الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
*********************
****************
********** إلى من ضل الطريق وتاه في الصحراء حتى أعياه التعب..وأنهكه العطش.. وبينما هو كذلك..
إذ لاحت له في الأفق رايات.. أمّل فيها .. أسباب النجاة وإذا بالمنادي ينادي أركب معنا ويتودد إليه مطمئنًا لا أسألكم عليه أجرًا ويلح عليه في شفقه .. إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن ويبشرهم مرددًا نداء الله.. إن رغبت فينا أتيناك ..وإن ناديتنا سمعناك وإن عزمت على قربنا أدنيناك.. وإن ذرفت الدمع من أجلنا فيا بشراك لبّ نداءنا .. والحق بركبنا وأسلك طريقنا فقد سبقك في الميدان صالح المؤمنين ولعلهم حطوا رحالهم في الجنة منذ سنين فتشبه بهم وقلد صنيعهم أغرس نخلت العزائم وأروها بدموع نادم تنعم بالثمار وبالغنائم
هيا....أسرعي.... لا تتواني.... تقدمي نحو خطى البداية.. وانطلقي معنا في هذه الرحلة اضبطِ ساعتكِ قبل أن نبدأ السباق على كل متسابقة أن تضبط ساعتها وأن تحرص على وقتها فالدقيقة في هذا السباق لها ثمن بل الثانية فكل لحظة نعيشها هي أمل في الفوز وربما خسرت السباق بفارق ثانية واحدة
فلا تضيعها فتندمي يوم لا ينفع الندم.. {وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ} (44) سورة إبراهيم يوضح ذلك ابن الجوزي في وصية من وصاياه الثمينة التي حوتها رسالته القيمة ((إلى ولدي)) والتي أوصى بها أبنه أبا القاسم قائلاً له "واعلم أن الأيام تبسط ساعات والساعات تبسط أنفسًا، وكل نفس خزانة فاحذر أن تذهب نفس بغير شيء فترى يوم القيامة خزانة فارغة فتندم فإن في الصحيح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة" فانظري إلى مضيع الساعات كم يفوته من النخيل أختي المتسابقة
رحمة الله واسعة وأبواب الخير كثيرة وإذا وجدتِ أحد الأبواب مغلقًة فقد أفتحي لك ِأبواباً وإذ ضاقت بكِ السبيل وسعتكِ سبل فافتحي هذه الأبواب وواصلي السير وأنتِ ترددي "بسم الله ولجنا" حتى تصلي ففي نهاية هذه الأبواب قال تعالى {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ } (72) سورة التوبة
وفي الختام إليكِ قول الحنبلي هذه الشهور والأعوام والليالي والأيام
كلها مقادير الآجال ومواقيت الأعمال ثم تنقضي سريعًا وتمضي بعيدًا ،والذي أوجدها وابتدعها وخصها بالفضائل باق لا يزول ودائم لا يحول
وفي جميع الأوقات إله واحد لأعمال عباده رقيب مشاهد منقول [/frame]
