نعم التربيه
مجتمع رجيم / مسجات الجوال
كتبت :
ناهد سعيد
-
نعم التربيه
يروى أن الشيخ آق شمس الدين الذي تولى تربية السلطان محمد الفاتح العثماني رحمه الله..!
كان يأخذ بيده ويمر به على الساحل ويشير إلى أسوار القسطنطينية التي تلوح من بعيد شاهقة حصينة ..، ثم يقول له : أترى هذه المدينة التي تلوح في الأفق ؟ إنها القسطنطينية ..، وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رجلاً من أمته سيفتحها بجيشه ويضمها إلى أمة التوحيد ..، فقال عليه الصلاة والسلام فيما روي عنه : ( لَتَفْتَحْنّ القسطنطينية ..، فلنعم الأمير أميرها ..، ولنعم الجيش ذلك الجيش)..!
وما زال يكرر هذه الإشارة على مسمع الأمير الصبي إلى أن نمت شجرة الهمة في نفسه العبقرية وترعرعت في قلبه ..، فعقد العزم على أن يجتهد ليكون هو ذلك الفاتح الذي بشر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم وقد كان..!
فقد كان والده السلطان مراد الثاني – منذ صغره – يصحبه معه بين حين وآخر إلى بعض المعارك ..، ليعتاد مشاهدة الحرب والطعان ..، ومناظر الجنود في تحركاتهم واستعداداتهم ونزالهم ..، وليتعلم قيادة الجيش وفنون القتال عملياً ، حتى إذا ما ولي السلطنة وخاض غمار المعارك خاضها عن دراية وخبرة..!
ولما جاء اليوم الموعود شرع السلطان محمد الفاتح في مفاوضة الإمبراطور قسطنطين ليسلمه القسطنطينية ..، فلما بلغه رفض الإمبراطور تسليم المدينة قال رحمه الله : (حسناً ..، عن قريب سيكون لي في القسطنطينية عرش أو يكون لي فيها قبر)..!
وحاصر السلطان القسطنطينية واحداً وخمسين يوماً ، وبعدها سقطت المدينة الحصينة التي استعصت على الفاتحين قبله ..، على يد بطل شاب له من العمر ثلاث وعشرون سنة..!
وهكذا فأن دروس ألشيخ وتعاليم ألاب هى من صنع هذا ألبطل ألعظيم ألذى خلد أسمه فى ألتاريخ وصنع لنفسه ولأمته مجدآ لن ننساه ولن ينساه ألأعداء ولذك كتبت موضوعا سابق بعنوان ماذا يجب ان تفعليه تجاه ابنائك؟
ولاننى اعلم كل العلم ان اول اسباب تراجع المسلمين وانهزامهم سببه الاول هو الفشل الزريع فى تربية الاجيال على تعاليم الاسلام وقيمه ..، وفهم تاريخ هذه الامه المشرف الذى كان لا بد من المحافظه عليه وعلى ما حققته الامه الإسلاميه فى الماضى ..، وان ما حققناه لم يكن الا إنجازات يجب أن نفخر بها ونعمل على توضيح فضائلها على العالم بأثرة ..، كما أنها امر من الله عز وجل لهذه الأمه أن تقاتل من اجل نشر هذا الدين ورفع كلمة الله ..، وقـد فشلت التربيـة المعـاصرة عـالمياً كما يشهد لذلك إدجــار فور في كـتابه ( تعلم لتكون ) ، ويقول ( يجب أن نجعل التعليم عملية موزعة في الزمان والمكان ..، ويجب أن لا تنحصر التربية داخل جدران المدرسة ) وهذا يعني أن نعيد للبيت مكانته التربوية ..، والبيت هو المؤسسة التربوية الأولى ..، ودوره أكبر مـن دور المدرسـة ..، وتزداد أهميـة البيت كلما زاد فشل المدرسة والمجتمع في التربية ..، والأم هي الركن الأساس في البيت ..، ولأن الطفل قطعة منها ..، لذلك كله ينبغي الاهتمام بتربية البنات ..، كي نقدم أمـاً مسلمة فــذة ..، تكون ركناً أساساً في أسـرة مسـلمة فـذة ..، تـقدم لنا أفراداً أفذاذًا يبنـون المؤسسات الاجتماعية كي يقوم عليها المجتمع المسلم ..، ولذلك إسمحوا لى أخواتى أننى سوف أكتب كثيرا فى هذا الموضوع وسأعمل على الربط دائماً بين التربيه والتاريخ وتحقيق الإنجازات ..!
