وإسمحي لي بهذه الإضافة يالغالية
هذا قول لا أصل له ، بل هو من الظّن ، ومن القول على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بِغير عِلْم .
فالزعم أن (رسول الله صلى الله عليه و سلم أوصانا بالتسمية عند الأكل و الشرب .. لأن جزيئات الماء تسمع لفظ الجلالة ) مُجرّد ظنّ وقول بِلا عِلم .
هل أمَرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالتسمية على الشراب لأن جزئيات الماء تسمع ؟!
إذا كان الأمر كذلك فَلِم جاء الأمر بالتسمية على الطعام ؟
ولِمَ جاء الأمر بالتسمية عند الذبح ؟
ولِمَ جاء الأمر بالتسمية عند ركوب الدابة ؟
ولِمَ جاء الأمر بالتسمية عند نزع الثياب ؟
ولِمَ جاء الأمر بالتسمية عند دخول الخلاء ؟
وفي غيرها من المواضع التي جاء فيها الأمر بالتسمية .
إنما يُقال ذلك من أجل أن لا يأكل الشيطان ولا يشرب ، ولا يُشارك الإنسان في سائر أحواله .
قال صلى الله عليه وسلم :
" إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه ، فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى ، ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان ، فإذا فرغ فليلعق أصابعه ، فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة" .
رواه مسلم .
وقال صلى الله عليه وسلم :
" إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان : لا مبيت لكم ولا عشاء ، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان : أدركتم المبيت ، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال : أدركتم المبيت والعشاء ."
رواه مسلم .
وقال حذيفة رضي الله عنه :
"كنا إذا حضرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم طعاما لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع يده ، وإنا حضرنا معه مرة طعاما فجاءت جارية كأنها تدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها ، ثم جاء أعرابي كأنما يدفع فأخذ بيده ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الشيطان يستحلّ الطعام أن لا يُذكر اسم الله عليه ، وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها ، فأخذت بيدها ، فجاء بهذا الأعرابي ليستحلّ به ، فأخذت بيده ، والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يدها ".
رواه مسلم .
وفي المسند وسُنن أبي داود وسُنن النسائي الكبرى عن أبي تميمة عن رجل قال :
"كُنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم ، فَعَثَرَتْ دابته ، فقلت : تَعِسَ الشيطان ،
فقال : لا تَقُل تَعِسَ الشيطان ، فإنك إذا قلت ذلك تَعَاظَم حتى يكون مثل البيت ، ويقول : بِقُوّتي !
ولكن قُل : " بسم الله " فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب" .
والأحاديث في الأمر بالتسمية مَنْعًا للشيطان مِن مُشاركة الإنسان كثيرة .
وليس لأن الطعام أو الشراب يسمع .
فمن زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمَر بالتسمية لأن الماء يسمع فقد تقوّلأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وقوّله ما لم يَقُل .
والله تعالى أعلم .