اختي الداعية : لاتستعجلي في جني الثمار

مجتمع رجيم / ملتقى داعيات منتدى ريجيم
كتبت : سنبلة الخير .
-

اختي الداعية
نصحيتي لك

لاتستعجلي جنـــي الثمــــار

ركضت ورائي مسرعة ووجهها يتهلل بالبشر تشكرني على محاضرتي التي تأثرت بها،وتستشيرني في كيفية دعوة الفتيات والتأثير فيهن، وأردفت توضح أسباب طلبها: (بحمدالله هناك حب وتقارب بيني وبين طالباتي، إلى درجة دعوتهن لي في مناسباتهن الخاصةوتلبيتي لتلك الدعوات العائلية، واستشارتهن لي في حلمشكلاتهن).
وأضافت بحماسة ظاهرة (أرى تأثر واقتناع البنات بما أقول، من دعوتهنللبعد عن المنكرات والتقرب إلى الله بالطاعات، لكن سرعان ما يذهب قولي أدراج الرياحبعد عودتهن إلى أهلهن). وتابعت بألم وحسرة واضحة: (ذكرت لهن حكم الغناء والموسيقىولاحظت مدى تجاوبهن ومناقشتهن لي خلال الدرس، وحين حضرت زواج أخ إحداهن فإذا بيأفاجأ بالغناء والرقص والموسيقى .. لا أعلم ماذا أفعل فهن عندي شيء وعند أهلهن شيءآخر تماماً؟)
قلت لها عزيزتي.. قد نستعجل جني الثمار قبل نضجها فتفقد لذتهاوطعمها، وأحياناً تكون مضرة بالصحة، فأنت الآن في مرحلة بذر البذور فهي بحاجة إلىرعاية وعناية مستمرة لتنمو وتكبر وتثمر، نحن لا نستطيع أن نبذر ونجني الثمر في آنواحد، علينا رعايتها والصبر عليها ومراقبتها ومتابعتها، فكل شيء في وقته حلووجميل.
وتابعت الحديث لها وهي صامتة ولا تنسي قوله تعالى: (ليس عليك هداهمولكن الله يهدي من يشاء)، فاستمري بدعوتهن وتوجيههن بالحكمة والموعظة الحسنة، وكونيمثالاً وقدوة يحتذي بها، فنحن في عصرٍ قلت فيه القدوات، فلم نجد في الساحة غيرفقاعات الصابون التي تطير سريعاً في الهواء وهي تلمع لكنها سرعان ما تنفقعوتتلاشى. إن القاعدة الأساسية في الدعوة تتضح عندما أمر الله – سبحانهوتعالى – رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بأن يأمر أهله بالصلاة ويصطبر عليها، ففيالصلاة الدين كله لذا طلب منا الصبر عليها، بل الاصطبار أي إلزام النفس على الصبر. نعم الصبر عبادة ودعوة وعمل، وقاعدة يجب أن نستند إليها في الدعوة والتربيةوالإصلاح لكل من حولنا، وقدوتنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فسيرته مليئةبتعامله الحكيم الصابر على تجاوزات بعض المسلمين، وآليته الناضجة في الدعوة الصادقةالتي يبتغي من ورائها رضى الله عز وجل. وتأتي القاعدة الرئيسة في الدين الإسلامي والتيجاءت على لسان النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: (إن الإيمان يخلُق (أي يَبْلى) كما يخلُق الثوب، فجددوا إيمانكم). وهذا يأتي في مرحلة لاحقة لمرحلة تحقيق الإيمانفي النفس وهي الغاية التي أرادتها زميلتي الداعية لطالبتها، فكيف بها تنزعج قبلبلوغ هذه الغاية من تصرفات فتيات مراهقات تأخذهن الدنيا ببهرجها قليلاً، وما أحوجناإلى قدوات صالحات فاعلات وأيضاًصابرات.. [ الهمةفي الدعوة إلى الله ]



قال الله تعالى : { ادْعُ إِلِى سَبِيلِرَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَأَحْسَنُ } (125) سورة النحل.
(نواف - فهد - عادل - مشعل ) شباب خيروصلاح من مدينة الرياض، حملوا هم النصح والتوجيه لأسرتهم، وتقويم السلوك الخاطئ ،فأدركوا أهمية الدعوة إلى الله، والعمل بها؛ فقام أحدهم باقتراح فكرة عليهم حيثقال: نحن الآن من الشباب الصالحين ، ولم نقدم لأقربائنا وأسرنا ما ينفعهم، ها نحننرى الهاتف المحمول مع كل فرد من أفراد الأسرة ؛ فلماذا لا نستخدم تقنية هذا العصربالدعوة إلى الله تعالى، وذلك بإرسال رسائل دعوية إليهم ؟!
أيده الجميع ؛ فقاموا بالإعداد لهذاالمشروع الدعوي، حيث تكون الشريحة المستهدفة من سن السادسة عشر إلى سن الأربعين،مبتدئين بمنطقة الرياض ، حيث أن العائلة منتشرة في عدة مناطق من المملكة العربيةالسعودية.
تعاونوافي جمع أرقام هواتفهم، والتأكد من صحتها وإدخالها في لوحة التحكم المخصصة لهم منإحدى شركات الجوال، وواجهتهم متاعب مع الشركات ، ولكن بتوفيق من الله تيسرت الأمور،بقي عائق واحد، وهو الدعم المادي، فاتفقوا أن يكون من دخلهم الخاص، وكلهم إيمانويقين بأن الله سيكون معهم ويقيّض لهذا المشروع من يدعمه.
زفوا البشرى لشباب أسرتهم عبر رسالةترحيبية بانطلاق جوال الأسرة، والذي سيحمل لهم رسائل دعوية تعينهم على دينهمودنياهم، وتزف البشرى بالإعلان عن أفراح العائلة، ويشاركهم أيضا ويواسيهم فيأحزانهم، كما أنهم يرحبون بكل ملاحظة واقتراح.
انطلقت الرسائل الدعوية مرة واحدةبالأسبوع، سعد الجميع بها وتفاعلوا معها، وبما أنهم يزفون البشرى بالإعلان عنالأفراح، أصبح كل من له حفل زفاف يدعمهم مادياً للإعلان عن زواجه وتقديم التهنئةللعريس، ولكن بقي العائق الوحيد هو الدعم المادي؛ فلم يعيق ذلك طموحهم ولم يقف فيوجه دعوتهم السامية، فاتجه الشباب الأربعة إلى أحد تجار العائلة، وشرحوا له مشروعهمالدعوي، فرحب بالفكرة وقام بدعمهم مادياً على أن يقدموا له تقرير عن كل نجاح خطتخطاهم إليه؛ فتطور الجوال إلى تقديم مسابقة شهرية للأسرة والجوائز عبارة عن كوبوناتشراء من السوبر ماركت، وقد وصل عدد المشاركين إلى 70متسابق.
بعد ذلكأصبحت علاقتهم الأسرية أقوى، وصلتهم لأرحامهم زادت وأصبحوا قريبين من بعضهم يعرفونأخبار أهلهم وذويهم ويشاركونهم في الأفراح والأتراح، وكل ذلك ببذرة الخير والعطاءواستغلال التقنية المتاحة وبفضل صلة الأرحام، فأقاموا في البداية ملتقى دعوي لشبابعائلتهم من الرياض فقط، تعرفوا عليهم أكثر، وزادت أواصر المحبة فيما بينهم، وأخذواملاحظاتهم ومقترحاتهم، وأقاموا لهم برنامج ترفهي ثقافي، وسعد الشباببذلك.

بعد هذهالتجربة الناجحة بدؤوا بضم شباب المناطق الأخرى بالإضافة إلى كبار السن، وانطلقتالمسابقة الشهرية الثانية، وزاد عدد المشاركين ووصل عددهم إلى 160متسابق.

مشروعهم القادم والذي ينتظره الكثير من شباب هذه الأسرة المباركة؛ هورحلات عمرة، والتي ستنطلق من كل منطقة حافلة، بالإضافة إلى توزيع أشرطة محاضرات لكلأسرة، وكل ذلك على نفقة التاجر، ونسأل الله تعالى أن يبارك له في ماله وأن يخلفعليه بخير.

ماأجمل أن تحتذي كل الأسر نهج هذه الأسرة فالتاجر بماله، والداعية بوقته وجهده،والعامي بمقترحه وملاحظته الهادفة التي تبني وتصوّب.
كتبت : || (أفنان) l|
-
كتبت : عبير ورد
-
بارك الله فيك وأثابك الفردوس الأعلى من الجنة تقبلي مروري ودمت بخير
كتبت : randoda
-



بارك الله فيكى اختى الغالية

ما اجمل ما سطرت يمناكى

موضوع رائع استفدت منه كثيرا

ربنا لا يحرمنا منك و يزيدك علما
كتبت : سنبلة الخير .
-
شكرا لمروركم
منورين الموضوع
جزاكم الله خيرا

التالي

فهرس للمواضيع ملتقى داعيات منتدى ريجيم.. مرجعكِ كل ما تحتاجي ـ له .. ((متجدد))

السابق

بالصور:حملة "فالنتاين فسق وعصيان">> شاركوا في نشرها

كلمات ذات علاقة
لاتستعجلي , الثمار , الداعية , اختي , جني