نِسوةً نَصرنَ الله
مجتمع رجيم / أرشيف رجيم
كتبت :
ناهد سعيد
-
نِسوةً نَصرنَ الله
أخواتى فى الله هذا الموضوع أقصه لكم بعد تجربه شخصيه لى مع نساء غزة الصامدة ..!فقد تعرفت على الكثير منهم وأصبحت لى منهم ألأم الحقيقيه والأخت الصادقه التى يمكننى ان أستعين بها فى كل المحن ..!
فهن أساطير خططنها لكل راغبٍ وراغبة في تذوق معاني الصبر والصمود والعز والفخروالتضحية والإيثار والإيمان والثبات والإصرار.. ليس في قصورٍ فارهة.. بل
على خطوط المواجهة والنار مع العدو ..!
مليون ونصف إنسان يعيشون في غزة فيهم الشيخ والشاب والمرأة والطفل.. ونواتهم: امرأة!
هي الأم التي أنجبت وأنبتَت وأرضَعَت مع الحليب حب الله تعالى
والأرض .. وربت على نهج المقاومة والالتزام بالثوابت وكره الظلم..
وهي الأخت التي آزرت ودعمَت.. وهي الزوجة التي صبرت ورضت.. وهي
المناضلة التي شاركت في الجهاد والمقاومة.. وهي الأرملة التي أعالَت وزوجةالأسير التي واجهت الحياة بكل عزيمة ورضا.. وهي النائب والداعية والأسيرة
والاستشهادية...!
من خلال حديثى مع كثيرمن نساء غزة علمت منهم.
كيف تحدين الحصار.. واستطعن بأقل القليل من مقومات الحياة أن يعِشن
ويُحسِن التعاطي مع الوضع فيقوى أطفالهن بثباتهن ويرضخوا – راضين –
لواقع الحال.. فأتقن بامتياز سياسة التأقلم وتسخير الموجود للعيش الكريم
ولو بكفاف وتقبلنَ كل ما يجري لأن القلب قد تعلق بالله جل في علاه
وعرفن أن هذه الدنيا عرضٌ زائل وأن الجائزة عند اللهِ.. والقرار!
فقد رايت صورة عن طريق الاخت ام محمد ( بنت غزه )لأم أحد الشهداء وهى تحتضن اشلاء ابنها ودموعها تزرف على فلذت كبدها وهو مقطع اشلاء وعينها الى السماء تطلب رحمة ربها بان يلهمها صبرا يواسى حزنها ..فأي عقيدةٍ أثمرت هذا الموقف المُشرف لامرأةٍ فقدَت للتو فلذة كبدها؟!
وقد قصت لى ماما اكرام وأسمها فى المنتدى(مامت ناهد ) كيف رات شقيقها مقطعا ايضا اشلاءً مبعثره فما كان منها الاالصبر والاحتساب عند الله تعالى وهي تردِّد من الأدعية ما يبرد قلبها وتقول بكل ثباتٍ وإيمان راسخ
كالجبال: اللهمّ أجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها..والحمد لله..!
وتقول ام محمد أسمها فى المنتدى ( بنت غزة ) والله منذ تزوجت دعوتُ أن يرزقني الله جل وعلا بستٍّ من الأولاد ويرزقهم الشهادة في سبيله ولا زالت تربيهم على هذه العقيدة وحب نيل الشهادة وتحملهم السلاح ليتربوا عليه وقد رايت بنفسى اطفالها وهم يحملون السلاح كالابطال شامخين بعزة الرجال واعمارهم لم تتعدى الثمانية اعوام.. فاللهمّ وحِّد
الأمة على كتاب الله وسُنة رسوله..!
فأي عقيدةٍ أثمرت هذا الموقف المُشرف لامرأةٍ تريد ان تضحى بفلذة كبدها من اجل الكرامة والعزة ونصرة وطنها الغالى ؟!
فوالله خاطئ خاطئ خاطئ
من يظنّ أن أم الشهيد هذه هي الخنساء الوحيدة في غزة!
فغزة كُلُها خنساوات تعلقن بالأرض فربطن أولادهن بترابها فبات العشق يجري في الدماء والتحرير حلم لابد انه قادم..!
فقد عاشوا ليالى يجتمعون على ضوء الشموع تحت سقف البيت الذي يهتز في كل لحظة وأصوات القصف
تتعالى في سماء البلاد.. ومع كل قذيفة تنفجر تبلغ القلوب الحناجر ويصرخ
الأطفال من الهلع.. ويقدر الله جل وعلا أن يحصد الموت من ابنائهم واشقائم فيحمدن الله ان تبقى منهم احد ويوزعون الحلوى فى عزاء الشهيد..!
فأي رضىً قد مزِج مع دمائهن؟
ألسن من لحمٍ ودم؟
ألسن بشرا؟
بل وربي هُنَ الأصل وما دونهم نسخ متكررة..!
ألم تكن أم موسى عليه السلام أُم؟
أوحى إليها الله جل وعلا أن تضع ابنها
في الصندوق وترميه في اليم وهو بعدُ وليد.. فاستجابت لوحي الله جل وعلا
لأن يقينها به أقوى من أي عاطفة بشرية قد تردعها عن الامتناع عن
الاستجابة..!
فحريٌ بنا أن نفقه ما حدث مع نساء غزة إن نظرنا بنفس العين التي تفهمت موقف أم موسى.. فهؤلاء غلبَ تمسكهن بالشرع الرباني على رضوخهن
للطبع الإنساني.. فطوبى لهن وحسن مآب..!
بقَلَمْ / ناهِد سَعيدْ