التاريخ يسأل:هل قُتلَ عرفات

مجتمع رجيم / قسم التاريخ الاسلامى
كتبت : ناهد سعيد
-

التاريخ mcp54323.gif
التاريخ 808080.gif


التاريخ يسأل: هلى قُتلَ عرفات
التاريخ 131.gif

أخواتى فى الله
لن يغفر التاريخ يوما لهذا الجيل من العرب عدم الاجابه على هذا السؤال وسوف تبقى عدم الاجابه عليه وصمة عار على جبين العروبه..!

لقد بحثة فى أكثر من على إجابة لهذا السؤال ووجددت اجابات غير كافية ولا مقنعه ولا مستدله ولكنى استطعت ان اخرج بعدة مفاهيم
..
فأحداث التاريخ في زمن معين وفي مرحلة معينة تستمد صدق روايتها من خلال منحيين... التدقيق في وقائعها والربط ما بينها وبين وقائع مقاربة لها وفي سياقها , وللدقة التحليلية لابد من ضم شواهد تعزز القناعات المؤدية إلى استنتاج تركيبي في أضمومة تجمع كل التحليلات لما جرى ولما يمكن أن يجري مستقبلاً إنه الربط بين ثلاثية الزمن ... الماضي والحاضر والمستقبل وهو الأسلوب الواجب إتباعه للوصول إلى الحقائق العلمية النسبية فالأوضاع السياسية والاجتماعية تبقى خارج إطار الدقة العلمية الكاملة وشموليتها لأن الإلمام بأدق تفاصيلها صعب وغير مدرك ولابد من أن تختفي أو تُخفى معالم وشواهد منها على عكس علم الرياضيات والعلوم الطبيعية الواضحة البينة للباحثين فيها ..!

مقدمة فيها الضوابط العقلانية لمنهجية الدراسات .., و في هذا الإطار لابد من التقيد الشديد بها خاصة وفي القراءة لحديث السيد فاروق القدومي وعن تأكيداته لاغتيال وقتل الرئيس ياسر عرفات بتخطيط ومساهمة من الرئيس الحالي للسلطة الوطنية الفلسطينية ووزير أمنه الوقائي الأسبق في بدايات عهده ..!

صحيفة الثورة السورية وبتاريخ 16/04/2006 أبدت تخوفها من أن تبقى وفاته لغزاً قد تتلاشى خيوطه مع مرور الأيام وفي دراستها اعتمدت على كتاب " من قتل عرفات " وهو من إصدارات المركز العام للإذاعات الموجهة في طرابلس الغرب يسلط الضوء عبر فصوله الأحد عشر على عملية تسميم دم الرئيس معتمداً شهادات ووقائع عدة أهمها كان في تقديرنا الرسالة التي وجهها العقيد معمر القذافي إلى رئيس القمة العربية عبد العزيز بوتفليقة التي عقدت في عام 2005 في الجزائر ورسالة ثانية إلى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى دعا فيهما للعمل على تشكيل لجنة دولية للتحقيق في مقتل الرئيس عرفات ومعرفة الجناة وتقديمهم للعدالة وعدم السماح لهم بالإفلات من العقاب ..!
وفي برنامج - حوار مفتوح على قناة الجزيرة - وبينما كان المشرف والمعد له في استفساراته عن السودان مع الرئيس السوداني عمر البشير الشارح لعلاقة السودان بالمجتمع الدولي وتدخل إسرائيل ودعمها لأطراف من المعارضة الدار فورية , قال الرئيس " إن كل من عارض الحكومة السودانية وجد دعماً من إسرائيل وتوبع النقاش ليتحول مبدياً الرأي بأن إسرائيل استطاعت دس السم لعرفات الذي اغتيل وتوقف المحاور ليسأله مندهشاً تقول أنه اغتيل فرد الرئيس " نعم اغتيل بالسم " وشرح كيفية وضع السم في الدواء الذي يتناوله عرفات في صيدلية يتعامل معها ..!

في تلك الأيام تعددت طلبات التحقيق في هذه الحادثة من قبل كبار المسؤولين الرسميين والشعبيين وحتى من مستشاري ومؤيدي الرئيس الراحل لكن لفتها زوايا النسيان وغابت خيوطها وفي تقديرنا أن الطلبات الحالية الحديثة لن تكون أحسن حالاً من سابقاتها فلو أن الظروف التي أحاطت بوفاته كانت سليمة لانكشفت الحقائق قبل تشيعيه ودفنه من منطلق الوفاء له و لعطاءاته التي يفخر بها كل عربي في مقاومته للاحتلال الإسرائيلي بكل أشكال المقاومة وتعدد وجوهها ، والظروف الحالية التي تمر بها أمتنا العربية بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص وموجات التآمر الغربية والإسرائيلية والمحلية لديها القدرة لا على إخفاء الحقائق بل على تحويرها وطمسها ولو لفترة تطول أو تقصر بفعل العوامل الظرفية المحيطة بواقعنا العربي ..!
وفي دراسة متمعنة لمحضر الاجتماع بين عباس و دحلان وشارون ووفد أمريكي الذي عرضه وتمسك بمصداقيته أبو اللطف القدومي ، إضافة إلى محاضر سبقته تعكس وتبيّن لنا مدى الترابط بين ما قيل وجري ويجري على الأرض الفلسطينية ..!
لقد تركزت مطالب شارون في النقاط التالية ومن أقواله:
· يجب العمل على قتل كل القادة العسكريين والسياسيين لحماس والجهاد وكتائب الأقصى والجبهة الشعبية حتى تحدث حالة من الفوضى في صفوفهم تمكنكم (أي السلطة) من الانقضاض عليهم بسهولة..!
· مادام عرفات يقبع في المقاطعة في رام الله فإنكم ستفشلون..!
· يجب أن تكون الخطوة الأولى هي قتل عرفات مسموماً فأنا لا أريد إبعاده إلا إذا كانت هناك ضمانات من الدولة المعنية أن تضعه في الإقامة الجبرية وإلا فإن عرفات سيعود ليعيش بالطائرة متنقلا , والكل يذكر أن بند الإقامة الجبرية فرض عليه ولم يعد يستطع المغادرة وقادة السلطة في صمت عميق مثلهم مثل بعض المسؤولين العرب لكنه غادر المكان في بداية رحلته الأخيرة ..!
· يجب أن نسهل عليكم تصفية قادة حماس من خلال افتعال أزمة من البداية حتى نتمكن من قتل كل القادة العسكريين والسياسيين وبذلك نمهد لكم الطريق للسيطرة ..!
· أبو مازن نفسه كان ينصحنا بأن لا ننسحب قبل تصفية البنية التحتية للإرهاب ..!
· في معرض تأييده لدحلان عندما قال أنا مع قتل الرنتيسي وعبد الله الشامي لأن هؤلاء إن قتلوا فسيحدث إرباك وفراغ كبير أجابه شارون : الآن بدأ ت تستوعب يا دحلان ..!
· المخطط يجب أن لا يأخذ وقتاً طويلاً ويجب قتل : مثل الرنتيسي وعبد الله الشامي و الزهار وأبو شنب وهنية و المجدلاوي ومحمد الهندي و نافذ عزام ..!
· وما جاء على لسان السيد عباس إن مات عرفات قبل أن نتمكن من السيطرة على الأرض وعلى كل المؤسسات وعلى حركة فتح وكتائب الأقصى فإننا سنواجه مصاعب كبيرة ..!
· الخطة أن نمرر كل شيء من خلال عرفات وهذا أنجح لكم ولنا وفي مرحلة الاصطدام مع التنظيمات الفلسطينية وتصفية قادتها سيتحمل عرفات تبعاتها بنفسه ولن يقول للناس أن هذا فعل " أبو مازن " .
· وفي رد لأبي مازن على ما قاله شارون من أنه كان ينصحنا بعدم الانسحاب قبل تصفية الإرهاب قال: نعم نصحتكم بذلك ولكنكم لم تنجحوا حتى الآن وكنت اعتقد إنكم ستنجحون بهذا الأمر سريعاً ..!
· يجب بداية أن نعمل من خلال الهدنة حتى نتمكن من السيطرة على الأرض وهذا انجح لكم ولنا ..!
وما قاله محمد رحلان في هذه الحوارية
· قلنا لكم مخططنا وللأمريكان أرسلناه مكتوباً يجب أن تكون هناك فترة هدوء ..!
· نحن الآن قمنا بتشكيل جهاز خليط من الشرطة والأمن الوقائي تجاوز عدده (1800) شخص وهذا الخليط حتى نتمكن من استيعاب ما تم تزكيته من قبلكم ووضعنا أخطر الأشخاص من حماس والجهاد وكتائب الأقصى تحت المراقبة وهذا يمهد لردكم السريع على أي عمل يقومون به ونعمل على اختراق صفوف التنظيمات الفلسطينية بقوة ..!
· أنا مع قتل الرنتيسي وعبد الله الشامي لأن هؤلاء إن قتلوا فسيحدث إرباك وفراغ كبير ..!
أما الوفد الأمريكي : فأثنى على خطط دحلان وجودتها وضرورة ترك فترة هدوء من أجل السيطرة الكاملة ..!

ومحضر آخر نشرته مجلة ((البوابة)) عن اجتماعات محمود عباس في عهد ياسر عرفات بنظيره الإسرائيلي شارون ومحمد دحلان وزير الدولة للشؤون الأمنية في حكومة "أبو مازن " ، والمبعوث الأمريكي وليم بيرنز والقنصل الأمريكي في تل أبيب وجورج تينت إضافة إلى شاؤول موفاز مستشار شارون ، ودار النقاش حول تنفيذ خارطة الطريق وكان اللقاء قبل مؤتمر شرم الشيخ والمحضر سربه مركز دانيال زيف للأبحاث . وبغض النظر عن مصداقية الجهة التي سربته وغايتها ومراميها من وراء ذلك كله لكن الرابط بين ما قيل وما حدث و يحدث على الأرض الفلسطينية يعطي صورة عن مدى الانسجام والتباين أحيانا في الآراء بين الأطراف الثلاثة - الفلسطينيون – إسرائيل – أمريكا..!

في البدء دار النقاش حول تنفيذ خارطة الطريق واعتراضات شارون أل 1001 عليها والتي تنازل عن اغلبها ليبقها 101 اعتراضا ، وعباس أجاب بأن هذه الاعتراضات ستوجد له مشكلة عند الفلسطينيين ومن المتوقع أن يستغلها عرفات والمنظمات الفلسطينية لكن دحلان طلب من شارون الموافقة على الخارطة أمام الإعلام وتعهد له أن تأخذ السلطة هذه الاعتراضات بعين الاعتبار قائلاً ((إن قبلنا بها فإننا لن نتمكن من القضاء على حماس والجهاد الإسلامي وكتائب الأقصى، وطلب شارون من - أبو مازن و دحلان - أن يكتبا تعهدا بأنهم يوافقون عليها وأن يعلنوا عن التعهد ، وافق دحلان بينما رفضها أبو مازن ، بعدها اقترح دحلان أن تعطي أمريكا كتاب ضمانات ، فرفض الفكرة شارون وأعاد طلبه بأن يكون الكتاب من - أبو مازن - ..!
وفي الحديث الذي دار أكد شارون على- أبو مازن - أن لا يذكر قضية المعتقلين أو أي شيء عن عذابات الفلسطينيين أو الاحتلال أو أن يخاطب اللجنة الرباعية بذلك , وعليه التعهد بعدم إدانة إسرائيل مستقبلاً مهما كان الأمر وأن يعلن أن إسرائيل دولة يهودية وأمام عمق الخلافات اتصل الوفد الأمريكي بالرئيس بوش حيث وافق على أن تعطي أمريكا كتاب ضمانات بذلك على أن يبقى الأمر سرياً ، وحول الانسحاب من الضفة أو القطاع كان رأي - أبو مازن - أن تبقى السيطرة الأمنية للسلطة الواحدة لكن شارون استشاط غضباً وقال له : ألست أنت الذي كنت تنصحنا أن لا ننسحب من الضفة وغزة قبل القضاء على الإرهاب , وكنت تقول لنا إذا تفاوضتم تحت ضغط الإرهاب ثبتم أن المقاومة هي التي تجلب حقوق الشعوب وما الذي يجعلك تتراجع عن هذا الطرح إلا انك تريد أن تصبح مكان عرفات فقط ..!
وخلال تبادل الآراء قال شارون بصريح العبارة أنه لم يخلق في دولة إسرائيل من يتنازل عن شبر من أرض إسرائيل وأنه أرسل إلى الرئيس بوش والكونغرس وزير السياحة ومعه الحل الذي لن يكون هدفاً لنا غيره وهو أن الأردن هو وطن الفلسطينيين فإسرائيل من ال إلى البحر لن تكون إلا دولة يهودية نقية فرد عليه أبو مازن بغضب إذا كنت جاداً فلا داعي لأن نجتمع معاً أو نتباحث وربما نترك الساحة لحماس والجهاد الإسلامي وكتائب الأقصى ..!
والوفد الأمريكي نبه إلى ضرورة التوافق ليتمكن أصدقاء الإسرائيليين من القضاء على الإرهابيين واستئصالهم من جذورهم ..!
وفي حديث لشارون عن عرفات قال : إن عرفات كان يتظاهر بالحرص على دولة إسرائيل لكنه بعد أن دخل إسرائيل كان عمله هو تهريب الأسلحة وإرسال القتلة ليفجروا الحافلات والشوارع في إسرائيل وهنا عاد الوفد الأمريكي للتدخل مخاطباً شارون : أنت تعلم أن - أبو مازن- غير عرفات وأنه هو الذي كشف لكم كل أسراره ، وأبو مازن رجل سلام حقيقي وجاء الرد من - أبو مازن - قال : (( أنا لا أسمح لكم أن تقولوا بأنكم وحزب العمل خدعتم من عرفات بسببي وأنا منذ البداية اختلفت مع عرفات وحذرتكم وحذرت أمريكا من أعماله وانتم تعلمون ذلك ..!
ومن خلال استمرارية الحوارات والنقاشات ، عاد شارون ليقول بأنه لن يقبل أي شيء مما يدور قبل أن يعلن أبو مازن وكل المسؤولين الأمريكيين أن دولة إسرائيل هي دولة يهودية نقية لليهود وهي لليهود وكل العالم ، متابعاً إذا تركنا معادلة التكاثر السكاني على ما هي عليه الآن في إسرائيل فإن دولة إسرائيل ستنتهي لأن العرب سيحكمونها وأجاب أبو مازن لكم مني إعلان أن هذا شأنكم الداخلي بينما قال وليم بيرنز : هذا الأمر يعود إلى الرئيس بوش فان وافق فلا مانع عندي ..!
وتطرق الاجتماع إلى وضع عرفات . فقال شارون : ما دام عرفات في المقاطعة في رام الله فإنكم ستفشلون فهذا الثعلب سيفاجئكم مثل ما فعل سابقاً وان الخطوة الأولى يجب أن تكون قتل عرفات مسموماً وأنا لا أريد إبعاده إلا إذا كانت هناك ضمانات من الدولة المعنية أن تضعه في الإقامة الجبرية وكان جواب - أبو مازن - : الخطة أن نمرر كل شيء من خلال عرفات ، بينما عرض دحلان جهوده في إقامة تشكيل الجهاز الأمني الخليط من السلطة والأمن الوقائي ..!
هاذان المحضران قد يشكك البعض فيهما فيما تضمنا من معلومات وهذا حقهم لكن الوقائع التي تلتهما تشير وبوضوح إلى أن حقائق كثيرة مما قيل تجلت و وضحتها الأحداث التي تمت ، وفي مقدمتها اعتماد خطة الجنرال الأمريكي " دايتون " الذي كُلف بالإشراف و الإعداد للأجهزة الأمنية التي دربت إما في مصر أو الأردن , وعملياً فهو القائد الفعلي لها ..!
وقد تواجد الجنرال في غزة قبل انسحاب السلطة منها وما يزال حتى اليوم في الضفة الغربية وخطته التي اقترحها اعتمدت بتاريخ 26/06/2007 وقد سبقت ذلك تحضيرات تحت عنوان انتخابات مبكرة تطيح بحماس وتفكيك كتائب الأقصى التابعة لحركة فتح واستبدال القيادة الفتحاوية , والمؤكد أنها صيغت بشكل نهائي بعد توقيع اتفاق " مكة " بين السلطة وحركة حماس ومن أهم بنودها :
§ انتخاب لجنة مركزية للمنطقة تقوي الحرس الجديد وحل القوة المسلحة داخل فتح والسيطرة على كتائب شهداء الأقصى إضافة إلى التفاوض والتنسيق مع البنك الدولي والاتحاد الأوربي لطرح خطة عمل تحدد القطاعات الأساسية والمجالات والمشاريع التي تحتاج إلى تمويل في مواجهة الفقر والبطالة والخطة نشرتها بكاملها جريدة الوطن الخليجية ..!
وللأمانة الفكرية فلقد نقلت العناوين الأخطر في هذه الوثائق وإن بقي في محتواها ما هو اقل خطورة وأتمنى أن يطلع الجميع على النصوص الأصلية لها..!
ومن هذه التشابكات بين ما يخطط نستطيع تفسير ما جرى في غزة إثر فوز حماس بالانتخابات التشريعية وتشكيل الحكومة التي أصبحت تسمى اليوم بالمقالة وفور إعلان التشكيل سُحب من صلاحياتها الإعلام والأمن وأصبحت بمجملها لا توازي في صلاحياتها إلا صلاحيات رئيس بلدية . وتمت سيطرة حماس على القطاع وتراجعت السلطة إلى الضفة الغربية وبدأت الخلافات تشتد بينما يقتل ويغتال قادة المقاومة – الشيخ أحمد ياسين- الدكتور عبد العزيز الرنتيسي – سعيد صيام وزير الداخلية في غزة , من قبل أعداء مجهولين , وباقي الشهداء الذين قضوا نحبهم في الضفة على أيد أجهزة الأمن واعتقال الكثيرين من أعضاء المنظمات الجهادية لتضاف أعدادهم إلى آلاف المعتقلين في السجون الإسرائيلية بينما هذه الأجهزة لا تتصدى لقوات العدو التي تدخل دائماً إلى مدن وأحياء الضفة لقمع أو اعتقال أبناء هذا الشعب العظيم في تضحياته وخلود تحدياته بل إنها لا تصد اعتداءات "المستوطنين" على الأهل .... ذلك ليس بغريب فالمقرر الأول لمهامها هو وكما قلنا الجنرال دايتون الأمريكي ..!
إنها ما باتت تعرف بمسيرة أوسلو التي تترك في كل يوم بل في كل ساعة بصمات مأساوية على من أشبعتهم الأيام بالمآسي فباتوا جياعاً للحرية والكرامة والعودة 0000 إلى تجمعهم القديم الأصيل زاد رحلتهم المعاصرة يقتاتون منه جميعهم ، وكلما ازدادت آلامهم ازداد معها تمسكهم بالقيم الوطنية حيث سكنت كل خلايا أجسامهم ، إنهم الشعب النادر في عظم نضاله و طول عمره ..!
وبالرغم من كل ما تمّ ويتم فالاتصالات مستمرة مع الأعداء بشكل علني وسري والمستعمرات يزداد عددها وعدد أبنيتها وسكانها , والجدار الفاصل يُستكمل ويهودية الدولة بدأت برفض إسرائيل لحق العودة والتفكير بالوطن " الأصلي – البديل " لعرب 48 – الأردن - .... الذي تخوفت حكومته من المخطط فراحت تسحب الجنسية من بعض اللاجئين الفلسطينيين بعد أن أكد رئيس الوزراء الحالي نتياهو تبنيه لها ..!
ولمزيد من التدمير فبالإضافة إلى قتل وسجن المناضلين والصمت المطبق على جرائم العدو وخاصة أثناء العدوان على غزة القطاع الذي ما زال يعيش من دمرت بيوتهم تحت الخيام بينما المعابر تغلق بتآمر إسرائيلي – فلسطيني – بعض الأنظمة العربية الرسمية - فحرموا من مواد البناء إضافة إلى حرمانهم الشديد من الدواء والقوت بينما تنهال عليهم وعود مؤتمرات الدول المانحة تصب وتترك على الأرض سرابات لا نهاية لها ..!
إضافة لكل ذلك فالفساد وجد طريقه لكبار المسؤولين والقياديين كما أنهم راحوا يلهثون خلفه من شدة جشعهم ، وحكمة حياتية ثابتة منذ قدم التاريخ فالقيم متواصلة مع بعضها ومترابطة ، فمن سرق وطنه وأهله الأمل في أن يدافع عن وطنه مجرد هذيان وهلوسات ..!
ورئيس السلطة ((أبو مازن)) قال سابقاً : ((الانتفاضة تسببت في هروب رأس المال والاستثمارات من مناطق السلطة الفلسطينية ، وبات الشعب الفلسطيني تحت خط الفقر بسببها " ، وهنا تتوجب المقارنة بين هؤلاء البؤساء والمساكين وبين المترفين الفاسدين ، ففي مؤتمر صحفي عقده النائب العام أحمد المغني كشف أن النيابة العامة أنهت التحقيق في 27 ملف فساد من أصل ما يزيد عن 50 ملفاً تحقق فيها النيابة تصل قيمة الأموال المنهوبة من المال العام بحسب هذه الملفات مليارات الدولارات وعلى سبيل العد لا الحصر تحدث عن ملف الاسمنت الذي استخدم لبناء الجدار الفاصل ، أحيلت نتائج التحقيق فيه للمجلس التشريعي , وصحيفة ((لوكانارأتشينيه)) الأسبوعية الفرنسية أشارت في عددها بتاريخ (11/2/2004) إلى أن محكمة باريس بدأت منذ تشرين الأول – اكتوبر2003 تحقيقاً دولياً يستهدف /9/ ملايين يورو وضعت في حسابين مصرفيين باسم زوجة عرفات حيث تقيم حالياً في قصر فخم بباريس , وعن المساعدات الأوربية ، فقد قيل بأنها كانت تصرف على مشاريع التنمية فيما عملياً اقتصرت على بناء الفنادق الضخمة والشقق الضخمة ، وبناء ناد للقمار في أريحا – المرجع دراسة للكاتبة الفلسطينية سوسن البرغوثي- والحديث عن الفساد قد يطول لكثرة المرتكبين له فأحد القياديين وكان مسؤول الأمن وهو من منبت لأسرة فقيرة أصبح مالكاً لفندق الواحة على شاطئ غزة وقدرت ثروته في تلك الآونة بـ(53)مليون دولار والاتهام الموجه له اختلاس حصة السلطة والبالغة (60%) من موارد معبر ((كارني)) والتي كانت تقدر بنحو (250) ألف دولا شهرياً ، لذلك كله كان من الطبيعي أن تتباين وتختلف الآراء حول هذه المسرة غير الوطنية ..!

واستكمالاً لحديث الرئيس البشير وطلب العقيد القذافي في التحقيق في مقتل عرفات يقول بسام أبو شريف مستشار الرئيس عرفات ((إن إسرائيل كانت معنية بالتخلص من –أبو عمار - لأنه كان يشكل لهم عقبة في وجه مخططهم الذي لا يريد قيام دولة فلسطينية ذات سيادة بل يريد دولة هيكلاً تكون شرطيا ينوب عن الإسرائيليين المحتلين في حكم الفلسطينيين نيابة عنهم)) ويضيف أبو شريف بأنه وفي آخر زيارة له لعرفات نبهه قائلاً ((حسب ما أرى في التطور السياسي الاغتيال اقترب أرجوك كل الرجاء أنت لست ملك نفسك بل ملك الشعب لا تشرب من زجاجة ماء لا تعرف مصدرها)) ويبرر ويعلل تحذيره بأنه ((أصبح متأكداً من أن اغتيال أبو عمار سيتم من خلال إدخال السم في جسده بيد لا يعتبرها أبو عمار من الطرف الآخر)) , ويؤكد أن الرئيس الفرنسي السابق جال شيراك يعرف السبب الحقيقي لموت عرفات ، لكنه لا يتهمه بالمشاركة في فتله إنما يعلم وأطباؤه الفرنسيون السبب الحقيقي وبأنه مات مسموماً وأن ما أعلن عنه في التقرير الطبي هو علامات الموت وليست أسباب تلك العلامات ، وفي توجيهه الاتهام لبعض الشخصيات الفلسطينية يبين أنه ذكر أسماءها في رسائله لأبي عمار متهماً إياها بالفساد وقلة المسؤولية ..!

ومؤخراً ورد وفي تعقيبه على ما قاله السيد القدومي " لا علاقة لعباس بهذه القضية لكن كثيراً مما ورد قي الوثقية على لسان شارون صحيحا ، وصمت عن دور دحلان فلم يبرئه أو يدينه وصحيفة الثورة السورية وفي عددها بتاريخ (19/4/2006) أوردت شهادات لأطباء حول هذه الجريمة ، فالطبيب الخاص لعرفات الدكتور أشرف الكردي يقول : ((إن الأعراض التي ظهرت كلها تشير إلى وجود تسمم في جسمه مضيفا حاولنا أن نتصل بالأطباء الفرنسيين ولم يكن هناك جواب وبعد وفاة الرئيس طالبت بتشريح الجثة فكان الجواب الرفض)) والدكتور مازن مصطفى يقول : (( كانت طريقة بشعة لاغتياله بالسم وهذا ما ثبت طبياً من خلال مختبرات فرنسا المتطورة لقد تم تحديد اليوم الذي تناول فيه المادة السامة بشكل متعمد ومع ذلك لم نسمع من يطالب بتحقيق دولي )) , وبعض المحللين يرون أن السلطة اشترت صمت السيدة عرفات بالمبالغ التي قدمت لها إضافة إلى (100) ألف دولار تدفع لها شهريا ، ففي الأيام الأخيرة للراحل في باريس وجهت هي ذاتها أصابع الاتهام لبعض القياديين وأسمتهم وفي ساحة المشفى بأن القادمين حفنة من المستوزرين
كانت جولة في الماضي والحاضر بين الوقائع المتقاربة وفي سياق ما قرر وتم تنفيذه، واستكمالاً لثلاثية الزمن الماضي والحاضر والمستقبل ففي رأينا أن الأيام القادمة حبلى بالمشاهد فيها:
1_ مؤتمر فتح في بيت لحم والذي يراد منه إجراء تغيير في القيادة وتطبيعها مع الخط حتى لا يبقى من معارض لمسيرة أو مسيرات التسوية والتنازلات التي قدمت والأسوأ ما سيقدم مستقبلاً , وعقده في الأرض المحتلة تحت الحكم الإسرائيلي ضمانة لمنع دخول الأرض المحتلة وحضور المؤتمر من لا يريدون حضوره وبذلك يتحقق ما اتفق عليه .
2_ بدايات الحديث الجديد عن لجنة تحقيق وفي تقديرنا بأنها لن تخرج بشيء فاللجنة التي سبقتها وأعلن عن تشكيلها أودعت النعش بعد تشكيلها ولم يعلن عن وفاتها ، إن الظروف الفلسطينية والإقليمية والدولية المحيطة والإملاءات الجديدة التي بدأت تنصب فوق رؤوس المسؤولين العرب حول التطبيع والتي بدأت أولى جرعاته تنطلق من بلد عربي أرسل ملكه مؤخراً وفداً رسمياً لإسرائيل تحت بند الإطلاع على أحوال بعض المعتقلين وولي عهده طالب العرب بالحوار مع " الشعب الإسرائيلي " عبر وسائل الإعلام للوصول لمعرفة كاملة عن هذا الشعب وكأن الستين عاماً التي انصرمت والحروب التي وقعت وما جري ويجري على الأرض العربية والتآمرات الإسرائيلية في السودان وشمال العراق وفي بقع عديدة كانت قاصرة عن تفهم العرب لعدوانية هذا الشعب ومعتقده الديني بأرض الميعاد ، في هذه الأجواء فجميع من ساروا في خط ما ُيفرض عليهم يحرصون الحرص كله على أن لا يظهر ما يعيق طرق عملهم ولذلك فالتحقيق بأي شكل من أشكاله وبأية صورة من صوره سيضم حالياً إلى ما بقي من جسم الراحل ، فالأمل مفقود وحديث أبو اللطف,وان أيدته ست فصائل مقاومة سيبقى سحابة صيف لن يطول عمرها
الشرخ ازداد بين المقاومين والسلطة وكثرت الاجتماعات العبثية بين المتناقضين , والتناقض عرف بأنه مستحيل ومحتل ولا يترك المجال لغيره فلا يمكن أن يتلاقى النفي والإثبات إذا اشتركا في الموضوع الذي يتبادلانه ، والتناقض هنا جلي وواضح بين من جعل هدفه الحالي إحقاق الحقوق بكاملها ولو طال الزمن جاعلاً من النضال الوسيلة الدائمة للتحرير وبين من كرس جهده لمجرد الحديث والمماحكات الكلامية والمفاوضات العبثية..............!
اتهام القدومي سيدفع جميع عملاء إسرائيل والمنتفعين من الفساد في السلطة وحتى بعض القانعين ((بالمسيرة السلمية)) وفق المسار الحالي للتوحد ضده وضد كل المناضلين من أمثاله والمنطقي أن يبدأ بذاته مع قادة المقاومة وقادة الأحزاب الفلسطينية المعلنة عن نهجها في دعم المقاومة إلى الحوار وصولاً لجمع الأصلاء الأتقياء في وحدة فكرية تنظيمية متعاونة لاستكمال الخط المبدئي الثابت لمنظمة التحرير الفلسطيني يشدهم الأمل بنصر الله جلت قدرته والذي قال في كتابه العزيز
" يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " – سورة محمد الآية 7
" إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده و على الله فليتوكل المؤمنون " – سورة آل عمران الآية 160
ونصر الله مرتبط أشد الارتباط في التمسك بقيمه تعالى وبتعاليم شرائعه السماوية في الاعتماد الجازم للحق والإنسانية ومعاداة الظلام والقتلة ومصداقا لقوله تعالى فما من مؤمن بذلك إلا وانتصر.., وأحداث التاريخ تثبت انتصار الشعوب المهضومة حقوقها على أعدائهم..!


التاريخ get-2-2009-78kpi2d9.
التاريخ get-1-2009-wx0aiiai.
كتبت : بنتـ ابوها
-
حسبي الله ونعم الوكيل

جزاك الله خير يالغاليه على مطروحك
كتبت : ناهد سعيد
-
وجازاكى الله مثله اختى على مرورك الطيب
كتبت : ஜروح الـمـلاكஜ
-
جزاك الله خير
يعطيك العافية
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
كتبت : سحر هنو
-
[align=center]

حسبنا الله ونعم الوكيل

جزاك الله خيرا كثيرا

وجعلك من اهل الفردوس

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
[/align]
كتبت : ناهد سعيد
-
شكرا لكى اختى روح الملاك على مرورك الكريم

شكرا لكى اختى بنت الاسكندريه على اطرائك الجميل

بارك الله فيكم

الصفحات 1 2 

التالي

تاريخ وجغرافية : الجمهورية العراقية

السابق

تاريخ العملة السعودية بالصور

كلمات ذات علاقة
التاريخ , يسألهل , عرفات , قُتلَ