فلنعلم جميعا أن التقوى هى خير الزاد الذي ينجي الإنسان إذا اجتمع العباد في يوم المعاد أخواتي لا نستهين بذنب و نقول ذنب صغير فقد قال السلف لا تنظر إلى صغر الذنب و لكن انظر إلى عظمة من عصيت.
قال تعالى
" قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم " الأنعام 15 قال تعالى " و تحسبونه هينا و هو عند الله عظيم " النور 15
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : - "إياكم ومحقرات الذنوب ، فإنما مثل محقرات الذنوب ؛ كمثل قوم نزلوا بطن واد ، فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود ، حتى جمعوا ما أنضجوا به خبزهم ، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه " صحيح الترغيب و الترهيب - الألباني - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه قال
و هو يكلم التابعين " إنكم لتعملون أعمالا هى أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم من الموبقات " صحيح البخاري الموبقات : أي المهلكات محقرات الذنوب هى الذنوب التي يفعلها الإنسان و لا يلقي لها بالا ، و يستصغر هذا الذنب مع أن معظم النار من مستصغر الشرر ، فلا نستهين بذنب مهما كان . يجب علينا جميعا أن نستحضر عظمة الله في قلوبنا ، فكلما عظم الله في قلب العبد كلما ازداد من ربه خوفا ووجلا و ازداد حبا و قربا ، فتعظيم الله في القلوب يدفع إلى الطاعات و يبعدنا عن المعاصي ، فالسبب في الوقوع في المعاصي و التساهل في الطاعات و التقصير فيها هو أن الناس لم يقدروا الله حق قدره ( و ما قدروا الله حق قدره) الزمر 67 فلا ينبغي أن يحتقر الإنسان شيئا من المعاصي و لا يحقر شيئا من الطاعات . أكمل الحديث عن محقرات الذنوب فقد كان السلف رضوان الله عليهم يخافون من الذنوب و كل منهم يرى ذنبه كأنه جبل و كانوا رضوان الله عليهم يتركون كثيرا من المباحات خوفا من الوقوع في شبهة حرام ، أين نحن منهم ؟؟!!
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال " إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه ، و إن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا " صحيح البخاري
أن يقع عليه : أي يخاف ألا ينجو من الهلاك كما لو كان جبل سيسقط عليه الفاجر : العاصي و الفاسق كذباب مر على أنفه : كناية عن عدم الاكتراث بالذنب الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يخافون من ذنوبهم و من الوقوع في الشبهات ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
" إن الحلال بين و إن الحرام بين و بينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه و عرضه و من وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا و إن لكل ملك حمى ، ألا و إن حمى الله محارمه ..... " متفق عليه فإذا كان هناك أمر لا نعلم إذا كان حلالا أم لا ( شبهه) لا نعمله حتى نتأكد أنه حلال ، فلنتقي الشبهات أخواتي الغاليات حتى لا نقع في الحرام ، و لا نستهين في أمور الدين ، و لابد أن نتحرى الحلال و لا نتبع الرخص كي لا نقع في الحرام ، و لالا ينبغي للعبد أن يحتقر شيئا من المعاصي و الذنوب ، فالتساهل في الوقوع في الذنوب و الاستهانة نستصغر ذنب . بها قد تكون سببا في استحقاق غضب الله و نزول العقوبات . قال تعالى " و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم و يعفوا عن كثير " الشورى 30 و قد استهان كثير من الناس الآن بالمعاصي ( إلا من رحم ربي) مثل النظر الحرام و الاستهانة بذلك مع أن العين تزني لكن كثير من الناس اطلقوا النظر المحرم على النساء في التلفاز و الشوارع و غيره ، و الاستهانة بالربا و القول بأنه أصبح ضرورة ، و تقليد الكفار و موالتهم مع أن من تشبه بقوم فهو منهم ، و التساهل في لبس المرأة و الاستهانة بذلك ، فهى تخرج كاسية عارية و ترى أن هذا عادي لا شيء فيه. أختاه جعلني الله وإياك ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه بارك الله فيك