التعريف ببعض الشعراء الليبيين مع سعاد الراشد

مجتمع رجيم / فيض القلم
كتبت : سعاد الراشد
-
استفتح الموضوع بى المعلومة الكاملة على الشاعر (( أمحمد قنانة الزيدانى)) المشهور بسيدي قنانة


من بلدة الزيغن، في فزان و قد ولد و توفى بها في تاريخ لا يعرف على وجه الدقة ، فكل ما يعرف عنه أنه عاش

في زمن يوسف باشا القره مانللى (1795 – 1832) ، و أنه كان ذا مكانة و حظوة عنده. و بالرغم من المجهود

الكبير الذي بذلته بعثة اللجنة التي سافرت إلى الزيغن للبحث عن شعر قنانة أو أية معلومات عنه ، إلا أن

النتيجة لم تكن متناسبة إطلاقا مع مكانة هذا الشاعر و شهرته ، و لقد استطاع أعضاء هذه البعثة الاجتماع

بأحفاد الشاعر ، و التسامر معهم في شأنه ، و لكنهم لم يتحصلوا على شي يذكر ، لبعد العهد بالشاعر من

جهة ، و من جهة أخرى لما كان يستغرق أحفاد الشاعر من إحساس غير عادى بالتبجيل و الاحترام ، يحفزهم

للتأثر بذكراه ، و يستل منهم الدموع و الهيبة ، و يطغى على ذاكرتهم . و ربما كانوا لا يميلون إلى التفكير به

على أنه شاعر ، و يفضلون رؤيته كولي من أولياء الله الصالحين. و هذه الفكرة ليست مستبعدة ، فكثير من

الناس صاروا ينظرون إلى الشاعر على أساس أنه ولى تقي صالح . و قد جعلوا له ضريحا ، و هو موجود للان و

معروف ببلدة الزيغن و شاهده أعضاء البعثة مشاهدة عيان . و لقد بلغت شهرة الشاعر حدا لا مزيد عليه .

و نظرا لتقادم عهده تطور أمره إلى أن تحول إلى ما يشبه الأسطورة ، و صار البعض يشكون في وجوده أصلا .

غير أن ثمة شواهد مؤكدة تنفى هذه الفكرة . فقد اتصلنا بأحفاده شخصيا ، و شاهد أعضاء بعثة اللجنة إلى

الزيغن بيته الذي كان يسكن فيه ، و ضريحه الذي دفن فيه ،

قصائده المعروفة


ضيقة الخاطر والحياة المرمادة

عزمت عينى

اوقات نخدم بيدى
كتبت : سعاد الراشد
-
الشاعر: حسن لـقطـع



: السـيـرة الشخصية
هو حسن الفاخري , المشهور بحسن لقطع. وسبب شهرته بهذا الاسم أنه كان فاقدا لاصبعين من يده اليمنى -البنصر والسبابة-... يرجّح أنه ولد حوالي عام 1872م , إذ يروى أنه توفي عام 1952م , وكان قد تجاوز الثمانين من عمره
كان أميا لا يعرف القراءة والكتابة, ولكنه كان سريع البديهة متوقد الذهن والذكاء ...لم تكن له حرفة غير الشعر, الذي أتقن صناعته, وبرع فيه, وضمن له العيش والشهرة الواسعة
قضى لقطع معظم حياته في مدينة اجدابيا, التي كانت ملتقى مشاهير الشعراء وفحولهم
يروى أن لقطع تزوج ثلاث مرات , وربما يؤيد ذلك هذا البيت من قصيدة قالها في هجاءه أحد شعراء قبيلته
ثلاث مهابيـّـات حَـرار ....اللي يالقطع فاتنـّـك
ولم يتأكد لدينا انه تزوج بعد ذلك, حيث انه لم يترك أبناء من بعده

اشتهر حسن لقطع بالهجاء القوي اللاذع. وكان الناس والشعراء يهابونه, ويفضلون عدم التعرض له, عدا الفحول منهم الذين يساوونه أو يفوقونه مهارة. لعل من أشهر مساجلاته الهجائية ما بدأ بينه وبين حمد بومير, وتطور حتى أدى إلى تدخل الشاعر الكبير بو فلاّقة, ونشوب الهجاء بينه وبين لقطع . وكان ذلك حينما لجأ أحد افراد قبيلة سعيط , ويدعى صالح خنفر , الى حسن لقطع , حاملا اليه بعض الهدايا , يرجوه أن يدفع عنه هجاء بوكير الذي قال فيه
خنفر طري يدوّر علي جديانه........وبطنه علينا بالعوج كليانه
فقال لقطع, مدافعا عن خنفر , ابياته التي أولها
علي اربعين طلاق لولا لولا .......ان نسحن حمد بومير سحنة رولا
فتدخل الشاعر بوفلاّقة في الموضوع. وتبنى الدفاع عن بومير , ما أدى إلى نشوب الهجاء بينهما وانتج عدة قصائد مشهورة
ولعل الحديث عن بوفلاقة يسوق حتما للمقارنة بينه وبين لقطع في جانب آخر من جوانب شخصيتهما. وذلك أنهما و ان كانا يتفقان في المرتبة الشعرية والشهرة , الا انهما كانا يختلفان اختلافا كبيرا في مظهرهما, فبقدر ما كان بوفلاقة- كما يروى عنه- شديد الاهتمام بمظهره ونظافة جسمه وهندامه, ويدل على ذلك حرصه على التطيب, وصبغ شعره, ودهن لحيته, وتكحيل عينيه, كان لقطع زري المظهر, غير مهتم بنظافة جسمه وهندامه

ولكن يجدر بالذكر أن هيأته المنفرة كانت تغطيها مهارته الشعرية وتغلب عليها, فكان محل تقدير أينما حل. ومما كان يروى أنه كان له مكان معروف في سوق مدينة اجدابيا, كان يجلس به ويلتف حوله المعجبون بشعره... وكان يحلو لهم مناوشته واثارته ضد مشاهير الشعراء خاصة, رغة منهم في أن ينشب بينه وبينهم الهجاء , فيقع هو في الخصومة, ويحظون هم بالشعر

كتبت : سعاد الراشد
-
و الثالث :-


الشاعر الفاخري

هو عبدالله محمد ابريك, من عائلة المويعيني , قبيلة الفواخر. وُلد في جوف ساونـّو, بالقرب من اجدابيا عام

1952م

امتهن ولا يزال حرفة الفلاحة والرعي.بدأت علاقته بالشعر منذ صغره, فكان يروي ويحفظ لكبار شعراء قبيلته

من أمثال: خالد ارميلة, ابراهيم بوجلاوي وأحمد ارميلة ..ثم ما لبث أن بدأ ينظم شعرا من تأليفه وكان ذلك في

عام 1973 م . حيث كان أول ما تناوله من أغراض الشعر هو ( المجاريد و كلام الاجواد) ,وقد برع وأبدع

في هذا اللون , وهو المجاريد,بشهادة الجميع وأجاد فيه .

كتبت : سعاد الراشد
-
شاعرنا الشاعر( وليد الرملي)


شاعر ليبي شاب ابدع في الشعر الشعبي وله ديوان بأسم سلامي عليك بنغازي, وليد من مواليد بنغازي

1978,حفظ شاعرنا وليد الرملي القرآن الكريم منذ الثانية عشر من عمره بمسجد سهل بن سعد المشهور

بمسجد الشامي بمنطقة السلماني الغربي,بالرغم من صغر سن وليد إلا إنه قد اثبت خصوصيته ولونه الخاص

المتمثل في قوة الكلمه وسهولة انسياب النص الأمر الذي جعله يجاري أكبر الشعراء في بلاده وخارجها, يعش

وليد في باريس بفرنسا الآن, وله عدة قصائد كتبها من باريس تتغنى بالشوق والحنين إلى بلده الأم ليبيا

ومعشوقته مدينة بنغازي.

هذه القصيدة تغنى بها الشاعر وليد الرملي في مدينته بنغازي

سلامي عليك بنغازي

يا حب قلبي يا وطاء الأعزازي

يا الجميله

الي بيك عقلي وهنوته ودليله

طيفك ايزور ف نومتي كل ليله

يطرب احلامي ايودها بأعجازي

ايحيد الحزن والكرب عني ايشيله

ويبقى ايناجي في هواي ايزازي

يقرب مناهل خاطري ويحكيله

ويشرح مقاصد ف الصدر بأيعازي

يسعد منامي في اوقات جميله

تمنيت نومي ايدوم لا قفّازي

يا الحنونه

يا اعجاز ربي في خلايق كونه

سمحه وجمالك حلو باهي لونه

وكل سمح جاور طينتك منحازي

ارقيتي وسكنتي علو مانك دونه

ابقيتي صقر في هامته ركّازي

مانك احدا لابوم لا حبرونه

انتي كما في الطير رانك بازي

ياما عليك اعداء ذاقو الهونه

فاشست ذلو وانقليزي ونازي

ليك سلامي

يا وطن غالي لوعتي به رامي

يا نشوتي يا منيتي وغرامي

يحميك ربي من ظليم وهازي

يحميك ياشوف الوليف السامي

يانبض طيب ف القلب هزازي

ياروح حلوه عشقها دوّامي

الها نغم حالي موعطب نشّازي

تنعش اسبابي اترفها حوّامي

اتخلي كياني بفرحته نقّازي

سلام تحيه

من وسط قلبي ليك موش اشويه

يانور ضاوي ف الوطاء جمليه

ضيك تمادا اوصل ف الحجازي

وخطّّم علي الأردن وفي تركيه

وفي أيران شكّع في جبل الأهوازي

وفات حتى القاره الهنديه

اتقول مد نافع كيف علم الرازي

وحتى العلم احذاك مايجي شيه

لو خيروني ما خطاك انوازي


كتبت : سعاد الراشد
-
و الخامس:-

الشاعر الكبير عبدالسلام الحر

من فحول الشعراء ينتمى الى قبيلة الدرسة وهو من شعراء مدينة بنغازى الزاهرة قال الشعر فى

جميع الاغراض ( الغزل .. الاجواد .. الشنا ..الهجاء)
الشعر الاجتماعى وهذه محاولة لتسليط الضوء

على الشاعر .. من قصائده المعروفه ..
يا غزال لا تجارا


القصيده تقول ..

يا غزال لا تجارا

يتخيل الشاعر أنه وجد غزالاً فاراد أن يسأله عن محبوبته

***

يا غزال لا تجارا

با نن عليك أوصاف سود أنظارا

تعال ننشدك

***

يا غزال كيفك كيفا

رقيق البشر مول الشفاه رهيفه

امغير أنت ما تعرف أولا تخريفا

أوهى زوق والجا يل أتحيد جضارا

***

أو مشيا إلها فوق الو طاه ظريفا

دوبينها توطا آلها نجرارا

يا غزال لا تجارا

***

يا غزال حطايا

وين نلحظك يخطر سريب أمنا يا

امغير أنت ما ترجا خفيف روايا

أوهي عقلها وازن بعيد إبحار

***

ألها خد لا قابل ابشوط وقايا

ابروق ليل في مأزق قوي تيارا

يا غزال لا تجارا

***

يا غزال أشّرّف

أن كان ريتا بالك أبها أتعرف

رآه بالسهارى عقلها يظرف

أدور على مدعا خليل أدوارا

***

أتجلى جظارك وين ما أتخرف

اعيون من خرم وقتا اسهي بزارا

يا غزال لا تجارا


***


قال الغزال:

والله ما نظرنا غالى

ولا ريت حاجا شابهت لمثالي

***

نا امعيشتي واخد افجوج خوالي

سلوك بر ما فيهن ولا غثارا

***

احدود النظر ما ريت فيهن والي

امفيت القطا وألا افراق أحبارا

يا غزال لا تجارا

***

قال الشاعر:

يا غزال ما تعرفا

اللي وصفها كيفك بعد نوصفا

امغير أنت عايش في ابساط أو دفا

وهي وطنها لوطا عرب وكارا

***

برمت اللي وقتا الفارس هفا

قند أطر وف الدير في مشوار

يا غزال

***

قال الغزال:

نلقاني نعرفا

دار بو حدأجا لا ورار تسفا

امغير أنت ما تقدر اتخش الدفا

مشيك عطيب وقربتك ما طارا

***

وهي حازها رقراق داير ضفا

أيكيد بو جناوح بيض بوفرارا

يا غزال

***

قال الشاعر:

يا غزال ناسل عنا

مول الحداجا لا ورا تثنا

هو اللي رزا لنظار داهن منا

ولطن قساميا وحيزت دارا

***

دارن غلا واجد أما لحقنا

إذ بلن نين ما يسون عقاب اجفارا

يا غزال

***

قال الغزال:


نلقاني صاحيلا

آمنين نجعها قشع واساق رحيلا

وخش الخلا نأوي طريق طويلا

وهي راكبة في اللي جديد أوصارا

***

أن ريت خدها يلمع ادقول فتيلا

فوق من عريض الزور بووروارا

***

أو بيت على مشيت اطنا شر ليلا

أريد موكرا هفن عليه اديارا

***

ذبال العيون السود بو تكليلا

جاصعيب واسوا لك عليه معارا

***

وجا وطنها مزنوق ما تمشيلا

أنزلت وين ما حط الغراب أصغارا

يا غزال


***


قال الشاعر:

يا غزال الخيا

خبرني على غاشي كحيل اصبيا

***

قال الغزال:

نلقانا تباعد في افجوج خلايا

كيف البحر رقراقهن يجارا

***

لا له طريق امعديا رسميا

ولا يخبرا سواق في سيارا

***

أخد ملك على هايج ولد بريا

وافي جسد قيس الثلاث إفطارا

***

أقلا دي امعقل ربتا ابدويا

واكل عفا حومت أسلوك القارا

***

لا داعكا حلاب في أضحويا

ولا عمرهم حطوا عليه إقرارا

***

صوكت أنيابا حس موزيكيا

وألا مقام يضابح امح جرارا

***

عدل آوتاه وكلفا ابحويا

وتعال نوصفلك صابغ سواد أنظاره

***

أوفايت اطنا شر يوم بالعديا

أن كأنك ولد تصدف أوهام اديارا

يا غزال ..



كتبت : سعاد الراشد
-
الشاعر :-
عبدالكافى مترجم العواطف
الغالى طريح اوساد ساولت فيه ماعينه رفع ..
هاهو عبدالكافى محمد الجالى –ملك الليل- مسجى على فراش المرض لايعى بما يدور من حوله كانه ماشغل الناس ولا اقام دنيا الغناء واقعدها ماصدح فى ليالى افراحنا الشعبيه ولا الهب اكفنا !!بشتاويه!! الساحره وقاد اسماعنا –بغناويه الرائعه نحو عالم البهجه عبدالكافى ذلك العملاق الذى كان يتولى باقتدار خارق اشعة الفرح النبيل اماسينا البريئه ، ويحيل سويعاتها الى مهرجان اسطورى مطرزه اطرافه بالود والالفه
عامل بسيط بمشروع غوط السلطان لم يدخل فى حياته مدرسه ولم يتلق علما وماورث مالا ولاجاها ابصرت عيناه النور فى احد- نجوع الابيار- وهام على شعره فى هضابها التى رددت اغانيه المدهشه وهويقتفى اثر ذلك القطيع الهزيل الذى كان يجوب به تلك المنحدرات المعشوشبه ليس له من مؤنس سوى تلك الترانيم التى كان يودعها تلك المرتفعات والسهوب الصامته
لكن عام 1970م كان محطة هامه فى حياته ، حين –قادته اذناه مصادفه الى عرس شعبى بمنطقة سلوق فاقتحم صفوف المغنيين ليدلى بشهادته على جمال صوته ونبوغه فى هذا الفن الشعبى الذى كان حكرا على اصوات معروفه ، ومنذ تلك الصدفه الرائعه اصبح عبدالكافى نكهة كل عرس ، وايقونة كل حلقه من حلقات السمر ، صحبة اساطين الفن الشعبى من امثال – العوامى – البزارى – سليمان شريمه- على طاهر – عبدالله عبدالواحد – عثمان ميلاد- ثم شكل فيما بعد منتخبا يضم اشهر ((غناية العلم والشتايه امثال- عبدالحميد السعيطى الدولاج- يوسف طاهر- ادريس الصافى – بوفرنه- جمعه العقورى – عوض حامد - وغيرهم من حملة اللواء فكانت جوقه شعبيه تزدان بها الليالى والافراح الشعبيه
لكن عبدالكافى كان بحق فارس تلك الليالى البهيه وقائد مجاميعها بلا منازع بصوته القوى الجميل الذى كان يفوق مكبرات الصوت و(عربه ) الساحره وكلماته المؤثره ولعل المجال هنا لايتسع لسرد ماكان يدور فى تلك الاعراس الشعبيه وكيفيه زرع الشتاوه وردمها واختيار موضوعها لهذا استحق عبدالكافى وحده لقب –الكاتربيل – لانه كان يكتسح كل العوائق والمرتفعات الشعريه التى كانت تعترض سبيله
حاضر الذهن كان.. سريع البديهه كان، لاتستعصى عليه القوافى ولا الكلمات فتنثال امامه كانه يقراها غيبا فقد كانت له الى جانب الموهبه الفذه قدرة على ترجمة بعض الاغانى المعروفه الى ،، غناوى علم ،، فاصبحت فيما بعد عند عشاق الادب الشعبى اشهر من الاغانى الاصيله التى عارضها ، فان كانت ام كلثوم تقول فى احد اغانيها ( ان مر يوم من غير رؤياك ماينحسبشى من عمرى ) فان عبدالكافى يترجم ذلك فى قوله (( ان مر يوم مانك فيه م العمر ياعلم ماينحسب ) او رده الظريف على المطربه السعوديه عتاب فى اغنيتها (ودانا) حيث يقول فى بعده وفى دنواه* عزيز واه وادانا على )
واصبح التحدى ملازما لشخصية عبدالكافى الذى كان يروق له كثيرا ويستمرئه ، فنسمعه يعلن على الملا ( عندى نوع معا تنزيله*بوممشوط ايميح جديله ) .. لكنه كان يكتفى بهذا الانتصار المؤقت حين يسرح الحجاله التى زرعت قوامها امامه طول سهرة الكشك فيعطيها الاذن : ( صبى ياسمح التهميته* سدتنى فيك التبهيته )
وثمة من يقول ان عبدالكافى – وخلال ثلاثين عاما – لم يكرر غناوه اوشتاوه قالها قط الامره واحده ، وذلك عندما اقسم عليه احد اصدقائه فاعاد . ولم يعرف عنه انه تقاعس عن تلبية دعوة فرح فى حياته فكان عفيفا لم يتقاض درهما خلال مشاركته الناس اعراسهم
لكن ثمة حدث اخر كان ينسجه القدر كان ذلك فى احد ايام شهر التمور من عام 2000ف فى منطقة بطه حين كان قادما من زيارة صديق مريض ، فترعض لحادث سير نقل على اثره للمستشفى الجلاء بنغازى
وسمع عشاق فنه الخبر ، فاتوه من كل صوب يطمئنون عليه ،وازدحم المستشفى ، وضاقت بهم ردهاته مما اضطر ادارته للاستعانه بالشرطه لتفريقهم .. لكن الجموع الغفيره لم تتفرق ، بل خيمت امام المستشفى لثلاثة ايام مستفسره عن حالته ، ولسان حالهم يقول ( صاحب صوب خليل امطوح .. غير نفس يمشى ويروح ) ( الى كان ايطرب ف العين قعد مابين السنادين ) اما احدهم فقد ارتكن ركنا غير بعيد وعيناه مغرورقتان بالدموع ، وينتحب فى اسى صام( ياريت العزيز ايجيب .. العلم م اللى فيه ايساولو ) واطبق عبدالكافى الساحر شفتيه .. وبقى مترجم العواطف فى الحجره رقم 6 بقسم جراحة الاعصاب عشرين يوما ، نقل بعدها الى العاصمه الاردنيه عمان ، وهناك استغرب احد الاطباء ذلك الزحام الشديد فى حجرة عبدالكافى ، فسال احدهم عن منصب هذا الرجل فاجابه بانه مترجم ، مترجم فقط ؟ !! التفت بها الطبيب فاجابه الصديق .. نعم ياسيدى .. انه مترجم عواطف !! ويقول احد اصدقائه ان اخر اغانيه كانت ( الايام لاطت معاى ما من شقا جايباتلى ) وعن الرحيل يقول ( مفروع يارحيل غلاى .. زعزاعة خطا فيك صايره ) اما اشهر شتاوه طرز بها احدى امسيات الكشك فتقول حس رحيل اولافى حسه.. تربان تكلم فى نصه ) لعله كان يستشرف ماسيحدث له من صمت رهيب كان ينتظره فى بطه تلك الليله الخريفيه السيئه .. هذا الرجل الاعجوبه يخلد الان لصمت طويل منتظرا معجزه الهيه ، تعيده لوعيه ، وتنصبه بين الصفوف التى طالما توسطها منشرحا .. دعوات اصدقائه ومريديه وعارفيه ومحبى فنه الاصيل تتجه كل ان صوب السماء متضرعه لله بشفائه ، بقدر البهجه التى كان يرشقها بابياته البريئه – وانا بالطبع احد هؤلاء – فقد كان لزاما ان اتحدث عنه لاجله ولاجل محبيه ووفاء لادبنا الشعبى ، متمثلا فى احد رواده الافذاذ، لكن القدر اراد ان يقول كلمته الاخيره وان ينتقل الى رحمة الله فنفقد بذلك احد عمالقة رواد الشعر والغناء فى بلادنا وذلك يوم الثلاثاء الموافق 22/11/2005ف وليس بوسعنا الاان نقول (( انا لله وانا اليه راجعون )) وان ندعو له بالرحمه والمغفره .


ننساه موش ماننساه .. عزيز غير تبيلى ولا
الصفحات 1 2 

التالي

رسائل شتوية داااافئة :--

السابق

الأخلاق الملونة , وقناع المثالية المهشّمة

كلمات ذات علاقة
مع , الليبيين , التعريف , الراشد , الشعراء , ببعض , سعاد