ما يسأل عنه العباد يوم القيامة. ( منقول )

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : بحر الجود
-
[frame="4 98"]
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ما يسأل عنه العباد
يسأل العباد عن الإله الذي كانوا يعبدونه ، وعن إجابتهم للمرسلين ، ويسألون عن أعمالهم التي عملوها ، وعما تمتعوا به من النعيم في الحياة الدنيا ، كما يسألون عن عهودهم ومواثيقهم ، وعن أسماعهم وأبصارهم وأفئدتهم ، وهذا ما سنبينه في هذا المبحث .

1- الكفر والشرك
أعظم ما يسأل عنه العباد هو كفرهم وشركهم ، فيسألهم عن الشركاء والأنداء الذين كانوا يعبدونه من دون الله كما قال تعالى :
( وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ - مِن دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ ) [ الشعراء : 92-93 ]
( وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ )
[القصص : 62] .
ويسألون عن عبادتهم لغير الله من تقديم القرابين للآلهة التي كانوا يعبدونها ، ونحر الذبائح باسمها ( وَيَجْعَلُونَ لِمَا لاَ يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِّمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَفْتَرُونَ ) [ النحل : 56 ] .

ويسألون عن تكذيبهم للرسل

( وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ - فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنبَاء يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءلُونَ )
[ القصص : 65-66 ] .

2- ما عمله في دنياه
يسأل المرء في يوم القيامة عن جميع أعماله التي عملها في الحياة الدنيا ، كما قال تعالى
( فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ - عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) [الحجر : 92-93] . وقال :
( فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ) [الأعراف : 6]
وفي سنن الترمذي عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه
أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال
" لا تزول قدما عبد يوم القيامة ، حتى يسأل عن عمره فيم أفناه ، وعن علمه فيم فعل ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ؟
وعن جسمه فيم أبلاه ؟ " (1) .
وفي سنن الترمذي أيضاً
عن عبد الله بن مسعود
رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه ، حتى يسأل عن خمس : عن عمره فيم أفناه ؟ وعن شبابه فيم أبلاه ؟ وعن ماله من أين اكتسبه ، وفيم أنفقه ، وماذا عمل فيما علم "
(2) .
والذي يتأمل في مثل هذا الحديث يعلم السر في دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم المسلم إلى التخفف من المال ، فكلما كثر مال العبد كثر حسابه وطال ، وكلما قل ماله خف حسابه وأسرع به إلى الجنة ، وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن فقراء المهاجرين يسبقون أغنياءهم إلى الجنة بأربعين سنة
ففي صحيح مسلم عن أبي عبد الرحمن الحبلي قال : جاء ثلاثة نفر إلى عبد الله بن عمرو بن العاص
وأنا عنده
فقالوا : يا أبا محمد ، إنا والله ، ما نقدر على شيء ، لا نفقة ، ولا دابة
ولا متاع .
فقال : ما شئتم إن شئتم رجعتم إلينا فأعطيناكم ما يسر الله لكم .
وإن شئتم ذكرنا أمركم للسلطان.
وإن شئتم صبرتم .
فإني سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول
" إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء ، يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفاً " (3) .
3- النعيم الذي يتمتع به
يسأل الله عباده في يوم القيامة عن النعيم الذي خولهم إياه في الدنيا ، كما قال
( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) [التكاثر : 8] .
يعني بالنعيم شبع البطون ، وبارد الماء ، وظلال المساكن ، واعتدال الخلق ، ولذة النوم
وقال سعيد بن جبير :
حتى عن شربة عسل .
وقال مجاهد
عن كل لذة من لذات الدنيا .
وقال الحسن البصري
من النعيم الغذاء والعشاء .
وقال أبو قلابة
من النعيم أكل السمن والعسل بالخبز النقي .
وعن ابن عباس
النعيم صحة الأبدان والأسماع والأبصار (4) .
وهذا الذي فسروها به من باب التنوع في التفسير ، فإن أصناف النعيم كثيرة لا تعد ولا تحصى
( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) [إبراهيم : 34]
وبعض أنواع النعيم من الضروريات وبعضها من الكماليات
والناس يتفاوتون في ذلك فيما بينهم . ويوجد في عصر مالا يجده أهل عصور أخرى ، وفي بلد ما لا يجده أهل بلاد أخرى
وكل ذلك يسأل عنه العباد .

روى الترمذي بإسناده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم
" إن أول ما يسأل العبد عنه يوم القيامة من النعيم أن يقال له : ألم نصح لك جسمك ؟ ونروك من الماء البارد " (5) .
وبعض الناس لا يستشعر النعم العظيمة التي وهبه الله إياها ، فلا يدرك النعمة التي في شربة الماء ، ولقمة الطعام ، وفيما وهبه الله من مسكن وزوجة وأولاد ، ويظن أن النعم تتمثل في القصور والبساتين والمراكب فحسب
فقد سأل رجل عبد الله بن عمرو بن العاص فقال
ألسنا من فقراء المهاجرين ؟
فقال له عبد الله : ألك امرأة تأوي إليها ؟
قال: نعم .
قال : ألك مسكن تسكنه ؟
قال : نعم . فأنت من الأغنياء .
قال فإن لي خادماً .
قال : فأنت من الملوك (6) .
وفي صحيح البخاري
عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم :
" نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ " (7)
ومعنى هذا أنهم مقصرون في شكر هاتين النعمتين ، لا يقومون بواجبهما ، ومن لا يقوم بحق ما وجب عليه فهو مغبون .
وفي مسند أحمد أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم
قال
" لا بأس بالغنى لمن اتقى الله عز وجل ، والصحة لمن اتقى الله خير من الغنى ، وطيب النفس من النعيم "
(8) .
وفي بعض الأحاديث النبوية بيان من الرسول صلى الله عليه وسلم عن صورة من صور السؤال عن النعيم الذي يواجه الله به عباده في ذلك اليوم ،
ففي صحيح مسلم
عن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم
قال
" يلقى (الرب) العبد فيقول : أي فُل
(9) ألم أكرمك ، وأسودك ، وأزوجك ، وأسخر لك الخيل والإبل ، وأذرك ترأس وتربع ؟ فيقول : بلى . قال : فيقول : أفظننت أنك ملاقي ؟ قال : فيقول : لا . فيقول : فإني أنساك كما نسيتني .
ثم يلقى الثاني فيقول : أي فُل ،
ألم أكرمك ، وأسودك ، وأزوجك ، وأسخر لك الخيل والإبل ، وأذرك ترأس وتربع ؟ فيقول : بلى . أي رب ، فيقول : أفظننت أنك ملاقي ؟ فيقول : لا . فيقول : فإني أنساك كما نسيتني .
ثم يلقى الثالث ، فيقول له مثل ذلك . فيقول : يا رب آمنت بك وبكتابك وبرسلك وصليت وصمت وتصدقت ، ويثني بخير ما استطاع . فيقول : ههنا اذن (10) .
قال : ثم يقال له : الآن نبعث عليك شاهداً عليك ، ويتفكر في نفسه ، من ذا يشهد علي ؟ فيختم الله على فيه . ويقال لفخذه ولحمه وعظامه : انطقي فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله . وذلك ليعذر من نفسه .
وذلك المنافق الذي يسخط الله عليه " (11) .
والسؤال عن النعيم سؤال عن شكر العبد لما أنعم الله به عليه ، فإذا شكر فقد أدى حق النعمة ، وإن أبى وكفر ، أغضب عليه الله ،
ففي صحيح مسلم
عن أنس قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم
" إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة ، فيحمده عليها ، أو يشرب الشربة فيحمده عليها "
(12) .
4- العهود والمواثيق
يسأل الله عباده عما عاهدوه عليه ( وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُولًا ) [ الأحزاب : 15 ]
وكل عهد مشروع بين العباد فإن الله سائل العبد عن الوفاء به
( وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً )
[ الإسراء : 34 ] .
5- السمع والبصر والفؤاد
يسأل الله العباد عن جميع ما يقولونه ولذلك حذرهم من القول بلا علم
( وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ) [الإسراء : 36]
قال قتادة :
" لا تقل رأيت ولم تر ، وسمعت ولم تسمع ، وعلمت ولم تعلم ، فإن الله سائلك عن ذلك كله " (13) .
قال ابن كثير
" ومضمون ما ذكروه في الآية أن الله نهى عن القول بغير علم ، بل بالظن ، الذي هو التوهم والخيال .
كما قال تعالى
( اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) [الحجرات : 12] .
وفي الحديث
" إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث "
وفي سنن أبي داود بئس مطية الرجل : ( زعموا )
وفي الحديث الآخر
" إن أفرى الفرى أن يري الرجل عينيه ما لم تريا "
وفي الصحيح
" من تحلم حلماً كلف يوم القيامة أن يعقد بين شعيرتين وليس بفاعل "
(14) .
--------------------------------
(1) سنن الترمذي : 2417 . قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح ، وكذا رمز له الشيخ ناصر بالصحة في صحيح الجامع : (6/148) ، ورقمه : 7177 وهو في صحيح سنن الترمذي : 1970 .
(2) جامع الأصول : (10/437) ، ورقمه : 7970 . وهو حديث حسن كما قال محقق جامع الأصول ، وقد حسنه الشيخ ناصر في صحيح الجامع : (6/148) ، ورقمه : 7176. وهو في صحيح سنن الترمذي : 1969 . ورقمه في سنن الترمذي : 2416 .
(3) صحيح مسلم : (4/2285) . ورقمه : 2979 .
(4) تفسير ابن كثير : 7/364 .
(5) مشكاة المصابيح : (2/656) ورقمه : (5196) ، وقال محقق المشكاة : إسناده صحيح .
(6) صحيح مسلم : (4/2285) ورقم الحديث : 2979 .
(7) صحيح البخاري : 6412 .
(8) مشكاة المصابيح : (2/676) ، ورقمه : 5290 ، وعزاه المحقق إلى ابن ماجة ، وقال : إسناده صحيح .
(9) فل ، أي : يا فلان .
(10) معناه قف : ههنا إذن .
(11) رواه مسلم في صحيحه :
(4/2280) ، ورقمه : 2968 .
(12) صحيح مسلم : 2734 .
(13) تفسير ابن كثير : (4/308) .
(14) تفسير ابن كثير : (4/308) .
أخواتي الغاليات
غفر الله لنا ولكم ...وجمعنا معا في الجنة
[/frame]
كتبت : جويرية33
-
[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رووووووووووووووووووعة بارك الله فيكي
[/align]
كتبت : بحر الجود
-
كتبت : ~loOoOoOoly~
-
كتبت : Notcy
-
جزاك الله خيرا عزيزتي موضوعك اكثر واكثر من رائع غفر الله ذنوبنا وتوفنا مسلمين
كتبت : سنبلة الخير .
-
الصفحات 1 2  3 

التالي

فــارتقـ || أحمـد بو خــاطر ~ فقط أســتمعوا ^_^

السابق

بطاقات للمسلمات ... قمة في الروعة

كلمات ذات علاقة
ما , منقول , العباد , القيامة , يسأل , يوم , عنه