العلاقه الحميمه(وسيله لسد الذرائع الشيطانيه الى الخيانه الزوجيه)

مجتمع رجيم / الحياة الأسرية
كتبت : jannah1
-


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



العلاقة الحميمة المُرضية
( كوسيلة لسد الذرائع الشيطانية إلى الخيانة الزوجية )

لاشك أن اللقاء الحميمي بين الرجل وزوجته من أفضل صمامات الأمان لمنع تأفف أحدهما من الآخر أو الضجر منه أو التفكير في وسيلة أخرى غير الزوج للإشباع العاطفي وذلك لو تمت ممارسة تلك العلاقة الخاصة جداً وفق شروط وضوابط وتهيأت لها ظروف يجب الإعداد لها قبل ممارستها من قِبَل الزوجين على حدٍ سواء
وأن لاتتم بأي طريقة تتسم بالعشوائية بل يجب أن يعد لها الإعداد الجيد كأي عمل متقن فهذا سلوك الإنسان الواعي يخطط لكل شيء ويعد لكل شيء عدته حتى متعته يعد لها ويقرأ ويعي فالرجل الواعي هو الذي يعرف كيف يستمتع كما يعرف كيف يعمل ؟
ولربما سأل سائل : وهل هناك من رجل لايعلم كيف يأتي زوجته وهي فطرة الله التي فطر الناس عليها ؟ وللإجابة على ذلك السؤال نقول كل زوج يستطيع أن يأتي زوجته ولكن ليس كل الأزواج يأتون زوجاتهم بالشكل الصحيح المطلوب والذي يحقق أكبر قدر ممكن من الاستمتاع للزوجين على حد سواء ويقيهما كما سبق القول من ذرائع الشيطان نحو التفكير في الإشباع العاطفي من غير الزوج أو من غير الزوجة وتلك ثقافة لها أصولها وجذورها بالقرآن الكريم والسنة المطهرة
قال تعالى ( نساؤكم حرثٌ لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين)
تضع الآية الكريمة أولى أسس تلك العلاقة الهامة وهي ( وقدموا لأنفسكم ) وقبل أن نبدأ في سرد الأصول التي يجب علينا إتباعها للوصول بتلك العلاقة إلى أرقى مستوى نلمح هنا وجود لفظة ( أنى ) وهي ظرف يصلح للزمان والمكان والكيفية في آن واحد ولكن يحدد القرآن الكريم في العديد من الآيات بعد ذلك الموانع التي يجب على الزوجين عدم ممارسة تلك العلاقة عند وجودها مثل الصيام يمنع ممارسة تلك العلاقة في نهار رمضان ونهار يوم الصوم ومثل وجود الدورة الشهرية لدى الأنثى تمنع ممارسة تلك العلاقة حتى تزول وكلمة ( حرثٌ لكم ) كلمة بليغة جداً تحظر ممارسة تلك العلاقة إلا في موضع الحرث فقط وهو هنا موضع الإنجاب وليس في غيره على الإطلاق ومن هنا جاءت: ( واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه )
ومما يستوقفنا أمام الآية الكريمة أن اللفظ ( أنى شئتم ) به دعوة لملازمة الزوجين على ممارسة تلك العلاقة لأنها من أهم عوامل الإحصان للزوجين من الوقوع في الرذيلة وذلك من أكبر أهداف الزواج وهناك لطيفة من اللطائف يجب ملاحظتها أن الآية المباركة أوردت الإطلاق في الممارسة ( أنى شئتم ) ولم تقيدها الآية بل قيدتها آيات أخرى بالقرآن الكريم حتى يكون الإيحاء بالتوسع في ممارسة تلك العلاقة بين الزوجين هو الهدف الذي تسعى له الآية الكريمة وتأتي الموانع بعد ذلك تفصيلاً
ثم يستمر الإيحاء القرآني الرائع في حض الأزواج على التمهيد لتلك العلاقة وتأهيل الزوجة لها فيقول المولى عز وجل : ( وقدموا لأنفسكم ) فما أعظمها من تربية جنسية بالغة الرقة والروعة حين يبين القرآن الكريم أن لتلك العلاقة أسس للممارسة يجب أن يلتزم بها الزوجان ومنها أن يجعل كل منها الآخر متأهلاً لتلك العلاقة وذلك من خلال المداعبة والملاطفة والإشارات والدلائل التي يدرك منها أحد الزوجين أن الآخر يريده فيعد نفسه لذلك وغالباً ماتكون تلك من مهمات الرجل بالبدء في الملاطفة والغزل لإذكاء مشاعر الحنين في قلب الزوجة ودغدغة مشاعرها حتى تتشوق للقائه وتتجهز له عاطفياً وهذا هو المغزى من وراء ( وقدموا لأنفسكم )
ولكن هناك نقطة يجب أن ننوه لها وهي أن الاستعداد لإنجاح تلك العلاقة ودورها في المحافظة على رباط الزوجية قوي ومتين يبدأ قبل الزواج باختيار الزوجة ذات الملامح الرقيقة البكر وذلك هو الهدف الذي سعى له الرسول الكريم عندما أخبره جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه سوف يتزوج بثيب فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم مرسياً قاعدة من قواعد الاختيار : ( هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك ) فأورد الحديث الشريف أن دقة الاختيار عامل من عوامل نجاح الزوجية كما حض بأسلوب بالغ في الرقة على ضرورة الملاعبة من الزوجين على حد سواء كمقدمة ضرورية وهامة لنجاح العلاقة الحميمة في المحافظة على الزواج دون تصدع
وبالمداعبة تطفو مشاعر الشوق على السطح لدى الزوجة ويزيد حنينها لزوجها وتختلف أساليب المداعبة من زوج لآخر ومن زوجة لأخرى ولكن يظل الهدف واحد وهو تلك التهيئة التي ذكرها الله في كتابه الكريم في قوله : ( وقدموا لأنفسكم )
ولقد أوصى الرسول الكريم الصحابة بعدم مباغتة الزوجة بممارسته لتلك العلاقة الحميمة بينهما لأن ذلك يزعجها ولايجعلها تستمتع بها مثله بل تحدث تلك المباغتة شرخ نفسي في جدار تلك العلاقة عند الزوجة قد يصعب علاجه إذا استمر الزوج في إتباع نفس الطريقة الهمجية بمباغتة الزوجة دون تهيئة أو تمهيد كما أمرنا الله عز وجل وكما تدعو اللياقة إلى ذلك (لايقع أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة وليكن بينهما رسول) قيل وما الرسول ؟ قال ( القبلة والكلام ) .وهنا عرض الرسول الكريم لوسيلتين من وسائل التهيئة التي أشرنا لها في السابق ليس على سبيل الحصر ولكن على سبيل المثال ومنها أيضاً العناق وتلمس كلا الزوجين مواضع الإثارة لدى الآخر والتعطر والتزين والإشارات والمغازلة وغيرها كثير حسب القبول
ونستدل من ذلك أن ديننا الحنيف لم يترك لسعادتنا شيء إلا بينه وقننه حتى قنن أخص الخصوصيات بين الزوجين وهي تلك العلاقة الحميمة
ثم يأتي بعد ذلك التنوع المطلوب في الممارسة من تغيير الأماكن وإعداد المكان وتزيينه وتغيير الوضعية وليس أجمل من تعبير القرآن شيء إذ يقول الله عز وجل : ( هن لباسٌ لكم وأنتم لباسٌ لهن ) فتبين الآية الكريمة أن أحد الزوجين هو لباس ( غطاء للآخر ) وأن كل الأوضاع مسموح بها ومنها التي تأخذ فيها الزوجة موضع الرجل والرجل موضع المرأة طالما أنها في النهاية تفضي إلى ممارسة في موضع الولد ( نساؤكم حرثٌ لكم ) فالوضعية لاخجل فيها من الزوج أو الزوجة فهما يحققان أمر الله في ذلك ولقد لفت نظري عند قراءتي لتلك الآية المباركة كيف أن ربنا عز وجل قدم ( هن ) على ( وأنتم ) لعلاج الخجل عند بعض النساء من تغيير الوضعية باعتبار أن ذلك في ذهنها من الحياء ولكنه في الحقيقة ليس من الحياء في شيء.
لاضير في أي وضعية طالما أن التجديد يبعث على دوام الحياة الزوجية سارة ممتعة ومتجددة ومرضية لكلا الزوجين في آنٍ واحد
إذاً هناك ثقافة إسلامية ذاخرة في ذلك الموضوع لما له من أهمية بالغة في المحافظة على الزوجية دون خروقات بالتفكير في الخيانة أو بالخيانة وتلك الثقافة تهدف إلى تنظيم العلاقة الجنسية بين الزوجين والرقي بها إلى ممارسة منضبطة واعية لها أسس وضوابط واشتراطات لإنجاحها كما هو هدفنا في إنجاح أي عمل آخر نعمله
ومن الأشياء الهامة التي يجب أن تذكر في ذلك المجال : أن يحاول الرجل عدم الوصول إلى أقصى تمتع له مع زوجته دون أن يصل بزوجته إليها باستخدام العديد من الطرق وتتضح جدوى تلك الطرق من زيجة إلى أخرى مثل التهيئة والتمهيد والتعطر وتهيئة المكان وتغيير الوضعية كما قلنا وهناك طرق أخرى ذات جدوى مثل محاولة الزوج إشغال تفكيره في شيء ما أثناء اللقاء حتى يعطل وصوله للإشباع العاطفي قبل زوجته وهناك العديد من الطرق التي يستطيع بها الزوج تحقيق ذلك لايتسع المقام هنا لسردها ولكن يظل الهدف واضح لدينا وهو أن يضع الزوج نصب عينيه أن إمتاعه لزوجته وإيصالها إلى إحساسها بالنشوة في لقائها معه هو حصن لها وإحصان من نوازع النفس ونزغات الشيطان وبذلك يصل الرجل بتلك الممارسة أن لاتصبح روتينية مملة , ومن الأشياء التي يجب مراعاتها أن يكون الزوجين في حيوية وفي حالة نفسية مقبولة تاركين ورائهما الهموم والمسئوليات والمشاكل والتبعات خارج الغرفة لإشعار آخر فهي لحظات يغتنماها من زمان مليء بالأحداث والمتطلبات والتبعات فيجب أن تفصل بالكلية تلك اللحظات عن هذه الأحداث فال تحدث الزوجة زوجها عند لقائهما عن شيء يخص الإنفاق أو غيره فإذا تم ذلك كانا أكثر نشاطاً وحيوية ويتم الإعداد الجيد لذلك اللقاء الضروري لاستمرارية الحياة الزوجية وتقوية عراها والتي جعلها الله سبباً في الإتيان بالذرية التي تتوج تلك العلاقة وتزيد من حب الوالدين لأبنائهما وزيادة رعايتهما لأنهم نتاج علاقة حميمة مرضية للطرفين تظل ذكرى لحظاتها الهانئة في أذهانهما تهون عليهما متاعب ومصاعب الحياة وعبء المسئولية التي يبدءاها مع إشراقة كل صباح جديد
ولاأعتقد أبداً أن هناك زوجين يمارسان تلك العلاقة الحميمة بالطريقة التي ترضي الطرفين وتراعي الضوابط وقواعد اللياقة والذوق وحساسية كل طرف نحو إسعاد الآخر قبل إسعاد نفسه وانه لايطلب بالممارسة جسد الآخر بل تتعانق الروحان في امتزاج وتلاحم الجسدين فهو يسعى للقرب من المحبوب لاالحصول على جسد المحبوب
لاأعتقد عندئذ أن أحدهما سوف يفكر مجرد التفكير في خيانة الآخر بأي نوع من أنواع الخيانة الزوجية عاطفية أو جسدية طوال حياتهما معاً
فقد شكلت تلك العلاقة الحميمة التي يثاب عليها الزوجين من الله صمام أمان وحاجز منيع ضد الخيانة الزوجية بشتى أشكالها
ويجب أن ننوه هنا إلى أن الإشباع العاطفي شيء هام للمرأة لكل زوجة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وفي بضع أحدكم صدقة ) قالوا يارسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال : (أ رأيتم إن وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر ؟ كذلك إن وضعها في حلال كان له بها أجر ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم
فالحديث يبين أهمية الإشباع وأن لايترك أحد الزوجين الآخر نهباً للهواجس وعرضة لعواصف الحرمان تعصف به إلى الرذيلة وتؤرجحه بين التفكير في الخيانة والخيانة نفسها
ويجب على كلا الزوجين أن لايشغله شاغل عن أن يقوم بأداء ذلك الإشباع واعتبارها مهمة ومسئولية لكل منهما تجاه الآخر
ويسأل الزوج نفسه دائماً إن وجد زوجته طواقة إليه وهو مشغول أو يدعي الانشغال إن لم ألبي لها طلبها فممن تطلبه إذاً ؟
فالزوج هو الوحيد المتكفل بإشباع رغبات وعواطف زوجته فلا يتركها ولايهملها فتكون عرضة لنزغات الشيطان والهوى والنفس ومن المعلوم لدينا أن المرأة أكثر عاطفية من الرجل وأكثر تأثراً بالإيحاءات والكلمات والإشارات والتعبيرات العاطفية من الرجل فلا يهمل الزوج هذا الجانب بل يستغله لتهيئة زوجته عند لقائهما
وتحضرني هنا حادثة أظهر فيها الفاروق رضي الله عنه خوفه على رعيته من الانزلاق في مهاوي الرذيلة فقد كان يعسس ليلاً كعادته إذا سمع صوت امرأة تشكو لنفسها غياب زوجها عنها في الحرب فترة طويلة وتذكر أنه لولا خوفها من الله ومن عار الذنب والجريمة ( لاهتز من هذا السرير جوانبه ) كناية عن تفكيرها في خيانة زوجها الغائب لولا الوازع الديني لديها وهو بالطبع أعظم الموانع ضد الخيانة الزوجية
عاد الفاروق رضي الله عنه واستدعى حفصة وسألها عن الفترة التي تستطيع الزوجة فيها تحمل غياب زوجها فأشارت له أنها بين ثلاثة شهور وأربعة وتختلف من زوجة لأخرى حسب قدرتها على التحمل فأمر من فوره أن لايغيب رجل في الحرب بعيداً عن أهله أكثر من ذلك وأن يتم استبدال المحاربين بغيرهم
إن سد ذرائع الشيطان شيء ضروري حتى في الحرب فما بالكم بمن يترك زوجته العام وأكثر من العام في عمل بالخارج أو تجارة أو خلاف ذلك ويتذرع بأهمية مايقوم به ويترك بالطبع إشباعها العاطفي لغيره سواء بحلو الكلمات ومعسول العبارات والإشارات أو بالانزلاق والعياذ إلى مهاوي الرذيلة عندما يتغلب عليها شيطانها وتسيطر عليها نفسها الأمارة بالسوء ولايقيها رقة دينها وقلة وازعها الديني من أن تبدأ في التفكير في خيانة زوجها الغائب عنها ومرة فمرة تتخذ خطوات جديدة إلى تلك الخيانة حتى تقع فيها وليس هناك بالطبع مبرر للخيانة الزوجية من قبل أحد الزوجين ولكن لايمكن أن ننكر في تلك الحالة أن الزوج الغائب المضيع لمسئولياته هو السبب الرئيسي والعامل المباشر في انزلاق الآخر نحو الخيانة الزوجية ومايقال عن الزوج الغائب يقال عن الزوجة الغائبة كذلك للعمل بالخارج أو المشاغل أو التجارة أو غيرها
إن قرب الزوج من زوجته والزوجة من زوجها سبيل لوقاية المجتمع من ظواهر سيئة وجرائم شنيعة كالخيانة الزوجية
وبذلك نكون عملنا بالمبدأ الإسلامي العظيم
( درء المفاسد مقدم على جلب المصالح)
وشكرا

[/frame]
[/frame]
كتبت : بشاير الليل
-
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
كتبت : jannah1
-
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
كتبت : jannah1
-
كتبت : randoda
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
كتبت : sara ahmed
-
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
الصفحات 1 2  3 

التالي

&&&الحب بين الزوجين&&&

السابق

السعاده-- هل غادرت عش الزوجيه(الدكتوره عبله الكحلاوي)

كلمات ذات علاقة
أشد , الذرائع , الخ , الحميمهوسيله , الديانه , الشيطانيه , الزوجيه , العلاقه