السنن الرواتب( معناها عددها ، فضلها )

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : بحر الجود
-
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
أجمعين




السنن الرواتب
(معناها,عددها,فضلها)

أن من رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده
أن جعل لكل نوع من أنواع الفريضة تطوعاً يشبهه
فالصلاة لها تطوع يشبهها من الصلوات والزكاة لها تطوع يشبهها من الصدقات والصيام له تطوع يشبهه من الصيام،
وكذلك الحج‏.‏
وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده
ليزدادوا ثواباً وقرباً إلى الله تعالى
وليرقعوا الخلل الحاصل في الفرائض
فإن النوافل تكمل بها الفرائض يوم القيامة‏.‏

معناها
الراتبة : من رتب الشئ رتوبًا :استقر ودام فهو راتب .

*السنة الراتبة : المرافقة للفرائض كسنة الظهر القبلية وسنة الصبح ونحو ذلك .

وايضا التي رُتبت على وقت معين
كصلاة العيد والأضحى .
قد دلت سنة رسول الله
صلى الله عليه وسلم
على شرعية الرواتب بعد الصلوات
وفيها فوائد كثيرة
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم
أن من حافظ على ثنتي عشرة ركعة تطوعا
في يومه وليلته بني له بهن بيت في الجنة
والرواتب اثنتا عشرة ركعة
وذهب بعض أهل العلم إلى أنها عشر
ولكن ثبت عنه صلى الله عليه وسلم
ما يدل على أنها اثنتا عشرة ركعة
وعلى أن الراتبة قبل الظهر أربع
قالت عائشة رضي الله عنها
كان النبي صلى الله عليه وسلم
(لا يدع أربعاً قبل الظهر)
رواه البخاري

أما ابن عمر رضي الله عنهما
فثبت عنه أنها عشر
وأن الراتبة قبل الظهر ركعتان

ولكن عائشة وأم حبيبة رضي الله عنهما
حفظتا أربعا
والقاعدة أن من حفظ حجة على من لم يحفظ .

وبذلك استقرت الرواتب اثنتي عشرة ركعة
أربعا قبل الظهر ، وثنتين بعدها ، وثنتين بعد المغرب ، وثنتين بعد العشاء ، وثنتين قبل صلاة الصبح .
عددها
ويستحب لكل مسلم ومسلمة أن يصلي
قبل صلاة الظهر أربع ركعات
وبعدها ركعتين
وبعد صلاة المغرب ركعتين
وبعد صلاة العشاء ركعتين
وقبل صلاة الفجر ركعتين
الجميع اثنتا عشرة ركعة
وهذه الركعات تسمى: الرواتب
لأن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يحافظ عليها في الحضر
أما في السفر فكان يتركها إلا سنة الفجر والوتر
فإنه كان عليه الصلاة والسلام يحافظ عليهما حضرا وسفرا

ولنا فيه أسوة حسنة
لقول الله سبحانه:
( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) [الأحزاب: 21]

وقوله عليه الصلاة والسلام
( صلوا كما رأيتموني أصلي )
رواه البخاري

فضل السنن الرواتب
1 - أنها مما تُنال به محبة الله
كما في حديث أبي هريرة رضى الله عنه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه) .
رواه البخاري .
2 – أنها مما يُسد بها خلل ونقص الصلاة المفروضة .
كما في قوله عليه الصلاة والسلام
( إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة .
قال : يقول ربنا جل وعز لملائكته
- وهو أعلم -
انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها ؟
فإن كانت تامة كُتبت له تامة
وإن كان انتقص منها شيئا
قال : انظروا هل لعبدي من تطوع ؟
فإن كان له تطوع
قال: أتموا لعبدي فريضته من تطوعه
ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم ).
رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه .
3ـ والمحافظة على هذه الركعات من أسباب دخول الجنة
لما ثبت في صحيح مسلم
عن أم حبيبة رضي الله تعالى عنها
أنها قالت
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول
( ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة ).
ماهو الأفضل أن تصلى بالبيت أو المسجد

والأفضل
أن تصلي هذه الرواتب والوتر في البيت
فإن صلاها في المسجد فلا بأس

لقول النبي صلى الله عليه وسلم
( أفضل صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة )
متفق على صحته.
ومنها
أ – أنه أقرب إلى الإخلاص
ولذا فإن الأفضل للمصلي أن يُصلي السنن
حيث لا يراه الناس
لقوله عليه الصلاة والسلام
( أفضل صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة)
. رواه البخاري ومسلم .
ورواه أبو داود بلفظ
( صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا إلا المكتوبة ).
وقال صلى الله عليه وسلم
( فضل صلاة الرجل في بيته على صلاته حيث يراه الناس كفضل المكتوبة على النافلة )
رواه الطبراني في الكبير ، وهو في صحيح الترغيب .
ويُستثنى من ذلك صلاة التراويح والتهجد لورود النص في الصلاة
مع الإمام حتى ينصرف .
ب – أن لا تُشبّه البيوت بالمقابر التي لا يُصلى فيها
لقوله عليه الصلاة والسلام
( اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبورا)
. رواه البخاري ومسلم .
جـ - أن يكون الإنسان قدوة لأهل بيته
فيقتدي به الصبيان ويرونه يُصلي فيُصلّون معه .
ولذلك قال عليه الصلاة والسلام
(إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبا من صلاته ، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا ).
رواه مسلم .
حكم قضاءها
فالصواب أنها لا تقضي بعد خروج وقتها
لأن النبي صلى الله عليه وسلم
لما قضى سنة الظهر البعدية بعد العصر
سألته أم سلمة عن ذلك
قالت أنقضيهما إذا فاتتا؟
قال لا
فهي من خصائصه عليه الصلاة والسلام
أعني قضاءها بعد العصر
أما سنة الفجر فإنها تقضي بعد الفجر
وتقضى بعد طلوع الشمس
إذا فاتت قبل الصلاة، ‏.‏
لأنه قد جاء في الأحاديث
ما يدل على قضائها بعد الصلاة
وقضائها بعد طلوع الشمس وارتفاعها .
بل يجب أن يؤخرها حتى ترتفع الشمس
قيد رمح وهذا هو المشهور من مذهب الحنابلة
رضي الله عنهم
لأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه قضوها مع صلاة الفجر
لما ناموا عن الفجر في بعض أسفاره
ولأنه صلى الله عليه وسلم
أمر من فاتته سنة الفجر أن يقضيها بعد طلوع الشمس
ولأنه صلى الله عليه وسلم رأى من يقضيها
بعد صلاة الفجر فلم ينهه عن ذلك .
وهكذا راتبة الظهر الأولى إذا فاتت تقضي
بعد صلاة الظهر مع الراتبة البعدية
لأن النبي صلى الله عليه وسلم
لما فاتته قضاها بعد الصلاة ..
وسئل فضيلة الشيخ محمد العثيمين رحمه الله ‏ عن قول بعض العلماء بأن وقت السنن الرواتب القبلية والبعدية هو بدخول وقت الفريضة وينتهي بخروج وقت الفريضة
وقول بعضهم
القبلية تنتهي بقضاء الفريضة فما الراجح
في ذلك‏؟‏
فأجاب فضيلته
‏ الراجح
أن السنة القبلية
وقتها ما بين دخول وقت الصلاة وفعل الصلاة
فراتبة الظهر القبلية يدخل وقتها من أذان الظهر أي من زوال الشمس وينتهي بفعل الصلاة أي بصلاة الظهر‏.‏
والسنة البعدية
يبتدئ وقتها بانتهاء الصلاة وينتهي بخروج الوقت‏.‏
ولكن إذا فات وقت السنة القبلية
من إثر تفريط من الإنسان فإنه يقضيها
بعد الصلاة
أما إذا أخر الراتبة القبلية عن وقتها بلا عذر
فلا تنفعه ولو قضاها
لأن القول الصحيح أن كل عبادة مؤقتة
بوقت إذا خرج وقتها بلا عذر
لا تصح ولا تقبل‏.‏

حكم فعل السنن الرواتب في السفر
اختلفوا في أفضلية فعل السنن الرواتب مع القصر في السفر
فمن قائل يستحب فعلها
ومن قائل لا تستحب
وقد قصرت الفريضة فماذا ترون في ذلك؟
وكذا في فعل النوافل المطلقة كصلاة الليل.
الجواب
السنة للمسافر
ترك راتبة الظهر والمغرب والعشاء مع الإتيان بسنة الفجر
تأسيا بالنبي - صلى الله عليه وسلم -
في ذلك
وهكذا يشرع له التهجد في الليل والوتر
في السفر
لأن النبي - صلى الله عليه وسلم -
كان يفعل ذلك وهكذا جميع الصلوات المطلقة وذوات الأسباب
كسنة الضحى وسنة الوضوء وصلاة الكسوف وهكذا يشرع له سجود التلاوة وتحية المسجد .

هل للسنن أذان أو إقامة

جميع النوافل ليس لها أذان ولا إقامة
وإنما الأذان والإقامة للصلوات الخمس والجمعة
حكم ترك السنن الرواتب "
وأما قول بعض أهل العلم
إن ترك الرواتب فسوق فهو قول ليس بجيد ، بل هو خطأ
لأنها نافلة
فمن حافظ على الصلوات الفريضة
وترك المعاصي فليس بفاسق
بل هو مؤمن سليم عدل .
وهكذا قول بعض الفقهاء
إنها من شرط العدالة في الشهادة
قول مرجوح فكل من حافظ على الفرائض
وترك المحارم فهو عدل ثقة .
ولكن من صفة المؤمن الكامل المسارعة
إلى الرواتب وإلى الخيرات الكثيرة
والمسابقة إليها .
وبذلك يكون من المقربين
لأن المؤمنين في هذا الباب
ثلاثة أقسام
ظالم لنفسه ، ومقتصد ، وسابق بالخيرات .
كما قال جل وعلا في سورة فاطر
( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ)
وهو صاحب المعاصي
(وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ)
وهو البر الذي حافظ على الفرائض وترك المحارم
وَمِنْهُمْ (سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ)
وهو الذي اجتهد في الطاعات النافلة مع الفرائض وهو الأعلى في المرتبة
والمقتصد في الرتبة الوسطى
وأما الظالم لنفسه فهو في الرتبة الدنيا
فالعاصي تحت مشيئة الله
إذا مات على ظلمه لنفسه بالمعاصي
فهو تحت المشيئة
إن شاء الله غفر له وإن شاء عذبه
ومتى دخل النار لم يخلد فيها بل يعذب
على قدر معاصيه ثم يخرج منها
ولا يخلد في النار إلا الكفرة نسأل الله العافية .
والمقصود أن هذه الرواتب وسائر التطوعات من كمال الإيمان
ومن أعمال السابقين إلى الخيرات
ولهذا لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم
عن الإسلام
فسره بالشهادتين والصلاة والزكاة والصيام والحج
فقال السائل هل علي غيرها؟
قال لا إلا أن تطوع
فدل ذلك على أن الرواتب
وغيرها من النوافل كلها تطوع وليست واجبة .

ولهذا قال صلى الله عليه وسلم
في حق السائل لما أدبر
قائلا لن أزيد على ذلك ولا أنقص
أفلح إن صدق
فعلم بذلك
أن التطوع ليس شرطا في العدالة
وليس شرطا في الإيمان
ولكنه من المكملات ومن أسباب الخير العظيم ومضاعفة الحسنات
ومن أسباب دخول الجنة مع المقربين

نسأل الله لنا ولجميع المسلمين
التوفيق والهداية وحسن الخاتمة .
كتبت : سنبلة الخير .
-
موضوع في غاية الروعة
بوركت اختي العزيزة
لاحرمك الاجر وبارك الله فيكِ
تقبلي مروري
كتبت : زهره الاسلام
-
[align=center]بارك الله فيكِ اختى الكريمه
[/align]
كتبت : jannah1
-
[align=center]
لا حرمتي الاجر والثواب
جزاكي الله الخير احسنه
[/align]
كتبت : سحر هنو
-
كتبت : ReeM-☻☻
-
عن جد يسلمواااا
جزاك الله خيرا و جعله في ميزان حسناتك
الصفحات 1 2  3  4 

التالي

فوائد طبية للصلاة ( الجزء الأول)

السابق

الفتاه المسلمة فى عيون امريكى متحرر

كلمات ذات علاقة
معناها , الرواتب , السنن , عيدها , فضلها