ما الفرق بين انزال القران والتنزيل؟
الفرق بين الإنزال والتنزيل: ذهب جمع من اللغويين والمفسرين إلى القول بالفرق بين اللفظتين ، قال الواحدي عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ ﴾ آل عمران3 ، إنما قال ﴿ نزّل﴾ وقال: ﴿ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ﴾ لأن التنزيل للتكثير، والقرآن نزل نجوماً، شيئاً بعد شيء، والتوراة والإنجيل نزلتا دفعة واحدة(1).
وقال الجرجاني في كتابه التعريفات مفرقاً بين اللفظتين: (الفرق بين الإنزال والتنزيل: الإنزال يستعمل في الدفعة، والتنزيل يستعمل في التدريج)(2).
وأما الإنزال فكقوله: ﴿ إنا أنزلناه في ليلة القدر﴾ القدر:1 وإنما خص لفظ الإنزال دون التنزيل لما روي أن القرآن نزل دفعة واحدة إلى سماء الدنيا ثم نزل نجماً فنجماً (3).
وقد رد ذلك بما يلي:
1 - أن التضعيف في نَزَّل والهمزة في (انزل ) تفيد نقل الفعل من اللازم إلى المتعدي وليس للتكثير.
2 - أنه لو كان كذاك لما جاء قوله تعالى: ﴿ وقال الذين كفروا لولا نزّل عليه القرآن جملة واحدة﴾ الفرقان: 32 جامعاً بين التضعيف وقوله ﴿ جملة واحدة﴾ وهما متنافيان في الدلالة حسب هذا الرأي(4).
3 - مجيء "نزّل" المضعف في آيات كثيرة بحيث يستبعد إرادة التكثير والتنجيم إلا على تأويل متكلف وبعيد جداً كقوله تعالى: ﴿ وقالوا لولا نزّل عليه آية من ربه﴾ الأنعام: 37.
وقوله: ﴿ قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكاً رسولاً﴾ الإسراء: 95 (5).
فيمكن جعل هذا التفريق غالباً في استعمال القرآن لا قاعدة مطردة، كما ذهب إلى ذلك الكثير من العلماء.
أ
فقد كان القرآن الكريم ينزل على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله مواكبا للوقائع الجديدة ومبينا لأحكامها : ( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين) النحل 89 .
ولا شك أن لنـزول القرآن على فترات متفرقة مقاصد وفوائد أخرى ذكرها المفسرون وإنما اقتصرنا هنا على أهمها .
مَنْ نزل به؟
الذي نزل بالقرآن من الله تعالى إلى النبي صلى الله عليه وآله هو جبريل عليه السلام، من ملائكة الله المقربين ، قال تعالى: ﴿ وإنه لتنزيل رب العالمين* نزل به الروح الأمين* على قلبك لتكون من المنذرين* بلسان عربي مبين ﴾ الشعراء: 192-195.