التفسير ( المستوى الاول )
مجتمع رجيم / أرشيف معهد رجيم
إنَّ دراسة القرآنِ يحتاج أن نوضح أمراً مهماً وهو بيان طريقة القرآن في معالجة موضوعاته وعرض قضاياه فهي طريقة متفردة لاسابق لها ولا لاحق، وقد يُعجَب لها كل من يقرأ القرآن للمرة الأولى، ولا يفطن لمغزاها إلا من تعددت قراءته للقرآن الكريم. الشيخ المودودي له كتاب نفيسٌ إسمه (مبادئ أساسيةٌ لفهم القرآن) يقول فيه: أن عامّة الكتب التي ندرسها نجد أن جميع ما فيها من معلومات وأفكار ودلائل يدور حول موضوع بعينه بإسلوب تأليفي وبصورة منسجمة، ولإجل ذلك فالدارس لذلك الذي ليس له عهد بالقرآن إذا أراد أن يدرسه أول مرة في حياته فإنما يتناوله ظنا أنه على غرار الكتب التي تعود قراءتها_قد حدَّد موضوعه المنشود وقسِّم إلى أبواب وإلى فصولٍ وكهذا، مثل أي كتاب_, ويظن أن هذا الكتاب قد تناول كل شعبة من شعَب الحياة الإنسانية على وجه الإستقلال (بالبحث والعرض)، يعني مثلا: نحن نقول أن القرآن كتابُ هداية والقرآن زكاة للنفوس- أي يزكّي النفس – حينئذ يكون في القرآن سورة إسمها سورة النفاق، فيها كل الآيات التي تتكلم عن النفاق، ويكون الكلام وحدةً واحدة ومنسجمة، بدلا من أن نجمّع الآيات بإنفسنا من هنا وهناك، هكذا يقول عقلنا، فيُسرد على هذا النحو الذي نكتب به في عصرنا الحالي الكتبَ والمصنّفات.