[[ تـــــدبـــر ]]

مجتمع رجيم / الحياة الأسرية
كتبت : ياحبي لي
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة ابنة الحدباء:
بارك الله فيكِ
موضوع مميز
نحن في انتظار المزيد

كتبت : ياحبي لي
-
لما ذكر سبحانه في سورة هود عقوبات الأمم المكذبين للرسل ،
وما حل بهم في الدنيا من الخزي ،
قال بعد ذلك :
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ } هود / 103
فأخبر أن عقوباته للمكذبين عبرة لمن خاف عذاب الآخرة ،
وأما من لا يؤمن بها ولا يخاف عذابها فلا يكون ذلك عبرة وآية في حقه ،
فإنه إذا سمع ذلك قال :
" لم يزل في الدهر الخير والشر والنعيم والبؤس والسعادة والشقاوة "! ،
وربما أحال ذلك على أسباب فلكية ، وقوى نفسانية .
[ ابن القيم ]

* * *

من القضايا المسلمة أنه مهما تأنق الإنسان في تحبير العبارات
- وهو يوضح معاني كلام الله -
فما هو إلا كالشرح لشذرة من معانيه الظاهرة ،
وكالكشف للمعة يسيرة من أنواره الباهرة ،
إذ لا قدرة لأحد على استيفاء جميع ما اشتمل عليه الكتاب ،
وما تضمنه من لب اللباب .
[ جمال الدين القاسمي ]

* * *

{ ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } الحجر / 3
قال بعض أهل العلم : ( ذَرْهُمْ ) تهديد ،
وقوله : ( فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ) تهديد آخر ،
فمتى يهنأ العيش بين تهديدين ؟.
[ البغوي ]

* * *

{ إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ } التوبة /40
انظر كيف جعل الله خروج نبيه من مكة ، بل إخراجه ، نصرا مبينا ،
وأنزل عليه سكينة وجنودا تؤيده ،
وجعل كلمة الكافرين السفلى ، فما يظنه بعض الناس هزيمة
– بسبب ما حصل لأنبياء الله وأوليائه من القتل والسجن -
إنما هو في ميزان الله نصر ، بل النصر المبين .
[ فهد العيبان ]

* * *

{ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ }
كم يفوت علينا من الخير عندما نقصر المعنى على بعض أفراده ،
ومن ذلك هذه الآية حينما نحصر معناها في سائل المال !
بينما المعنى أشمل من ذلك وأعم ، وأعظمه السؤال عن العلم والدين ،
فهل يدرك المفتون والمعلمون أنهم مخاطبون بهذه الآية ؟
فليترفقوا بالسائلين ، استجابة لأمر الله ،
وتحدثا بنعمة الله عليهم .
[ أ . د . ناصر العمر ]

* * *

من أساليب القرآن أنه قد يأتي بالشيء وهو معلوم
بالبديهة اللغوية أو الحسابية أو العادية أو العقلية ،
فمن ذلك ما في قوله تعالى :
{ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ } الإسراء/ 1
ذكر الليل ، ومن المعلوم أن الإسراء لا يكون إلا ليلا ؛
لزيادة استحضار صورة الإسراء في ذهن السامع ،
حتى يكون كأنه قد حضر تلك المعجزة ، وهذا أشد في التأثير .
[ أ . د . فهد الرومي ]

* * *

{ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ } الشعراء / 227
ختم السورة بآية ناطقة بما لا شيء أهيب منه وأهول ،
ولا أنكى لقلوب المتأملين ولا أصدع لأكباد المتدبرين ،
وذلك قوله : ( وسيعلم ) وما فيه من الوعيد البليغ ،
وقوله : ( الذين ظلموا ) وإطلاقه ،
وقوله : ( أي منقلب ينقلبون ) وإبهامه ،
وكان السلف الصالح يتواعظون بها .
[ الزمخشري ]

* * *

قوله تعالى :
{ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ } آل عمران / 52
تنبيه أنه ظهر منهم الكفر ظهورا بان للحس ، فضلا عن التفهم .
[ الفيروزأبادي ]

* * *

لماذا توصف المؤمنات المحصنات بـ { الْغَافِلَاتِ } ؟
إنه وصف لطيف محمود ،
يُجسد المجتمع البريء والبيت الطاهر الذي تشب فتياته
زهرات ناصعات لا يعرفن الإثم ،
إنهن غافلات عن ملوثات الطباع السافلة .
وإذا كان الأمر كذلك فتأملوا كيف تتعاون الأقلام الساقطة ،
والأفلام الهابطة لتمزق حجاب الغفلة هذا ،
ثم تتسابق وتتنافس في شرح المعاصي ،
وفضح الأسرار وهتك الأستار ،
وفتح عيون الصغار قبل الكبار ؟! ألا ساء ما يزرون !! .
[ د . صالح ابن حميد ]

* * *

لما قتل موسى القبطي قال :
{ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }
القصص/ 16
قال ابن عطية :
إن ندم موسى حمله على الخضوع لربه والاستغفار عن ذنب باء به عنده تعالى ،
فغفر الله خطأه ذلك ،
قال قتادة :
عرف – والله - المخرج فاستغفر .
[ المحرر الوجيز ]

* * *

{ قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ } الأنفال / 38
هذه لطيفة ؛
وذلك أن الكفار يقتحمون الكفر والجرائم ، والمعاصي والمآثم ،
فلو كان ذلك يوجب مؤاخذتهم لما استدركوا أبدا توبة ،
ولا نالتهم مغفرة ؛ فيسر الله عليهم قبول التوبة عند الإنابة ،
وبذل المغفرة بالإسلام ، وهدم جميع ما تقدم ؛
ليكون ذلك أقرب إلى دخولهم في الدين ، وأدعى إلى قبولهم كلمة الإسلام .
[ ابن العربي ]

* * *

{ َوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا } القصص / 82
وهم بالأمس يتضرعون :
{ يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } القصص / 79
قف متأملا متدبرا : كم دعوة حزنت على عدم استجابة الله لك إياها ؟
بل قد يسيء البعض بربه الظن ، فيخالطه شك أو ريبة أو قنوط !
وما علم المسكين أن خيرة الله خير من خيرته لنفسه ،
كما صرف الشر عن أصحاب قارون ،
ولكن { وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ } القصص / 80 .
[ أ . د . ناصر العمر ]

* * *

من تدبر القرآن تبين له أن الرب العظيم
يذكر عباده كثيرا بنعمة الخلق والإيجاد ،
وأن تذكر هذه النعمة يثمر ثمرات جليلة ،
منها : استحقاق الخالق عز وجل للعبادة بجميع أنواعها ،
والإيمان بالبعث والنشأة الآخرة ، وإثبات حكمة الله وعلمه في شرعه وقدره ،
ولزوم التواضع وترك الكبر ؛ ولعل هذا من أسرار بدء الوحي بقوله تعالى :
{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ } .
[ د . محمد بن عبدالله القحطاني ]

* * *

{ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى } طه / 117
تأمل كيف جمع بينهما في الخروج من الجنة ،
وخص الذكر بالشقاء فقال : ( تشقى ) ولم يقل تشقيان ؛
لأن الأصل أن الذكر هو الذي يشتغل بالكسب والمعاش ،
وأما المرأة فهي في خدرها .
[ ابن القيم ]
فهل يعي هذا من يدعو إلى خروج المرأة إلى ميادين العمل بإطلاق
وكأن ذلك هو الأصل ؟! .

* * *

قرأ عامي ينتسب إلى مذهب ضال
- معروف بشتم الصحابة وأمهات المؤمنين-
قوله تعالى :
{ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ } الأحزاب / 6
فتوقف قليلا عند قوله : { وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ }
فقال بفطرته :
كيف نشتم أمهاتنا إن كنا مؤمنين ؟
فكان ذلك سببا في هدايته لمذهب أهل السنة ولله الحمد .

* * *

في قوله تعالى :
{ والذي أخرج المرعى، فجعله غثاء أحوى } الأعلى / 4-5
هذا مثل للحياة الدنيا ، ولعاقبة الكفار ،
ومن اغتر بالدنيا ، فإنهم يكونون في نعيم وزينة وسعادة ،
ثم يصيرون إلى شقاء في الدنيا والآخرة ،
كالمرعى الذي جعله غثاء أحوى - أي هشيما متغيرا - .
[ ابن تيمية ]

* * *

خص الله اليهود بتحريف كلامه في مواضع كثيرة ،
وهاهم اليوم يجددون هذا المسلك بما أعلنت عنه وزارة خارجية إسرائيل
من إطلاق مشروع عالمي لتفسير القرآن بعنوان :
" قرآنت " ليكون – بزعمها - وسيلة تربوية ،
فعلى المسلمين أن يحذروا من الوقوع في هذا الفخ ،
وليتأملوا جيدًا قول الذي خلقهم وكشف أستارهم :
{ أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ
ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } البقرة / 75 .

* * *

في قصة إبراهيم عليه السلام في سورة الأنبياء قال :
{ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ } الأنبياء / 70
وفي الصافات : { فَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ } الصافات / 98
وهي قصة واحدة فما الحكمة فيه ؟
حاول قراءة الآيات ( خاصة آية / 57 من سورة الأنبياء ، و97 من الصافات )
والجواب في الرسالة القادمة بإذن الله .

* * *

جواب الرسالة السابقة :
في سورة الأنبياء أخبر الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام أنه كاد أصنامهم
{ وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم } الأنبياء / 75
وأخبر أنهم أرادوا أن يكيدوه كذلك { وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً } فتقابل الكيدان ،
فلما عاد عليهم كيدهم عبر بالخسارة .
وفي الصافات قال قبلها :
{ قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم } الصافات / 97
فلما رموا نبي الله من فوق البناء إلى أسفل ،
عاقبهم الله من جنس عملهم فجعلهم هم الأسفلين ،
وأصبح أمر نبي الله عاليا .
[ الإسكافي ]

* * *

{ لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار } - إلى قوله : - { ثم تاب عليهم } التوبة / 117
فإن قيل : كيف أعاد ذكر التوبة { ثم تاب عليهم }
وقد قال في أول الآية : { لقد تاب الله على النبي } ؟
قيل : ذكر التوبة في أول الآية قبل ذكر الذنب ،
وهو محض الفضل من الله تعالى ، فلما ذكر الذنب أعاد ذكر التوبة ،
والمراد منه قبولها .
[ البغوي ]

* * *

{ سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون } الزخرف / 13
ليستعذ المؤمن - وهو يقرأ هذه الآية –
من مقام من يقول لقرنائه :
تعالوا نتنزه على الخيل أو في بعض الزوارق ؛
فيركبون حاملين مع أنفسهم أواني الخمر والمعازف ،
فلا يزالون يسقون حتى تميل طلاهم وهم على ظهور الدواب ،
أو في بطون السفن وهي تجري بهم ، لا يذكرون إلا الشيطان ،
ولا يمتثلون إلا أوامره .
[ الزمخشري ]
أفلا يعتبر بهذا من يعزم على سفر يعصي فيه ربه تعالى ؟ .

* * *

{ وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون } هود / 117
تأمل في الجملة الأخيرة { وأهلها مصلحون }
ولم يقل : صالحون ؛ لأن الصلاح الشخصي المنزوي بعيدا ،
لا يأسى لضعف الإيمان ، ولا يبالي بهزيمة الخير ،
فكن صالحا مصلحا ، وراشدا مرشدا .

* * *

في قول موسى - عليه الصلاة والسلام - بعد أن سقى للمرأتين :
{ رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير } القصص / 24
قال ابن عباس رضي الله عنهما :
كان قد بلغ به الجوع ما بلغ ، وإنه لأكرم الخلق يومئذ على الله .
وعلق ابن عطية قائلا : وفي هذا معتبر ، وحاكم بهوان الدنيا على الله تعالى .
[ المحرر الوجيز ]

* * *

{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ }
" دلت الآية على أن لينه عليه الصلاة والسلام لمن خالفوا أمره ,
وتولوا عن القتال ؛ إنما كان برحمة من الله ,
فالله حقيق بحمد نبيه صلى الله عليه وسلم إذ وفقه بفضيلة الرفق
لأولئك المؤمنين ، وحقيق بحمد أولئك المؤمنين ،
إذ كان لين رسوله صلى الله عليه وسلم إنما هو أثر من آثار رحمة الله " .
[ محمد الخضر حسين ]

* * *

قال الإمام سفيان بن عيينة :
إني قرأت القرآن فوجدت صفة سليمان عليه السلام مع العافية
التي كان فيها : { نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ } ص /30
ووجدت صفة أيوب عليه السلام مع البلاء
الذي كان فيه : { نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ } ص / 44
فاستوت الصفتان ، وهذا معافى، وهذا مبتلى ،
فوجدت الشكر قد قام مقام الصبر ،
فلما اعتدلا كانت العافية مع الشكر أحب إلي من البلاء مع الصبر .
[ تهذيب الكمال ]

* * *

{ وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً } مريم / 53
فتأمل في قوله تعالى : { مِن رَّحْمَتِنَا }!!
الأخوة رحمة من رحمات الله ،
ومن رحمة الله قول النبي صلى الله عليه وسلم :
" وددت لو أني رأيت إخواني " .
فهل ترانا نستحق أخوته عليه الصلاة والسلام ،
ثم نشتاق لرؤيته كما اشتاق لرؤيتنا بأبي هو وأمي ؟ .

* * *
يتـــــــــــبع
كتبت : ياحبي لي
-
{ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ ....... الآية } الأنفال /60
أمر الله سبحانه وتعالى بإعداد القوة للأعداء ؛
فإن الله تعالى لو شاء لهزمهم بالكلام ، وحفنة من تراب ،
كما فعل صلى الله عليه وسلم ، ولكنه أراد أن يبلي بعض الناس ببعض ،
فأمر بإعداد القوى والآلة في فنون الحرب التي تكون لنا عدة ،
وعليهم قوة ، ووعد على الصبر والتقوى بإمداد الملائكة العليا .
[ ابن العربي ]

* * *

{ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ } النحل / 90
الإحسان فوق العدل ،
وذلك أن العدل هو أن يعطي ما عليه ويأخذ ما له ،
والإحسان أن يعطي أكثر مما عليه ويأخذ أقل مما له ،
فالإحسان زائد عليه ، فتحري العدل واجب،
وتحري الإحسان ندب وتطوع ، ولذلك عظم الله ثواب أهل الإحسان .
[ الفيروزأبادي ]

* * *

تأمل كم من الأسرار العظيمة في سورة الفاتحة ،
وخاصة تحت قوله تعالى :
{ اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ }
إنها دعوة جماعية للهداية تكرس التفوق على الأنا
التي تحاصر الآخرين بالخطأ , وتختص نفسها بالصواب ،
فهو هتاف جماعي, ينشد الهداية , ويتضرع إلى الله بتحصيلها .
[ د . سلمان العودة ]

* * *

إن قوما ألهتهم الأماني حتى خرجوا من الدنيا وما لهم حسنة ،
ويقول أحدهم :
إني أحسن الظن بربي وكذب ، ولو أحسن الظن لأحسن العمل ،
وتلا قول الله تعالى :
{ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ } فصلت / 23 .
[ الحسن البصري ]

* * *

تعيش البيوت هذه الأيام أفراحا واحتفالات بنجاح أبنائها ،
بعد عام من الجد والتحصيل ، وتعظم الحفاوة بحسب منزلة الشهادة ،
ومن حق المجدين أن يشعروا بالتكريم ، فما جزاء الإحسان إلا الإحسان .
وقفت متأملا هذا المشهد ، وتذكرت أفراح الآخرة ،
حين يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ،
وقارنت بين ما يبذله الإنسان لدنياه وما يناله من جزاء عاجل ،
وبين ما يبذله لدينه وما يناله من عطاء بلا حدود ،
فجاء الجواب :
{ قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } يونس / 58
[ أ . د . ناصرالعمر ]

* * *

للنجاح لذة وله نشوة ، تأمل نداء الناجحين
{ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ } الحاقة / 19
إنه نداء بصوت عال تغمره البهجة :
تعالوا جميعا هذا كتابي خذوه فاقرءوه ،
وبمثلها يصدح المجتهد حين يستلم شهادة التفوق على الأقران ،
فإن أردت إكسير النجاح الذي لا ينضب في الحياتين
فقف طويلا مع التعليل في قوله :
{ إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ } /20 .

* * *

قوله تعالى : { الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } الكهف / 46
إنما كان المال والبنون زينة الحياة الدنيا ؛
لأن في المال جمالا ونفعا ، وفى البنين قوة ودفعا ،
فصارا زينة الحياة الدنيا ؛ لكن مع قرينة الصفة للمال والبنين ،
لأن المعنى :
المال والبنون زينة هذه الحياة المحتقر فلا تتبعوها نفوسكم .
[ القرطبي ]

* * *

{ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ } تأمل سر تعليق الاهتداء بالنجم ؛
لأن النجوم المرادة ثابتة لا تتغير ، ولا تنكسف ،
وضوؤها مستقر لا يختلف لذاتها ، وإنما لعوامل أخرى ،
ومعرفتها أيسر من معرفة منازل القمر ،
وعلى قدر إتقانها تكون الدلالة على الطريق والوصول إلى الهدف ،
فكذلك أدلة المنهج فهي ثابتة مطردة بينة ميسرة ،
وعلى قدر معرفتها والالتزام بها تكون السلامة والوصول إلى الغاية ،
وإلا كان الاضطراب والضلال والهلاك .
[ أ . د . ناصر العمر ]

* * *

قال تعالى عن اليهود : { بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ } الحشر / 14
يعني أن البأس الشديد الذي يوصفون به إنما يكون
إذا كان بعضهم مع بعض ، فأما إذا قاتلوكم لم يبق لهم ذلك البأس والشدة ؛
لأن الشجاع يجبن والعزيز يذل عند محاربة الله ورسوله ,
كما قال تعالى قبلها : { لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ } 13 .
[ الرازي ]

* * *

في كل سبعة أيام تأوي إليها ؛ لتأمن من غوائل الفتن .. .
سورة افتتحت بالوسيلة العظمى للنجاة من كل فتنة :
" القرآن " ،
واختتمت بالحسنة العظمى التي لا يبقى معها أثر لأي فتنة :
" التوحيد " ،
وبينهما أربع فتن كبار :
فتنة الدين : ونجاتها في آية 28 ،
والمال : ونجاتها في 39 ،
والعلم : ونجاتها بالصبر ،
والسلطة : ونجاتها بالعدل .. .
هي " كهفك " من الفتن فأو إليها ينشر لك ربك من رحمته .
[ عصام العويد ]

* * *

من فضائل القرآن أنه المنادي للإيمان ، كما قال تعالى :
{ رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا } آل عمران / 193
قال محمد بن كعب :
ليس كل الناس سمع النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن المنادي القرآن .
[ تفسير ابن جرير ]

* * *

نفى الله سبحانه الولد عن نفسه في كتابه في ثمانية عشر موضعا ،
عشر منها قرنها بالتسبيح ، وثمان من غير اقتران ؛
وذلك لأن الأمم ضلت في هذا الباب ، وجعلوا له ابنا – سبحانه –
فاليهود قالوا بعزير ، والنصارى قالوا بالمسيح ، والمشركون بالملائكة ،
تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .
[ حسان الرديعان ]

* * *

أعظم آية يوعظ بها آكلو الربا ،
وأصحاب الأموال - الذين أشغلتهم أموالهم عن طاعة الله –
ما ختم الله به آيات الربا ، وهي آخر ما أنزله من وحيه ،
وهي قوله :
{ وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } البقرة / 281.
[ د . محمد الربيعة ]

* * *

{ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا
وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ } القصص/ 77
هي خمس كلمات متباعدة في المواقع ، نائية المطارح ،
قد جعلها النظم البديع أشد تآلفا من الشيء المؤتلف في الأصل ،
وأحسن توافقا من المتطابق في أول الوضع .
[ الباقلاني ]

* * *

" عندما أقرأ وصف المحتضر - وهو على عتبات الآخرة –
وروحه تودع الدنيا ، أترك رهبة الصورة تغزو نفسي ،
وأنا مستكين :
{ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ *
وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ * فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ *
تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } الواقعة / 83-87 " .
[ محمد الغزالي ]

* * *

في قوله تعالى : { مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً } البقرة / 245
إشارة إلى أن الصدقة ترجع لصاحبها حقيقة ، ناهيك عن الأجر ،
حيث سماها ( قرضا ) ، والقرض حقه السداد ،
والمقترض هو الله سبحانه ، ومن أوفى من الله ؟
فكان رجوعها مقطوعا به .
[ د . عبدالمحسن المطيري ]

* * *

قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ } يونس / 57
قال الحسن بن عبد العزيز :
من لم يردعه القرآن والموت ثم تناطحت الجبال بين يديه لم يرتدع .
[ تهذيب الكمال ]

* * *

في قوله تعالى
{ ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ } الأنفال/ 53
دليل على أن الله جل وعلا قد يسلب النعم بفعل المعصية عقوبة لفاعليها ،
فهو سبحانه لا يغير ما بهم حتى يحدثوا أحداثا يعاقبهم الله عليها ،
فيغير ما بهم، ويكون الإحداث سببا للتغيير .
[ الإمام القصاب ]

* * *

{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } لقمان / 31
ذكر النعم يدعو إلى الشكر،
وذكر النقم يقتضى الصبر على فعل المأمور وإن كرهته النفس ،
وعن المحظور وإن أحبته النفس ؛
لئلا يصيبه ما أصاب غيره من النقمة .
[ ابن تيمية ]

* * *

في قوله تعالى : { تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ } ق / 8
قيد الله التبصرة والذكرى للعبد المنيب – وهو الراجع إلى مولاه - ؛
لأنه هو المنتفع بالذكرى ، وفي قوله تعالى بعدها :
{ رِزْقاً لِّلْعِبَادِ } ق / 11
أطلق الوصف بغير تقييد ؛ لأن الرزق حاصل لكل أحد ،
غير أن المنيب يأكل ذاكرا شاكرا للإنعام ، وغيره يأكل كما تأكل الأنعام ! .
[ الرازي ]

* * *

قال موسى للخضر لما خرق السفينة : { لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً } الكهف / 71
وقال له لما قتل الغلام : { لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً } الكهف/ 74
فما الفرق بينهما ؟
الأمر أهون من النكر , وقد لا يكون منكرا كالنكر ,
وإنما يتعجب منه ومن الغرض منه , والنكر هنا أشد ؛
لأنه فعل منكر قد وقع وهو قتل الغلام ,
بخلاف خرق السفينة فإنها لم تغرق بذلك .

* * *

تأمل في سر قول عيسى عليه السلام - أول ما تكلم -:
{ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ } مريم / ٣٠
قال وهب :
أقر عيسى على نفسه بالعبودية لله عز وجل أول ما تكلم ؛
لئلا يتخذ إلها .
[ تفسير البغوي ]

* * *

في قوله تعالى :
{ أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ } الذاريات / 53
دلالة على أنهم إنما اتفقوا لأن قلوبهم تشبه قلوب بعض في الكفر والطغيان ؛
فتشابهت مقالاتهم للرسل لأجل تشابه قلوبهم .
[ الشنقيطي ]

* * *

{ أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ } المؤمنون / 61
هذا دليل على أن المبادرة إلى الأعمال الصالحة ؛
من صلاة في أول الوقت - وغير ذلك من العبادات - هو الأفضل ،
ومدح الباري أدل دليل على صفة الفضل في الممدوح على غيره .
[ ابن العربي ]

* * *

{ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ } غافر / 44
هذا ما قاله ذلك الرجل المؤمن في زمن الاستكبار والإعراض من قومه ،
بعد أن صدع بالحق ، غير هائب ولا وجل ، فماذا كانت العاقبة ؟
{ فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا }
بل :
{ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ }
فمتى يدعوا أناس في زمن أحوج ما تكون الأمة إلى علمهم ومواقفهم ،
قبل أن يحل بهم وبمجتمعهم سوء العذاب ؟ .
[ أ . د . ناصر العمر ]

* * *

في قوله تعالى :
{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ
وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً } البقرة / 143
دليل على شرف هذه الأمة من وجوه ، منها :
وصف الأمة بالعدل والخيرية ،
ومنها أن المزكي يجب أن يكون أفضل وأعدل من المزكى ،
ومنها : أن المزكي لا يحتاج للتزكية .
[ ابن عاشور ]

* * *

{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ
وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } العنكبوت / 12
" ونرى في المتسمين بالإسلام من يستن بأولئك !
فيقول لصاحبه - إذا أراد أن يشجعه على ارتكاب بعض العظائم -:
افعل هذا وإثمه في عنقي !
وكم من مغرور بمثل هذا الضمان من ضعفة العامة وجهلتهم ! " .
[ الزمخشري ]

* * *

{ لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ
يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } الحشر / 8
" والصادقون في هذه الآية الذين جمعوا بين صدق اللسان ، وصدق الأفعال ؛
لأن أفعالهم في أمر هجرتهم إنما كانت وفق أقوالهم " .
[ ابن عطية ]

* * *

" لو رمى العبد بكل معصية حجرا في داره ،
لامتلأت داره في مدة يسيرة قريبة من عمره،
ولكنه يتساهل في حفظ المعاصي ، والملكان يحفظان عليه ذلك :
{ أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ } المجادلة / 6.
[ أبو حامد الغزالي ]

* * *

الزواج من سنن المرسلين ، كما قال تعالى :
{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً } الرعد / 38
فحري بمن وفقه الله لهذه السنة أن يستشعر الاقتداء بهم ،
فذلك مما يضاعف الأجر ، ويعظم المثوبة .

* * *

تأملت قوله تعالى :
{ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى } طه / 123
فوجدته على الحقيقة أن كل من اتبع القرآن والسنة وعمل بما فيهما ،
فقد سلم من الضلال بلا شك ،
وارتفع في حقه شقاء الآخرة بلا شك إذا مات على ذلك ،
وكذلك شقاء الدنيا فلا يشقى أصلا ، ويبين هذا قوله تعالى :
{ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً } .
[ ابن الجوزي ]

* * *

" وكل شيء في القرآن تظن فيه التناقض - فيما يبدو لك –
فتدبره حتى يتبين لك ؛ لقوله تعالى :
{ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً } النساء / 82
فإن لم يتبين لك فعليك بطريق الراسخين في العلم الذين يقولون :
{ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا } آل عمران / 7]
واعلم أن القصور في علمك ، أو في فهمك " .
[ ابن عثيمين ]

* * *

{ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ } البقرة / 229
هذه الآية في شأن النساء ، وإمساكهن بالمعروف ، أو تسريحهن بإحسان ،
ولا يبعد أن يشمل المعنى كل من يتعامل معه من الناس ، كموظف أو مدرس ،
فقد يمكث أحدهم مدة ثم تقتضي المصلحة أن ينتقل إلى ميدان آخر ،
فهل ينقطع حبل المودة ؟ أو يفسر انتقاله بقلة المروءة ونكران الجميل ؟
الجواب : لا .
فأهل الكرم ينأون بأنفسهم عن ذلك ، ويحسنون التسريح والتوديع ،
فيبقى الود , وتحفظ الذكريات الجميلة وإن تفارقت الأجساد .
[ د . محمد الحمد ]

* * *

حين أنكر موسى على الخضر خرق السفينة قال له الخضر :
{ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً } الكهف / 72
وحين عاد موسى إلى الاعتراض على الخضر ,
وأنكر قتله للغلام – بعد أن أكد للخضر أنه لن يعود للاعتراض عليه –
قال له الخضر : { قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْراً } الكهف / 75
فزاد لفظة ( لك ) ؛ ليفيد التأكيد في بيان عدم صبر موسى على علمه ,
وهكذا عادة العرب : تزيد في التأكيد كلما زاد الإنكار .
[ الغرناطي ]

* * *

ذكر الله تعالى بعض آياته في الأرض ثم قال :
{ تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ } ق / 8
أي قدرنا الأرض ، وألقينا فيها الرواسي ،
وأنبتنا فيها أصناف النبات الحسنة ،
لأجل أن نبصِّر عبادنا كمال قدرتنا على البعث وعلى كل شيء ،
وعلى استحقاقنا للعبادة دون غيرنا .
[ الشنقيطي ]

* * *

في قوله تعالى :
{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً } الرعد / 38
إشارة إلى أن الله تعالى إذا شرف شخصا بولايته ،
لم تضره مباشرة أحكام البشرية من الأهل والولد ،
ولم يكن بسط الدنيا له قدحا في ولايته .
[ الآلوسي ]

* * *

{ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } الطلاق / 2
كل من تدبر موارد التقوى في القرآن والسنة
علم أنها سبب كل خير في الدنيا والآخرة ومفتاحه ،
وإنما تأتي المصائب والبلايا والمحن والعقوبات
بسبب الإهمال أو الإخلال بالتقوى وإضاعتها، أو إضاعة جزء منها .
[ ابن باز ]

* * *

من الملحوظ في كتاب الله أن النور جاء مفردا ,
والظلمات جمعا , ويذكران عادة في مقابل بعضهما :
{ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ } الأنعام / 1،
{ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ } المائدة / 16
وذلك والله أعلم أن النور واحد لأنه حق ,
وأما الظلمات فمتعددة ومتفرقة بعدد سبل الباطل .
[ د . عويض العطوي ]

* * *

{ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ } آل عمران / 159
" أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم - وهو أكمل الناس عقلا - أن يشاور،
إذ الحقيقة أن الإنسان - وإن بلغ عقله الغاية - لا يستغني عن الاستعانة
في مشكلات الأمور بآراء الرجال ,
إذ العقول قد تكون نافذة في ناحية من الأمر ،
واقفة عند الظاهر في ناحية أخرى " .
[ محمد الخضر حسين ]

* * *

من كذب برسول واحد فهو مكذب بجميع الرسل ،
ولذا قال تعالى :
{ كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ } الشعراء / 105
مع أنهم لم يأتهم إلا رسول واحد ، ولكن كانوا مكذبين بجنس الرسل ،
ولم يكن تكذيبهم بالواحد بخصوصه .
[ ابن تيمية ]

* * *

إذا أمرنا الناس بالدعوة فيلزمنا أن نعلمهم أصولها وأساليبها ؛
لئلا يسيئوا إليها ، ولنا في ربنا قدوة ،
لما أمر موسى بالدعوة قال له :
{ فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى } طه / 44
ثم وضح القول اللين بقوله :
{ فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى} النازعات 18/ 19.
[ د . محمد الخضيري ]

* * *

عن عبد الأعلى التيمي قال :
إن من أوتي من العلم ما لا يبكيه ,
لخليق أن يكون أوتي من العلم ما لا ينفعه ؛
لأن الله نعت أهل العلم فقال :
{ وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ } .
[ الدر المنثور ]

* * *

افتراءات المشركين وكذبهم على رب العالمين إنما يدفعهم إليها أمران :
الظن , والهوى , وقد جمعا في قوله تعالى :
{ إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ
إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ} النجم / 23
وهما ما يصد المشركين عن اتباع الحق .
[ الإسكافي ]

* * *

{ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ } المؤمنون / 96
فقه الآية :
اسلك مسلك الكرام ، ولا تلحظ جانب المكافأة ،
ادفع بغير عوض ، ولا تسلك مسلك المبايعة ،
ويدخل فيه :
سلم على من لم يسلم عليك، والأمثلة تكثر .
[ ابن العربي ]

* * *

{ سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ } الزخرف / 13
" لما كان الركوب مباشرة أمر خطر ،
واتصالا بسبب من أسباب التلف ؛
كان من حق الراكب أن لا ينسى أنه منقلب إلى الله غير منفلت من قضائه ،
ولا يدع ذكر ذلك بقلبه ولسانه حتى يكون مستعدا للقاء الله بإصلاحه من نفسه " .
[ الزمخشري ]

* * *

{ كمثل الحمار يحمل أسفارا } الجمعة / 5 ,
قال ميمون بن مهران:
الحمار لا يدري أسفر على ظهره أم زبيل ? فهكذا اليهود .
وفي هذا تنبيه من الله تعالى لمن حمل الكتاب أن يتعلم معانيه ويعلم ما فيه ،
لئلا يلحقه من الذم ما لحق هؤلاء .

* * *

قال تعالى : { إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } البقرة / 173
قيل في سبب تقديم الغفور على الرحيم :
أن المغفرة سلامة , والرحمة غنيمة , والسلامة مطلوبة قبل الغنيمة .
[ د . السامرائي ]

* * *

{ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ } الجمعة / 10
ينبغي للمؤمن الموفق وقت اشتغاله في مكاسب الدنيا
أن يقصد بذلك الاستعانة على قيامه بالواجبات ،
وأن يكون مستعينا بالله في ذلك ، طالبا لفضله ،
جاعلا الرجاء والطمع في فضل الله نصب عينيه ،
فإن التعلق بالله والطمع في فضله من الإيمان ومن العبادات .
[ السعدي ]

* * *

قال تعالى في سورة الذاريات :
{ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ } / 19 ,
وقال في سورة المعارج :
{ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ } / 24 - 25
, فزاد في الآية الثانية كلمة ( معلوم ) ؛ فلماذا ؟
الإجابة في الرسالة القادمة ، ويمكنك الرجوع إلى سياق الآيات وتأمل :
أيهما جاء في سياق الواجبات وأيهما في سياق المندوبات ؟
وما علاقة ذلك بكلمة ( معلوم ) ؟

* * *

جواب الرسالة السابقة :
في سورة المعارج :
{ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ } / 24
فقوله ( معلوم ) لأن المقصود الزكاة المحددة ،
والحديث قبلها عن الفرائض والواجبات :
{ إِلَّا الْمُصَلِّينَ ... } / 22.
أما في سورة الذاريات :
{ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ } / 19
فالآيات قبلها في بيان فضل المتطوعين زيادة على الواجب :
{ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُون .َ.. } 16-17
فناسب الإطلاق في الإنفاق بلا تقييد ؛ حيث المراد ما زاد على الواجب .
[ الغرناطي ]

* * *

{ وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ
إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } النور/ 32
كم يحزن المسلم وهو يرى شبابا بلغو سن الكهولة لم يتزوجوا بعد ،
بحجة تأمين المستقبل ، وهم يتلون هذه الآية صباح مساء ،
ويشتد الألم عندما يرى آباء يردون الخطاب عن بناتهم
وهن وأولئك بأمس الحاجة لتحصين أنفسهم ،
ويتعللون بأن دخلهم قليل ! { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } ؟
[ أ . د . ناصر العمر ]

* * *

{ قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ } يوسف/ 17
المتظاهر بالأمر ينكشف أمره لأهل البصيرة ولو استخدم التمثيل ،
فإنهم جاءوا أباهم عشاء يبكون ، فهذا تمثيل , ولكنه لم يدم لهم .
[ محمد المنجد ]

* * *

قدم عيينة بن حصن على عمر فقال :
إنك لا تعطينا الجزل ولا تحكم فينا بالعدل !
فغضب عمر غضبا حتى كاد أن يهم به ،
ولكن ابن أخي عيينة قال : يا أمير المؤمنين ، إن الله تعالى قال لنبيه :
{ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } الأعراف / 199 ،
وإن هذا من الجاهلين .
فوقف عندها عمر ولم يتجاوزها ؛ لأنه كان وقافاً عند كتاب الله ،
فانظر إلى أدب الصحابة - رضي الله عنهم - عند كتاب الله ،
لا يتجاوزونه ، إذا قيل لهم هذا قول الله وقفوا ، مهما كان .

* * *

يقول ابن الجوزي : قرأت سورة يوسف عليه السلام،
فتعجبت من مدحه على صبره وشرح قصته للناس ورفع قدره ،
فتأملت خبيئة الأمر فإذا هي مخالفته للهوى المكروه ،
فقلت : واعجبا لو وافق هواه من كان يكون ؟
ولما خالفه لقد صار أمرا عظيما تضرب الأمثال بصبره ،
ويفتخر على الخلق باجتهاده ، وكل ذلك قد كان بصبر ساعة فيا له عزا وفخرا ،
أن تملك نفسك ساعة الصبر عن المحبوب وهو قريب .

* * *

{ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ *
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ *
وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } الحجر / 97- 99
النبي صلى الله عليه وسلم يسوؤه تكذيب قومه
مع علمهم بصدقه ووضوح أدلته ، فأرشده الله إلى ما يطرد الهم ،
فأمره بخصوص ، ثم عموم ، ثم أعم :
إذ أرشده إلى تسبيح الله ، ثم إلى أمر أعم من الذكر المجرد وهو الصلاة ،
ثم إلى الإقبال على العبادة بمفهومها الشامل .
فيالها من هداية عظيمة لو تدبرناها ، وأخذنا به ا.
[ د . محمد الحمد ]

* * *

هل فهت رسالة الخسوف البارحة ؟
يقول ربك جل جلاله : { وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً }
فهل أدركنا هذه الرسالة المرئية التي يخوف الله بها عباده
– الذين هم أنا وأنت - ؟
بالله تأمل! ما حال الناس لو خوفهم ملك من ملوك الدنيا
– ولله المثل الأعلى - ؟
– ليتنا نعقل هذه الرسالة من ربنا ،
لعلها تحدث في قلوبنا خوفا ووجلا ، وتوبة صادقة .

* * *

{ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } فصلت / 34
سبحان الله ! إنسان بينك وبينه عداوة ، وأساء إليك ،
فيقال لك : ادفع بالتي هي أحسن .
فإذا استجبت لأمر الله ودفعت بالتي هي أحسن ، يأتيك الثواب :

* * *

{ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } ، الذي يقوله من ؟
هو الله عز وجل مقلب القلوب ،
ما من قلب من قلوب بني آدم إلا بين أصبعين من أصابع الرحمن عز وجل يصرفه كيف يشاء .
[ ابن عثيمين ]

* * *

قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم :
{ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا } البقرة / 144
دون : تحبها أو تهواها ,
فيه دلالة على أن ميل الرسول إلى الكعبة ميل لقصد الخير لا لهوى النفس ,
وذلك أن الكعبة أجدر بيوت الله بأن يكون قبلة ؛
فهو أول بيت وضع للناس بالتوحيد ،
وفي استقبال بيت المقدس أولا ثم التحول إلى الكعبة
إشارة إلى استقلال هذا الدين عن دين أهل الكتاب .
[ ابن عاشور ]

* * *

" فما أولانا بتدبر كتابه الكريم تدبر من يريد العلم ,
ومن هو مؤمن بهذا الكتاب العظيم , وأنه كلام الله حقا ،
قاصدين معرفة مراد ربهم عز وجل , والعمل بذلك ,
عملا بقوله تعالى :
{ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ } ص / 29 ,
مستشعرين قوله تعالى : { إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } الإسراء /9 ،
وقوله : { قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء } فصلت / 44 " .
[ ابن باز ]

* * *

{ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ } البقرة / 286
جاءت العبارة بـ ( لَهَا ) في الحسنات ؛ لأنها مما ينتفع العبد به ،
وجاءت بـ ( عَلَيْهَا ) في السيئات ؛ لأنها مما يضر العبد .
[ ابن جزي ]

* * *

ومن نظر في آيات القرآن الكريم وجد أن البيوت
مضافة إلى النساء في ثلاث آيات من كتاب الله تعالى ،
مع أن البيوت للأزواج أو لأوليائهن ؛
وإنما حصلت هذه الإضافة - والله أعلم - مراعاة لاستمرار لزوم النساء للبيوت ،
فهي إضافة إسكان ولزوم للمسكن والتصاق به ، لا إضافة تمليك .
[ بكر أبو زيد ]

* * *

{ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً } الطلاق / 7
لا ينقضي عجبك من مجيء هذه الآية بعد تلك الأحوال الصعبة ،
والمضائق التي يمر بها الزوجان من طلاق ، ونزاع على رضاع ،
وضيق في الرزق ، فهي بشارة جلية ، وطمأنة إلهية ،
فهل بعد هذا يسيطر اليأس أو القنوط على من قدر عليهما الطلاق ؟
إنها آية تسكب الأمل ، وتبعث على الفأل ،
فما على العبد إلا أن يحسن الظن بربه ، ويفعل الأسباب ، ثم ليبشر .
[ د . عمر المقبل ]

* * *

يستفاد من قوله تعالى :
{ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً } الكهف /80
تهوين المصائب بفقد الأولاد وإن كانوا قطعا من الأكباد ،
ومن سلم للقضاء أسفرت عاقبته عن اليد البيضاء .
[ القرطبي ]

* * *

{ بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ } ق / 5
في وصف رأي الكفار فيما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ( مريج )
دلالة على أن رأيهم باطل ليس بصحيح ؛
لأن الجزم الصحيح لا يتغير ولا يتبدل ,
أما هم فكان أمرهم مضطربا , فهم كما قال الله :
{ إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ } الذاريات / 8 .
[ الرازي ]

* * *

فهم سياق الآيات وتدبرها مما يعين على فهم المعنى
- إذا اختلف فيه المفسرون - مثال ذلك :
جزم شيخ الإسلام ابن تيمية بأن امرأة العزيز هي التي قالت :
{ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي } يوسف / 53
؛ لأن السياق متصل بكلامها ، وأتبع ذلك بقوله :
" يدل القرآن على ذلك دلالة بينة ، لا يرتاب فيها من تدبر القرآن " .

* * *

من أخطر أسباب طغيان الإنسان :
غناه وإقبال الدنيا عليه مع نسيانه ربه ولقائه .
تأمل قول ربك :
{ إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى * إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى }العلق/ 6- 8 ,
فمتى اجتمعت هذه الأسباب على العبد ،
فقد أحاط به الهلاك من كل جانب إن لم يتداركه ربه برحمته وتوفيقه .
[ د . محمد بن عبد الله القحطاني ]

* * *

قال تعالى في أول سورة النور :
{ سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ } النور / 1
فهذه السورة فيها حجج التوحيد ، ودلائل الأحكام ،
والكل آيات بينات ، فحجج العقول ترشد إلى مسائل التوحيد ،
ودلائل الأحكام ترشد إلى وجه الحق ، وترفع غمة الجهل ,
وهذا هو شرف السورة ، فيكون شرفا للنبي صلى الله عليه وسلم في الولاية ، شرفا لنا في الهداية .
[ ابن العربي ]

* * *

عن الحسن في قوله :
{ وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً } الإسراء / 11
قال :
ذلك دعاء الإنسان بالشر على ولده وعلى امرأته ،
يغضب أحدهم فيدعو عليه ، فيسب نفسه ويسب زوجته وماله وولده ،
فإن أعطاه الله ذلك شق عليه !! فيمنعه الله ذلك ،
ثم يدعو بالخير فيعطيه .

* * *

نزل قوله تعالى :
{ وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ }
في تطفيف المكاييل والموازين الحسية ،
ويدخل في هذا الوعيد التطفيف المعنوي ,
كمن يعتذر لنفسه ولا يعتذر لغيره ,
ويمدح طائفة بشيء لا يمدح به الأخرى ,
ولا يذكر للفاضل إلا العيوب والهفوات ،
وهذا القياس تطبيق لقوله
{ اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ } الشورى / 17
فالقرآن توزن به الأمور, ويقاس ما لم يذكر على ما ذكر .
[ د . محمد الخضيري ]

* * *

{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } الذاريات / 56
أي :
إلا لآمرهم بعبادتي فيعبدني من وفقته منهم لعبادتي ,
وأبتليهم وأختبرهم بالتكاليف , ثم أجازيهم على أعمالهم ،
إن خيرا فخير , وإن شرا فشر .
وإنما قلنا إن هذا هو التحقيق في معنى الآية ؛
لأنه تدل عليه آيات محكمات من كتاب الله ،
فقد صرح تعالى في آيات من كتابه أنه خلقهم ليبتليهم أيهم أحسن عملا ،
وأنه خلقهم ليجزيهم بأعمالهم .
[ الشنقيطي ]

* * *

لما جاءت سورة الرحمن بذكر نعم تجل عن الإحاطة بالوصف ,
ويعجز العارف بها عن شكرها , تكرر قوله تعالى :
{ فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } في عامة السورة ,
وذلك أنها نعم ظاهرة مشاهدة لكل مخلوق ,
ولا طمع لأحد في نسبتها لغير الله تعالى ,
فتتابع التكرار واشتد الإنكار على من كذب بشيء من ذلك .
[ الغرناطي ]

* * *

ما فائدة تكرار قوله تعالى عن قوم عاد :
{ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } القمر / 18، 21
في ابتداء القصة وفي آخرها ؟
الجواب : أن الأولى تخبر عن عذابهم في الدنيا ,
والثانية عن عذابهم في الآخرة ؛
وذلك أن الله اختص عادا بذكر عذابين لها في قوله تعالى
{ ِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ } فصلت / 16.
ويصح أن تكون الأولى قبل وقوع العذاب , والثانية بعد وقوعه ؛ توبيخا لهم .
[ الإسكافي ]

* * *

يتبـــــــــــــــــــــــع


الصفحات 1  2  3  4

التالي

سر تعلق بعض الرجال بزوجاتهم يبداء من هنا ...

السابق

لكي لاينظر زوجك لافلام الجنس

كلمات ذات علاقة
تـــــدبـــر