الدرس السابع / باب الرضا ( منقول)

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : بحر الجود
-
[frame="4 98"]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الرضا شأنه عظيم و أمره كبير
و منزلته في الدين عالية ..

هذا الرضا عليه مدار أمورٍ كثيرةٍ من الأمور الصالحات ،
هذا الرضا الذي هو من منازل السائرين و السالكين ،
ما حكمه ؟ هل هو واجبٌ ؟!
أم مستحبٌ ؟!

قال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله : "وأما الرضا فقد تنازع العلماء والمشايخ من أصحاب الإمام أحمد
و غيرهم في الرضا بالقضاء،
هل هو واجبٌ أو مستحبٌ على قولين
فعلى الأول يكون من أعمال المقتصدين،
وعلى الثاني يكون من أعمال المقرَّبين .



والخلاصة
أن أصل الرضا واجب و منازله العليا مستحبّة
و الرضا له أصلٌ و مراتبٌ أعلى من الأصل . .

فيجب الرضا من جهة الأصل : ( فالذي ليس عنده رضا عن الله
و الدين و الشرع و الأحكام فهذا ليس بمسلمٍ ) ..
فلابد لكلِّ مسلمٍ موحّدٍ يؤمن بالله واليوم الآخر من درجةٍ من الرضا
أصل الرضا لابد أن يكون متوفّراً
لأنه واجبٌ ..
فقد قال صلى الله عليه وسلم
(( ذاق طعم الإيمان من رضي بالله
رباً و بالإسلام ديناً و بمحمد نبياً )) ..
قال تعالى
(( فلا و ربك لا يؤمنون حتى يُحَكِّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيتَ و يُسَلِّموا تسليماً ))


و هذا هو الرضا
(( و لو أنهم رضوا ما آتاهم الله و رسوله و قالوا حسبنا الله ..)) .
(( ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله و كرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم )) ..
حتى المنهيّات لابد أن نفهم
ما معنى الرضا بالمنهيّات ؟!
لا يُشْرَع الرضا بالمنهيّات طبعاً ..
كما لا تُشْرَع محبتها
لأن الله لا يرضاها و لا يحبها..
و الله لا يحب الفساد و لا يرضى لعباده الكفر
.. و هؤلاء المنافقين يُبَيّتون ما لا يرضى من القول ، بل اتبعوا ما أسخط الله و كرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم .
فالرضا الثابت بالنص هو أن يرضى بالله رباً و بالإسلام ديناً و بمحمدٍ صلى الله عليه و سلم نبياً
يرضى بما شرعه الله لعباده من تحريم حرامٍ أو إيجاب واجبٍ أو إباحة مباحٍ ، يرضى عن الله سبحانه و تعالى و يرضى عن قضائه و قدره و يحمده على كل حالٍ و يعلم أن ذلك لحكمةٍ ، و إن حصل التألم بوقوع المقدور ..
فإن قال قائل
لماذا يحمد العبدُ ربَّه على الضراء ؟ إذا مسّه الضراء ؟..


فالجواب من وجهين
1/ أن تعلم أن الله أحسنَ كل شيءٍ خلَقه و أتقنَه ، فأنت راضٍ عما يقع في أفعاله؛ لأن هذا من خلقه الذي خلقه ، فالله حكيم لمَ يفعله إلا لحكمةٍ .
2/ أن الله أعلم بما يصلحك و ما يصلح لك من نفسك ، و اختياره لك خيرٌ من اختيارك لنفسك .
قال صلى الله عليه و سلم :
(( و الذي نفسي بيده لا يقضي الله لمؤمنٍ قضاءً إلا كان خيراً له ))
و ليس ذلك إلا للمؤمن
(( ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً ))
فهذا حديثٌ عظيمٌ
فالمسلم في أذكار الصباح و المساء و في أذكار الأذان بعد
" أشهد أن محمداً رسول الله "
الثانية
يقول : (( رضيتُ بالله رباً و بالإسلام ديناً و بمحمد نبياً )) ..
رضا بربوبيته سبحانه و رضا برسوله صلى الله عليه و سلم والانقياد والتسليم
ولذلك من حصلت له هذه الأمور
الأربعة : الرضا بربوبيته و ألوهيته سبحانه و الرضا برسوله والانقياد له والرضا بدينه والتسليم له فهو الصدِّيق حقاً ..
و هي سهلةٌ بالدعوى ، و لكن ما أصعبها عند الامتحان

أما الرضا بالله
فيتضمّن الرضا بمحبته وحده و الرضا بعبادته وحده أن تخافه وحده ترجوه وتتبتّل إليه وتتذلل إليه عز وجل وتؤمن بتدبيره وتحب ذلك وتفرده بالتوكل عليه والاستعانة به وتكون راضياً عما يفعل عز و جل فهذا رضا بالله ..
ترضى بما قدّر و حكم .. حَكَم أن الزنا حرامٌ ، وأن الربا حرامٌ ، وأن بر الوالدين واجبٌ ، وأن الزكاة فرضٌ ، فيجب أن ترضى بحكمه ..
قدّر عليك أشياء من فقرٍ ، وضيق حالٍ ، فيجب أن ترضى ..

الرضا بمحمدٍ صلى الله عليه و سلم نبياً
أن تؤمن به وتنقاد له وتستسلم لأمره ويكون أولى بك من نفسك ، وأنه لو كان موجوداً صلى الله عليه و سلم ووجِّهَ إليه سهمٌ وجب عليك أن تتلقاه عنه وأن تفتديه بنفسك
وأن تموت فداءً له .
وترضى بسنّته فلا تتحاكم إلا إليها ..
ترضى بسنّته فلا ترجع إلا إليها ولا تُحَكِّم
إلا هي ..
الرضا بالإسلام ديناً
فما في الإسلام من حكمٍ أو أمرٍ أو نهيٍ فإنك ترضى عنه تماماً وليس في نفسك أيّ حرجٍ وتُسَلِّم تسليماً كاملاً لذلك ولو خالف هواك ولو كان أكثر الناس على خلافه ولو كنتَ في غربةٍ ولو كانت عليك الأعداء مجتمعون فيجب أن ترضى بأحكام الدين و تسعى لتنفيذها وإن خالفتَ العالم ..
[/frame]
كتبت : بحر الجود
-
[frame="4 98"]


سؤال
الرضا هل هو شيءٌ موهبيٌّ أم كسبيٌّ ؟
أي
هل يُوهَبُ من الله أم يمكن للعبد تحصيله ؟ هل هو فطريٌّ أم العبد يُحَصِّل هذا بالمجاهدة ورياضة النفس إذا روَّض نفسه ؟!!
الرضا كسبيٌّ باعتبار سببه
موهبيٌّ باعتبار حقيقته ..
فإذا تمكن العبد في أسباب الرضا وغرس شجرة الرضا في قلبه جنى الثمرة ..
لأن الرضا آخر التوكل ..
بعدما يعجز التوكل يأتي الرضا ..
والذي ترسخ قدمه في طريق التوكل ينال الرضا ..

لأن بعد التوكل والتسليم والتفويض يحصُل الرضا ، و بدونها لا يحصل الرضا
ولذلك لو قال أحدهم : نريد تحصيل الرضا نقول له
يجب أن يكون لديك توكلٌ صحيحٌ وتسليمٌ وتفويضٌ ثم ينتج الرضا بعد ذلك ..
ولذلك لم يُوجِب الله على عباده المنازل العالية من الرضا؛ لأن ذلك شيءٌ صعبٌ جدا

وأكثر النفوس ربما لا يحصُل لها ذلك ..
فالله ندب إليه و لم يوجبه

( ليس أساس الرضا و إنما ما فوق ذلك ) ..
فإذا حصل للعبد شيءٌ فإنه لابد أن يكون محفوفاً بنوعيه من الرضا

رضا قبله ورضا بعده ..
و كذلك الرضا من الله عز و جل عن العبد إنما هو ثمرة رضا العبد عن الرب سبحانه ، فإذا رضيتَ عن الله رضي الله عنك ..
والرضا باب الله الأعظم وجَنة الدنيا ومُسْتَراح العارفين وحياة المحبين ونعيم العابدين

وهو من أعظم أعمال القلوب ..
قال يحيى بن معاذ لما سئل

متى يبلغ العبد إلى مقام الرضا؟
قال

(( إذا أقام نفسه على أربعةِ أصولٍ يُعامِل بها ربه ..
يقول : إن أعطيتني قبلتُ

وإن منعتني رضيتُ، وإن تركتني عبدتُ،
وإن دعوتني أجبتُ .. )) ..
و الرضا إذا باشر القلب ؛ فإنه يدل على صحة العلم وليس الرضا والمحبة كالرجاء و الخوف فمن الفروق أن أهل الجنة

مثلاً
لا يخافون في الجنة و لا يرجون
مثل رجاء الدنيا ..
لكن لا يفارقهم الرضا
[/frame]
كتبت : سحر هنو
-
كتبت : بحر الجود
-
[align=center][/align]
كتبت : سنبلة الخير .
-
موضوع رائع
الرضا مهم جدا
الانسان من كان الرضا في حياته في كل شي فان الله يوفقه في كل امر
بارك الله فيكِ
كتبت : بحر الجود
-
الصفحات 1 2 

التالي

عيد شم النسيم.. أصله، شعائره، حكم الاحتفال به

السابق

[1 إبريل] .. (( يا ترى جهزتي كذبة لإبريل السنة دي )) ... ؟!

كلمات ذات علاقة
منقول , الحرص , الرضا , السابع , باب