حوار صريح بين فتاة وقلبها .. ارجو الدخول

مجتمع رجيم / مسجات الجوال
كتبت : nanos
-

الفتاة ..

أنت أيتها المضغة العجيبة لا يتجاوز حجمك قبضة اليد ولكنك غريبة ليتني أفهمك أو أعرف سرك .




القلب ..
أي سر أيتها الفتاة .. آه .. أي سرٍ هذا الذي تتحدثين عنه فما أنا بصاحب أسرار .




الفتاة ..
أيها القلب أو لست سبب صلاح المرء وفساده أو لست سبب سعادته وشقائه ومع ذلك تقول لي لست صاحب أسرار .




القلب ..
نعم . قد أكون سبب شقائك وسعادتك وصلاحك وفسادك بعد إرادة الله عز وجل ولكن اعلمي يقيناً أنني لست الملوم الوحيد في ذلك فأنت لك اليد الأولى في ذلك .




الفتاة ..
كفاك مراء وهراء يا قلبي إنك بلا شك قلب فاسد جداً. لا أقول حجراً فربما كان الحجر ألين منك وأرق أما تخاف الله عز وجل أما تخشاه .. إيه فقد اشقيتني وأقلقتني .




القلب ..
اسمعي أنت أراك قد أكثرت على اللوم وبدأت تين .. رويدك فقد أكون قاسياً فعلاً ولكن .




الفتاة ..
دعك أيها القلب من هذه فأنت قاس بلا شك وأشكو قسوتك إلى الله هو يفصل بيننا .




القلب ..
عجباً لك إنك أنانية تحاولين دائماً تبرئة نفسك وتلقين اللوم والذنب على غيرك وكأنك لم تعملي شيئاً . لذلك فأنت تقاطعيني في الكلامي .




الفتاة ..
أقاطعك ، وهل لديك كلام حتى أقاطعك فيه .




القلب ..
يا سبحان الله . عجيب إنك تثرثرين بسرعة وقد برأت نفسك وجعلتيني المتهم الأول والأخير إنك تحاولين مخادعة نفسك .




الفتاة ..
أيها القلب . كفاك تزيين الكلام وتحسين البيان فأنا أفهمك .




القلب ..
أنت تفهمين ؟! أو مثلك يفهم ؟!



الفتاة ..
أعلم أنك تحاول إثارة أعصابي ببرودك هذا .




القلب ..
معاكي لا أكون بارداً وأنا متأكد مما أقول .




الفتاة ..
عجباً من شدة أفكارك فكل كلمة من كلماتك تزيك قسوة وغفلة وإعراضاً .



القلب ..
والله ما زاد قلبي قسوة إلا من جراء أفعالك .




الفتاة ..
هراء .. أنا أجبرتك لتكون قاسياً .




القلب ..
أجل أنت السبب في قسوتي فما أنا إلا جزء في هذا الجسد الذي ينغمس في نعم الله وما شكره على ذلك طرفة عين . أنت التي تسيرين بي إلى ما حرم الله . إن سرتِ سرت معك . لا أذهب وحدي أبداً أليس هذا صحيح .




الفتاة ..
يهتز صوتها . نعم ..آ .. آ.. ولكن ..




القلب ..
ولكن ماذا .. أ لديك ما تقولين ؟! مثلك يجب أن يطأطئ رأسه .. ما أجرأك على حدود الله إني أشكوك إليه تعالى .




الفتاة ..
تمهل أيها القلب !!



القلب ..
أو مثلك يستحق التمهل .. وإن تمهلت فإلى متى ؟! لقد سئمت .. لقد مللت .. أجل سئمت الذنوب تحرقني .. سئمت المعاصي توجعني . أخبريني هل بحثت عني يوماً وأنت إلى الصلاة ذاهبة هل حاولت استحضاري معك ؟! أم أنك أهملتني وركلتيني بكلتي قدميك .. تقرأين القرآن ولستُ معك .. ما أتعبت نفسك في البحث عني .. وحتماً ستجدينني وقريب منك جداً ولكنك قد غفلت وأهملت أليس هذا هو الحق الذي تتعامين عنه ؟!!



الفتاة ..
أجل .. آ.. آ .. آه ..آه ولكنك .




القلب ..
ولكنني ماذا ، ألا أزال لديك ما تقولينه .. قولي لي : هل سجدت ودعوت لي بالرقة والصلاح ؟ هل ألححت يوماً على الله في السؤال لي بالخشوع والخضوع ؟ هل بكيت يوماً حرقة على هذا الوضع الذي أنا فيه ، أم أنك كالبهيمة ترعى في هذه الأرض لا هم لك إلا مطعمك ومشربك بهيمة في مسلاخ بشر . ناسيه أو متناسيه أن وراءك جنة ونار وحساب وعقاب .






الفتاة ..
رويدك أيها القلب (( بصوت متزعزع ))




القلب ..
ولماذا لم تتمهلي أنت قليلاً في البداية .. نزلت علي ّ كالسيل الجارف أو البرق الخاطف .. ولم تنظري مني الرد أو تسمعي مني إجابة . إنك حقاً متعجرفة عجولة تفكرين في نفسك دائماً .




ثم اعلمي أنك لم تحاولي أن تعلقينني بربي عز وجل .. بل تعلقينني دائماً بغير ربي فيزيد قلبي قسوة وتغلظ على الغشاوة ، ركضت وراء الدنيا متجاهلة صراخي وآهاتي وأنيني غفلتِ عن ذكر الله عز وجل فعشت في وحشة وغربة . وبعد كل ذلك تقولين رويدك !!




الفتاة ..
وقد جعلت رأسها إلى الأرض خجلاً وندماً .




قلبي الحبيب ..
إني مخطئة .. أرجوك سامحني .. وأعدك ألا أعود لمثل هذا مرة أخرى .. وسأبدأ صفحة جديدة من حياتي .. لقد علمت جهلي وإعراضي .. سامحني ... سامحني .. ثم ترتل {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}.

align="right">منقول


كتبت : || (أفنان) l|
-

مواضيعك دائما تشدني وأتمنى من كل قلبي
إنها لم تنتهي لكن لكل شي نهاية
يسعدني ويشرفني أن أكون هنا وتحياتي

اللقلم الراقي لما تكتبيه لنا
أختى حفظك الرحمن ودمتى بحفظ الرحمن ورعايته
كتبت : سنبلة الخير .
-
كتبت : nanos
-
جزاكم الله عنى خيرا

التالي

ماء المطر شفاء

السابق

تعالوا كلكم حبيباتي ابي استشيركم ..

كلمات ذات علاقة
ماذا , لديك , الله , الذي , التي , الدخول , الدنيا , الرد , الفتاة , القلب , القرآن , ارجو , تخاف , تزيين , بسرعة , بصوت , تعالى , جداً , حياتي , جديدة , حوار , حقاً , على , فتاة , نفسك