حجرة الفئران-1-

مجتمع رجيم / التنمية البشرية وتطوير الذات
كتبت : شهد السعادة
-
فقط
لا اعرف من اين ابدء

لا اعرف كيف استطيع شرح عقدتى بدا كل شىفى صغرى عندما كنت اعيش مع جدى الطاعن فى السن وكنا نسكن فى بيت صغيرفى احدىضواحى المدينة وكان البيت مطلى باللون الاصفر الذىاكتسى مسحة من السواد بمرور الزمن
اعتاد جدى الجلوس على كرسيه الهزازامام النافذة يظل يراقب الطريق بعينه الشاحبتان والغائرتين الى الداخل وابتسامته الصغيرة لا تفارقه ابدا وباسفل البيت كان يوجد محل بقالة صغير فكنت اعتقد ان هذا المحل يوجد به بضائع العالم
وكنت اتخيل عم (امين ) صاحب المجل ذلك الرجل ذو الوجه الممتلى هوالذى يطعم الجميع وانه يوم وفاته ستحدث كارثه فمن سيحضر الطعام الينا واحيانا كنت اسال جدىبصوت خائف
ماذا سيحدث لو ان عم امين مات يا جدى
فيبتسم جدى ويقول ضاحكا
سياتى عم امين اخر
وفى صغرىكنت اذهب الى احدى المدارس القريبة من المنزل وعلى الرغم من قربها لنا الا ان جدى كان معتادا على ايقاظى مبكرا كل يوم مما جعلنى اشعر بالغضب نحوه وكان غضبى يزداد عندما يصر على ان اشرب ذلك السائل الابيض كريه الطعم والذى يسمى اللبن

وعندما اخذ النصف ريال مصروفى وانا ذاهب الى المدرسة كنت اشترى به على الفور احدى قطع الحلوى اللذيذه التى تظل فى فمى اثناء ذهابى الى المدرسة واحرص على انهائها قبل ان يرانى زملائى فيطلبون قطعه
كنت معتادا على النظر الى السماء متابعا حركة السحاب بعيناى مما جعلنى فى بعض الاحيان اصطدم باحدى العربات الواقفة او باحد الاشخاص اصحاب الشوارب الضخمة والارجل الطويله وذات يوم اصطدمت بشخص يركب دراجته ويحمل فوق راسه طاولة من الخبز المحروق فى هذا اليوم ادركت ان الجرى هو افضل اسلحتى
كنت من القلائل الذى يقفون فى ارض الطابور مبكرا واظل اصيح وراء الاستاذ عاطف بعض العبارات التى علمنا اياها
كانت بالنسبة لى عبارات ساذجة لا معنى لها
كان الاستاذ عاطف يطلب منا ان نصيح خلفه
تحيا جمهورية مصر العربية
فكنت احس بالسعادة عندما اقول تحيا جمهوريه مصر السيارة ولما لا اليست العربية هى السيارة كما علمونا
وفى مدرستنا غرفة قديمة لا يدخل الضوء اليها وتمتلى بالعناكب والفئران وكانت هذه الحجرة هى مخزن للمخلفات يتم وضع الادراج القديمة فيها كانت ذات باب قديم متاكل من جميع اطرافه وممتلى بالفتحات ولها مفتاح وحيد مع فراش المدرسة كانت حجرة مظلمة وخائفة
جميع الطلاب كانوا يخافون منها او حتى ذكر اسمها وكنت كل ما اقتراب منها اشعر بان هناك من ينادى فاظل اتامل فى جدرانها البنية وبابها القديم وذلك الظلام الذى يخرج منها وذات يوم حدث ما استطيع قوله انه خارق للعادة
فلقد جاء عم (سليم) الفراش وبيده مفتاح ضخم علاه الصدا فاصبح يشبه وجه عم سليم الذى حفر فيه الزمان علامته
توقف امام الباب وظل امامه لحظات قبل ان يدخل المفتاح فى القفل ويديره
احسست بان مكروها سيحدث وان (امنا الغوله) بانيابها البشعة وقرونها الطويلة ستخرج منها الان وتبتلع هذا المسكين
فتح عم سليم الباب فجريت مسرعا اختبى خلف احدى الاعمدة واراقب ما سيحدث بخوف
دخل عم سليم ورايت جسده يختفى داخل الظلام المخيف ثم مضت لحظات قبل ان اسمع صوت تكسير
يبدو انها ابتعلته باكمله
مسكين
الان من سيفتح لنا باب الحوش

احسست بالاضطراب والقلق على مستقبل اللعب
لحظات وخرج عم سليم هو يحمل بيده درج قديم وذهب به مبتعدا فظللت فى مكانى مذهولا
كيف لم تبتلع امنا الغوله عم سليم
ايعقل ما اراءه الان
لن يصدقنى زملائىعندما احكى لهم
وكانت عندنا مدرسه اسمها ابله (عفاف)
بدينة الجسد ترتدى دائما شال اسود اللون وكنا نتهامس فيما بينا عن هذا الشال المخيف الى ان اخرج احدنا نظرية عبقرية تقول ان هذا الشال هو فراء رؤؤس الاولاد الذين تاكلهم فى المساء وكانت ابلة عفاف تنذرنا دائما بانها ذات يوم سوف تلقى احدنا فى حجرة المظلمة والتى كانت تسميها حجرة الفئران
وظل مشهد هذه الحجرة عالقا فى ذهنى استيقظ كل ليلة خائفا
مذعورا
من حجرة الفئران








كتبت : طيور النورس
-
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .