لن تهزم امه و فيها هؤلاء

مجتمع رجيم / الحياة الأسرية
كتبت : مامت ناهد
-
الشهيده وفــاء ادريــس



الاستشهادية وفاء إدريس فلسطينية هاجر أهلها من مدينة الرملة التي احتلها الصهاينة عام 1948 م ، واستقر بهم المطاف في مخيم الأمعري بالقرب من رام الله ، عاشت في بيت متواضع من الطوب المصفح بألواح الاسبست ، في ظروف اجتماعية صعبة فهي الابنة الوحيدة لوالدتها ، قامت بتوديع أمها وأشقائها وقالت لهم : " الوضع صعب وربما يستشهد الإنسان في أية لحظة " .. تأخرت وفاء وجاء الليل ولم تحضر وبدأ أهلها بالبحث عنها وسألوا بعض صديقاتها فقلن إنها ودعتهن وكانت تطلب منهن الدعاء وهي تقول لهن : " سأقوم بعمل يرفع رؤوسكن " دون أن تفصح عن ذلك العمل . وبقي الجميع مرتبكا حتى وصلهم الخبر بأن وفاء فجرت نفسها في شارع يافا بالقدس المحتلة

نفذت عملية القدسالغربية
"وفاء علي إدريس" بطلة سوف يتذكر اسمها جيداً، الإسرائيليون والفلسطينيون أيضاً, وكل من يغار على فلسطين ويرفض سياسات شارون الدموية.

فقدخطّت بجسدها الطاهر واحدة من أشرف العمليات الإستشهادية في السنوات الأخيرة, والتيأصابت العدو الإسرائيلي بالذهول لتضحية الفتيات الفلسطينيات بأنفسهن فداء لوطنهن،ونجم عن العملية التي جرت الأحد بتاريخ 27/1/2002 إصابة أكثر من 70 إسرائيلياًبالقدس الغربية.
وقد جاء في البيان الذي أصدرته كتائب شهداء الأقصى: "أنهاالشهيدة البطلة, ابنة الكتائب الأبية "وفاء على إدريس" البالغة من العمر 26 عاماً, ومن سكان قلعة الصمود مخيم الأمعري قضاء "رام الله" المشمولة بالحكم الذاتيالفلسطيني في الضفة الغربية.


وكانت وفاء إدريس التي تعمل متطوعة في الهلا ل الأحمر الفلسطيني قد غادرت منزل ذويها الأحد 27/1/2002 واختفت من هذا الوقت, ويعدشقيقها مسعود مسؤولاً محلياً في حركة فتح بمخيم الأمعري للاجئين الفلسطينيين. وكانتإسرائيل قد اعتقلته في السابق.
وذكرت مصادر في الهلال الأحمر الفلسطيني" أنوفاء عملت كمتطوعة في لجان الهلال الأحمر, وقد اختفت آثارها قبيل ظهر الأحد (يوموقوع العملية) ولم تظهر منذ ذلك التاريخوأضافت المصادر أن وفاء وصلت إلى عملهاكالمعتاد الأحد 27/1/2002,غير أنها أخذت إذن مغادرة في موعد سابق على حدوث العملية, ولم تعد بعدها إلى العمل"

كتبت : مامت ناهد
-
الشهيده دارين ابو عيشه






منفذة عملية الحاجزالأمنيلم تكن دارين بالإنسانة العادية, فقد كانت شعلة من النشاط داخل الكتلةالإسلامية بجامعة النجاح, ملتزمة بدينها وعلى خلقٍ عالٍ "بهذه الكلمات وصفت "ابتسام" شقيقتها الإستشهادية دارين محمد أبو عيشة 22 عاماً الطالبة بالسنة الرابعةبجامعة النجاح, وتسكن قرية بيت وزن قضاء مدينة نابلس شمال الضفة الغربية التي نفذتعملية إستشهادية مساء الأربعاء 27/2/2002 أمام حاجز عسكري صهيوني في الضفة الغربية, وهو ما أسفر عن إصابة ثلاثة من جنود الاحتلال واستشهاد منفذة العملية واثنين من الفلسطينيين كانا معها.
وتضيف ابتسام: "لم يكن استشهاد "وفاء إدريس" هو دافع دارين للتفكير بالشهادة, فمنذ أكثر من العام كانت تتحدث عن أمنيتها للقيام بعمليةإستشهادية, وأخذت تبحث عمن يجهزها للقيام بذلك"
وتقول ابتسام: "ذات مرة توجهتدارين إلى "جمال منصور" القيادي بحركة حماس الذي اغتالته قوات الاحتلال الصهيوني فيأغسطس 2001, وطلبت منه الانضمام إلى الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس, وأعربت عن عزمها القيام بعملية إستشهادية. ولكن وجدت صدوداً من حركة حماس!! وقاللها الشهيد جمال (عندما ينتهي الرجال من عندنا سنستعين بكن للقيام بالعمليات الإستشهادية"
لم يقنع هذا الكلام دارين كما تقول شقيقتها ولم ينقطع حديثها عن الشهداء والشهادة, وكانت كثيرة المشاركة في تشييع جثامين الشهداء والمشاركة فيالمسيرات.

ويرجع المحللون المقربون من حماس سبب رد الشهيد جمال أنه ليس مرتبطاًبالجهاز العسكري لحماس ككل أعضاء المكتب السياسي للحركة كما أن مثل هذه الأعماليختص بها ذاك الجهاز وهو المعني بتجنيد الإستشهاديين وليس موقفاً سياسياً أو دينياًمن تجنيد إستشهاديات.
دارين تؤكد في شريط فيديو تم تصويره قبل تنفيذها العملية "أنها قررت أن تكون الشهيدة الثانية بعد وفاء إدريس لتنتقم لدماء الشهداء وانتهاك حرمة المسجد الأقصى"


وأوضحت الشهيدة دارين أن المرأة الفلسطينية كانت وما زالتتحتل الصدارة في الجهاد والمقاومة, داعية كل النساء الفلسطينيات إلى مواصلة دربالشهداء, وقالت: "وليعلم الجبان شارون أن كل امرأة فلسطينية ستنجب جيشاً منالإستشهاديين, ولن يقتصر دورها على البكاء على الابن والأخ والزوج, بل ستتحول إلىإستشهادية"
وتشير والدتها إلى أنها لاحظت في الليلة السابقة لاستشهاد دارينإكثارها من قيام الليل وقراءة القرآن والصيام والقيام فإنها زادت من ذلك في الليلةالتي سبقت إستشهادها, ولقد خرجت من البيت ولم تودعني وكانت يومها صائمة.
وتضيفشقيقتها قائلة: "عندما خرجت دارين من البيت قالت (أنا ذاهبة لشراء كتاب), ثم عادتبعد عدة ساعات, وبعدها خرجت, ولم نعرف إلى أين" وتضيف أنها "في الساعة العاشرة مساءالأربعاء اتصلت عبر الهاتف, وقالت: "لا تقلقوا عليّ, سأعود إن شاء الله, لا تخافواوتوكلوا على الله وفي الصباح سأكون عندكم" وكانت هذه آخر كلمات سمعتها منها, وسمعتها والدتي أيضاً.
وتؤكد ابتسام أن دارين لم تكن عضوة في حركة فتح أو كتائبشهداء الأقصى, وأنها كانت من أنشط طالبات الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح.

كتبت : مامت ناهد
-

عندليب طقاطقة (18) عاما

12/4/2002
الاستشهاديه عندليب طقاطقة .. فبعد انتهاء معارك مخيم جنين كان لا بد من عمل يثبت للعالم فشل إرهاب شارون وعمليته ” السور الواقي ” .. كان المشهد يهز النفوس عندما ظهرت عندليب وهي تقرأ وصيتها على الملأ حاملة لكتاب الله .. وهي تقول : ” إن هذه الحياة .. حياة فانية لا طعم لها ولا قيمة وخير ما يبحث عنه الإنسان هو الحياة الكريمة في الجنة ” .. وفي صباح يوم العملية قالت عندليب لأمها – قبل خروجها – أن تحضر نفسها لأن خبراً سعيداً سيفاجئها مساء .. وظنت الأم أن خاطبا سيزورهم .. لكن عندليب نفذت العملية


الاستشهاديه
زينب علي عيسى أبو سالم (18 عاماً)
22/9/2004



الاستشهاديه زينب علي عيسى أبو سالم (18 عاماً) ، من سكان مخيم عسكر القديم شرق مدينة نابلس ، فجّرت حزاماً ناسفاً ، كانت تتحزّم به ، بالقرب من محطة انتظارٍ للجنود الصهاينة المسافرين مجانـًا في سيارات خصوصية إلى منطقة البحر الميّت ومستوطنة "معليه أدوميم" كبرى المستوطنات الصهيونية في القدس المحتلة . وقد نفّذت الاستشهاديّة العمليّة رغم أنها خضعت لتفتيشٍ من قبل رجال الأمن الصهاينة قبل وصولها المحطّة المقصودة ، حسبما ذكرت المصادر الأمنية الصهيونية ، أسفرت العملية عن مصرع جنديّ صهيونيّ وآخر مستوطن صهيوني وإصابة 16 بين جنود و مستوطنين صهاينة ، جراح اثنين منهم بالغة الخطورة وواحد إصابته متوسّطة ، والبقيّة إصابتهم خفيفة . وتبنت كتائب شهداء الأقصى هذه العملية الاستشهادية.
كتبت : ✿ موكآ فرآولة ✿
-
[align=center]


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



ماشااء الله تباارك الرحمن موضووع رآآآئع


باارك الله فيك عزيزتي


:)
[/align]
كتبت : مامت ناهد
-
الاستشهادية هبة دراغمة




ودعت أسرتها في طريقها لللشهادة الجامعية فحصلت على شهادةٍ خير منها

بدت أسرة الشابة الفلسطينية هبة عازم سعيد دراغمة 19 عاما من بلدة طوباس في حالة من الذهول بعدما شاع نبأ وقوفها خلف العملية الاستشهادية في العفولة لأنها غادرت المنزل في ساعات الظهر قاصدة مكاتب جامعة القدس المفتوحة في طوباس حيث تلتحق بقسم اللغة الانجليزية.
ويقول أفراد أسرتها إنهم التقوا بالباحث علي دراغمة من منظمة بتسيلم الناشطة في مجال حقوق الإنسان في الشارع حيث بادر بسؤالهم عن المعلومة بتنفيذ ابنته العملية الأخيرة فنفوا ذلك وقالوا إنها بالبيت وكان والدها غير مصدق وتوجها معا للبيت فلم يعثروا عليها فتوقع والدها أن تكون عند إحدى شقيقاتها الثلاثة المتزوجات أو في الجامعة ولكن أعمال البحث باءت بالفشل.
الوالدة لم تتمكن من احتمال الوقوف والانتظار وتسمرت أمام التلفاز حتى أتى الخبر اليقين بعدما شاع نبأ آخر أن منفذة العلمية فتاة أخرى من البلد تدعى هبة من نفس العائلة تدرس في جامعة النجاح الوطنية.
وإلى جانب الشقيقات الثلاثة للاستشهادية فإن لديها 4 أشقاء أحدهم بكر دراغمة- 20 عاماً- وهو طالب في الثانوية الصناعية بنابلس ومعتقل في سجون الاحتلال وتوجه لهم تهم خطيرة قد يصل الحكم فيها إلى المؤبد.
ويؤكد أقارب الشهيدة أنها نسقت مع سرايا القدس وانطلقت ونفذت العملية من خلال نشطاء حركة الجهاد الإسلامي الذين تبنوا العملية في بيان رسمي .
وفي أعقاب العملية اعتقلت سلطات الاحتلال والدي الاستشهادية في محاولة لتحقق من معرفتهم المسبقة بنية هبة القيام بتك العملية.
واستقطبت البلدة ومنزل الاستشهادية عشرات الصحفيين الذين بحثوا عن كل ما له علاقة بالشهيدة من أفراد الأسرة والصديقات والمدرسة.
وساد الذهول أيضا في أروقة جامعة القدس المفتوحة في طوباس حيث أشار خالد دويكات مدير فرع الجامعة أن الشهيدة أنهت فقط فصلاً دراسياً واحداً بواقع 16 ساعة دراسية وأن الجسم الطلابي نعى الشهيدة عبر مكبرات الصوت واليافطات التي علقت على الجدران.
وكانت دراغمة قد فجرت نفسها على المدخل الشرقي لمجمع" همعكيم" التجاري في مدينة العفولة شمال جنين مما أدى إلى مصرع ثلاثة صهاينة و إصابة 20 آخرين وصفت جراح أربعة من الجرحى بأنها خطيرة. وحسب المصادر الأمنية "الإسرائيلية" فقد اشتبه حارس المجمع بالفتاة ومنعها من الدخول إلى السوق الأمر الذي أدى إلى تفجير نفسها محدثة دوياً هائلاً وتبين أنها كانت تحمل عبوة زنت 5 كيلو غرام.
وقالت علقت "ميساء الطوباسي" جارة الاستشهادية إن الشهيدة هبة حققت حلم شقيقها الذي كان ينوي تنفيذ عملية استشهادية وتم اعتقاله.وأوضحت ميساء أن قوات الاحتلال اعتقلت "بكر" شقيق الاستشهادية هبة قبل عام ونصف تقريباً خلال محاولته القيام بعملية استشهادية في "إسرائيل"، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يحكم على بكر بالمؤبد.
وتصف ميساء حالة أهالي قرية طوباس بالضفة الغربية بعد وصول نبأ قيام هبة بعملية استشهادية إليهم، قائلة: "الذهول والاستغراب خيم على القرية بأكملها عندما علموا بنبأ قيام هبة بعملية استشهادية، فلم يكن أحد من أهل القرية يتوقع أن تنفذ هبة التي عرفها المقربون منها بالوداعة والهدوء، عملية استشهادية".
كما تشير إلى أن أفراد أسرة هبة لم يصدقوا نبأ وقوفها خلف العملية الاستشهادية في العفولة؛ لأنهم كانوا يعتقدون أن هبة غادرت المنزل في ساعات الظهر قاصدة جامعة القدس المفتوحة في طوباس حيث تلتحق بقسم اللغة الإنجليزية.
وتصف ميساء حال والد هبة بعد وصول نبأ قيام ابنته بعملية استشهادية، قائلة: "عندما سمع والد هبة من الناس في الشارع عن تنفيذ ابنته لعملية استشهادية، ذهب مسرعاً لمنزله، فلم يجدها هناك، وبعدها ذهب لمنازل شقيقاتها الثلاث المتزوجات، فلم تكن هناك أيضا، فأيقن صحة الأنباء التي يتناقلها أهالي القرية".
ولم تكن الشهيدة دراغمة الفتاة الفلسطينية الأولى التي تنفذ عمليات استشهادية فقد سبقتها الاستشهادية الأولى وفاء إدريس من مخيم الأمعري برام الله التي نفذت العملية في مدينة القدس في مطلع العام 2002 ثم كانت دارين أبو عيشة من بلدة بيت وزن قضاء نابلس حيث فجرت نفسها في حاجز عسكري بين رام الله والقدس في شباط 2002 و آيات الأخرس من مدينة بيت لحم حيث نفذت العملية الاستشهادية في آذار 2002 في القدس الغربية إضافة إلى الشهيدة عندليب طقاطقة من مدينة بيت لحم وفجرت نفسها في مدينة القدس بشهر نيسان العام 2002.
كتبت : مامت ناهد
-
الاستشهادية نورا شلهوب حولها الاحتلال من طفلة صغيرة إلى مقاومة صغيرة



طفلة صغيرة بريئة, لم تترك حولها سوى بصمات الحب والرقة والهدوء, دون أن يعلموا ما يجول في خاطرها, فلا أحد من ذويها توقع عملها البطولي رغم أنها كانت تتمنى الاستشهاد منذ صغرها, فكانت متلهفة على جمع صور الشهداء وتلزيقها على جدران غرفتها, أحبت البطولة وأصرت على السير في طريقها رغم صغر سنها, فهي الاستشهادية نورا شلهوب تلك البطلة التي جعلت اسمها حكاية للأبطال.


نشأتها


نورا ابنة السادسة عشرة من مدينة طولكرم، فتاة فلسطينية نبذت ما انحازت إليه قريناتها، وتركت كل ما يشد إلى نوازع المتعة والزينة، وقيدت تفكيرها واهتماماتها بكل ما يتصل بهموم وآلام ومعاناة شعبها، وما يخفف عنه بطش وجبروت وقمع الاحتلال, نشأت وترعرعت الاستشهادية في بيت ملتزم, عرف عنها حبها الشديد للقدس والأقصى .

تميزت بالذكاء والتفوق منذ الصغروكانت محبوبة جداً في مدرستها ولدى زميلاتها ومعلماتها فكل من عرفها أحبها، التزمت بالزى الشرعي لحبها الشديد لدينها فقد كانت ممن يحفظ من القرآن الكريم وشاركت فيالعديد من الأنشطة الإسلامية داخل المدرسة رغم صغر سنها .

تفاعلت الاستشهادية نورا مع أحداث الانتفاضة وخاصة انتفاضة الأقصى, وتأثرت بالشهداء والاستشهاديين فكانت تجمع صور الشهيدين عامر منصور الحضيري و فواز البدران اللذان اغتيلا على يد الغدرالصهيوني في محافظة طولكرم على خلفية انتمائهما لكتائب عز الدين القسام, وممن أثرفيها كثيراً استشهاد القائد القسامي الشهيد محمود أبو هنود وذلك حسب ما وصف المقربون منها.

وهي أيضا تأثرت بفعل الاستشهاديين الكبار الذين نفذوا عمليات بطولية في قلب الكيان الصهيوني, فكانت تجمع صور الاستشهادي محمود مرمش والاستشهادي احمد عمر عليان منفذا عمليتان استشهاديتان في قلب الكيان فيما عرف بالعهدة العشرية القسامية وكذلك الاستشهادي مؤيد صلاح الدين وهي أيضا تحتفظ بوصاياهم .

واعية سياسياً

يشهد لها من يعرفها عن قرب بوعيها السياسي والثقافي وأنها مدركة للأحداث والتطورات وما يجري على الساحةالفلسطينية والعالمية وما يحاك ضد هذا الشعب من مؤامرات فكان ذلك جليا من خلال مناقشتها لمن يكبرها سنا فهي محبة للمطالعة وتتابع نشرات الأخبار باستمرار وكذلك الصحف .

كانت "نورا" تسير في شوارع مدينتها طولكرم ترتدي زى المدرسة الأخضر، والحجاب الأبيض يلف وجهها البريء، تحمل أدواتها المدرسية ودفترأشعارها الصغير، وفي طريقها إلى المدرسة الذي تسلكه كل يوم، ذهاباً وعودة، كانت تبصرجنود الاحتلال وهم يمرون في شوارع المدينة بزيهم المعروف وأسلحتهم الشرهة للقتل فيأي لحظة وبخاصة عند حاجز "الطيبة" الواقع جنوب غرب مدينة طولكرم.

لم يكفها تنمية وعيها السياسي والثقافي والديني وحفظها لأجزاء من القرآن الكريم، وإدراكها للأحداث ومعايشتها للتطورات والمستجدات على الساحة الفلسطينية والإقليمية والدولية، وما يحاك للشعب الفلسطيني وقضيته من مخططات ومؤامرات، فكان قرارها الحاسم القاطع الذي لا رجعة عنه ولا فكاك من تنفيذه والالتزام به.

عشية تنفيذ "نورا" عمليتها الاستشهادية أدت صلاة العشاء ليلةالأحد 24ـ4 ـ 2002م وقبلت والدتها ووالدها، وداعبت أشقائها الخمسة الصغار، ودخلت إلى غرفتها حيث اعتقد الجميع أنها ستنام ككل ليلة لكن تلك الليلة كانت مختلفة.

وقفت نورا أمام ملصق معلق في غرفتها لأحد القادة الشهداء ثم جلست على مكتبها وكتبت رسالة إلى أهلها وكل أبناء وطنها فلسطين.


موعد الشهادة


كتبت الصغيرة نورا "إن الاحتلال تمادى في عدوانه وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني بكافة الأشكال وآن الأوان لتلقينه رسالة واضحة ليعلم أنه لا أمن له في أرضنا".

وأوصت زميلاتها في المدرسة خيرا بالوطن, وأوصت المدرسات بتربية الطالبات والطلبة على حب الوطن.

وفي ختام وصيتها أكدت نورا أنها تهدي ماقررت أن تفعله لعدد من الشهداء منهم: فواز بدران، عامر الحضيري، رائد الكرمي، فراس الجابر، ود. ثابت ثابت، وجميعهم تم اغتيالهم على يد قوات الاحتلال، كما أهدتها إلى كافة الشهداء والجرحى.

وفي منتصف تلك الليلة خرجت نورا من منزلها وهي تحمل شيئاً لامعاً معها متسللة بخفة وهدوء لتستقل سيارة أجرة إلى قرية فرعون المجاورة، ومن هناك سارت مشياً على الأقدام بين الحقول إلى أن وصلت حاجز "الطيبة" العسكري، وعلى بعد حوالي كيلومترين حيث يتمركز جنود الاحتلال، وما إن اقتربت حتى استجمعت كل ماتملك من شجاعة وقوة وإقدام وإباء، واستلت سكينها الحاد ذا النصل اللامع محاولة طعن أحد الجنود الصهاينة، إلا أن بقية الجنود سارعوا لفتح نيران أسلحتهم الرشاشة صوب جسدها الصغير فارتقت شهيدة كريمة أبية.

وقتها صرح الناطق العسكري باسم قوات الاحتلال تعقيباً على قتل نورا أن الجنود المتمركزون على حاجز "الطيبة" شاهدوا فيحوالي الساعة الثانية من فجر يوم الاثنين 25ـ2ـ 2002م فتاة فلسطينية كانت تشهرسكينا بيديها وتتجه نحو الحاجز، زاعماً أن الجنود أطلقوا أعيرة نارية تحذيرية،وعندما لم تنصع الفتاة أطلق أحد الجنود النار باتجاهها فسقطت على الفور، فيما لميتوفر أي شهود عيان على هذه الحادثة، التي تثبت أن جنود الاحتلال لم يتورعوا عن استخدام القوة الأشد فتكا ضد الشهيدة نورا، في حين كان بإمكانهم القبض عليها.

والد الشهيدة

والد الشهيدة نورا فوجئ بنبأ استشهاد ابنته من أحد أصدقائه العاملين في أحدأجهزة السلطة الفلسطينية ولدى بحثه في غرفتها وجد الوصية التي تركتها.

رغما لألم الذي عصف بوالدها الدكتور جمال شلهوب إلا أنه يؤكد أنه فخور بها وأنه يرفع رأسه عالياً بما حاولت أن تقدمه نوراً من نموذج حي للإنسان الفلسطيني، مشيراً إلى أن مشاعر الناس لا تستطيع أن تتحكم فيها المدافع والطائرات التي لا ترهبهم، بل تجعلهم أكثر إيماناً بضرورة المقاومة والجهاد حتى إنهاء الاحتلال وتحرير الأرض والمقدسات.

وكان آخر ما نطق به الأب من كلمات تفسيراً لصنيع ابنته قوله أنها "كانت طفلة متفوقة وجميلة ومرهفة الإحساس وربما لأنها كانت كذلك فعلت ما فعلته ورحلت, كانت تتمنى الشهادة حتى نالتها".

أما والدة الشهيدة نورا فقد رفعت وصية ابنتها بيدها، وعيناها تذرفان الدمع المدرار، وشرعت في قراءة ما كتبته ابنتها الصغيرة التي حولها الاحتلال كما تقول من طالبة برئية تلبس زي المدرسة الأخضر إلى مقاومة صغيرة،حاولت أن تقتص من جنود الاحتلال الذين حولوا أحلامها الوردية إلى كابوس.

ومضت الأم تقول: "كانت نورا رقيقة المشاعر، تفرح لفرحي وتحزن لحزني وتغضب لغضبي، ولاتتركني حتى تمسح الحزن والغضب عني لذا سأذكرها ما حييت".

وحتى اليوم لا يستطيع والدها وأسرتها تخيل أن ابنتهم الصغيرة المدللة قامت بكل هذا العمل الذي يتطلب جرأة استثنائية، حيث يؤكد والدها أنه لم يخطر بباله لحظة واحدة أن تفكر نورا الصغيرة الجميلة الوديعة بكل هذا، مشيراً إلى أنها كانت متفوقة في دراستها، ولكونها أكبر أخواتها فقد كانت تحمل كثيراً من أعباء الاهتمام بهم ومتابعتهم، وخصوصاً في مجال الدراسة, ولم يظهر في حياتها اليومية أي مؤشر لذلك".

تلك كانت الشهيدة نورا.. مظهر خارجي كان يتسم بالرقة والهدوء يخفي بركانا يعتمل بداخلها شوقًا للشهادة وحقدا على الاحتلال.
الصفحات 1  2 3  4  5 

التالي

ازواج يبوحون بأسرار للأمهات

السابق

فيروسات الحياه الزوجيه

كلمات ذات علاقة
..... , أمام , أميرة , أسماء , مساعدة , معنى , المرأة , الله , الأقصى , الارض , الذاكرة , التي , الحياة , اليوم , النساء , تناسب , دعاء , يكون , شريط , عمليات , على , عندما , فيها , ولكن , ضروري