فلنحفظ معا كتاب الله (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) + تفسير + تجويد * متجدد يوميا بإذن الله
مجتمع رجيم / ملتقى عضوات ريجيم لحفظ القران الكريم
قال تعالى:{عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ } * { عَنِ ٱلنَّبَإِ ٱلْعَظِيمِ } * { ٱلَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ } * { كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ } * { ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ } * { أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلأَرْضَ مِهَٰداً } * { وَٱلْجِبَالَ أَوْتَاداً } * { وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً } * { وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً } * { وَجَعَلْنَا ٱلَّيلَ لِبَاساً } * { وَجَعَلْنَا ٱلنَّهَارَ مَعَاشاً } * { وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً } * { وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً } * { وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلْمُعْصِرَاتِ مَآءً ثَجَّاجاً } * { لِّنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً } * { وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً }
.
يقول تعالى منكراً على المشركين في تساؤلهم عن يوم القيامة إنكاراً لوقوعها: { عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ * عَنِ ٱلنَّبَإِ ٱلْعَظِيمِ } أي: عن أي شيء يتساءلون عن أمر القيامة، وهو النبأ العظيم: يعني الخبر الهائل المفظع الباهر، قال قتادة: النبأ العظيم: البعث بعد الموت، لقوله: { ٱلَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ } يعني الناس فيه مؤمن به وكافر،
ثم قال تعالى متوعداً لمنكري القيامة: { كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ } وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد، ثم شرع تبارك وتعالى يبين قدرته العظيمة على خلق الأشياء الغريبة والأمور العجيبة، الدالة على قدرته على ما يشاء من أمر المعاد وغيره، فقال:
{ أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلأَرْضَ مِهَاداً } أي ممهدة للخلائق ذلولاً لهم، قارة ساكنة ثابتة
{ وَٱلْجِبَالَ أَوْتَاداً } أي جعلها لها أوتاداً، أرساها بها وثبتها وقررها، حتى سكنت ولم تضطرب بمن عليها،
ثم قال تعالى: { وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً } يعني ذكراً وأنثى، يتمتع كل منهما بالآخر، ويحصل التناسل بذلك كقوله:
{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوۤاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً }
وقوله تعالى: { وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً } أي قطعاً للحركة لتحصل الراحة من كثرة الترداد، والسعي في المعايش في عرض النهار،
{ وَجَعَلْنَا ٱلَّيلَ لِبَاساً } إي يغشى الناس بظلامه وسواده، كما قال:{ وَٱللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا } وقال قتادة { وَجَعَلْنَا ٱلَّيلَ لِبَاساً } أي سكناً،
وقوله تعالى: { وَجَعَلْنَا ٱلنَّهَارَ مَعَاشاً } أي جعلناه مشرقاً نيراً مضيئاً ليتمكن الناس من التصرف فيه والذهاب والمجيء للمعاش والتكسب والتجارات وغير ذلك.
وقوله تعالى: { وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً } يعني السماوات والسبع في اتساعها وارتفاعها، وإحكامها وإتقانها وتزيينها بالكواكب الثوابت والسيارات،
ولهذا قال تعالى: { وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً } يعني الشمس المنيرة على جميع العالم يتوهج ضوءها لأهل الأرض كلهم،
وقوله تعالى: { وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلْمُعْصِرَاتِ مَآءً ثَجَّاجاً } قيل : المعصرات: الرياح، تستدر المطر من السحاب، وقيل:من المعصرات أي من السحاب، وقيل: هي السحاب التي تتحلب بالمطر ولم تمطر بعد، كما يقال: امرأة معصر إذ دنا حيضها ولم تحض، كما قال تعالى:{ ٱللَّهُ ٱلَّذِي يُرْسِلُ ٱلرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي ٱلسَّمَآءِ كَيْفَ يَشَآءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى ٱلْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ }أي من بينه، وقوله جلَّ وعلا: { مَآءً ثَجَّاجاً } قال مجاهد: { ثَجَّاجاً }: منصباً، وقيل: متتابعاً، وقيل: كثيراً، قال ابن جرير: ولا يعرف في كلام العرب في صفة الكثرة الثج، وإنما الثج الصب المتتابع، ومنه قول النبي (ص): " أفضل الحج العج والثج "يعني صب دماء البدن. قلت: وفي حديث المستحاضة: " إنما أثج ثجاً " وهذا في دلالة على استعمال الثج في الصب المتتابع الكثير، والله أعلم.
وقوله تعالى: { لِّنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً } أي لنخرج بهذا الماء الكثير الطيب النافع المبارك { حَبّاً } يدخر للأناسي والأنعام، { وَنَبَاتاً } أي خضراً يؤكل رطباً،
{ وَجَنَّاتٍ } أي بساتين وحدائق من ثمرات متنوعة وألوان مختلفة وطعوم وروائح متفاوتة، وإن كان ذلك في بقعة واحدة من الأرض مجتمعاً، ولهذا قال: { وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً } قال ابن عباس وغيره: ألفافاً مجتمعة، وهذه كقوله تعالى:
{ فِي ٱلأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ بِمَآءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي ٱلأُكُلِ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }
align="left">رابط الدرس كاملا هنا