نظمى النوم لطفلك
مجتمع رجيم / الأمومة و الطفولة
كتبت :
سحر هنو
-
النوم جزء لا يتجزّأ من المعارف التي يكتسبها الطفل بعد ولادته.كيف يمكن مساعدته في قضاء ليالٍ هانئة من دون تخريب ليالي أهله؟
منذ الولادة حتى الشهر الثالث
- الطفل يعشق النوم: لا شك في أن التعامل مع الأطفال أمر مستجد لم تتحضّري له كما يجب. لكن ما إن يولد طفلك، ستفهمين بسرعة أن إيقاع حياته مختلف عن إيقاعنا. بالنسبة إليه، النهار كالليل لأن ساعته البيولوجية غير منتظمة على مدار اليوم. حتى لو كان يقضي ساعات طويلة في النوم
(بين 16 و20 ساعة في الشهر الأول)
، إلا أنّ مراحل نومه أقصر مما هي عليه لدى أيّ شخص راشد. في الفترة التي تلي الولادة، يستيقظ الطفل عادةً بين مرحلتين من النوم، تتألف كل واحدة منهما من أربع ساعات. لذلك، الأشهر الأولى من حياة الطفل مرهقة جداً بالنسبة إلى الأهل. بعض الأطفال يعتاد على النوم ليلاً منذ خروجه من المستشفى، لكنه أمر نادر الحصول.
- احترام نومه:
على عكس الكبار، ينام الطفل بشكل متقطّع ومضطرب، وهو ما يوازي في عالم الكبار مرحلة النوم التي نحلم خلالها. خلال هذه الفترة (التي تشكّل 50 إلى 60% من فترة النوم الكاملة)، يكون تنفّس الطفل غير منتظم، فيقوم ببضع حركات بذراعيه وساقيه ووجهه. في هذه المرحلة، لا يجب إيقاظه لأنه ينام بعمق. يكون الطفل يقظاً إذا راح ينظر إليك ويتواصل معك!
- تطوّر سريع
: بعد الأسبوع الرابع، تمتدّ فترات يقظته خلال النهار وتصبح لياليه أطول. لكن هذا الفرق بين النهار والليل لا يتركّز تماماً بعد. خلال الأشهر الأولى، استريحي من خلال أخذ قيلولة ولا تخطِّطي لعدد كبير من النشاطات خارج المنزل.
نصائح أمّهات خبيرات
- «حضّري له زجاجة حليب كبيرة مساءً»: ليست خطوة مناسبة! يُقال إنّ زيادة كمية الحبوب الخاصة بالأطفال في زجاجة الحليب تزيد ساعات نوم الطفل. لكن لم تثبت أيّ دراسة علميّة فاعلية هذه الطريقة.
- «دعيه يبكي!»: صحيح!
قد يبدأ الطفل بالبكاء خلال نومه وهو أمر طبيعي. إذا أخرجته من مهده، قد تعرقلين مسار نومه بمفرده. إذا كنت ترضعينه، انتظري بضع دقائق قبل مواساته، كما لو كنت تحضّرين زجاجة حليب. إذا لم تهرعي إليه فوراً، تعطينه الفرصة للعودة إلى النوم وحده. لكن لا تنتظري وقتاً طويلاً إذا لم يتوقف عن البكاء!
بعد الشهر الثالث
- تطوّر الطفل وفق إيقاعه الخاص: يتطوّر كلّ طفل بشكل مختلف عن الآخر. تنتظم ساعته البيولوجية حين ينضج دماغه بشكل كافٍ. منذ الشهر الثالث، ينام الطفل 15 ساعة يومياً، لكن تصبح حالات وعيه أكثر تنظيماً. بين الشهر الثالث والسادس، يبدأ بالنوم طوال فترة الليل، مع ثلاث إلى أربع قيلولات يومياً، شرط مساعدته في ذلك.
- العادات الأولى: راقبي علامات النعاس الأولى وضعيه في مهده. حتى في سن مبكرة، يحتاج الطفل إلى عادات توفّر له لحظات من الهدوء والطمأنينة. مع الصغار، الوسائل بسيطة: الغناء، رواية القصص، المداعبة... أتركي له لعبة قماشية أو غيرها لترافقه أثناء النوم.
- النوم وحده: تساعده اللحظات التي تخصصينها لهدهدته أو مداعبة شعره في التنعّم بالهدوء. لكن توقّفي عن هذه الأمور قبل أن يغفو كلياً. إذا كان يستيقظ خلال الليل، سيحتاج إلى حركات مماثلة ليُعاود النوم. منذ الشهر الرابع أو الخامس، لا تعرضي عليه بشكل دائم زجاجة الحليب أو الرضاعة حين يستيقظ ليلاً، كي لا يربط بين مفهومي الغذاء والنوم.
المعايير الصحيحة
- يوم منتظم: يحتاج الطفل إلى الانتظام في حياته لقضاء لياليه بالنوم. تنتظم ساعته البيولوجية الداخلية إذا حرصتِ على إطعامه في الأوقات نفسها، وإذا أعددتِ له الحمّام في كلّ مساء، وإذا ساعدته على النوم في ساعات منتظمة. إذا كنت ترضعينه، سيكون الأمر أصعب عليك، لكنك ستحققين ذلك في النهاية. بعد الشهر الخامس، يمكنك تأخير موعد الرضاعة تدريجياً ليمتصّ الطفل كمية أكبر من الحليب عند كل جلسة رضاعة. إذا كنت مشغولة خلال النهار وترضعينه في ساعات تناسب عملك، سيصعب عليه تنظيم فترات النوم والاستيقاظ.
- الفرق بين الليل والنهار: ركّزي على تلقينه الفرق بين النهار والليل. إذا كنت تستيقطين ليلاً لإطعامه، لا تشعلي النور ولا تحدثي ضجة كبيرة. غيّري حفاضه مثلاً وأنت تكلّمينه همساً. ليس الوقت مناسباً للتواصل مع طفلك. أتركي الألعاب، النظرات، والحوارات للنهار. صباحاً، افتحي نوافذ غرفته في الساعة نفسها. خلال القيلولة، لا تغرقيه في جو من الظلمة، بل ضعيه في مكان منير. لا شيء يجبرك على التزام الصمت بل على العكس حافظي على إيقاع حياتك! من خلال تكثيف النشاطات نهاراً والتوقف عنها ليلاً، تلقّنين طفلك الفرق بين الليل والنهار. لاستعادة نشاطك، خذي قيلولة في فترة بعد الظهر وعودي إلى النوم بعد إرضاعه خلال الليل.
ما نفع النوم؟
لم يكتشف العلماء بعد جميع أسرار النوم لدى المولود الجديد. تفيد أكثر فرضيّة شيوعاً أن نوم الطفل يعزز عمل المسارات العصبيّة ونضوج الدماغ لدى الجنين والمولود الجديد. تؤثر قلة النوم لدى الطفل على سلوكه فيصبح مضطرباً وعدائياً ويعاني من مشاكل في التركيز. يبدي بعض الأمهات قلقه من عواقب ذلك على نموّ الطفل. لكنّ ذلك غير وارد إلا في حال حُرم الطفل من النوم بشكل متواصل أو في حال كان يعاني من نعاس مرضي. تختلف أوقات الراحة بين طفل وآخر، تحديداً لدى المواليد الجدد.
مع أو ضدّ النوم المشترك؟
ما هو الخيار الأفضل للطفل
؟ النوم في غرفته الخاصّة أو في سرير الأهل؟ ينصح الخبراء بغرفة «مشتركة» حتى الشهر السادس، إذ قد يشكّل هذا الخيار عاملاً واقياً من متلازمة الموت المفاجئ، أو في حال إصابة الطفل بالارتداد المعوي أو التجشّؤ. في المقابل، يجب تفادي وضع الطفل في سرير الأهل. إذ تكثر المخاطر عليه بين الأغطية والوسادات والأهل الغارقين في النوم، ما قد يزيد نسبة خطر الموت المفاجئ. لا مشكلة إذاً في حال أردتِ إبقاء طفلك بالقرب منك، شرط أن تخصصي له مساحة خاصة به. كذلك، يسهّل عليك هذا الأمر خطوة وضعه في غرفة منفصلة لاحقاً.
