كتاب التوحيد شرح الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ باب من سب الدهر، فقد آذى الله
مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
الدهر
هو الزمان اليوم والليلة، أسابيع الأشهر، السنون، العقود، هذا هو الدهر، وهذه الأزمنة مفعولة، مفعول بها لا فاعلة، فهي لا تفعل شيئا، وإنما هي مسخرة يسخرها الله -جل جلاله-
وكل يعلم أن السنين لا تأتي بشيء، وإنما الذي يفعل هو الله -جل وعلا-
في هذه الأزمنة؛ ولهذا صار سب هذه السنين سبا لمن تصرف فيها، وهو الله -جل جلاله-
لهذا عقد هذا الباب بما يبين أن سب الدهر ينافي كمال التوحيد،
وأن سب الدهر يعود على الله
-جل وعلا-
بالإيذاء؛
لأنه سب لمن تصرف في هذا الدهر.
فمناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد ظاهرة،
وهو أن سب الدهر من الألفاظ التي لا تجوز، والتخلص منها واجب،
واستعمالها مناف لكمال التوحيد، وهذا يحصل من الجهلة كثيرا، فإنهم إذا حصل لهم في زمان شيء لا يسرهم، سبوا ذلك الزمان،
ولعنوا ذلك اليوم، أو لعنوا تلك السنة،
أو لعنوا ذلك الشهر، ونحو ذلك من الألفاظ الوبيلة، أو شتموا الزمان، وهذا لا شك لا يتوجه إلى الزمن؛ لأن الزمن شيء لا يفعل، وإنما يفعل فيه،
وهو أذية لله، جل وعلا.
باب
"من سب الدهر"
السب يكون بأشياء، والسب في أصله التنقص، أو الشتم، فيكون بتنقص الدهر، أو يكون بلعنه، أو بشتمه، أو بنسبة النقائص إليه، أو بنسبة الشر إليه، ونحو ذلك، وهذا كله من أنواع سبه،
والله -جل وعلا-
هو الذي يقلب الليل والنهار.
قال:
"فقد آذى الله" ولفظ "آذى الله"