عمر بن عبد العزيز الخليفة الخامس

مجتمع رجيم / بهم نقتدى
كتبت : زهره الاسلام
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسمه ونسبه وصفته:

عمر بن عبد العزيز ابن مروان الأموي بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ابن كلاب, أبو حفص القرشي الأموي المدني ثم المصري , الخليفة الزاهد الراشد , العلامة المجتهد العابد, أمير المؤمنين أشج بني أمية. وأمه هي أم عاصم ليلى بنت عاصم ابن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه, ولد سنة إحدى وقيل ثلاث وستين, وكان بوجهه شجة , ضربته دابة في جبهته وهو غلام , فجعل أبوه يمسح الدم عنه ويقول: إن كنت أشج بني أمية إنك لسعيد.
وكان عمر بن الخطاب يقول: من ولدي رجل بوجهه شجة يملأ الأرض عدلا.(1)
قال سعيد بن عفيرأنه كان أسمر, رقيق الوجه, حسنه, نحيف الجسم, حسن اللحية, غائر العينين, بجبهته أثر نفحة دابة, قد وخطه الشيب (2).
وقال إسماعيل الخطبي: رأيت صفته في بعض الكتب: أبيض , رقيق الوجه. جميلا , نحيف الجسم , حسن اللحية , غائر العينين, بجبهته أثر حافر دابة, فلذلك سمي: أشج بني أمية , وقد وخطه الشيب(3).

عني والده بتربيته تربية صالحة, وعلمه القراءة والكتابة , لكن عمر رغب أن يغادر مصر متوجها إلى المدينة ليأخذ منها العلم ويتأدب بها, فاستجاب عبدالعزيزبن مروان لرغبة ولده وأرسله إلى واحد من كبار علماء المدينة وصالحيها وهو( صالح بن كيسان). ذات يوم أبطأ عمر عن الصلاة , فقال له صالح بن كيسان ما حبسك؟ قال : كانت مرجلتي نسكن لي شعري. فقال: بلغ من تسكين شعرك أن تؤثره على الصلاة. وكتب يذلك إلى والده, فبعث عبد العزيز رسولا إليه , فما كلمه حتى حلق شعره.

حفظ القرآن الكريم وهو صغير, وظهرت عليه علامات الورع وآمارات التقوى, حتى قال عنه معلمه صالح بن كيسان: ما خبرت أحدا – الله أعظم في صدره – من هذا الغلام. وقد فاجأته أمه ذات يوم وهو يبكي في حجرته, فسألته : ماذا حدث لك ياعمر؟ فأجاب لا شيء يا أما ه إنما ذكرت الموت, فبكت أمه.

شيوخه

حدث عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب , والسائب بن يزيد, وسهل بن سعد, واستوهب منه قدحا شرب منه النبي salla2.png, وأم بأنس بن مالك , فقال: ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول الله salla2.png من هذا الفتى.

وحدث أيضا عن سعيد بن المسيب, وعروة, وأبي سلمة بن عبد الرحمان, وأبي بكر بن عبد الرحمان, وعبد الله بن إبراهيم بن قارظ, وعامر بن سعد, ويوسف بن عبد الله بن سلام, وطائفة. وأرسل عن عقبة بن عامر, وخولة بنت حكيم , وغيرهم.
وكان من أئمة الإجتهاد, والحفظ والزهد.

تلامذته

حدث عنه: أبو سلمة- أحد شيوخه – وأبو بكر بن حزم , ورجاء ين حيوة, وابن المنكدر, والزهري, وعنبسة بن سعيد, وأيوب السختياني, وإبراهيم بن عبلة, وتوبة العنبري, وحميد الطويل, وصالح بن محمد ابن زائدة الليثي, وابنه عبد العزيز بن عمر, وأخوه, زبان , وصخر بن عبد الله بن حرملة , وغيرهم كثير ( للمزيد ينظر في سير أعلام النبلاء).

حياته قبل الخلافة

كان قبل الخلافة على قدم الصلاح أيضا,اختاره الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك ليكون واليا على المدينة وحاكما له, ثم ولاه الحجاز كله, فنشر الأمن والعدل بين الناس , وراح يعمر المساجد, بادئا بالمسجد النبوي الشريف, فحفر الآبار,فكانت ولايته على مدن الحجاز كلها خيرا وبركة , شعر فيها الناس بالأمن والطمأنينة. وظل عمر بن عبد العزيز في ولاية المدينة سبع سنوات( من سنة ست وثمانين إلى سنة ثلاث وتسعين), إلى أن عزله الخليفة الوليد بن عبد الملك لأن الحجاج أفهمه أن عمر أصبح يشكل خطرا على سلطان بني أمية . ذهب عمر إلى الشام ومكث بها إلى أن مات الوليد بن عبد الملك. زوجه عبد الملك بن مروان بابنته فاطمة, وخلطه بولده وقدمه على كثير منهم, وقد قيل في زوجته فاطمة :
بنت الخليفة والخليفة جدها أخت الخلائف والخليفة زوجها.

خلافة عمر بن عبد العزيز

وقف عمر بن عبد العزيز موقفا عظيما, إذ أن الوليد بن عبد الملك بن مروان عزم أن يخلع أخاه سليمان من العهد, وأن يعهد إلى ولده , فأطاعه كثير من الأشراف طوعا وكرها, فامتنع عمر بن عبد العزيز , وقال لسليمان : في أعنا قنا بيعة , وصمم فطين عليه الوليد (4), ثم شفع فيه بعد ثلاث , فأدركوه وقد مالت عنقه , فعرفها له سليمان, فعهد إليه يالخلافة.

كان سليمان بن عبد الملك يحب عمر, ويعتبره أخا وصديقا ويأخذ بنصائحه, وذان يوم مرض الخليفة مرض الموت وشعر بأ ن نها يته قد اقتربت, فشغله أمر الخلافة حيث إن أولاده صغار لا يصلحون لتولي أمور الخلافة فشاور وزيره ( رجاء بن حيوة) العالم الفقيه في هذا الأمر , فقال له إن مما يحفظك في قبرك ويشفع لك في آخراك أن تستخلف على المسلمين رجلا صالحا, قال سليمان رضيت, والله لأعقد لهم عقدا لا يكون للشيطا ن فيه نصيب , ثم كتب العقد وكلف (رجاء) بتنفيذه دون أن يعلم أحد بما فيه.

مــــــــــا ت سليمــــــــا ن , وأراد ( رجاء بن حيوة) تنفيذ العهد لكن عمر كان لا يريد الخلافة , ولا يطمع فيها , ويعتبرها مسؤولية كبيرة أمام الله, شعر عمر بن عبد العزيز بالقلق وبعظم المسؤولية , فقرر أن يذهب على الفورإلى المسجد حيث يجتمع المسلمون.

صعد عمر بن عبد العزيز المنبر فقال : لقد ابتليت بهذا الأمر ( أي الخلافة) على غير رأي مني فيه( أي لم يأخذ براي) , وعلى غير مشورة من المسلمين , وإني أخلع بيعة من بايعني , فاختاروا لأنفسكم , لكن المسلمين الذين عرفوا عدله وزهده وخشيته من الله أصروا على أن يكون خليفتهم , وصاحوا بصوت و احد , بل إياك نختار يا أمير المؤمنين , فبـــــــــــــــكى عمـــــــــــر.
وتولى الخلافة في يوم الجمعة العاشر من صفر 99 هـ , ويومها جلس حزينا مهموما , وجاء إليه الشعراء يهنؤونه بقصائدهم , فلم يسمع لهم , وقا ل لابنه قل لهم :( إني أخاف إن عصيت ربي غذاب يوم عظيم ) (5).

زهــــــــــــــــــــــــــــــــدعمر بن عبد العزيــــــز

دخلت عليه زوجته فاطمة وهو يبكي فسألته عن سر بكائه , فقال : إني توليت أمر أمة محمد salla2.png , أسودها وأحمرها , ففكرت في الفقير الجا ئع والمريض الضا ئع والعاري والمجهود , والمظلوم والمقهور الغريب, والأسير والشيخ الكبير وذوي العيال , والمال قليل وأشباههم في أقطار الأرض وأطراف البلاد , فعلمت أن ربي سائلي عنهم يوم القيامة , فخشيت ألا تثبت لي حجة فبكيت.
وعن حماد أن عمرلما استخلف بكى فقال. يا أبا فلان , أتخشى علي؟ قال: كيف حبك للدرهم؟ قال: لا أحبه , قال: لا نخف فإن الله سيعينك.
وقال مالك بن دينار: الناس يقولون : مالك , زاهد , وإنما الزاهد عمر بن عبد العزيز الذي أتته الدنيا فتركها.(6).
وقال يونس بن أبي شيب: شهدت عمر بن عبد العزيز وإن إزاره لغائبه في عكنه , ثم رأيته بعدما استخلف ولو شئت أن أعد أضلاعه من غير أن أمسها لفعلت (7).
وفي ذلك دلالة على شدة زهده وورعه بعد توليه الخلافة. وقال مسلمة بن عبد الملك : دخلت على عمر بن عبد العزيز أعوده في مرض , فإذا عليه قميص وسخ , فقلت لفا طمة بنت عبد الملك : ألا تغسلون قميصه؟ قال : والله ما له قميص غيره(8).
قال أبو أمية الخصي غلام عمر : دخلت يوما على مولاتي فغدتني عدسا , فقلت : كل يوم عدس؟ قالت : يابني هذا طعام مولاك أمير المؤمنين.(9). لقد ضرب الخليفة الخامس أروع الأمثلة في الزهد. قا ل عون بن المعمر : دخل عمر على امرأته فقا ل : يافاطمة عندك درهم أشتري به عنبا؟ فقالت : لا , وأنت أمير المؤمنين لا تقدر على درهم نشنري به عنبا؟ قال : هذا أهون علي من معالجة الأغلال غدا في جهنم (10).
وقال الوليد بن أبي السائب : ما رأيت أحدا قط أخوف من عمر(11).
وقال عمرو بن هاجر : كانت نفقة عمر بن عبد العزيز كل يوم درهمين(12).
فياترى كم نفقة كل حا كم اليوم؟ عندما يصل الإيمان إلى القلوب الحية يصنع فيها العجا ئب , فهو رحمه الله ورضي الله عنه يقارن أملاك الدنيا مع الأخرة , فتصغر الدنيا في عينه ولا يبالي بها , بل لا يعطيها أي اهتمام , هكذا أحوال أهل الله وصفوته. أما عشا ق الدنيا فقد حجبوا عن هذه الرؤية الدقيقة التي رزقها هذا الزاهد الذي باع نفسه لخا لقه ومولاه, فرضي الله عنه وأرضاه.
قال عمرو بن مهاجر : اشتهى عمر بن عبد العزيز تفاحا , فأهدى له رجل من أهل بيته تفاحا , فقا ل : ما أطيب ريحه وأحسنه! ارفعه يا غلام للذي أتى به وأقرئ فلانا السلام وقل له : إن هديتك وقعت عندنا بحيث نحب, فقلت : يا أمير المؤمنين ابن عمك , ورجل من أهل بيتك , وقد بلغك أن النبي salla2.png كان يأكل الهدية , فقا ل : ويحك إن الهدية كانت للنبي salla2.png هدية وهي اليوم لنا رشــــوة(13).
وقال مكحول : لو حلفت لصدقت ما رأيت أزهد ولا أخوف لله من عمر ابن العزيز(14).
وقال سعيد بن أبي عروبة : كان عمر بن عبد العزيز إذا ذكر المــــوت اضطربت أوصـــــــــــــــا له (15).
وهذا الأمير حقا يعرف ربه ويخشاه , وكيف لا وهو من العلماء الربانيين , فالعالم الحقيقي يخاف ربه ويخشاه , مصداقا لقوله تعالى : (( إنما يخشى الله من عباده العلماء), تمعن معي في قول زيد بن أسلم عن أنس رضي الله عنه : قال : ما صليت وراء إمام بعد رسول الله salla2.png أشبه صلاة برسول الله salla2.png من هذا الفتى – يعني عمر بن عبد العزيز- وهوأمير على المدينة (16).
قال ميمون بن مهران : كانت العلماء مع عمر بن عبد العزيز تلامذة.
هذا هو عمر وهذه هي حاله مع الدنيا, رفض ما كان فيها وترك ألوان الطعام والشراب , وكان يأخذ فقط ما يسد جوعه ويقيم صلبه, أما اللباس فكان يلبس الخشن منه والمرقع. فقد طلق الدنيا ثلاثا بل أقول ما سلك عمر فجا إلا سلكت الدنيا فجا آخر , فهنيئا للخليفة الراشد بهذا الزاد الذي تزود به لأخراه , فإنه ضرب مثالا لا ينسى للخلافاء والأمراء إذا أرادوا الاتعاظ , فأنعم به من خليفة.

قال الشاعر:
الدنيا ساعة فاجعلها طاعة
والنفس طماعة عودها القناعة

عدل عمر بن عبد العزيز

قبل التحدث على عدل أمير المؤمنين , نذكر بعض البشارات التي أشارت إلى عدله قبل أن يولى الخلافة.
روى عبيد الله بن عمر, عن نافع , فال: كان ابن عمر يقول : ليت شعري, من هذا الذي من ولد عمر , في وجهه علامة , يملأ الأرض عدلا(17). قال حماد بن يزيد:عن أبي هاشم :أن رجلا جاء إلى عمر بن عبد العزيز, فقا ل: رأيت النبي salla2.png في النوم , وأبو بكر عن يمينه , وعمر عن شماله , فإذا رجلان يختصمان , وأنت بين يديه, فقا ل لك : يا عمر , إذا عملت , فاعمل بعمل هذين . فا ستحلفه بالله لرأيت ؟ فحلف له , فبكى(18).
إن الذي يقرأ في هذه البشارات ليجد أن الله تعاهد الناس بهذا الأمير العادل , الذي ملأ الله صدره بخشيته وتقواه , فكان شديد المراقبة والمحاسبة لنفسه , وكان يجمع في كل ليلة الفقهاء فيتذاكرون الموت والقيامة , ثم يبكون حتى كأن بين أيديهم جنازة . فمن كان حاله هكذا فهو جدير بأن يحكم الأمة .
لقد استشعر الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز بعظم المسؤولية مباشرة بعد دفن سليمان. يقول عمر بن ذر , لما رجع عمرمن جنازة سليمان بن عبد الملك قال له مولاه , مالي أراك مغتما؟ قال: لمثل ما أنا فيه فليغتم , ليس أحد من الأمة إلا وأنا أريد أن أوصل إليه حقه غير كاتب إلي فيه ولا طالبه مني(19).

قال عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز : كتب بعض عمال عمر إليه, أن مدينتنا قد خربت فإن رأى أمير المؤمنين أن يقطع لنا نرمها به فعل, فكتب إليه عمر: إذا قرأت كتابي هذا فحصنها بالعدل ونــق طرقها من الظلم , فإنه مرمــتها. والســــــــــــلام(20).

عن السـا ئب بن محمد قال : كتب الجراح بن عبد الله إلى عمر بن عبدالعزيز : إن أهل خراسان قوم ساءت رعيتهم وإنه لا يصلحهم إلا السيف والسوط, فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي في ذلك , قكتب إليه عمر, أما بعد: فقد بلغني كتابك تذكر أن أهل خراسان قد ساءت رعيتهم وإنه لا يصلحهم إلا السيف والسوط , فقد كذ بت بل يصلحهم العــــد ل وا لـــــحق , فأبسط ذلك فيهم , والســـــــــــــــــــــلام(21).

قال حسن القصاب : رأيت الذئاب ترعى مع الغنم بالبادية في خلافة عمر بن عبد العزيز , فقلت : سبحان الله ! ذ ئب في غنم لا يضرها؟ فقال الراعي : إذا صلح الرأس فليس على الجسد بأ س (22).

وقال مالك بن د ينار : لما ولى عمر بن عبد العزيز قالت الشاء : من هذا الصالح الذي قام على الناس خليفة؟ عدله كف الذ ئاب عن شا ئنا (23).

وقا ل موسى بن أعين : كنا نرعى الشاء بكرمان في خلافة عمر بن عبد العزيز فكانت الشاة والذ ئب ترعى في مكان واحد , فبينا نحن ذات ليلة إذ عرض الذ ئب للشاة ’ فقلت : ما نرى الرجل الصالح إلا قد هلك , فحسبوه فوجدوه مات تلك الليلة(24).

الله أكبر لقد شمل عــــــد ل عمر حتى الحيوانات , وبسبب عدله تعيش الشاة بجانب الذ ئب ولا يضرها, أين نحن من هذا في زماننا الذي فشى فيه الظلم والجور فلا تكاد تعرف الحق من البا طل و لا الظلم من العدل , إن عمر بن عبد العزيز أمـــة وحده, أعطى لكل ذي حق حقه , ولذلك نجد أن عمر بن أسيد يقول : والله ما مات عمر حتى جعل الرجل يأ تينا بالمال العظيم فيقول : اجعلوا هذا حيث ترون , فما يبرح بماله كله , قد أغنى الناس. استطاع هذا الخليفة الراشد الذي استحق أن يلقب بأمير المؤمنين بحق في ظرف وجيز وفي مدة قصيرة ( سنتين ونصف تقريبا) أن يملأ الأرض عدلا بعدما ملئت ظلما وجورا.
فهذا شيء قليل من كثير حول عدل الخليفة الخامس عمر بن عبد العزيز , وأختم بهذ ه الصورة الرائعة من عدل عمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد الخامس.

بينما عمر بن عبد العزيز يطوف ذات يوم في أسواق "حمص" ليتفقد الباعة وليتعرف على الأسعار , إذ قام إليه رجل عليه بردان أحمران قطريان وقال: يا أمير المؤمنين , لقد سمعت أنك أمرت من كان مظلوما أن يأتيك , فقال : نعم.
فقال : وها قد أ تاك رجل مظلوم بعيد الدار, فقال عمر : وأين أهلك؟
فقال الرجل : في "عدن" , فقال عمر : والله إن مكانك من مكان عمر لبعيد ثم نزل عن دابته ووقف أمامه وقال:ما ظلامتك؟
فقال : ضيعة لي وثب عليها رجل ممن يلوذون بك وانتزعها مني , فكتب عمر كتابا إلى "عروة بن محمد" واليه على "عدن" يقول فيه : أما بعد : فإذا جاءك كتابي هذا فاسمع بينة حامله , فإذا ثبت له حق , فادفع إليه حقه , ثم ختم الكتاب , وناوله الرجل, فلما هم الرجل بالانصراف قال له عمر : على رسلك إنك قدأتيتنا من بلد بعيد ولا ريب في أنك استنفدت في رحلتك هذه زادا كثيرا , وأخلقت ثيابا جديدة , ثم حسب ذلك كله فبلغ أحد عشر د ينارا فدفعها إليه وقال : أشع ذلك في الناس حتى لا يتثاقل مظلوم عن رفع ظلامته بعد اليوم مهما كان بعيد الدار. فجزاه الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء ورحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته , أمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي ن.

وفــــــــــــــــــــاته

قال عبيد بن حسان : لما احتضر عمر بن عبد العزيز قال: اخرجوا عني , فقعد مسلمة وفاطمة على الباب , فسمعوه يقول : مرحبا بهذه الوجوه , ليست بوجوه إنس ولا جان , ثم قال : (( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين))(25). ثم هدأ الصوت فدخلوا فوجدوه قد قبض , رضي الله عنه وأرضاه .
توفي عمر بن عبد العزيز متأثرا بالسم سقاه له غلاما له مقابل ألف د ينار أعطيها وعلى أن يعتق, وذلك يوم 24 وقيل 25 رجب 101 من هجرة خير الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام, بدير سمعان (حمص), وله من العمر 39 سنة, فرحمه الله رحمة واسعة.

1- تاريخ الخلفاء للإمام السيوطي
2- سير أعلام النبلاء
3- نفس المصدر السابق
4- تاريخ الخلفاء
5-6- نفس المصدر السابق
7-8-9- سير أعلام النبلاء
10-13-14- تاريخ الخلفاء
11- 12- 15- 16- سير أعلام النبلاء
17- 21- نفس المصدر السابق
18-19-20- 22-23 تاريخ الخلفاء
24- خبر صحيح , أخرجه أبو نعيم في الحلية وابن الجوزي في المناقب
25- سورة القصص : 83.
كتبت : jannah1
-
كتبت : سنبلة الخير .
-
كتبت : بحر الجود
-
[align=center]

جزيتي الجنة يا حبيبة على النقل
لا حرمتي الاجر
يا غالية
[/align]
كتبت : زهره الاسلام
-
[align=center]بارك الله فيكم اخواتى
[/align]
كتبت : ياحبي لي
-
الصفحات 1 2 

التالي

سيره الشيخ ابن القيّم الجوزيّة

السابق

من أقوال علي بن أبـي طـالـب

كلمات ذات علاقة
الخليفة , الخامس , العزيز , بن , عمر , عبد