الدرس الأول / حقيقة التوكل على الله
مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
وقد دلت سنة رسول الله
صلى الله عليه وسلم
على فعل الأسباب
منها حديث المغيرة ابن أبي قرة السدوسي أنه سمع أنس بن مالك يقول: قال رجل يارسول الله أعقلها وأتوكل
(يقصد الناقة) أو أُطلقها وأتوكّل؟
قال: (اعقلها وتوكل)
رواه رواه الترمذي وحسنه الألباني .
وفي مسألة فعل الكسب بالسبب حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
(لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير من أن يسأل أحداً فيعطيه أو يمنعه)
رواه البخارى
وحديث المقداد -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده وأن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده)رواه البخارى
وحديث عائشة -رضي الله عنها- أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا عمال أنفسهم فكان يكون لهم أرواح فقيل لهم لو اغتسلتم) السنن الكبرى للنسائى.
وخلاصة المسألة
أن التوكل على الله يعني الاعتماد عليه، والثقة فيما عنده، فيما يبتغيه العبد من أمور الدنيا والآخرة.
ولا يتحقق التوكل على الله
إلا بأربعة شروط
الشرط الأول
تقييد التوكل وحصره في الله تعالى
الشرط الثاني
الاعتقاد بأن الله هو القادر على تحقيق مطالب العبد وحاجاته، وأن كل ما يحصل له إنما هو بتدبير الله وإرادته
الشرط الثالث
اليقين بأن الله سيحقق للعبد ما يتوكل عليه فيه إذا أخلص نيته واتجه إلى الله بقلبه.
الشرط الرابع
عدم اليأس والقنوط فيما يتوجه به العبد إلى ربه من التوكل عليه في قضاء حاجاته.
وقد وصف الله المؤمنين بأنهم يتوكلون عليه، وأثنى عليهم في محكم كتابه وعلى لسان رسوله محمد
صلى الله عليه وسلم .
والتوكل على الله يعد قوة دفع للمؤمن في حياته
فهو حين يؤمن أن توكله على الله يحقق له مطلبه ومبتغاه
فإنه لن يتردد في العمل من أجل هذا المطلب مهما كانت مخاطره .