الإعجاز العلمي في النهي عن الغضب
مجتمع رجيم / الاعجاز العلمى الدينى
كتبت :
مامت ناهد
-
بسم الله الرحمن الرحيم
الإعجاز العلمي في النهي عن الغضب
مقدمة
الحمد لله الذي بحمده تتم الصالحات، والصلاة والسلام على من أخبرنا بما كان وما هو آت:
وبعد:
فإن الغضب حالة شائعة بين الناس وهو بينهم لا يكاد يجهله أحد ولكنه مبغوض ومساوئه أكثر من محامده لأنه داء وليس بدواء في أكثر الأحايين وكما قيل: «فإن الغضب عدو العقل، وهو له كالذئب للشاة قلَّ ما يتمكن منه إلا اغتاله, والغضب من الصفات التي ندر أن يسلم منه أحد بل تركه بالكلية صفة نقص لا كمال والغضب ينسي الحرمات، ويدفن الحسنات ، ويخلق للبريء جنايات»(1).
قال ابن تيمية – رحمه الله تعالى-: «ما تجرع عبد جرعة أعظم من جرعة حلم عند الغضب، وجرعة صبر عند المصيبة، وذلك لأن أصل ذلك هو الصبر على المؤلم، وهذا هو الشجاع الشديد الذي يصبر على المؤلم، والمؤلم إن كان مما يمكن دفعه أثار الغضب, وإن كان مما لا يمكن دفعه أثار الحزن، ولهذا يحمر الوجه عند الغضب لثوران الدم عند استشعار القدرة، ويصفر عند الحزن لغور الدم عند استشعار العجز»(2).
«والغضب يترتب عليه تغير الباطن والظاهر، كتغير اللون والرعدة في الأطراف، وخروج الأفعال على غير ترتيب، واستحالة الخلقة، حتى لو رأى الغضبان نفسه في حالة غضبه، لسكن غضبه؛ حياءً من قبح صورته، واستحالة خلقته، هذا في الظاهر، وأما في الباطن فقبحه أشد من الظاهر؛ لأنه يولد حقداً في القلب، وإضمار السوء على اختلاف أنواعه، بل قبح باطنه، متقدم على تغير ظاهره، فإن تغير الظاهر ثمرة تغير الباطن، فيظهر على اللسان الفحش والشتم، ويظهر في الأفعال بالضرب والقتل، وغير ذلك من المفاسد» (3) .
ولم يكتف صلى الله عليه وسلم بالنهي عن هذه الآفة، وبيان آثارها، بل بين الوسائل والعلاجات التي يستعين بها الإنسان على التخفيف من حدة الغضب، وتجنب غوائله.
والغضب كما سيأتي تعريفه حالة من التوتر تنتاب الإنسان، يختلف في قوته من إنسان لآخر، سأتناوله بشيء من التفصيل من جهة ما ورد في شرعنا في أسباب حصوله وكيفية معالجته، وأيضا فإني سأذكر ما توصل إليه العلم الحديث من كيفية معالجته للوصول بالقارئ إلى وجه الإعجاز الناشئ من التطابق الكبير بين ما وصفه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل أربعة عشر قرناً وبين ما توصل إليه أرباب العلم التجريببي، ومن هنا فسيكون البحث مقسماً على النحو التالي:
- تعريف الغضب.
- النصوص الواردة في ذم الغضب.
- أنواعه وأسبابه ودرجاته.
- النصوص الواردة في علاج الغضب من خلال الهدي النبوي.
- آثار الغضب على الجسم من منظور علمي.
- الغضب الصريح والغضب المكبوت.
- علاج الغضب في العصر الحديث.
- وجه ا لإعجاز.
الإعجاز العلمي في النهي عن الغضب
مقدمة
الحمد لله الذي بحمده تتم الصالحات، والصلاة والسلام على من أخبرنا بما كان وما هو آت:
وبعد:
فإن الغضب حالة شائعة بين الناس وهو بينهم لا يكاد يجهله أحد ولكنه مبغوض ومساوئه أكثر من محامده لأنه داء وليس بدواء في أكثر الأحايين وكما قيل: «فإن الغضب عدو العقل، وهو له كالذئب للشاة قلَّ ما يتمكن منه إلا اغتاله, والغضب من الصفات التي ندر أن يسلم منه أحد بل تركه بالكلية صفة نقص لا كمال والغضب ينسي الحرمات، ويدفن الحسنات ، ويخلق للبريء جنايات»(1).
قال ابن تيمية – رحمه الله تعالى-: «ما تجرع عبد جرعة أعظم من جرعة حلم عند الغضب، وجرعة صبر عند المصيبة، وذلك لأن أصل ذلك هو الصبر على المؤلم، وهذا هو الشجاع الشديد الذي يصبر على المؤلم، والمؤلم إن كان مما يمكن دفعه أثار الغضب, وإن كان مما لا يمكن دفعه أثار الحزن، ولهذا يحمر الوجه عند الغضب لثوران الدم عند استشعار القدرة، ويصفر عند الحزن لغور الدم عند استشعار العجز»(2).
«والغضب يترتب عليه تغير الباطن والظاهر، كتغير اللون والرعدة في الأطراف، وخروج الأفعال على غير ترتيب، واستحالة الخلقة، حتى لو رأى الغضبان نفسه في حالة غضبه، لسكن غضبه؛ حياءً من قبح صورته، واستحالة خلقته، هذا في الظاهر، وأما في الباطن فقبحه أشد من الظاهر؛ لأنه يولد حقداً في القلب، وإضمار السوء على اختلاف أنواعه، بل قبح باطنه، متقدم على تغير ظاهره، فإن تغير الظاهر ثمرة تغير الباطن، فيظهر على اللسان الفحش والشتم، ويظهر في الأفعال بالضرب والقتل، وغير ذلك من المفاسد» (3) .
ولم يكتف صلى الله عليه وسلم بالنهي عن هذه الآفة، وبيان آثارها، بل بين الوسائل والعلاجات التي يستعين بها الإنسان على التخفيف من حدة الغضب، وتجنب غوائله.
والغضب كما سيأتي تعريفه حالة من التوتر تنتاب الإنسان، يختلف في قوته من إنسان لآخر، سأتناوله بشيء من التفصيل من جهة ما ورد في شرعنا في أسباب حصوله وكيفية معالجته، وأيضا فإني سأذكر ما توصل إليه العلم الحديث من كيفية معالجته للوصول بالقارئ إلى وجه الإعجاز الناشئ من التطابق الكبير بين ما وصفه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل أربعة عشر قرناً وبين ما توصل إليه أرباب العلم التجريببي، ومن هنا فسيكون البحث مقسماً على النحو التالي:
- تعريف الغضب.
- النصوص الواردة في ذم الغضب.
- أنواعه وأسبابه ودرجاته.
- النصوص الواردة في علاج الغضب من خلال الهدي النبوي.
- آثار الغضب على الجسم من منظور علمي.
- الغضب الصريح والغضب المكبوت.
- علاج الغضب في العصر الحديث.
- وجه ا لإعجاز.