزيد من الاطلاقات النارية في الهواء. وفي اغلب الاحيان كان الحفل يستمر ثلاثة ايام متتالية بلياليها لاسيما اذا كانت المناسبة تخص العوائل الميسورة.




.... يتبع
كتبت : ياحبي لي
-













عضو من جسد واحد


في كثير ممّا يقال شعرا أو نثرا عن أوضاع المسلمين هذه الأيام، أصبح من العسير أن نميّز، هل قيل في المسلمين من الهند، أم فلسطين، أم بورما، أم الشاشان، أم البلقان، أم سوى ذلك من أراضي المسلمين المستباحة في أنحاء الأرض، فقد تعدّدت المآسي والنكبات، واستعصى التمييز فيها بين دماء ودماء ممّا يُراق، سيّان إلى أيّ نسبٍ تنتمي الشعوب المسلمة في الوطن الكبير الممزّق، وهذا ما يسري على مأساة المسلمين الأكراد.
وما العجز عن التمييز بين المآسي في ميدان الشعر والأدب، إلاّ نتيجة تلقائية لاستحالة التمييز أو الفصل بين فئات وأخرى في صفحاتِ تاريخ المسلمين المشترك، وواقعهم المعاصر، ومصائرهم المستقبلية. ......
الأكراد جزء من ذلك كلّه، كانوا كذلك منذ عمّ الإسلام أرضهم في عهد الفاروق رضي الله عنه، ولا يزالون كذلك إلى اليوم. هم قطعة من الجسد الإسلامي الواحد، في عهد صحته، عندما اجتمعت له أطرافُ الارض ما بين المحيطات الثلاثة، فكانوا كسواهم مصدر عطاء وبناء وعلم وحضارة وجهاد وتضحية. وما يزالون قطعة من هذا الجسد وقد فتكت به الأمراض حتى العظم، فأصبحنا في أيّامنا هذه لا نميّز بين أنيابٍ وأنياب تنهش في الجسد الواحد، ولا نقوى على مجرّد الحراك ليتداعى بعضنا على بعض بالسهر والحمى، بل بلغ الأمر بالمسلمين أنّ كل فريق بات ينادي ويستغيث لنفسه، ويتساءل علام لا يجيبه الآخرون، وهم –مثله- يستغيثون وينادون أيضا، ولعلّ أسوأ ما في هذا الوضع، أنّنا أصبحنا متفرّقين متمزٌقين وربما متعادين متشاحنين، حتى في "المسلخ"!..
لا بدّ عند النظر في قضية أي فريق من أبناء الجسد الإسلامي الواحد، من العودة بالعضو إلى جسده أولا، ولا بدّ أن يكون هذا المنظور هو الذي ننظر به إلى سائر قضايانا وسائر شعوبنا الإسلامية، دون تمييز، من قلب ما تسيطر الصين عليه، وحتى الصحراء الغربية. وإننا لنجد الأكراد بهذا المنظور جزءا لا يمكن فصله، وقطعة لم تكن تتميّز قطّ عن سواها في عصور سيادة الإسلام وحضارة المسلمين، أيّام برز العلماء الأفذاذ من مختلف الأنساب، فلم يسأل أحد عن نسب أحد إلاّ اعتزازاً به لا تميّزاً عنه، وأيّام برز القادة المجاهدون من مختلف الأنساب أيضا، فلم يسأل أحد عن نسب أحد إلاّ تعاونا معه لا تعاليا عليه، وأعترف بأنّني لم أحاول التحقّق إلاّ جزئيا فيما تقول به مصادر الإخوة الأكراد عن أنساب عدد من العلماء والدعاة والقادة في العصور التاريخية الماضية وفي العصر الحديث، ولا "أشعر" بحاجة إلى ذلك أصلا، ولكن حتى في حالة الاختلاف بين المحققين على اسم أو أكثر، لا تتبدل النتيجة، فلا يستطيع أن يفصل من تاريخ الإسلام والمسلمين، ما صنع شيخ الإسلام ابن تيمية، أو المؤرّخ الكبير ابن الأثير، أو العالم الفقيه ابن حجر، أو السلطان القائد صلاح الدين الأيوبي، وبعضهم من الأكراد نسبا على الأرجح، وبعضهم بصورة قاطعة كصلاح الدين، وسواه من قائمة طويلة، مثل عيسى الهكاري، وكمال الدين الهرزوري، أم هل نريد أن نستثني في ميدان نبوغ النساء المسلمات في ميادين العلم والمعرفة، ما كان من نصيبٍ حملته شهدة الدينورية وعائشة التيمورية وأسماء وجويرية ابنتا أحمد الهكاري وسواهنّ؟.
هل نعلم من تاريخ البشرية اندماجا عضويا كاملا في بوتقة الإسلام، أكثر من هذا الاندماج الذي يجعل بعضنا يتساءل: هل كان هؤلاء من الأكراد وأرض كردستان فعلا، أم من أرض العرب، أم سواها؟.. .....
هل نتصوّر من منطلق منهجي، أو عاطفي، أو حتى تعصّبي، إمكانية أن نقول هذا الجزء من تاريخنا الإسلامي هو جزء عربي، وذاك كردي، وذاك تركي أو فارسي أو سوى ذلك؟..
يجب أن يكون واضحا كل الوضوح أنّ إعطاء وصف من هذه الأوصاف القائمة على النسب وحده أو على اللغة أو على الزعامة والسيطرة في حقبة من الحقب، على التاريخ، أو على الأرض، لا يعني "الكذب" على التاريخ والحقّ فقط، بل يعني في الوقت نفسه ضربة موجّهة إلى مصالحنا الذاتية، الآن وفي المستقبل، سيّان إلى أي فريق انتسبنا.

الأرضية المشتركة مع قضية الأكراد
لهذا أيضا لا بدّ من القول، إنّ ما أوجد في واقعنا المعاصر قضية عنوانها قضية الاكراد أو قضية كردستان، لم يكن نتيجة أنّ "الأكراد" اصطنعوا هذه القضية، وإنّما يعود ظهورها كسواها، إلى مجموع ما ابتُليت به أمّتنا وبلادنا في تاريخها الحديث من نكبات وإلى حقيقة أنّ أوضاعنا جميعا قد قامت على ما خلّفه الاستعمار الأجنبي، وما أوجده من وسائل لترسيخ حدود جديدة، واتجاهات مستوردة، وخلافات مزمنة ومتجدّدة، وكان يكفيه بعد ذلك الانتظار، فإذا أشعلت الخلافات المحلية فتيل أزمة جديدة بعد أزمة، عاد إلى السيطرة في ثوبين، ثوب صديق يعين أحد العضوين المتجاورين من الجسد الواحد، وثوب مهاجم يعادي العضو الآخر، ويبقى هو الكاسب ويخسر الطرفان.
وإن لم تشتعل تلك الخلافات من تلقاء نفسها، فقد أصبح لدى القوى المهيمنة عالميا "حصيلة كبيرة" من نتائج جولات تاريخية سابقة للاستشراق والتبشير فالاستعمار العسكري والاقتصادي من قبل، وأبرز تلك النتائج ركائز وأدوات محلية تكفي لتثير أزمة ما، فيأتي العدوّ الخارجي أيضا في ثوبي صديق ومهاجم وهو في الحالين سواء، إذ ينهش تارة من هنا وتارة من هناك من الجسد الواحد، وقد يستعين بأنياب محليّة لتحقيق ما يريد، والنتيجة واحدة أيضا: مزيد من التشرذم ومزيد من الضعف الشامل للجميع.
ولقد تعرّض شعب الأكراد المسلم بالذات إلى هضم حقوقه الأساسية على كلّ صعيد، وتعرّض للمجازر والمذابح الدامية، وأصبح في الفترة التاريخية الحديثة بصورة خاصة ما بين السندان والمطرقة، داخل لعبة دولية-إقليمية خطيرة، حتى لتكاد الأحداث الجاريةُ توهم المخلصين الصادقين بعدم إمكانية الوصول إلى رأي صائب قاطع في هذه القضية، فإذا سئل مخلصون من الأكراد عمّا يصنعه بعض زعمائهم، وقد يوصل البلاد إلى السيطرة الأجنبية المباشرة، جاء الجواب بصدق: وما عساهم يصنعون بعد أن صُنع بالأكراد ما صُنع؟.. وإن سئل مخلصون من غير الأكراد عمّا يتطلّع إليه الأكراد من أهداف مشروعة، وحقوق مهضومة، وحريات منتهكة، جاء الجواب بصدق أيضا: وهل يمكن تحقيق مطالبهم وفصل قضيتهم بذلك عمّا يمكن أن يترتّب عليها في المنطقة بمجموعها؟..
إنّ طرح القضية في صيغة "معضلة" لتسويغ كلّ ما يمكن أن يجري تحت عنوانها، هو بحدّ ذاته جريمةٌ تُرتكب في حقّ الأكراد وقضيتهم، وشعوب المنطقة معا، وليس في الأمر معضلة، وإنّما هو "المنظار" الذي يراد وضعه لها، والحيلولة دون سواه، لا سيما ما يمكن أن يجعل الأهداف المشروعة للأكراد، كالأهداف المشروعة للعرب، والأتراك، والفرس، وسواهم، أهدافا إسلامية مشتركة لا تميّز بين فريق وفريق منهم.
وما قضية الأكراد في كليّاتها الكبرى إلاّ واحدة من قضايا الشعوب الإسلامية الأخرى، فالحرمان من تقرير المصير بات مشتركا، حتى مع كثير من الشعوب التي تعيش فيما يوصف بالدولة المستقلة، والاستبداد يجثم على الصدور حتى وإن صوّرت وسائل الإعلام أصحابها يتوجّهون إلى صناديق الاقتراع في هذا البلد أو ذاك، بل حتى الحرمان من اللغة الأمّ كما صُنع بالأكراد وهم يعيشون في أرضهم داخل حدود "دول إسلامية" والذين يجمعهم مع سواهم الإسلام الذي لم ينتشر قطّ في أرض وحَرَم أهلها من لغتهم أو تميّزهم أو عاداتهم المشروعة.. حتى هذا الحرمان من اللغة الكردية الأمّ، يتزامن تاريخيا مع "حملات تشويه" اللغة الأمّ والحرب عليها في نطاق الشعوب المسلمة الاخرى، تارة عبر اللهجات العامية وعبر غزو لغوي أجنبي واسع النطاق، كما هو الحال مع اللغة العربية في أرضها حاليا، وتارة أخرى عبر فرض الحروف اللاتينية الفاصلة بين أصحاب اللغة الأصلية وتاريخهم وتراثهم الثقافي والأدبي والفكري والحضاري، كما هو معروف عمّا صنعته علمانية مصطفى كمال في تركيا منذ عشرات السنين.
إنّ كل نظرة "تجزيئية" تفصل بين قضية الأكراد وسواها، أو بين قضية فلسطين وسواها، أو بين قضية الشاشان وسواها، من قضايا الإسلام والمسلمين في واقعنا المعاصر، إنّما هي نظرة تصبّ في مصلحة توجيه مزيد من الضربات لكل قضية على حدة، ولنا جميعا في الوقت نفسه.

اللعبة الدولية في قضية الأكراد
هذا بالذات ما يفرض على أصحاب كل قضية من هذه القضايا، الحرص على الانطلاق من المنطلق الإسلامي الجامع الشامل، لا المنطلق المحليّ والإقليمي الضيق، فضلا عن العرقي أو القومي وقد أثبت من قبل أنه منطلق "انتحاري" تاريخيا وسياسيا، كما يشهد القرن الميلادي العشرون بكامله من تاريخ العرب والأتراك على سبيل المثال.
ولا ينبغي بالمقابل الانسياق وراء المحاولات المتواصلة لدفع المسلمين من غير الأكراد إلى اتخاذ موقف عدائي واستعدائي تجاه قضيتهم، بتكرار الحديث عن أنّ قضية الأكراد ليست سوى "ورقة" في اللعبة الدولية، فكل قضايا المسلمين أصبحت "أوراقا" في لعبة دولية، تستهدف سائر قضايانا، وضرب بعضها ببعضها الآخر.
وكيف يقبل مسلم من أي جنس كان، أن يعتبر قضية استعادة أسباب الحرية والكرامة والسيادة، بل حتى الحقوق المعيشية اليومية البسيطة.. كيف يمكن اعتبار ذلك كله مجرّد "ورقة في لعبة سياسية"؟..
صحيح أنّ القوى الدولية تعمل على استخدام قضية كبرى كقضية الأكراد كورقة توظّفها لتحقيق مآرب ما، ولكنّ رفض مواقف الدول الكبرى ورفض استغلالها لقضايانا جميعا، لا يبيح التهوين من شأن حقوق بعضنا بعضا، فالتحرّر من الاستبداد المحلي حق أساسي ثابت، لأن الإسلام يأبى العبودية لأيّ إنسان كان، وهو حقّ لا يسقط، سواء حاول الاستبداد الدولي توظيف قضية من ينادون به لتحقيق مطامع السيطرة والهيمنة أم لم يحاول، إنّما المطلوب هو بذل الجهود الحقيقية للتصدي لتلك المحاولات، وليس لإسقاط الحقوق الأصيلة الثابتة، وتمييع القضايا المصيرية الكبرى.
لا تختلف اللعبة الدولية في قضية الأكراد عن اللعبة الدولية في القضايا الأخرى، بل إنها لعبة قديمة متكررة، محورها الحيلولة ما أمكن دون اجتماع أطراف المنطقة الواحدة على أهداف مشتركة، توحّد القوى تجاه القوى الأجنبية، جنبا إلى جنب مع تحريك أهداف بديلة، أهداف جزئية لفريق دون فريق، هي في الأصل مشروعة، ولكن يستحيل تحقيقها في ظروف معينة ومرحلة معينة، إلاّ عبر الصدام مع الأطراف الأخرى، وهذا ما يحوّلها في اللعبة الدولية الجارية إلى أداة، لتحقيق مآرب أبعد مدى من تلك الأهداف بكثير، بل إنّ تحقيق تلك المآرب الأجنبية، يمكن أن يصبح بين ليلة وضحاها هو العقبة الأعظم في وجه تحقيق تلك الأهداف المشروعة في المستقبل.
هي معادلة سياسية تمثّل أقدم وسائل الإيقاع بين طرفين وأبسطها، ورغم ذلك لا يكاد ينقطع استخدامها وتطبيقها في معظم مناطق أرضنا الإسلامية، ولا يزال يوجد في صفوفنا من يجعلون أنفسهم أدوات لتنفيذها، مع ما يسبّبه ذلك من خسائر مدمّرة.
الأكراد مطالبون اليوم في إطار هذه اللعبة الدولية، بالتحرّك في بلد –كالعراق- والتراجع في آخر –كإيران- والتحالف في ثالث –كتركيا، وأن يكون تيسير وجود ما يشبه الكيان المستقلّ بهم، على حساب الحيلولة دون تيسير أبسط أسبابه هناك، بحيث لا يمكن في الحصيلة أن يصلوا وأن تصل المنطقة معهم، إلاّ إلى "صدامات" سيّان من يكون أطرافها، فالمهمّ أن تقع صدامات، وهو ما يساهم في أن تصل القوى الدولية المعادية إلى أهدافها في المنطقة على حساب الجميع.
وما أشدّ سذاجة مَن يكتفون بالقول، إنّ في المواقف الدولية تناقضا وتعارضا، فما الذي يجعلهم تحت عنوان "حقوق الأكراد" يطالبون في العراق، بما لا يطالبون به في سواه، أو يقبلون في تركيا بما لا يقبلون به في سواها، وهكذا؟..
ليس الأمر أمر تناقض غير مقصود لأنّ قضية الأكراد تمثل "معضلة"، إنّما هو التناقض والتعارض الذي يراد أن يوصل إلى مزيد من النزاعات والتناقضات داخل المنطقة، على مختلف المستويات، ودون تثبيت أيّ مقياس من المقاييس المعتبرة في الشريعة الربانية أو حتى الشرائع الوضعية، للتعامل بين أصحاب الشأن أنفسهم، داخل المنطقة الواحدة التي تجمعهم، من كرد وعُرب وترك وفرس أو سوى ذلك من الأجناس.

بين تمزيق الصفوف وإصلاح الطريق
إنّ في مقدّمة ما نسجّله على صعيد الأكراد، وما نعتقد بأن كثيرا ممّن يوصفون بالحركيين الإسلاميين وقعوا فيه، أنّ كثيرا منّا جعل من هذه القضية نوعا من أنواع "المحرّمات" زمنا طويلا، وعلى وجه التحديد، كانت من القضايا التي لا ينبغي الحديث عنها من جانب من قدّر الله أن يولدوا بنسب ينتمون به إلى جنس آخر من الشعوب الإسلامية، فكأنّها قضيّة فريق من المسلمين دون سواهم.
ولئن قيل شبيه ذلك في قضية فلسطين لقيل إنها مركزية محورية، أو في قضية كشمير، لما غاب وصفها بالإسلامية المصيرية، وربّما كانت الحساسية المميّزة في اتخاذ موقف في قضية الاكراد، أنّ الظلم الواقع عليهم قائم وهم في بلدان إسلامية مستقلة، فهو يصيبهم بأيدي المسلمين عقيدة –ومن معهم حضارة وثقافة- عموما، بغض النظر عن التيارات التي حكمت وسيطرت، أو عن الدور الأجنبي في إيجاد هذه القضية من حيث الأساس عبر وضع "خطوط" على خرائط جغرافية، تحوّلت إلى "حدود" سياسية بين بلاد المسلمين، وتحوّل الأكراد في هذا الإطار (القومي المصنوع صنعا منذ إسقاط آخر أشكال الخلافة الإسلامية) إلى شعب ممزّق الأوصال ما بين دول المنطقة.
هذه الحساسية تركت آثارها السلبية –بحقّ- في نفوس كثير ممّن ينطلقون من المنطلق الإسلامي داخل صفوف الأكراد أنفسهم، لا سيّما وأنّها حساسية غيّبت مواقف كان من المفروض أن تكون قوية حاسمة من بعض الصور المأساوية الصارخة، كما في مأساة حلبجة والحملات العسكرية التركية المتعاقبة على الأكراد في مدنهم وقراهم داخل الحدود التركية وداخل الحدود العراقية على السواء.
والواقع هو أنّه كان للقضية –وما يزال- حساسيتها لدى من يوصفون بالحركيين الإسلاميين لأسباب عديدة، ولكن من الخطأ ما "يُنشر" في صفوف الأكراد من وهمٍ أنّ هذا يقتصر على قضيتهم فقط، فمثل هذه الحساسية التي تغيّب المواقف الإسلامية الواضحة، نرصدها على سبيل المثال في قضية "الصحراء الغربية" بعد أن انسحب الأسبان فصارت قضية متأزّمة ما بين مسلمين ومسلمين.
كذلك فإن المطالبة الإسلامية الحركية عموما، عندما تُطرح من وقت إلى آخر، بأنّ يكون التعامل مع قضية الأكراد على أساس أنّها "جزء من قضايا المسلمين المشتركة" وليست قضية انفصال، أو اضطهاد واستقلال، كما هو الحال مع كشمير مثلا، هذه المطالبة مطروحة بصورة مماثلة عندما يتكرّر الحديث عن قضية فلسطين مثلا فلا ينقطع التأكيد عن استحالة الوصول بها إلى الأهداف المشروعة، إلا بالرجوع بها إلى مكانتها الأصيلة، قضية إسلامية، أرضا وتاريخا وشعبا، وحاضرا ومستقبلا، وكذلك من حيث الوسائل المطلوبة لتحقيق الأهداف المشروعة.
وفي جميع الأحوال ينبغي التأكيد أنّ فتح باب "المحاسبة المتبادلة" على المواقف لا يوصل إلى نتيجة مفيدة، إنّما قد توصل إليها النظرة الجادّة الآن فيما يقع من أحداث معاصرة، والسعي لاتخاذ موقف إسلامي قويم مشترك ونشره تجاهها.
لا تمييز بين قضية الأكراد وسواها، ولا يمكن التعامل على المدى البعيد أو القريب مع هذه القضية، إلا كسواها من قضايا المسلمين، في إطار النظرة الأشمل، جغرافيا وتاريخيا، بل من غير الممكن "واقعيا" الانطلاق من منطلق آخر، قومي أو إقليمي أو وطني محلي، فالأكراد عبر أرض كردستان الممتدّة في العراق وتركيا وسورية وإيران وأذربيجان شعب واحد، لا يستقرّ وضع فريق منه بصورة مختلفة عن الآخر، كما أنّ الأكراد بمجموعهم قطعة من المسلمين في هذه البلدان الخمسة وسواها، صهرهم الإسلام جميعا في بوتقة مشتركة، تفرض البحث عن طريق مشتركة، ويواجهون قضايا متشابهة إلى حدّ بعيد، تتطلب النظرة الشمولية لها، والسعي لأبعد تنسيق ممكن على صعيدها، بغض النظر عن التفاصيل، ما دامت هذه التفاصيل لا تتناقض تناقضا مباشرا مع المنطلقات ومع الغايات البعيدة المشتركة.

الموقف الإسلامي المطلوب
إنّنا في بلادنا الإسلامية بمجموعها، وليس في قضية دون قضية أو بلد دون بلد، نودّع عصر الانحطاط ونتهيّأ لاستقبال عصر الصحوة والنهضة من جديد، فهل رصدنا عبر عشرات السنين الماضية من تاريخنا المعاصر خطوة حقّقت أو تحقق شيئا راسخا باقيا على طريق النهوض إلا ما كان يستمدّ قوّته وفعاليته وتأثيره من الإسلام، ومن الانتماء إلى الإسلام (عقيدة.. أو انتماءً حضاريا على الأقل)، دون تغليب أي نسب أو انتماء أو مصلحة جانبية أخرى؟!..
وما يسري على العرب أو الأتراك أو الأفغان أو الأمازيغ يسري على الأكراد على هذا الصعيد، فمن أنجز وحقّق نتائج إيجابية، كان ينطلق من إسلامه وليس من نسبه وجنسه، ومن أنجز فحقّق نتائج سلبية كان لا ينطلق من الإسلام (عقيدة.. أو حضارة) بل من منطلق آخر.
ويسري هذا على الأكراد عندما نتأمّل فيما أنجزه أمثال محمد فريد وجدي، وأحمد ومحمد تيمور، وما نكاد نفرّق بينهم وأمثالهم وبين سواهم في ظهور المصابيح الأولى لحركة الإصلاح الإسلامية الحديثة.
وكما كان للمودودي وأقرانه في المشرق وابن باديس وأقرانه في المغرب من الوطن الإسلامي الكبير الممزّق، فضلٌ في حمل راية الجهاد المعاصر في مواجهة علمانية غازية تسعى للاستيطان في ديار الإسلام على أيدي ربائبها، فقد كان للأكراد في ذلك الجهاد نصيب أيضا، كما تعلّمنا ثورة محمود الحفيد عام 1930م في العراق، والشيخ سعيد بيران عام 1925 في تركيا، وقاضي محمد عام 1946 في إيران، ثمّ ثورة الملاّ مصطفى البرازاني بين عامي 1961 و1975م في العراق.
وتبقى المسيرة مشتركة، بين الأكراد وسواهم، فلا يمكن أن يُلام فريق دون فريق على ما كان في مرحلة التغرير والتضليل والانحراف، فكما غرّرت الدعوات العلمانية الوافدة برداء قومي أو توجّه ماركسي بقطاعات من شعوبنا المسلمة بغالبيتها، فنشرت أوهام مواجهة الاستعمار الحديث تحت رايات منحرفة، وقع ذلك أيضا في صفوف "قطعة من الأمة" هي الأكراد، فظهرت لديهم الرايات العلمانية، القومية واليسارية، فرفعتها أحزاب من قبيل الحزب الديمقراطي بزعامة مسعود البرزاني، وحزب العمل بزعامة عبد الله أوجلان، والحزب الاشتراكي بزعامة محمود عثمان، وحزب الاتحاد الكردستاني بزعامة جلال الطالباني.
وتبقى المسيرة مشتركة، بين الأكراد وسواهم، في المرحلة التالية أيضا وقد عمّت الصحوة الإسلامية كلّ مكان، فعمّت أوساط الأكراد أيضا، فكان من مؤشراتها في صفوفهم ظهور أحزاب وروابط إسلامية الاتجاه، كالحزب الإسلامي الكردي، ورابطة الطلبة المسلمين الأكراد، والحركة الإسلامية في كردستان، والاتحاد الإسلامي الكردي، والرابطة الإسلامية الكردية، بل إنّ هذا التعدّد التنظيمي في التوجّه الإسلامي المشترك، لا يختلف في واقعه عن حقيقة التعدّد التنظيمي في التوجّه الإسلامي المشترك على صعيد الشعوب الإسلامية الاخرى. ونحن نحتاج إلى ما يحقّق التعاون والتلاحم سواء بقي التعدّد التنظيمي أم اضمحلّ، بين الأكراد وسواهم.
ولعلّ في مقدّمة ما يعبر عن الموقف الإسلامي الكردي القويم في إطار أوضاع الأمة والمنطقة والتطلعات المشروعة للشعب الكردي المسلم، كلمة أطلقها رئيس الرابطة الإسلامية الكردية آنذاك (في مطلع التسعينات الميلادية) الشيخ علي محيي الدين قره داغي، مؤكّدا "أنّ الحلّ المرحلي الآن هو إعطاء الشعب الكردي حقوقه المشروعة في إطار الدول التي هو منها، وهذه تتمثل في الاعتراف بوجوده ولغته وحقه المساواة، أما الحلّ الاستراتيجي فهو عندما تقوم دولة الإسلام، ففي تحكيم الإسلام الحل النهائي لهذه القضية".
وذاك موقف لا يختلف عمّا ينبغي أن يكون عليه على صعيد الشعوب الأخرى في ديار الإسلام، وهو موقف يستمدّ قوّته التاريخية والمستقبلية، من الأرضية الإسلامية الراسخة التي ينطلق منها، وهي التي جعلت الزعيم الكردي المسلم مصطفى البرزاني يقول ذات مرة: ( أفضل أن أكون جنديا في دولة إسلامية، على أن أكون رئيسا في دولة علمانية).
( كتب هذا المقال يوم 25/6/1413 هـ و20/12/1992م، ونشر آنذاك في جريدة "المسلمون" السعودية قبل إلغائها، ونشر مرة أخرى بعد عشرة أعوام في إسلام أون لاين، وينشر الآن في مداد القلم دون تعديل يذكر على محتوياته)

....
الصفحات 1 2  3 

التالي

يحث يكشف معلومات جديده عن الرجل

السابق

فيروسات الحياة الزوجية

كلمات ذات علاقة
كـــردســتـــان