حدثنا عمرو بن عون حدثنا خالد وهشيم عن إسماعيل عن قيس عن جرير قال
كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر قال إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروب الشمس فافعلوا
الشرح
وْله ( كُنَّا جُلُوسًا عِنْد النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )
فِي رِوَايَة جَرِير عَنْ إِسْمَاعِيل فِي تَفْسِير سُورَة ق " كُنَّا جُلُوسًا لَيْلَة مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .
قَوْله ( لَيْلَة الْبَدْر )
فِي رِوَايَة إِسْحَاق " لَيْلَة أَرْبَع عَشْرَة " وَوَقَعَ فِي رِوَايَة بَيَان الْمَذْكُورَة " خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَة الْبَدْر فَقَالَ " وَيُجْمَع بَيْنهمَا بِأَنَّ الْقَوْل لَهُمْ صَدَرَ مِنْهُ بَعْد أَنْ جَلَسُوا عِنْده .
قَوْله ( إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبّكُمْ )
فِي رِوَايَة عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر وَأَبِي أُسَامَة وَوَكِيع عَنْ إِسْمَاعِيل عِنْد مُسْلِم " إِنَّكُمْ سَتُعْرَضُونَ عَلَى رَبّكُمْ فَتَرَوْنَهُ " وَفِي رِوَايَة أَبِي شِهَاب " إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبّكُمْ عِيَانًا " هَكَذَا اِقْتَصَرَ أَبُو شِهَاب عَلَى هَذَا الْقَدْر مِنْ الْحَدِيث لِلْأَكْثَرِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِيّ فِي أَوَّله " خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَة الْبَدْر فَقَالَ " وَأَخْرَجَهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ مِنْ طَرِيق خَلَف بْن هِشَام عَنْ أَبِي شِهَاب كَالْأَكْثَرِ , وَمِنْ طَرِيق مُحَمَّد بْن زِيَاد الْبَلَدِيّ عَنْ أَبِي شِهَاب مُطَوَّلًا , وَاسْم " أَبِي شِهَاب " هَذَا عَبْد رَبّه بْن نَافِع الْحَنَّاط بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَة وَالنُّون , وَاسْم الرَّاوِي عَنْهُ عَاصِم بْن يُوسُف كَانَ خَيَّاطًا بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالتَّحْتَانِيَّة , قَالَ الطَّبَرِيُّ : تَفَرَّدَ أَبُو شِهَاب عَنْ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد بِقَوْلِهِ " عِيَانًا " وَهُوَ حَافِظ مُتْقِن مِنْ ثِقَات الْمُسْلِمِينَ اِنْتَهَى . وَذَكَرَ شَيْخ الْإِسْلَام الْهَرَوِيُّ فِي كِتَابه الْفَارُوق أَنَّ زَيْد بْن أَبِي أُنَيْسَة رَوَاهُ أَيْضًا عَنْ إِسْمَاعِيل بِهَذَا اللَّفْظ وَسَاقَهُ مِنْ رِوَايَة " أَكْثَر مِنْ سِتِّينَ نَفْسًا " عَنْ إِسْمَاعِيل بِلَفْظٍ وَاحِد كَالْأَوَّلِ .
قَوْله ( لَا تُضَامُونَ )
بِضَمِّ أَوَّله وَتَخْفِيف الْمِيم لِلْأَكْثَرِ وَفِيهِ رِوَايَات أُخْرَى تَقَدَّمَ بَيَانهَا فِي بَاب الصِّرَاط جِسْر جَهَنَّم مِنْ " كِتَاب الرِّقَاق " وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ : سَمِعْت الشَّيْخ الْإِمَام أَبَا الطَّيِّب سَهْل بْن مُحَمَّد الصُّعْلُوكِيّ يَقُول فِي إِمْلَائِهِ فِي قَوْله " لَا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَته " بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيد مَعْنَاهُ لَا تَجْتَمِعُونَ لِرُؤْيَتِهِ فِي جِهَة وَلَا يُضَمّ بَعْضكُمْ إِلَى بَعْض , وَمَعْنَاهُ بِفَتْحِ التَّاء كَذَلِكَ وَالْأَصْل لَا تَتَضَامُّونَ فِي رُؤْيَته بِاجْتِمَاع فِي جِهَة وَبِالتَّخْفِيفِ مِنْ الضَّيْم , وَمَعْنَاهُ لَا تُظْلَمُونَ فِيهِ بِرُؤْيَةِ بَعْضكُمْ دُون بَعْض فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ فِي جِهَاتكُمْ كُلّهَا وَهُوَ مُتَعَالٍ عَنْ الْجِهَة وَالتَّشْبِيه بِرُؤْيَةِ الْقَمَر لِلرُّؤْيَةِ دُون تَشْبِيه الْمَرْئِيّ تَعَالَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ