حجرة الفئران-2- التمثال

مجتمع رجيم / التنمية البشرية وتطوير الذات
كتبت : شهد السعادة
-
لم اكد انتهى من سرد الاحداث السابقة للدكتور النفسى حتى نهض من مقعده
ودون بعض العبارات فى ورقة صغيرة وقبل ان يسالنى من جديد سالته
- هل مرضى خطير يا دكتور
اجاب بالنفى وقال ان ما يحدث لى مجرد مخاوف قديمة ستزول بعد عدة جلسات ثم طلب منى ان استمر فى سرد الاحداث فنظرت الى تمثال صغير لفتى عارى الجسد موضوع على مكتب الطبيب فذكرنى هذا التمثال بشى ما فقلت
- دائما اثناء طفولتى كانت هناك العديد من المخاوف التى تملا كيانى
كنت اخاف والدى اخاف الاطفال الاكبر سنا منى وكنت اخشى الاشباح والعفاريت وامنا الغولة
لكنى لم اخشى يوما الموت بل احيانا وانا صغير كنت اتمنى ان اموت لارى ماهية هذا المجهول الذى يخشاه الجميع ذات يوم وانا جالس على الارض فى المنزل منهمك فى خنق القطة الصغيرة التى
تعيش فى البيت وفى اللحظة الحاسمه وعندما رفعت السكين لاقطع به راس هذه القطة سمعت زغاريد عالية تملى المكان فخرجت الى الشبا ك محضرا كرسى كبير ووقفت عليه ثم نظرت الى الشارع فوجدت والدى معه صندوق غريب الشكل وعلى وجه ابتسامة( من جاب الذئب من ديله) كما يقولون ادركت بعد ذلك ان هذا الصندوق يسمى تليفزيون ابيض واسود كانت نظرات بلاهة واعين مذهولة تنظر الى والدى وفى لحظات كان الجميع مجتمعين فى بيتنا فاصبحت تائها وسط العديد من الاقدام الطويلة امتلى بيتنا بالعديد من الشخصيات المهمة والعظيمة فها هو المعلم حسن صاحب
القهوة وهذا شيخ البلد اتى ليشرف بنفسه على تركيب التليفزيون كما اتت الداية حكيمة بملابسها السوداء التى اكرهها ورائحة الموغات التى تفوح منها وهاهى الست كريمة التى اعتادت ان تعطينى الحقن عندما اكون مريض اننى اكرهها بشدة ووسط الزحام رحت ابكى لكن لاول مرة لم اجد من يرفعنى من على الارض ويربت على ظهرى فالكل مشغول وفجاة فوجئت باحد الاشخاص ضخام الجثة وهو يدهسنى بقدمه ذات الرائحة الكريهة دون قصد منه احسست بالخوف والضياع والتلاشى فجريت اختبى اسفل احد الكراسى وبين ارجل الكرسى احسست بالامان والراحة
رحت انظر الى ابى من مكانى وهو يركب التليفزيون وعندما انتهى وجدته يهم بادارة مفتاح ما فيه رايت الجميع يحدقون فى ابى بذهول وخوف وبعضهم كان يضع يده على فمه والبعض الاخر يشمر جلبابه واضعا طرفه فى فمه استعداد للقفز من النافذة فى حالة حدوث انفجار ما كان الكل ينتظر
وبحركة مسرحية تستحق التصفيق ادار ابى المفتاح متراجعا فى وجل
شهق الجميع برعب وقفز بعض الرجال من الشباك وهم يصرخون ففوجئت بصوت
هائل يخرج من شاشته السوداء قبل ان يظهر عليها بعض الاشخاص
امعقول هذا كيف دخل هولاء الناس داخل هذا الصندوق العجيب
وفى لحظة فوجئت ببعض الشيوخ يهللون ويكبرون فى فرح بينما قفز بقية
الموجودين من الشبابيك خائفين من هذا الصندوق العجيب وبمرور الوقت اعتدت على وجود هذا الصندوق الغريب فى منزلنا ولكن كان محظور على ان اقتراب منه وذات يوم روادتنى فكرة عبقرية وهى ان هولاء الناس الذين اراهم على الشاشه هم اشخاص محبسوين داخل الصندوق
فى بعض الاحيان كنت اشاهدهم وهم يقتلون بعضهم واحيانا اخرى ارى ان من مات وقد عاد من جديد احترت من هذا وقررت حل هذا اللغز العجيب ووضعت داخل عقلى هدف مقدس لابد ان انقذ هولاء المساكين وذات يوم تسللت من وراء ابى وادارت المفتاح العجيب فرايت بعض الاشخاص
يلعبون كرة القدم رحت انظر من الفتحات الموجودة داخل الصندوق لعلى ارى بقية الاشخاص والذين كنت اتخيلهم نائمين فى تلك اللحظة ولكن ياللعجب لم ارى شى واخيرا قررت ان اكون المنقذ فحملت التليفزيون بكل ما اوتيت من قوة بينما صوت المعلق يصرخ بحماس - والكورة مع مصطفى عبده
ثم تركت التليفزيون يسقط من يدىفى نفس اللحظة التى كان فيها المعلق يصرخ بهستريا
- وجوووووووووووووووووووووووول
ولم اكد اتركه حتى تحطم الصندوق على الارض فرحت افتش فى اجزاءه المحطمة عن الاشخاص الموجودين بداخله وياللعجب لم اجد سوى بعض السلوك الكهربائيه والقطع الغريبة ولا شى غير هذا
اين الناس الموجودين بداخله
انا المنقذ
انا المنقذ
وبينما انا اصرخ هكذا واصيح
انا المننننننننننننننقذ
فوجئت بوالدى يقف بوجهه الغاضب ثم بصفعة قويةعلى وجهى جعلت النجوم تظهر امام عينى
ومنذ ذلك اليوم وانا ارتعد ومهما وضعت من بطانين على جسدى اجدنى ارتعش والان هذا التمثال يذكرنى بما حدث
دكتور
لقد اصبح الجو باردا
اننى ارتعش
ارتعش





كتبت : طيور النورس
-
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .