أبو الدحداح والنخل المداح ؟!

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : عبير ورد
-
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في أثناء جلسة الصفاء المعتادة بين الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم دخل
عليهم شاب شاكيا بقوله :
{ يارسول الله كنت أقوم بعمل سور حول بستاني فقطعت طريق البناء نخلة هي لجاري سألته أن يتركها
لي كي يستقيم السور فأبى طلبت منه أن يبيعني إياها فرفض وقد حضرت لك لتنصفني}

طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتوه بالجار وعندما حضر ذكر له شكوى الشاب وسأله أن يترك له النخلة
أو يبيعها إياه إلا أن الرجل رفض فأعاد الرسول الطلب عدة مرات كان آخرها عرضا مغريا للغاية حيث قال :
{ بع له النخلة ولك نخلة في الجنة يسير الراكب في ظلها مائة عام }
إلا أن الرجل رفض المقايضة طمعا في متاع الدنيا0
وفي لجة العرض والنقاش وبينما الصحابة في ذهول من هذا العرض المغري جدا { بيع نخلة في الدنيا مقابل ضمان الجنة }
سأل الصحابي أبو الدحداح الرسول صلى الله عليه وسلم إن اشتريت تلك النخلة وتركتها للشاب أيكون لي نخلة في الجنة يارسول الله ؟
فأجابه عليه الصلاة والسلام مؤكدا : { نعم } فقال
أبو الدحداح للرجل : أتعرف بستاني ياهاذا ؟ فقال الرجل : نعم ومن في المدينة لا يعرف بستان أبي الدحداح ذا الستمائة نخلة والقصر المنيف والبئر العذب والسور الشاهق حوله ؟!0

عندما أطلق أبو الدحداح عرضه بقوله : يعني نخلتك مقابل بستاني وقصري وبئري 0
فنظر الرجل إلى الجمع غير مصدق مايسمعه !

أيعقل أن يقايض أبو الدحداح ستمائة نخلة مقابل نخلة واحدة ؟

يالها من صفقة رابحة بكل المقاييس !
عندها وافق الرجل وتمت البيعة وأشهد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة عليها0

نظر أبوالدحداح إلى رسول الله بسعادة متسائلا : ألي نخلة في الجنة يارسول الله ؟ فقال الرسول عليه الصلاة والسلام : { لا } !

فبهت أبو الدحداح من هذا الرد فأوضح له الرسول عليه الصلاة والسلام بأن الله عرض نخلة مقابل نخلة في الجنة

وانت زايدت على كرم الله ببستانك كله والله كريم ذو جود قد جعل لك في الجنة بساتين من نخيل يعجز عن عدها من كثرتها

وتعجب الرسول الكريم بقوله : { كم من مداح لأبي الدحداح }

والمداح : النخيل المثقلة بالتمر
وظل عليه السلام يكرر جملته لدرجة أن الصحابة تعجبوا من وصف الرسول كثرة نخيل أبي الدحداح في الجنة وتمنوا لو كانوا مثله0

ولعلي أدع الصورة تنقلكم لحوار أبي الدحداح مع زوجته حين دعاها للخروج من المنزل قائلا : لقد بعت البستان والقصر والبئر

فرحت الزوجة لحنكة زوجها في التجارة وسألته عن الثمن 0
فقال : لها : بعتها بنخلة في الجنة يسير الراكب في ظلها مائة عام فتهللت قائلة :
ربح البيع أبا الدحداح ربح البيع0

عزيزتي
ترى كم مرت بحياتنا مقايضات شبيهة بهذه النخلة ؟
فكم منا قد تنازل ؟
وكم منا تعنت وأصر ؟
فمن يقايض معلوما حاضرا بمجهول غائب ؟
وكم واحد على استعداد للتفريط بثروته أو منزله أو سيارته مقابل الجنة ؟

وبالمقابل كم واحد فرط في جوارحه مقابل النار ؟!

كم وكم وكم وكم وكم
نسأل الله السلامة
والله المستعان

ودمتم بخيرالدحداح ninja.gif
كتبت : العفة تاجي
-
[align=center][/align]
كتبت : عبير ورد
-
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
كتبت : سحر هنو
-
كتبت : ياحبي لي
-
كتبت : سنبلة الخير .
-
الصفحات 1 2 

التالي

اللعن قذيفة طائشة خطرة يدفع إليها الغضب الأعمى أكثر مما يدفع إليها ؟!

السابق

أختاه الغالية من فضلك.. أسمعي معي.. كفانا عبثا باللباس.

كلمات ذات علاقة
لبن , المداح , الدحداح , والنخل