لن تهزم امه و فيها هؤلاء

مجتمع رجيم / الحياة الأسرية
كتبت : مامت ناهد
-
لن تهزم امة وفيها هؤلاء



تقدمو يا قوافل الاستشهاديات ...
نعم ....و الله أجمل النساء
نساء ......أرادو ان يكون حفل زفافهم مميزا....
أرادو الحياة بطعم آخر....حياة الاخره و النعيم بالفردوس...
نعم نساء فلسطين ......
أيها النساء...الجريئات في زمن الخذلان العربي....
احببت ان يتعلم العرب الرجولة منكم....
هنيئا لكم يا خنساوات فلسطين ...
هنيئا لكم الجنان و رضى الرحمن .....

الاستشهاديات قناديل تنير درب المقاومة الفلسطينية

تيجان توضع فوق هامات الأحرار والشرفاء ويكفي أنهن سجلن أسمائهن في الخالدات بأحرف من نور ونار

في كلّ مرحلة نضالية معينة من نضال الشعب الفلسطيني ، تكون مشاركة المرأة الفلسطينية تناسب تلك المرحلة ، ففي مرحلة ما بعد الاحتلال في حزيران 1967. برزت النساء الفلسطينيات المثقفات في النضال الوطني ، واللواتي ساعدن في وضع عبوات ناسفة ونقل أموال و مساعدة المقاومين في الأعمال الفدائية ، بالإضافة إلى دور تربوي ملحوظ ، حيث كان بعضهن من المعلمات والمربيات.وبرز في تلك الفترة أسماء عدة نساء مثل عبلة طه من القدس ولطيفة الحواري من رام الله و خديجة أبو عرقوب من الخليل ، وساهمت النساء في عمليات خطف الطائرات مثل ليلى خالد وريما بعلوشة وزهيرة إندراوس ، وفي مراحل لاحقة استمرت المرأة الفلسطينية في نشاطها المقاوم ، والتحقن بالعمل الجهادي ، وتعرّضن للإبعاد مثل المقاومين تماماً مثل الأسيرة تريز هلسة ... وفي انتفاضة الأقصى ، انخرطت النساء الفلسطينيات بشكلٍ واسع ومباشر في العمل الجهادي المقاوم للاحتلال فبرز منهن الأسيرات اللواتي ساعدن المجاهدين في الوصول إلى أهدافهم ..

ولا تزال الذاكرة الفلسطينية تحتفي بذكر المئات من النساء الفلسطينيات اللواتي شاركن بأعمال فدائية في صفوف الثورة الفلسطينية مثل: دلال المغربي، شادية أبو غزالة، عطاف عليان، خديجة أبو عرن، أمينة دحبو، دعاء الجيوسي، لينا النابلسي، نعمة الحلو، لمياء معروف، وزهرة سعيد حسن، تغريد البطمة، ونهلة البايض، وفيروز عرفة، وغزالة أبو عجرم، وصبحة الصلاحات، وإيمان أبو ظاهر، وعفيفة بنورة، عائشة حمادة، رشيدة عبيدو، سامية الطويل، صبحية شعبان، هالة الظاهر، دلال أبو قمر، رايقة شحادة، حرية خليفة، زكية شموط، أميرة موسى، روضة معين، فريال سمعان، ثريات العواودة، سامية مصطفى، إيمان الخطيب، ماجدة السلايمة، فاطمة موسى دقادق، نادية الخياط، ختام خطاب، خولة الأزرق، شفاء القدسي،ثورية حموري، إيمان عيشة ... .
وفي ظاهرة ميزت العمل الجهادي النسائي في انتفاضة الأقصى برزت ظاهرة الاستشهاديات الفلسطينيات اللواتي قمن بالعمليات الاستشهادية ومن بينهن عروس فلسطين دلال المغربى - ريم الرياشي - فاطمة النجار - وفاء دريس - هنادي جرادات - آيات الأخرس - ميرفت مسعود - دارين أبو عيشة - عندليب طقاطقة - هبة دراغمة - نورة شلهوب - إلهام الدسوقي - سناء قديح - زينب أبو سالم - والقافلة مازالت مستمرة ... .
اليوم جبتلكم مجموعه من قصص اشرف نساء الارض من وفتيات فلسطين الحبيبه ارضى الطاهرة لنتعلم منهم معنى الشهاده

عروس فلسطين
دلال المغربى

قصة دلال المغربي

شهيدة فلسطين دلال المغربي
دلال المغربي شابة فلسطينية ولدت عام 1958 في إحدى مخيمات بيروت لأسرة من مدينة يافا ولجأت إلى لبنان عقب نكبة عام 1948 .
تلقت دراستها الابتدائية في مدرسة يعبد والإعدادية في مدرسة حيفا وكلتاهما تابعة لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين في بيروت ، وبعد ذلك التحقت بالحركة الفدائية الفلسطينية فدخلت عدة دورات عسكرية وتدربت على جميع أنواع الأسلحة وحرب العصابات وعرفت بجرأتها وحماسها الثوري والوطني .
في عام 1978 ، تعرضت الثورة الفلسطينية إلى عدة ضربات وفشلت لها عدة عمليات عسكرية وتعرضت مخيماتها في لبنان إلى مذابح وأصبح هناك ضرورة ملحة للقيام بعملية نوعية وجريئة لضرب إسرائيل في قلب عاصمتها فكانت عملية كمال العدوان .
عملية كمال عدوان
وضع خطة العملية القائد الفلسطيني أبو جهاد وكانت تقوم على أساس القيام بإنزال على الشاطئ الفلسطيني والسيطرة على حافلة عسكرية والتوجه إلى تل أبيب لمهاجمة مبنى الكنيست .
تسابق الشباب الفلسطيني للمشاركة في العملية وكان على رأسهم دلال المغربي ابنة العشرين ربيعا وتم فعلا اختيارها رئيسة للمجموعة التي ستنفذ العملية والمكونة من عشرة فدائيين بالإضافة إليها .
عرفت العملية باسم عملية كمال عدوان وهو قائد فلسطيني استشهد خلال تسلل فرقة يقودها إيهود باراك إلى بيروت وقيامها بقتل ثلاثة من قادة الثورة الفلسطينية في شارع السادات بالعاصمة اللبنانية .
في صباح 11 مارس 1978 ، نزلت دلال مع فرقتها من قارب كان يمر أمام الساحل الفلسطيني واستقلت مع مجموعتها قاربين مطاطيين ليوصلاها إلى الشاطئ في منطقة غير مأهولة ونجحت عملية الإنزال والوصول إلى الشاطئ ولم يكتشفها الإسرائيليون خاصة وأن إسرائيل لم تكن تتوقع أن تصل الجرأة بالفلسطينيين للقيام بإنزال على الشاطئ .
وبالفعل نجحت دلال وفرقتها في الوصول إلى الشارع العام المتجه نحو تل أبيب وقامت بالاستيلاء على باص إسرائيلي بجميع ركابه من الجنود كان متجها إلى تل أبيب حيث اتخذتهم كرهائن واتجهت بالباص نحو تل أبيب وكانت تطلق خلال الرحلة النيران مع فرقتها على جميع السيارات العسكرية التي تمر بقربها مما أوقع مئات الإصابات في صفوف جنود الاحتلال خاصة وأن الطريق الذي سارت فيه دلال كانت تستخدمه السيارات العسكرية لنقل الجنود من المستعمرات اليهودية في الضواحي إلى العاصمة تل أبيب .
بعد ساعتين من النزول على الشاطيء وبسبب كثرة الإصابات في صفوف الجنود وبعد أن أصبحت دلال على مشارف تل أبيب كلفت الحكومة الإسرائيلية فرقة خاصة من الجيش يقودها باراك بإيقاف الحافلة وقتل واعتقال ركابها من الفدائيين .
قامت وحدات كبيرة من الدبابات وطائرات الهليوكوبتر برئاسة باراك بملاحقة الباص إلى أن تم إيقافه وتعطيله قرب مستعمرة هرتسليا
وهناك اندلعت حرب حقيقية بين دلال والقوات الإسرائيلية حيث فجرت دلال الباص بركابه الجنود فقتلوا جميعهم وقد سقط في العملية العشرات من الجنود المهاجمين ولما فرغت الذخيرة من دلال وفرقتها أمر باراك بحصد الجميع بالرشاشات فاستشهدوا كلهم .
وصية دلال
تركت دلال التي نشرت وسائل الإعلام صورها وباراك يشدها من شعرها ويركلها بقدمه بصلف ظالم لا يقر بحرمة الأموات ، وصية تطلب فيها من رفاقها الاستمرار في المقاومة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني ، وكتب الشاعر السوري الكبير نزار قباني عن دلال مقالا قال فيه :" إن دلال أقامت الجمهورية الفلسطينية ورفعت العلم الفلسطيني ، ليس المهم كم عمر هذه الجمهورية ، المهم أن العلم الفلسطيني ارتفع في عمق الأرض المحتلة ، على طريق طوله (95) كم في الخط الرئيس في فلسطين ".

و الان مع خنساء العصر الحديث
أم نضال فرحات

هذه المرأة المجاهدة التي أوت في بيتها ذات مرة القائد المجاهد الشهيد عماد عقل والتي كانت تستشعر أمومتها لكل مجاهد فلم تؤثر الصمت وظهرت في شريط الفيديو وهي تودع ابنها المجاهد وهي تعلم أنه لن يعود إليها.
هذه المرأة العظيمة مدرسة بأكملها بإيمانها، بتواضعها، بصبرها، وثباتها ورباطة جأشها.. إنها حجة على الأمة جميعها، وقفت شامخة بكل تواضع تدعو إلى الجهاد، تدعو الأمهات وتدعو شعب فلسطين وتدعو المسلمين جميعـًا.
ظهرت في الشريط وهي تعلم أن هذا قد يعرضها للأذى، ولكن ظهورها أمر ضروري ليكشف عن حياة هذه الأمة وحيويتها، إن هذه الأمة التي أنجبت الخنساء قادرة على أن تنجب خنساوات كثيرات في كل عصر طالما أن المحرك هو نفسه الذي حرك الأوائل، ألا وهو الإيمان
نقف بإجلال وإكبار.. وننحن أمام جلل عظيم.. نقف والكلمات تتلعثم في الأفواه عاجزة عن الكلام والوصف.. كنا نفتخر حين نقرأ قصص الأجداد عن بطولاتهم وتضحياتهم وكم يعتصرنا الألم ونشعر بالأسى عندما تبتعد المسافات بيننا وبين الأجداد في وقت يخيم فيه علينا الصمت والخنوع حيال ما يجري في فلسطين، فيمر شريط الذكريات في خيالنا يحمل بين طياته صورًا لخولة بنت الأزور والخنساء ونسيبة بنت كعب وأم سعد بن معاذ وغيرهم




تقول أم نضال فرحات وهي تستذكر الأيام التي سبقت استشهاد ابنها محمد "كانت الجنة أمام عينه كان فرحـًا لأنه حدد موعد استشهاده.. رفض أن يذهب لأي مكان قبل استشهاده بأيام، كان يقول لي أنا لا أستطيع فعل شيء سوى انتظار الشهادة.. كنت أوصيه بمزيد من الصلاة وقراءة القرآن حتى يوفقه الله".
كتبت : مامت ناهد
-

وتستذكر أم نضال اللحظات الأخيرة التي عاشتها مع ابنها "أوصيته أن يستعين بالله، ويجعله في قلبه، وأن يذكر اسم الله على كل شيء، ويلتزم بتعليمات إخوانه المجاهدين، وينفذها بحذافيرها".

وتابعت أم نضال قائلة "كان من أجمل أيام حياتي عندما امتلك محمد السلاح فأحضره لي ليسعد قلبي به، ويؤكد لي أنه أصبح رجلا".


تقدم محمد في ذلك اليوم نحو المستوطنة "عتصمونا" وقطع حدودها دون أن يشعر به الحراس الصهاينة الذين كانوا يملئون المكان، وتمكن محمد بعون الله من الوصول إلى غرف التدريب حيث ألقى قنابله عليهم وأتبعها برصاص غزير من رشاشه محولا حياتهم إلى جحيم وظل يطلق النار لمدة عشرين دقيقة تمكن خلالها من إلقاء تسع قنابل يدوية وإفراغ تسعة أمشاط من الذخيرة.. في عشرين دقيقة فقط سيطر محمد على "عتصمونا" غوش قطيف وكان وحيدًا في مواجهة المستوطنين والجنود الصهاينة وعندما أنهى محمد ما بحوزته من ذخيرة هم بالخروج من المستوطنة إلا أن أحد الجنود الحاقدين عاجله برصاصة أدت لاستشهاده.
كتبت : مامت ناهد
-
الشهيده ميرفت مسعود



من هى مرفث مسعود

تعد الفتاة الفلسطينية ميرفت أمين مسعود الفلسطينية الثامنة التي تفجر نفسها، في عملية فدائية تستهدف العدو الصهيوني.
وهي تسكن في مخيم جباليا أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، وأول فتاة تنفذ عملية فدائية، بعد انسحاب الجنود والمستوطنين الصهاينة قبل نحو عام من قطاع غزة.
ميرفت مسعود (19 عاماً) ابنة عم نبيل مسعود أحد منفذي العملية الفدائية في ميناء أسدود في العام 2004، والتي نفذتها كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس وكتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح .
رحلة الانتقام
انطلقت المجاهدة البطلة في تمام الساعة 3:45 من بعد عصر اليوم الاثنين 6/11/2006م بعد أن عقدت العزم على الانتقام لشهداء بلدة بيت حانون البطلة، وتسللت إلى عمق البلدة حيث يقوم جنود الاحتلال والوحدات الخاصة من المستعربين بعمليات التنكيل والقتل العمد بأهلنا وأبناء شعبنا، من الأطفال والشيوخ والنساء، وكان هدفها الوصول إلى عدد من قادة العدو الذين يوزعون المهام على جنود الاحتلال، وعند اقترابها من إحدى مجموعات العدو المكونة من خمسة عشر جنديا، قامت بتفجير نفسها بحزام ناسف بزنة 15 كيلوا جرام، مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من جنود الاحتلال، وقد بدا واضحا حجم الخسائر من خلال المروحيات وسيارات الإسعاف التي وصلت لمكان الانفجار .
وتبنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي العملية التي نفذتها الفتاة الفلسطينية، وقالت أن العملية تأتي رداً على عملية الجيش الصهيوني في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة والتي راح ضحيتها قرابة 60 فلسطينياً.
لفت بالعلم
علم فلسطين .. لف جسد الشهيدة ميرفت مسعود الذي تحول إلى أشلاء، وحملت على أكتاف عدد منمحبيها, وهتفت النساء من حولها وكبرن عالياً "الله أكبر"، ومن بين النساء كانتتقف والدتها وإخوتها الصغار وعيونهم ترتقب لحظات دخول ميرفت عليهم. وما رأوهاحتى انهمرت الدموع من عيونهم وأخذت أمها تمديدها محاولة أن تمسك بابنتها وهيتقول بصوت عالي "يا قلب أمك يا حبيبتي". هذا ما شاهدناه عندما دخلنا منزل الشهيدةميرفت مسعود لنتحدث مع أسرتها حولاستشهاد ابنتهم..


' الاستشهادية ميرفت"صائمة في بيت حانون لتفطر فيالجنة!
"أعددتُ طعام الإفطار وجلست فيانتظار عودتها من الجامعة.. كانت صائمة لكن يبدو أنها فضلت تناول إفطارها فيالجنة".. بهذه الكلمات التي امتزجت بمشاعرالفرحة والحزن تحدثت "أم علاء" والدةالشهيدة ميرفت مسعود (19 عاما) ابنة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهادالإسلامي ومنفذة عملية بيت حانونشمال قطاع غزة.وفي وصيتها حرصتميرفت على أن تحث شعبها على المقاومة وقالت: "أيها الشعب المرابط، ابق على نهجك،نهج المقاومة، حافظ على عهدك لدم الشهداء، فأنا اليوم أخرج بهذه العمليةانتقاماً لكل ما فعله الاحتلال من مجازر لنجعل من أجسادنا نارا وبركانا على هذاالمحتل المتغطرس".
أما في بيتها المتواضع بمخيم جباليا شمال القطاع، فلاتزال تلتف جموع النسوة لتعزية والدة الشهيدة التي كانت توزع الحلوى كما أوصتهاابنتها ، إن ميرفت أول استشهادية بعد الانسحاب الصهيوني قبل أكثرمن عام من قطاع غزة، وثامن استشهادية في سجل الاستشهاديات الفلسطينيات اللاتيسطرن عمليات فدائية ضد الاحتلال وجاءت العملية ضمن سلسلة من البطولات التيقامت بها نساء بيت حانون ردا على المجازر الإسرائيلية
شهادة أعظم
وبسيول من الدموع أضافت أم علاء: "لم تخبرني أنها ستنفذ العملية إلا أنهاكانت دائمة التلميح لذلك، كانت تؤكد أنها ستكون استشهادية تنتقم لدماء الأطفالوالنساء وللشجر والحجر".وتابعت: "كنا نظن أنها تمازحنا ولكن قبل أسبوعألحت علي بأن أرضى عليها.. فمازحتها بأنني لست راضية فأخذت تبكي حتى عانقتها وقلتلها: الله يرضى عليك،رضا من ربي ورضا من قلبي".وبصوتٍ أبكى جميع الحضورأخذت الأم تردد من أعماق قلبها: "راضية أنا عليكِ يا حبيبتي يا ميرفت.. راضية بعددأوراق الشجر وبعدد ما في الدنيا بشر".سألت أم علاء -وهي ابنه الأربعين عاما- عن عمر ميرفت فقالت :"في أغسطس الماضي أتمت عامها الثامن عشر، التحقت بالجامعة في السنة الدراسية الأولى بعد نجاحها في الثانوية العامة بدرجة 90 % من القسم العلمي وانتسبت لكلية العلوم بالجامعة الإسلامية ، كانت من أوائل الفصل دائما، حتى أنها جاءت تعتذر لي عن هذا المعدل القليل". وضمت أم علاء شهادة الثانوية العامةلابنتها الشهيدةوتابعت: "كنت أحلم بأنأعانق شهادتهاالجامعية ولكن الحمد لله لقد حصلت على شهادةأعظم".
تتابع وهي تتذكر بكرها الجميلة وكيف كانت تراها كل يوم عروس أجمل من اليوم السابق بحسن هندامها وملابسها في البيت :"كانت ميرفت جميلة في كل شيء في هذه الدنيا، في البيت كانت الزاهدة التي رفضت قبل أيام وتحديدا قبل عيد الفطر أن تشتري مثل أخواتها زيا جديدا رغم عرض أمها هذا الأمر عليها أكثر من مرة، فكانت تقول أنها غير محتاجة لهذه الملابس".
صلاةودعاء
نظرت الأم إلى ما تبقى لها من أبناءوقالت كانت ميرفت أما حنونة ثانية لأخواتها فالشهيدة هي الابنة الكبرى لأربعة إخوةنعيمة 16 عاما, علاء 15 عاما, صابرين 4 أعوام، ونبيل عام ونصف
وسارتميرفت على درب ابن عمها الاستشهادي نبيل مسعود من كتائب شهداء الأقصى .
وتذكرت أم علاء الأيام الأخيرة لابنتها قائلة: "من كثرةقيامها وصلاتها ودعائها في الفترة الأخيرة شعرت بأنها ستفارقني.. قبل استشهادهابيوم جلست تصلي لمدةطويلة وتدعو بصوت خافت لم أسمع منها سوى كلمة: يارب". تقول أمها :" كنت أغار من حسن عبادتها، في الليل والنهار وفي كل وقت، بين كل ركعتان كانت تدعو بكل قنوت وإيمان، كنت أفيق أجدها تصلي وأنام وهي تصلي، وتسابقني في الصوم حتى يوم شهادتها الذي لم أنعم فيه بفطور معها كانت صائمة".
يوم الاستشهاد
تقول والدة الشهيدة "إنّ ميرفت نامت في الساعة الثانية عشرة من ليلة يوم الاثنين ووضعت ساعة التنبيه على الساعةالثانية ليلاً، وعندما دقت الساعة استيقظت وصلّت قيام الليل وكانت تدعو وتصلي،وفي الساعة الثالثة ليلاً أيقظتني ميرفت، وقالت لي: يا أمي استيقظي كي نتسحر ونصوم غداً، فاستيقظت وذهبت ميرفت إلىغرفتها لتصلي، وفي الساعة الرابعة وعشر دقائق فجراً ناديت عليها وقلت لها سوف يؤذن الفجر، فقالت لحظة سوف أصلي ركعتين وآتيلآكل".وتواصل الأمالفلسطينية حديثها "تناولت كأساً صغيراً من الشاي وقطعة خبزصغيرة وأقراص الفلافل، لتعلو بعدها تكبيرات الجامع، بعدها صلّت ميرفت صلاة الفجر واستمرت بالدعاءوقرأتالقرآن الكريم حتى شروق شمس صباح يوم الاستشهاد".
وقبل أن تغادر ميرفت منزلها فتحت التلفاز ورأت أطفالاً قتلتهم قوات الاحتلال، فقالت لأمها "لقد قتلواالأطفال، استيقظي يا أمي، وانظري لما يحدث.."، وبعدها قبل أن تخرج ذهبت لجدتهاوقبلتها وطلبت منها الدعاء، وخرجت لتسلك طريقها لنيل الشهادة في سبيل الله تعالى". .


اللقاء الأخير
وعن آخر لقاء جمعها مع ميرفت قالت: "كان بعد أن تناولنامعا السحور فجر الإثنين 6-11-2006، تناولت كأسا من الشاي مع أقراص الفلافل ثماستعدت لصلاةالفجر وارتفع صوت نبيل بالبكاء فأمرتني بالذهاب إليه وعند الباب استوقفتني قائلة: ارضي عني وسامحيني".ومع ساعات الصباحالأولى ارتدت ميرفت ملابسها وخرجت للجامعة ووقفت عند باب حجرة والدتها التي كانتبين الصحو والمنام لم تشأ أن توقظها ثم قالت " أمي هناك أخبار عاجلة.. معالسلامة".وتتمنى والدة ميرفت لو أن الزمن يتوقف عند هذا المشهد: "لأعانقهاوأقبلها.. آه يا ميرفت يا فرحة عمري كم أحبك وكم أشتاق إليك".
و لكن وجهتها الحقيقة لم تكن للجامعة بل كانت لبيت حانون استعداداً لتنفيذ عملية فدائية انتقاماً للشهداء والجرحى والمحاصرين، جاء عصر اليوم والظن بان ميرفت ما زالت في محاضراتها، أم علاء كانت تجلس بالقرب من المذياع تتابع أخبار بيت حانون المحاصرة وجاء النبأ العاجل لحدوث عملية استشهادية ثم تتبع تفاصيل الخبر بأن الشهيد فتاة، وقالت أم علاء: "ما أن قال المذيع إنفتاة نفذت عملية استشهادية حتى صرخت.. إنها ميرفت" سمعت أم علاء شهادة شهود عيان يقولون أن فتاة فلسطينية طلب منها جنود الاحتلال في احدي منازل بيت حانون خلع النقاب فاستجابت ثم طلبوا منها خلع "الجاكيت" فرفضت ثم خدعتهم بالقبول وانحنت قليلا و"طارت" تجاه ستة من قوات الاحتلال وحدث انفجار هائل في المكان.
وبينما الأم تتحدث إذابجثمان ابنتها يصل إلى البيت لإلقاء نظرة الوداع.. ساعتها وقفت لغة الضاد بكل حروفها عاجزة عن وصف المشهد.
زغرودة الجدة
جدة ميرفت في العقدالسابع من عمرها أطلقت زغرودة افتخار قائلة: "قدمت من أحفادي نبيل وميرفت ولي كلالفخر بأن أقدمهم جميعا لله والوطن".وأوضحت الجدة أن ميرفت كانت دائما تسهرعلى راحتها وفي صباح استشهادها قالت الجدة: "حدثتني عن معركة نساء بيت حانون عندماقمن بفك الحصار عن
المقاومين في مسجد النصر الأسبوع الماضي وإعجابها بالمسيرة النسائية لبيت حانون وحدثني عن بطولات المرأة الفلسطينية التي استطاعت بعزيمتها وقوتها أن تجابه دبابات الاحتلال ومدافعه ورشاشاته الثقيلة، وكيف أن أستاذها في الجامعة قال أن هذا الفعل لم تفعله الخنساء ذاتها فتمنيت لو أنباستطاعتي المشي لشاركتهن فردت علي: أنا سأستشهد وذهبت ."
وبكثير من عباراتالدعاء ترحمت الجدة على ميرفت :" كانت حنونة علي ..تمسك بيدي لأذهب لقضاء حاجتي ..لا تتركني عندما أمرض ...تسهر على راحتي ...حنونة الكل كان يحبها ويحترمها ...يارب أسكنها فسيح جنانك ."
بانتظار عودتها
"نعيمة" شقيقة ميرفت تحدثت ودموعها تسبقها: "مساء الأحد طلبت مني أن أنامبجوارها في غرفتها، فمازحتها وقلت لها بأن غرفتها مطلوبة لأنها تابعة لحركةالجهاد وقد تتعرض للقصف فضحكت بأعلى صوتها".وتصمت نعيمة لتتنهد طويلا،ثم تواصل: "سأتحسر طوال عمري لأنني لم أنم بجوارها في ذلك اليوم".ولم تكنميرفت كما تؤكد نعيمة تأبه بالدنيا وملذاتها: "كنت أتمنى لو أشاهدها تتابع مسلسلاأو تتحدث كما يحلو للفتيات.. ما فارقت يوما المصحف، كانت تردد أننا فيهذهالحياة عابرو سبيل".وتعرب نعيمة عن فخرها بما قامت به أختها: "في ظل صمتعربي ودولي أمام المجازر التي نتعرض لها لا بد أن تذهب نساء فلسطين للجهادوالاستشهاد".
صابرين (4 أعوام) قالت بصوتها الطفولي: "راحت ميرفت عالزنة (على الجنة).. أنا بأستناها نطلع سوا وتشتري حلوى لي ولنبيل". وتؤكد الأم أنابنتها التحقت بحركة الجهاد الإسلامي وكان لها نشاطا بارزا في الجماعة الإسلاميةالإطار الطلابي للحركة حيث شاركت في الفعاليات الجماهيريةوالمهرجانات التيتقيمها الكتل الطلابية داخل الجامعة الإسلامية التي تدرس فيها بقسم الرياضيات وتقولأم محمود الزق منسقة عمل المرأة داخل حركة الجهادالإسلامي أن ميرفت من البناتالواعيات اللاتي قدمن أرواحهن على طريق هنادي جرادت وهبة دراغمة وريم الرياشي وآياتالأخرس وأكدت أنها لطالما حلمت بالشهادة وتمنتها .
ميرفت بالجنة
في المكان ذاته؛ كانت الطفلة صابرين شقيقة ميرفت الصغرى تمسك بيدها ثوبوالدتها وبيدها الأخرى تمسح دموعها، وتقول لها "ماما أين ميرفت؟ ألم تأتِمنالجامعة بعد؟ هل ستحضر الحلويات التي تحضرها معها لي .. أين ميرفت يا ماما .. هل راحت للجنة؟".وتضيف والدتها وكانت تمسك بطفل صغير لا يتجاوز عمرهثلاث سنوات "لقد سمّته ميرفت نبيلاً على اسم ابن عمها نبيل مسعود".يُذكر أنّ الاستشهادية ميرفتمسعود هي ابنة عم الاستشهادي نبيل مسعود من "كتائبالأقصى" وهو أحد منفذي عمليةميناء اسدود في الرابع عشر من آذار (مارس) 2004، بالاشتراك مع "كتائب الشهيد عزالدين القسام"، الجناح العسكري لحركةحماس
عرس في الدنيا
وتقول الطالبة منى احمد صديقتها ورفيقه دربها في الجامعة أن الجماعةالإسلامية أقامت لها حفلا تأبينا داخل الجامعة وطالبت المئات من الطالبات من سراياالقدسبأن ينفذن عمليات استشهادية داخل الكيان الصهيوني . وقالتالطالبة منى أن صديقتها الشهيدة ميرفت كان دائما تتمنى الشهادة وتتحدث عن الشهداءموضحة أنها كانت تتأثر كثيرا بصور الشهداء وخاصة بالطفلة هدى غاليةولطالما قالت أنها تتمنى أن تنتقم لهذه الطفلة التي قتلت قوات الاحتلالعائلتهاهذه كانت لقطات من حياة الشهيدة الثانية عشرة ، لكنها لن تكون الأخيرة في قائمة الاستشهاديات الفلسطينيات
كتبت : مامت ناهد
-
الشهيده ريم الرياشي


هناك في معبر بيت حانون

الذي حولته إلى ساحة معركة حقيقية

حيث كان صدرها الميدان
وكانت أشلاؤها النيران.

ريم الرياشي أم فلسطينية عظيمة فضلت الموت بدلا من رؤية الاحتلال وهو يقوم بهدم المنزل فوق رأسها ورؤوس أطفالها، وفضلت تفجير نفسها بجنود الاحتلال قبل ان يفجروها هي واطفالها بقنابلهم المصنعة محليا أو صواريخهم المستوردة من ولايات بوش المتحدة الأمريكية، حيث الاسماء الهندية الجميلة التي ابيد حاملوها على يد الغزاة من البيض اجداد بوش وتشيني ورامسفيلد وآرميتاج، هذه الأسماء الجميلة اصبحت تطلق على الأسلحة الامريكية الفتاكة، مثل الاباتشي وغيرها..
ريم الرياشي وصلت بها الأمور حدّ ترك طفلاها الصغيران والرحيل الى عالم آخر حيث لا احتلال ولا مستوطنات ومستوطنون قادمون من وراء البحار ومن جفاف اثيوبيا ومن الأزمات الخانقة في الأرجنتين وجمهوريات ستالين ويلتسين السابقة ، وحيث لا يوجد قتل وقصف واعتقال عشوائي وسجون ومعتقلات ومدنا وقرى وبلدات ومخيمات محاصرة ومغلقة، جائعة و شبه معدومة الحياة، كل هذا بفعل شعب الله المحتال، الذي سرق الأرض والتراب ولازال يسلب الشعب الفلسطيني ما تبقى له من اراضي وزيتون وحياة في ظل الاحتلال، وفي زمن الصمت العربي الأشبه بصمت القبور، حتى أن بعض العرب يمارس دورا سياسيا معاديا في محصلته النهائية للحقوق الفلسطينية، وهو بهذا يغدر بالقضية الفلسطينية، وهنا ينطبق عليه بيت الشعر الشهير للشاعر الجاهلي طرفة بن العبد :
كلهم أروغ من ثعلبٍ
فما أشبه الليلة بالبارحة.
ريم الرياشي لم يعد امامها أي شيء يستحق الحياة ، فاطفالها بلا حليب وبلا طعام وبلا هواء نقي وفي وضع تصعب معه الحياة، واطفالها كما كل اطفال فلسطين يدفعون من حياتهم ويومياتهم فاتورة الخذلان العالمي والانحياز الأوروبي للسياسة العنصرية الاستعلائية التوسعية الاجتثاتية الصهيونية، حيث لا ضمير يتألم ولا محاسب يحاسب ، فالقاضي حليف القاتل والضحية موجودة دائما في قفص الاتهام، والضحية موجودة دائما في الهدف وعين المرصاد حيث تتحالف ضدها أمريكا ومعظم أوروبا والدول الخفيفة والحركة الصهيونية " اليهودية" التي تحتل مكانة مرموقة في دنيا المال والقرار في العالمين، ويأتي كل ذلك مع خصيّ سياسي و وحم رئاسي عربي يتمثل في مجموعة المفطومين عن الشهامة والكرامة من الذين يتحكمون ببلاد العربان ويتحدثون بلغة الضاد.
وهنا ايضا يصح الاستعانة بقول آخر للشاعر الجاهلي طرفة بن العبد :
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على المرء من وقع الحسام المهند
ريم الرياشي فضلت الموت على الحياة وللأسف وجدت من يقبل طلبها هذا رغم انها أما لطفلين رضيعين، ومع يقيننا بأن الذين وافقوا على مهمة ريم وتنفيذها العملية الاستشهادية هم من الوطنيين الفلسطينيين الذين نعتز بوطنيتهم وتضحياتهم وعطاءهم ومقارعتهم المشرفة للاحتلال، لكنا نقول هذه المرة أن القبول بان تقوم زوجة وأم لطفلين صغيرين بعملية استشهادية كان أمرا غير صحيح ويعتبر من الأخطاء التي يجب علينا الاعتراف بها، فالشعب الفلسطيني الذي انجب ريم الشهيدة فيه الكثير من الاستشهاديات من غير الأمهات ومن غير المتزوجات، فيه الكثير من الشابات العازبات ومن الشباب الفلسطيني الذي لم ولن ولا يبخل بالدماء وتقديم الحياة لأجل فلسطين.
كل التبريرات لا يمكنها تبرير موافقة أولياء الأمر على قرار الأم الشهيدة بالاستشهاد، فهذا العمل يصعب تبريره ويكون عادة من الصعب تقديمه للرأي العام، ليس لأن الرأي العام ضد العمليات الاستشهادية بل لأن التي نفذت العملية تركت خلفها رضيعان صغيران، وهنا من الصعب ايجاد من يوافق الشهيدة قرارها، ومع يقيني التام بان ريم العظيمة وصلت بها قناعاتها إلى اتخاذ أهم قرار بحياتها وهو القيام بتنفيذ عمليتها التي حصدت حياتها وحياة اربعة من جنود الاحتلال الذين يعيثون في فلسطين موتا وخرابا ودمارا، وقامت بقتل نفسها كي تقتل اكبر عدد ممكن من المحتلين الصهاينة، ثم هي بالأصل نفذت العمل وهي على علم مسبق ويقين بانها لن ترى بعد اليوم اطفالها وهم سوف يحرموا من حنان الأم ووجودها، أن مجرد التفكير بهذا الموضوع يرفع ضغطي شخصيا، ويزيد من حقدي وبغضي للاحتلال الارهابي العنصري، الذي كان ولازال السبب في موت شاباتنا وشبابنا واطفالنا وحتى أمهات اطفالنا.
ريم الرياشي سوف تبقى و حتى الأبد شعلة فلسطينية مضيئة ومنيرة ، تنير ليل الشعب الفلسطيني الذي قرر الخلاص من الاحتلال مهما كان الثمن، ووصية ريم أن لا يقبل أبناء هذا الشعب المعطاء بصعود السفهاء والمسلمين بالتعامل مع الاحتلال الى سدة الحكم والقيادة مرة اخرى، فيكفي شعب فلسطين ما ذاقه على أيدي هؤلاء وما تحمله من اهانات وامتهان للكرامة الوطنية وتنازلات مجانية عن حقوقه ولعب صبياني بالثوابت الوطنية الفلسطينية، كل هذا يتطلب ان نكون اوفياء لدماء ريم الرياشي التي داست عقالات أشباه الرجال في وطن العرب الكبير، هذا الوطن الذي اصبح مجموعة قواعد ثابتة للاحتلال الامريكي حليف الاحتلال الصهيوني.
ريم الرياشي اسشهدت بطريقة عظيمة سوف تبقى حاضرة في أذهاننا وفي أذهان الاحتلال، لكن من المفضل ان تكون ريم الرياشي الأم الفلسطينية الأولى والأخيرة التي تُقدم على القيام بعملية استشهادية تاركة وراءها اطفالها الصغار يعيشون لا يدرون ما الذي حل بأمهم الغائبة.

وكانت الاستشهادية "ريم" العضوة في كتائب القسام قد نفذت
عملية فدائية بالاشتراك مع كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح 14-1-2004
في معبر بيت حانون شمال قطاع غزة أسفرت عن مقتل 4 جنود إسرائيليين وإصابة 10 آخرين حينما قامت بتفجير حزام ناسف كانت ترتديه في مجموعة من خبراء المتفجرات الإسرائيليين
نجحت في خداعهم، لتكون بذلك أول استشهادية فلسطينية من قطاع غزة
كتبت : مامت ناهد
-
الشهيده فاطمه النجار




فاطمة النجار ليست فتاة بعمر الورد أو شابة في مقتبل العمر كما هو حال جميع الاستشهاديات الفلسطينيات اللواتي سبقنها نحو الانتقام من أعداء الأرض والإنسان. إنها امرأة ناضجة ، أم لبنات وأبناء ، كذلك جدة لأحفاد وأطفال قتل وجرح وشوه وأعاق بعضهم الاحتلال ، عبر سياسته الدموية العنصرية الاستعلائية المقيتة، سياسة حرق الأرض وقتل البشر وهدم البيوت على رؤوس سكانها سواء كانوا من الصغار أم الكبار أو من النساء والعجزة والأطفال.قبل ان تمضي فاطمة إلى الشهادة المحتمة والموت الأكيد في سبيل فلسطين وحريتها واستقلالها وعودتها لأهلها، كانت ...

قبل ان تمضي فاطمة إلى الشهادة المحتمة والموت الأكيد في سبيل فلسطين وحريتها واستقلالها وعودتها لأهلها، كانت تبصر أمامها وخلفها ومن حولها أحفادها الصغار الذين حرمتهم آلة الموت الوحشية الإسرائيلية الأمريكية ان يحيوا ويعيشوا ككل أطفال الدنيا بحب وسلام وسعادة. كانت تقف أمامها بصمت وجلل قامة حفيدها الشهيد ، وكذلك كانت ترى حفيدها الآخر الذي أعاقته صواريخ الاحتلال وبترت ساقه وحولته إلى معوق وهو طفل صغير لم ير الحياة ولم يشبع من طفولته بعد. كانت تراه مع ملائكة الله في صلاتها الأخيرة... فتبدأ بالحديث معه عن الأجداد وكروم التين والزيتون وبيارات البرتقال في حيفا ويافا وعكا وعسقلان .. بيارات شعب فلسطين التي استولت عليها عصابات الصهاينة القادمة من أمريكا وأوروبا ودول العالم الأخرى.

فاطمة الأم ، فاطمة الجدة ، فاطمة فلسطين كل فلسطين حدثتهم عن مقاومة الآباء والأجداد وعن الشيخ العربي السوري الفلسطيني المقاوم عز الدين القسام قائد الثورة الفلسطينية ضد الإرهابيين المستعمرين من البريطانيين وعصاباتهم الصهيونية الحليفة. وحدثتهم أيضاً عن الشهداء الثلاثة أبطال سجن عكا ، وهم محمد جمجوم وعطا الزير وفؤاد حجازي الذين لم يهبوا الموت والشهادة في سبيل الوطن والأرض والشعب والقضية. ثم تلت على أرواحهم الفاتحة وأخذت بعد ذلك تنشد لأحفادها نشيد العزة والكرامة والإباء : " من سجن عكا وطلعت جنازة .. محمد جمجوم مع عطا الزير وفؤاد حجازي .. جازي عليهم يا شعبي جازي المندوب السامي وربعو عموما.." حدثتهم ايضاً عن شهداء آخرين مثل عبد القادر ياسين والشيخ احمد ياسين وآلاف الشهداء الفلسطينيين. وقامت بعد ذلك وأخذت تصلي على أرواحهم وتقيم صلاة الشهادة والوداع قبل ان تنقض بحزامها الناسف على جنود الأعداء. فتصيب منهم من أصيب فيما تناثرت أشلاءها هنا وهناك وسال دمها ليروي تراب الوطن الشهيد ..
رحلت فاطمة النجار البالغة من العمر 57 عاما لكنها باقية في عيني حفيدها الذي بتر الاحتلال ساقه، وعلى شاهد قبر حفيدها الآخر مثل وردة فلسطينية عابقة بأريج الشهادة والحب والعنفوان ، بروح المحبة لله والوطن والشعب والقضية..
رحلت الجدة لكنها أوصتهم بان لا يتخلوا عن وطنهم وان لا يتخلوا عن حق العودة إلى ديارهم وأن لا يسامحوا العملاء وان لا يغفروا للخونة والجبناء الذين ينسقون أعمالهم مع الاحتلال ويتحكمون بحياة شعب لازال يرزح تحت الاحتلال وفي الحصار.
رحلت الأم الفاطمة لكن وبعد تنفيذها عمليتها قالت ابنتها أزهار أن أمها ومنذ مذبحة بيت حانون ، وتدمير وهدم منزل العائلة ، وقتل الحفيد وجرح الحفيد الثاني وبتر ساقه أصرت الأم على تنفيذ عملية استشهادية.. وعملت بكل ما لديها من إمكانيات وعلاقات على تنفيذ العملية ضد قطعان الوحوش الصهيونية الضالة. ووصل الأمر عند الشهيدة حد أنها أبلغت جميع أولادها بأنها عازمة على الرحيل إلى حفيدها الشهيد عبر تنفيذ عملية استشهادية تعاقب فيها الوحوش الصهاينة وتموت خلالها شهيدة كما ريم الرياشي ودلال المغربي ووفاء إدريس وهنادي جرادات ومريفت مسعود وغيرهن من شهيدات فلسطين ومقاومتها التي تواجه كافة أصناف الأعداء من اليهود والعرب والمتفلسطنين.
مضت فاطمة وأصبحت شهيدة فماذا عسانا نقول لجدة فضلت الشهادة على الحياة، نقول لها إلى جنة الخلد أيتها الأم الكبيرة والجدة الأكبر .. فحفيدك الذي يسير بساق واحدة كما ملائكة الرحمة في زمن العذاب و الخراب سوف لن يسامحهم لأنهم سرقوا منه شقيقه الشهيد وبتروا ساقه وكانوا السبب في استشهاد جدته وفي هدم بيته وتشريد عائلته وشعبه.
نامي هانئة يا فاطمة .. نامي ساكنة فأحفادك لن يدعوا أعين العملاء في فلسطين تنم .. ولن يدعوا الاحتلال ينم لأن المشوار طويل والليل أطول من أي ليل .. فلا صباح بعد غيابك غير صباح الحرية والتحرير وطرد الاحتلال من فلسطين.

كتبت : مامت ناهد
-
الشهيده ايات الاخرس






إمتزجت الزغاريد بالبكاء؛ فاليوم عرسها، وإن لم تلبس الفستان الأبيض وتُزف إلى عريسها الذي انتظر يوم زفافه ما يزيد على عام ونصف!! وارتدت بدلا منه بدلة الجندية والكوفية الفلسطينية، وتزينت بدمها الأحمر الحر لتحوله إلى عرس فلسطيني يدخل البهجة والفرح على قلب أم كل شهيد وجريح. ففي شهر يوليو القادم كان المتوقع أن تقيم آيات محمد الأخرس حفل زفافها كأي فتاة في العالم، ولكنها أبت إلا أن تُزف ببدلة الدم التي لا يُزف بها إلا مثلها؛ لتصنع مجد شعبها الفلسطيني بنجاحها في قتل وإصابة عشرات المحتلين الصهاينة في عملية بطولية ناجحة نفذتها فتاة في قلب الكيان الصهيوني.

عرس لا عزاء: وفي بيت متواضع في مخيم الدهيشة أقيم عزاء الشهيدة آيات الأخرس، اعتدت أن أسمع صوت العويل والصراخ على العروس التي لم تكتمل فرحتها، ولكني فوجئت بصوت الزغاريد والغناء تطرب له الآذان على بُعد أمتار من المنزل، ووالدة الشهيدة الصابرة المحتسبة تستقبل المهنئات لها، وبصعوبة استطعت أن أفوز بالحديث معها لتصف لي صباح آخر يوم خرجت فيه "آيات" من المنزل، فقالت: "استيقظت آيات مبكرة على غير عادتها، وإن لم تكن عينها قد عرفت النوم في هذه الليلة، وصلّت صلاة الصبح، وجلست تقرأ ما تيسر لها من كتاب الله، وارتدت ملابسها المدرسية، وأخبرتني أنها ذاهبة للمدرسة لتحضر ما فاتها من دروس، فاستوقفتها؛ فاليوم الجمعة عطلة رسمية في جميع مدارس الوطن! ولكنها أخبرتني أنه أهم أيام حياتها، فدعوت الله أن يوفقها ويرضى عنها". وتكمل الأم: وما كدت أكمل هذه الجملة حتى لاحظت بريق عينيها وكأني دفعت بها الأمل، ووهبتها النجاح في هذه الكلمات، فنظرت إليّ بابتسامتها المشرقة، وقالت: هذا كل ما أريده منك يا أمي، وخرجت مسرعة تصاحبها شقيقتها سماح إلى المدرسة.

العلم لآخر: رمق الشهيدة "الأخرس" من مواليد 20-2-1985، طالبة في الصف الثالث الثانوي، والرابعة بين أخواتها السبع وإخوانها الثلاثة، عُرفت بتفوقها الدراسي؛ حيث حصلت على تقدير امتياز في الفصل الأول لهذا العام، ورغم معرفتها بموعد استشهادها فإنها واصلت مذاكرة دروسها، وقضت طوال ساعات آخر ليلة تذاكر دروسها، وذهبت إلى مدرستها لتحضر آخر درس تعليمي لتؤكد لزميلاتها أهمية العلم الذي أوصتهم به. وحول ذلك تؤكد زميلتها في مقعد الدراسة "هيفاء" أنها أوصتها وزميلاتها بضرورة الاهتمام بالدراسة، والحرص على إكمال مشوارهن التعليمي مهما ألمَّ بهن من ظروف وأخطار. وتضيف هيفاء -التي ما زالت ترفض أن تصدق خبر استشهاد آيات-: منذ أسبوع تحتفظ آيات بكافة صور الشهداء في مقعدها الدراسي الذي كتبت عليه العديد من الشعارات التي تبين فضل الشهادة والشهداء، ولكن لم يدُر بخلدي أنها تنوي أن تلحق بهم؛ فهي حريصة على تجميع صور الشهداء منذ مطلع الانتفاضة، وهي وأشد حرصا على أن تحصد أعلى الدرجات في المدرسة.
وداع سماح: وتستطرد والدة الأخرس بعد أن سقطت دمعة من عينها أبت إلا السقوط: وعادت شقيقتها سماح مع تمام الساعة العاشرة بدونها؛ فخفت وبدأت دقات قلبي تتصارع؛ فالأوضاع الأمنية صعبة جدا، والمخيم يمكن أن يتعرض للاقتحام في أي لحظة، وغرقت في هاجس الخوف ووابل الأسئلة التي لا تنتهي أين ذهبت؟ وهل يعقل أن تكون قد نفذت ما تحلم به من الاستشهاد؟ ولكن كيف؟ وخطيبها؟ وملابس الفرح التي أعدتها؟ وأحلامها؟... وبينما الأم في صراعها بين صوت عقلها الذي ينفي، ودقات قلبها التي تؤكد قيامها بعملية استشهادية، وإذ بوسائل الإعلام تعلن عن تنفيذ عملية استشهادية في نتانيا، وأن منفذها فتاة، وتضيف الأم وقد اختنقت عبراتها بدموعها: فأيقنت أن آيات ذهبت ولن تعود، وأصبحت عروس فلسطين؛ فقد كانت مصممة على أن تنتقم لكل من "عيسى فرح" و"سائد عيد" اللذين استشهدا إثر قصف صاروخي لمنزلهم المجاور لنا.
صناعة الموت: ويشار إلى أن الشهيدة الأخرس كانت حريصة على أن تحتفظ بكافة أسماء وصور الشهداء، وخاصة الاستشهاديين الذين كانت تحلم بأن تصبح مثلهم، ولكن طبيعتها الأنثوية كانت أكبر عائق أمامها، فقضت أيامها شاردة الذهن غارقة في أحلام الشهادة حتى نجحت الشهيدة وفاء إدريس بتنفيذ أول عملية استشهادية تنفذها فتاة فلسطينية، وزادت رغبتها في تعقب خطاهم، وحطمت كافة القيود الأمنية، واستطاعت أن تصل إلى قادة العمل العسكري، ليتم تجنيدها في كتائب شهداء الأقصى رغم رفضها السابق اتباع أي تنظيم سياسي أو المشاركة في الأنشطة الطلابية. وأكدت والدة الأخرس أنها كانت تجاهد نفسها لتغطي حقيقة رغبتها بالشهادة التي لا تكف الحديث عنها، وقولها: "ما فائدة الحياة إذا كان الموت يلاحقنا من كل جانب؟ سنذهب له قبل أن يأتينا، وننتقم لأنفسنا قبل أن نموت".
حبات الشوكولاته: أما شقيقتها سماح -طالبة الصف العاشر، وصديقتها المقربة، وحافظة سرها-، فقد فقدت وعيها فور سماعها نبأ استشهاد شقيقتها آيات رغم علمها المسبق بنيتها تنفيذ عمليتها البطولية، وتصف لنا لحظات وداعها الأخير لها فتقول بصوت مخنوق بدموعها الحبيسة: رأيت النور يتلألأ في وجهها ويتهلل فرحا لم أعهده من قبل، وهي تعطيني بعض حبات الشوكولاته، وتقول لي بصوت حنون: صلي واسألي الله لي التوفيق. وقبل أن أسألها: على ماذا؟ قالت لي: اليوم ستبشرين بأحلى بشارة؛ فاليوم أحلى أيام عمري الذي انتظرته طويلا، هل تودين أن أسلم لك على أحد؟ فرددت عليها باستهزاء: سلمي لي على الشهيد محمود والشهيد سائد؛ لأني على يقين أنها لن تجرؤ على تنفيذ عملية بطولية، فحلم الاستشهاد يراود كل فتاة وشاب، وقليل جدا من ينجح منهم. ثم سلمت عليّ سلاما حارا وغادرتني بسرعة لتذهب إلى فصلها. وسكتت سماح برهة لتمسح دموعها التي أبت إلا أن تشاطرها أحزانها، وتابعت تقول: شعرت أن نظراتها غير طبيعية، وكأنها تودع كل ما حولها، لكني كنت أكذب أحاسيسي، فأي جرأة ستمتلكها لكي تنفذ عملية استشهادية؟ ومن سيجندها، وهي ترفض الانضمام إلى منظمة الشبيبة الطلابية؟ ولكنها سرعان ما استدركت قائلة: هنيئا لها الشهادة؛ فهي تستحقها لجرأتها، وأعاهدها أن أمشي على طريق الشهادة؛ فجميعنا مشروع شهادة.
عروستي لغيري :أما "شادي أبو لبن" زوج آيات المنتظر، فقبل ساعات قليلة من استشهادها كانا يحلقان معا في فضاء أحلام حياتهما الزوجية وبيت الزوجية الذي لم ينتهيا بعد من وضع اللمسات الأخيرة له قبل أن يضمهما معا في شهر يوليو القادم بعد انتهائها من تقديم امتحانات الثانوية العامة، وكاد صبرهما الذي مرّ عليه أكثر من عام ونصف أن ينفد، وحلما بالمولود البكر الذي اتفقا على تسميته "عدي" بعد مناقشات عديدة، وكيف سيربيانه ليصبح بطلا يحرر الأقصى من قيد الاحتلال. ولكن فجأة وبدون مقدمات سقط شادي من فضاء حلمه على كابوس الاحتلال؛ ففتاة أحلامه زُفَّت إلى غيره، وأصبحت عروس فلسطين، بعدما فجرت نفسها في قلب الكيان الصهيوني. وما كدت أسأل شادي عن خطيبته آيات التي أحبها بعد أن عرفها لعلاقته بإخوتها، وطرق باب أهلها طالبا يدها أول سبتمبر من العام 2000 حتى سقطت دمعة عينيه الحبيسة، وقال بعبرات امتزجت بالدموع: "خططنا أن يتم الفرح بعد إنهائها لامتحانات الثانوية العامة هذا العام، لكن يبدو أن الله تعالى خطط لنا شيئا آخر، لعلنا نلتقي في الجنة، كما كتبت لي في رسالتها الأخيرة".
وصمت شادي قليلا ليشخص بصره في "آيات" التي ما زال طيفها ماثلا أمامه ليكمل: "كانت أحب إليّ من نفسي، عرفتها قوية الشخصية، شديدة العزيمة، ذكية، تعشق الوطن، محبة للحياة، تحلم بالأمان لأطفالها؛ لذلك كان كثيرا ما يقلقها العدوان الصهيوني". وأردف قائلا: "كلما حلمت بالمستقبل قطع حلمها الاستشهاد؛ فتسرقني من أحلام الزوجية إلى التحليق في العمليات الاستشهادية، وصور القتلى من العدو ودمائنا التي ستنزف بها معا إلى الجنة؛ فنتواعد بتنفيذها معا".
واستطرد شادي -وقد أشرقت ابتسامة على وجهه المفعم بالحزن-، فقال: "لقد كانت في زيارتي الأخيرة أكثر إلحاحا علي بأن أبقى بجوارها، وكلما هممت بالمغادرة كانت تطلب مني أن أبقى وألا أذهب، وكأنها تودعني، أو بالأحرى تريد لعيني أن تكتحل للمرة الأخيرة بنظراتها المشبعة بالحب لتبقى آخر عهدي بها". ورغم أن شادي حاول جاهدا أن يظهر الصبر والجلد على فراق آيات، ليبوح لنا بأمنيته الغالية: "كنت أتمنى أن أرافقها بطولتها، ونُستشهد معا.. فهنيئا لها الشهادة، وأسأل الله أن يلحقني بها قريبا.. قريبا..!!".
وستبقى عروس فلسطين آيات الأخرس مثلا وقدوة لكل فتاة وشاب فلسطيني ينقب عن الأمن بين ركام مذابح المجرم شارون ويدفع دمه ومستقبله ثمنا لهذا الأمن......
الصفحات 1 2  3  4  ... الأخيرة

التالي

ازواج يبوحون بأسرار للأمهات

السابق

فيروسات الحياه الزوجيه

كلمات ذات علاقة
..... , أمام , أميرة , أسماء , مساعدة , معنى , المرأة , الله , الأقصى , الارض , الذاكرة , التي , الحياة , اليوم , النساء , تناسب , دعاء , يكون , شريط , عمليات , على , عندما , فيها , ولكن , ضروري