توضيح حديث ( الكبرياء ردائي والعظمة إزاري ..)

مجتمع رجيم / الحديث الشريف وتفسيره
كتبت : || (أفنان) l|
-
[frame="15 10"]
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



عن أبي هريرة قال : قال رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - :

(قال الله عزوجل : الكبرياء ردائي ،والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار)


وروي بألفاظ مختلفة منها
( عذبته ) و ( وقصمته ) ، و
( ألقيته في جهنم ) ، و ( أدخلته جهنم ) ،
و ( ألقيته في النار ) .



تخريج الحديث

الحديث أصله في صحيح مسلم
وأخرجه الإمام أحمد و أبوداود ،
و ابن ماجة ، و ابن حبان في صحيحه وغيرهم وصححه الألباني .



معاني المفردات

نازعني : المعنى اتصف بهذه الصفات وتخلق بها .
قذفته : أي رميته من غير مبالاة به .
قصمته : القصم الكسر ، وكل شيء كسرته فقد قصمته .


معنى الحديث

هذا الحديث ورد في سياق النهي عن الكبر والاستعلاء على الخلق
ومعناه أن العظمة والكبرياء صفتان لله سبحانه ، اختص بهما
لا يجوز أن يشاركه فيهما أحد ، ولا ينبغي لمخلوق أن يتصف بشيء منهما
وضُرِب الرِّداءُ وا لإزارُ مثالاً على ذلك
فكما أن الرداء والإزار يلصقان بالإنسان ويلازمانه
ولا يقبل أن يشاركه أحد في ردائه وإزاره ، فكذلك الخالق جل وعلا جعل هاتين الصفتين ملازمتين له ومن خصائص ربوبيته وألوهيته ، فلا يقبل أن يشاركه فيهما أحد .
وإذا كان كذلك فإن كل من تعاظم وتكبر
ودعا الناس إلى تعظيمه وإطرائه والخضوع له
وتعليق القلب به محبة وخوفا ورجاء
فقد نازع الله في ربوبيته وألوهيته ، وهو جدير بأن يهينه الله غاية الهوان
ويذله غاية الذل ، ويجعله تحت أقدام خلقه ،
قال - صلى الله عليه وسلم - :
( يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال ، يغشاهم الذل من كل مكان ، فيساقون إلى سجن في جهنم يسمى بولس ، تعلوهم نار الأنيار ، يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال )
رواه الترمذي حسنه الألباني .

وإذا كان المصَوِّر الذي يصنع الصورة بيده من أشد الناس عذابا يوم القيامة
لتشبهه بالخالق جل وعلا في مجرَّد الصنعة ، فما الظن بالتشبه به في خصائص الربوبية والألوهية
وقل مثل ذلك فيمن تشبه به في الاسم الذي
لا ينبغي إلا له وحده
كمن تسمى
بـ" ملك الملوك " و" حاكم الحكام "
ونحو ذلك
وقد ثبت في الصحيح عنه -
صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
(أخنع الأسماء عند الله رجل تسمى بملك الأملاك)
فهذا مقت الله وغضبه على من تشبه به فى الاسم الذى لا ينبغي إلا له سبحانه فكيف بمن نازعه صفات ربوبيته وألوهيته .

الكبر ينافي حقيقة العبودية

وأول ذنب عُصي الله به هو الكبر
وهو ذنب إبليس حين أبى واستكبر وامتنع
عن امتثال أمر الله له بالسجود لآدم
ولذا قال سفيان بن عيينه :
" من كانت معصيته في شهوة فارجُ له التوبة ، فإن آدم عليه السلام عصى مشتهياً فغُفر له ،
ومن كانت معصيته من كِبْر فاخشَ عليه اللعنة ، فإن إبليس عصى مستكبراً فلُعِن "

فالكبر إذاً ينافى حقيقة العبودية والاستسلام لرب العالمين ،
وذلك لأن حقيقة دين الإسلام الذى أرسل الله به رسله وأنزل به كتبه هي أن يستسلم العبد لله وينقاد لأمره ،
فالمستسلم له ولغيره مشرك ، والممتنع عن الاستسلام له مستكبر ،
قال سبحانه :
{سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق } (الأعراف 146) ،

وقال سبحانه :
{إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } ( غافر 60)

وثبت في الصحيح عن النبي
- صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) .

والكبر هو خلق باطن تظهر آثاره على الجوارح يوجب رؤية النفس والاستعلاء على الغير ،
وهو بذلك يفارق العجب في أن العجب يتعلق بنفس المعجب ولا يتعلق بغيره ،
وأما الكبر فمحله الآخرون ،
بأن يرى الإنسان نفسه بعين الاستعظام فيدعوه ذلك إلى احتقار الآخرين وازدرائهم والتعالي عليهم ،
وشر أنواعه ما منع من الاستفادة من العلم وقبول الحق والانقياد له ،
فقد تتيسر معرفة الحق للمتكبر ولكنه لا تطاوعه نفسه على الانقياد له
كما قال سبحانه عن فرعون وقومه :
{وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا }(النمل 14)
ولهذا فسر النبي - صلى الله عليه وسلم -

الكبر بأنه بطر الحق : أي رده وجحده ،

وغمط الناس أي : احتقارهم وازدراؤهم .



من تواضع لله رفعه

والصفة التي ينبغي أن يكون عليها المسلم هي التواضع
تواضعٌ في غير ذلة ، ولينٌ في غير ضعف ولا هوان
وقد وصف الله عباده بأنهم يمشون على الأرض هوناً في سكينة ووقار غير أشرين ولا متكبرين ، وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد ) .

أسوته في ذلك أشرف الخلق وأكرمهم على الله نبينا محمد
- صلى الله عليه وسلم -
الذي كان يمر على الصبيان فيسلم عليهم
وكانت الأَمَةُ تأخذ بيده فتنطلق به حيث شاءت ، وكان إذا أكل لعق أصابعه الثلاث
وكان يكون في بيته في خدمة أهله
ولم يكن ينتقم لنفسه قط ، وكان يخصف نعله ، ويرقع ثوبه ، ويحلب الشاة لأهله
ويعلف البعير ، ويأكل مع الخادم
ويجالس المساكين ، ويمشي مع الأرملة واليتيم في حاجتهما ، ويبدأ من لقيه بالسلام
ويجيب دعوة من دعاه ولو إلى أيسر شيء ، وكان كريم الطبع ، جميل المعاشرة
طلق الوجه ، متواضعاً في غير ذلة
خافض الجناح للمؤمنين ، لين الجانب لهم ،
وكان يقول:
( ألا أخبركم بمن يحرم على النار ، أو بمن تحرم عليه النار ، على كل قريب هين سهل ) رواه الترمذي ،

ويقول :
( لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت ،ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت )
رواه البخاري
وكان يعود المريض ، ويشهد الجنازة ، ويركب الحمار ، ويجيب دعوة العبد
فهذا هو خلق رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -
ولا عز ولا رفعة في الدنيا والآخرة إلا
في الاقتداء به ، واتباع هديه
ومن أعظم علامات التواضع الخضوع للحق والانقياد له ، وقبوله ممن جاء به .

الكبرياء smile15.gif
منقول
[/frame]
كتبت : سنبلة الخير .
-
كتبت : || (أفنان) l|
-
كتبت : ورد الشام
-
كتبت : سحر هنو
-
كتبت : || (أفنان) l|
-

التالي

الخروج من المنزل‎

السابق

الإسلام دين الفطرة

كلمات ذات علاقة
أمثال , محمد , مختلفة , منها , الله , التي , الدنيا , الصحيح , النار , الناس , النبي , الوجه , بهذه , يجوز , يكون , علامات , على , عليها , عليكم , هديه , وبركاته , وحده , ورحمة , وسلم , كريم