اسرار هذة الاية القرانية " فاعلم انه لااله الا الله"
مجتمع رجيم / القرآن الكريم وعلومه
2ـ أنَّ العبد المؤمن يحتاج للمزيد من تدبر هذه القضية الكبرى ، والحقيقة العظمى في الكون والحياة مطلقاً ؛ إذ إنَّ الشيطان أقسم بإضلال الناس وغوايتهم ، بحيله الماكرة ، فقال (ولأضلنَّهم ولأمنِّينَّهم ولآمرنهم فليبتكنَّ آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرنَّ خلق الله) فلا رادَّ لذلك ، ولا عاصم إلَّا الاستمساك والاعتصام بتوحيد الله ، وتصفية النفس من درن الباطل ، والرَّان المنطبع على القلب ، وذلك لا يتمُّ إلَّا، بقوَّة التوحيد في القلب؛ فالتوحيد كما أنَّه صلب ، ولا يحتمل التموُّج والمساومة في مبادئه ، فهو كذلك شفَّاف يقدح فيه أدنى شيء يخلُّ بلوازمه ومقتضياته ، وقد عبَّر عن ذلك الإمام ابن القيِّم ـ رحمه الله ـ بقوله التوحيد أشفُّ شيء وأنزهه ، وأنصعه وأصفاه وأدنى شيء يخدشه ويدنسه ويؤثِّر فيه ، فهو كأبيض ثوب يكون ، يؤثِّر فيه أدنى أثر ، وكالمرآة الصافية جدَّاً ، أدنى شيء يؤثِّر فيها ، ولهذا تشوهه اللحظة واللفظة والشهوة الخفيِّة) (الفوائد لابن القيم/42)
ويقصد ـ رحمه الله ـ باللحظة:النظر إلى ماحرَّم الله . واللفظة:الكلام الذي يتكلم به الإنسان سواء من شرك بالله ، أوالكلام الذي لا يلقي له بالاً يقذف به في النار سبعين خريفاً . والشهوة الخفية:إمَّا أنَّها حب الرئاسة والإمارة ، أو أنَّها الرياء وعدم الإخلاص لله.
ولهذا فإنَّه ـ تعالى ـ يوصي الصحابة ، ومن بعدهم من أهل الإيمان ، بالإيمان بالله ورسوله ، وإن كانوا مؤمنين ، ليؤكد عليهم هذا المبدأ الثمين ، حتى يقوى إيمانهم بالله ، وتشتد قلوبهم على تحمُّل ما يرضيه ـ سبحانه ـ فيقول الله تعالى ( يا أيَّها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذين نزَّل على رسوله) فهنا يدعو ـ جلَّ جلاله ـ أهل الإيمان إلى زيادة الإيمان بالله ، وقوَّة الإصرار على ذلك ، لأنَّه ليس كلَّ من قال لاإله إلَّا الله، وأظهر إيمانه باليوم الآخر يكون مسلماً ؛ويدلُّ لذلك ـ قوله تعالى ـ (ومن الناس من يقول آمنَّا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين*يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون